بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماذا يعني الصبر اليكم التفاصيل
خُلق من أسس الأخلاق في ديننا الحنيف...من أمهات الأخلاق.

متغلغل في حياة البشر جميعاً...إنه خُلق الصبر
أحياناً يأتي بعض الشباب يقول لي: إني أعاني من معصية كذا... فماذا أفعل؟فنقول له: أصبر ,فلا يعجبه الكلام, ويعتقد أن ما نقوله كلام نظري.
ويقول آخر:إني أحاول الأستيقاظ مبكراً لصلاة الفجر ,ولكني لا أستطيع فماذا أفعل؟فنقول له : اصبر
....
لقد ضاع المعنى الحقيقي للصبر , وأصبحت كلمة الصبر عند الكثير منا تساوي...(كلمة نظرية)
ولكن من منا يراها منهجاً عملياً لحل أي مشكلة.. وللوصول لأي غاية..!!؟؟ الــصبر مفتاح الكون!!
كل مخلوقات الله الجنين في بطن أمه ومراحله إنه لايكبر فجأه..
والزرع ينمو بتدرج , أيضاً تدرج شروق الشمس وتدرج غروبها..
وإليك هذه ... ألاترى أن الله تبارك وتعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام , وكان سبحانه وتعالى أن تكون في يوم واحد أو في طرفة عين...!!
أراد الله تبارك وتعالى بخلق السموات والأرض في ستة أيام أن نعلم .. أن كل شئ في هذا الوجود يقوم على التدرج , وأن الصبر ليس خُلقاً إنسانياً فحسب بل هو مفتاح الكون.
سبــحان الله..!! إن الكون كله يقوم على فكرة الصبر.
أخي المسلم أتصبر ويحبك الله ..!!
يقول تعالى((وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِيِنَ))
بعد أن قرأت الأية.. أتصبر أم لا؟؟
أصبر على المرض فتخيل ..أن الحُمى تكفر الخطايا!!
عن جابر بن عبدالله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب فقال مالك يا أم السائب!تُزَفْزِفِينَ) فقالت الحُمى لابارك الله فيها,فقال لاَتَسُبّي الحُمى فإنها تُذهب خَطَايَا بَنِي آدَمَ, كَمَا يُذهِبُ الكيرُ خَبثَ الحَدِيدِ).
بعد قراءتك لهذا الحديث ستجد نفسك عند المرض تتالم وتبكي من شدة المرض ولكن بداخلك معنى اللذة,لأن الصبر له لذة وإستشعار الثواب له لذة أكبر وأكبر ..إن الألم يعصرك وأنت تتلذذ بالثواب ومغفرة الذنوب..
**أتصبر أخي الشاب حتى تتزوج عن مصاحبة البنات وعن مكالمات التليفون ستقول إن زماننا صعباً قل لنفسك وهل كان سيدنا يوسف ظروفه سهلة وبسيطة..!!هذا ماحدث لسيدنا يوسف عليه السلام مع إمراءة العزيز..
يوسف شاب ,موفور الصحة ,جميل ,وهو عبد والعبد أكثر جرأة من الحر, لإنه لايحاسب كالحر, وهو غريب ولا يعرفه أحد وهذا يسهل له كل الأمور.
وإمراءة العزيز.. امراءة جميلة,ذات منصب,سيدته وهي التي تطلبه وتجري وراءه, وغلَّقت الأبواب(لايراهما أحد), وهي التي تدعوه الي الفاحشة , بل تهدده إن لي يفعل ما تأمره به ستدخله السجن.
لم تكن هذه أحلام يوسف..
أنظر لرد يوسف..قال(مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّى أَحْسَنَ مثْوَايَ))
هل تستطيع أن تكون هكذا ..
هيا لتبدأ من الآن, فلا مكالمة .. ولا مقابلة..ولا إبتسامة..ولا ...
سيدنا يوسف لم يترك عذراً لأحد من الشباب.
لإنك لم ترى إمرأة جميلة غلقت الأبواب وهيئت كل الظروف وتراود شاباً عن نفسه وتتهدده إن لم يفعل ذلك!!
أن قصة سيدنا يوسف تشعرك بالقوة.. وأن النفس قد تحررت من سجن الشيطان..ولذلك من يقرأ سورة يوسف محزون أو مكروب أو محب لشهوة إلا سُرِّي عنه وصرفت عنه تلك الشهوة.
هيا .. لتقرأ سورة يوسف بهذه النية وتعايش مع هذه المعاني وكن من الصابرين.
ووالله من نوى الآن أن يصبر عن المعاصي وأستعان بالله..فسيوفقه الله فالدنيا وهنيئاً له الجنات يوم القيامة..
**يافتاه يامن تأخر نصيبك أو ترملتي أو تطلقتي فسيعوضك الله هذه أم سلمة..!؟
فقدت أبو سلمة صحابي شهيد شارك في غزوة بدر ونعلم أن من شارك فيها لهم شرف كبير,فقد غفر الله لهم..كما قال النبي(لعل الله اطلع على أهل بدر,فقال:اعملوا ماشئتم فقد غفرتُ لكم))
فلما استشهد أبو سلمة قالت أم سلمة الدعاءإنا لله وإنا إليه راجعون..اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها)
فجلست تفكر ... وقالت:من خير من أبي سلمة.. إنه صحابي وشهد بدراً ومات شهيداً؟ ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم,وهو خير من أبي سلمة.
أراكي الآن حريصه على حفظ الدعاء..
إحراصو عليه فستروا العجب ولكن هناك شرطان:
أولهما :الصبر على المصيبة
ثانيهما: اليقين في إجابة الدعاء
والشرط الأخير للصبر أن يكون صبراً بلا شكوى وبلا ضجر...أتشكون الله للبشر؟ألا ترضون بقضاء الله؟
أخيراً
أعذروني ولكن هذه كلمات أعجبتني أثرت في نفسي كثيراً عندما قراءتها بكتاب
ولكن هل ياترى سنصبر ونستقيم؟وهل ياترى سيكون عندنا الدافع الذاتي للصبر أم لابد من معين؟
والله من أراد الصبر سيصبر..
دربوا أنفسكم وأستعينوا بالله.. وستنالوا الخير بأذن الله..

منقول للفائده
مع تحيات (محبكم في الله الواصل)