مشاركة الاستاذ الناقد / عبد الله باشان في احتفال تواصل زهران
الحكاية الشعبية إفراز للتجمعات القروية والصحراوية وهي مشاع خصب يكثر فيها الخيال والسرد المحبوك يصل في تسلسل سردي إلى ما يسمى بالعقدة والتي تحتاج إلى حل لفك رموزها .
فيما عرفت تلك الحكايات الشعبية في المجتمعات الجنوبية -- وزهران خصوصا -- بمسمى (الشروية ).
رحم الله جدتي التي كنا نتحلق حولها لننهل من ثقافتها القروية البسيطة لتوسيع مداركنا وخيالنا بشروياتها الرائعة في مبناها والراقية في فكرتها والتي كنا ننتظرها مساء بفارق الصبر .
علق في ذهني كثير من الشراوي لكن إحداها لازالت مخيمة على خيالي رغم مافعلته المدنية من فرمتة للذاكرة وتغبير للثقافة القروية وسأورد لكم هذه (الشروية) ربما لتذكر الحال قديما وحالنا هذا الوقت فربما تعاد ثقافة (الشراوي) إلى الأذهان لنتذكر جزءا من ماضينا الجميل وربما لنستطيع بها تفتيق مدارك صغارنا من أجيال البلايستيشن وأبطال الديجيتل ..
قالت جدتي رحمها الله : في قديم الزمان كانت هناك قرية وادعة يسود أهلها الحب والوئام ولا يعكر صفوها معكر إلى أن ظهر فيها من أبناء القرية رجل غير صالح سارق احترف اللصوصية إذ لم يكن همه سوى التنغيص على أهل القرية الوادعة تحت مظلة (خالف تعرف) فكان أن بدأ يسرق في جنح الظلام فبدأت الشكاية من أفراد القرية بأن محاصيلهم الزراعية تعرضت للسرقة من المخازن فاجتمع كبار القرية واتفقوا -- في قرار خطير -- على أن يزرعوا مرة ثانية وبسرعة متناهية !! بدلا من تضييع وقتهم في البحث عن السارق والإيقاع به فتعجب السارق من سلبيتهم فقرر معاودة السرقة مرة أخرى وبعد اجتماع كبار القرية قرر الجميع تجاهل السارق مرة أخرى ولكن اتخذوا قرارا آخر -- أشد خطورة -- بإيقاف الزراعة ليفوتوا على السارق الفرصة فاشتد بأس السارق فقرر السرقة للمرة الثالثة ولكن هذه المرة قام بسرقة الأرض بأكملها !! وكان له ما أراد وبحيلة ماكرة وتحد صريح قرر بيع الأرض المسروقة إليهم ، فتقدم الأثرياء من أفراد القرية للشراء ولم يستطع الفقراء إلا العمل بأجر لتأمين قوتهم اليومي فقرر السارق أن يستقطع نصف رواتب الفقراء ويبقي النصف الآخر ليقتاتوا به بعد أن رحم حالهم وما وصلوا له من ضعف !! .
أنهت جدتي الشروية دون أن تخبرنا عن مصير السارق وأهل القرية
وإلى هذه اللحظة ورغم مرور السنين لازلت أحاول فك طلاسم تلك الشروية وأسباب عدم إيقاف السارق عند حده وأسباب سكوت أبناء القرية الوادعة الجميلة عن تجاوزات هذا اللص بالرغم من أنه يعمل في جنح الظلام وهم يعملون في وضح النهار .
بيد أن الكثير من شيبان القرية الحاذقين بفن الشراوي طلبت منهم تفسيرا منطقيا للسكوت عن هذه العنجهية التي تغري الكثير من اللصوص فأخبروني أن السبب الرئيسي لحنق السارق على أبناء جلدته يعود إلى تهميشه وعدم الاهتمام به نتيجة لكثرة بلبلته ولسانه الطويل على أبناء القرية لكن الشيبان لم يفلحوا في إشباع فضولي لمعرفة سبب ترك اللص يسرح ويمرح .
الحكاية الشعبية إفراز للتجمعات القروية والصحراوية وهي مشاع خصب يكثر فيها الخيال والسرد المحبوك يصل في تسلسل سردي إلى ما يسمى بالعقدة والتي تحتاج إلى حل لفك رموزها .
فيما عرفت تلك الحكايات الشعبية في المجتمعات الجنوبية -- وزهران خصوصا -- بمسمى (الشروية ).
رحم الله جدتي التي كنا نتحلق حولها لننهل من ثقافتها القروية البسيطة لتوسيع مداركنا وخيالنا بشروياتها الرائعة في مبناها والراقية في فكرتها والتي كنا ننتظرها مساء بفارق الصبر .
علق في ذهني كثير من الشراوي لكن إحداها لازالت مخيمة على خيالي رغم مافعلته المدنية من فرمتة للذاكرة وتغبير للثقافة القروية وسأورد لكم هذه (الشروية) ربما لتذكر الحال قديما وحالنا هذا الوقت فربما تعاد ثقافة (الشراوي) إلى الأذهان لنتذكر جزءا من ماضينا الجميل وربما لنستطيع بها تفتيق مدارك صغارنا من أجيال البلايستيشن وأبطال الديجيتل ..
قالت جدتي رحمها الله : في قديم الزمان كانت هناك قرية وادعة يسود أهلها الحب والوئام ولا يعكر صفوها معكر إلى أن ظهر فيها من أبناء القرية رجل غير صالح سارق احترف اللصوصية إذ لم يكن همه سوى التنغيص على أهل القرية الوادعة تحت مظلة (خالف تعرف) فكان أن بدأ يسرق في جنح الظلام فبدأت الشكاية من أفراد القرية بأن محاصيلهم الزراعية تعرضت للسرقة من المخازن فاجتمع كبار القرية واتفقوا -- في قرار خطير -- على أن يزرعوا مرة ثانية وبسرعة متناهية !! بدلا من تضييع وقتهم في البحث عن السارق والإيقاع به فتعجب السارق من سلبيتهم فقرر معاودة السرقة مرة أخرى وبعد اجتماع كبار القرية قرر الجميع تجاهل السارق مرة أخرى ولكن اتخذوا قرارا آخر -- أشد خطورة -- بإيقاف الزراعة ليفوتوا على السارق الفرصة فاشتد بأس السارق فقرر السرقة للمرة الثالثة ولكن هذه المرة قام بسرقة الأرض بأكملها !! وكان له ما أراد وبحيلة ماكرة وتحد صريح قرر بيع الأرض المسروقة إليهم ، فتقدم الأثرياء من أفراد القرية للشراء ولم يستطع الفقراء إلا العمل بأجر لتأمين قوتهم اليومي فقرر السارق أن يستقطع نصف رواتب الفقراء ويبقي النصف الآخر ليقتاتوا به بعد أن رحم حالهم وما وصلوا له من ضعف !! .
أنهت جدتي الشروية دون أن تخبرنا عن مصير السارق وأهل القرية
وإلى هذه اللحظة ورغم مرور السنين لازلت أحاول فك طلاسم تلك الشروية وأسباب عدم إيقاف السارق عند حده وأسباب سكوت أبناء القرية الوادعة الجميلة عن تجاوزات هذا اللص بالرغم من أنه يعمل في جنح الظلام وهم يعملون في وضح النهار .
بيد أن الكثير من شيبان القرية الحاذقين بفن الشراوي طلبت منهم تفسيرا منطقيا للسكوت عن هذه العنجهية التي تغري الكثير من اللصوص فأخبروني أن السبب الرئيسي لحنق السارق على أبناء جلدته يعود إلى تهميشه وعدم الاهتمام به نتيجة لكثرة بلبلته ولسانه الطويل على أبناء القرية لكن الشيبان لم يفلحوا في إشباع فضولي لمعرفة سبب ترك اللص يسرح ويمرح .
تعليق