بسم الله الرحمن الرحيم
أعجبني هذا المقال الذي قرأته فأحببت أن أشارككم اياه
أعجبني هذا المقال الذي قرأته فأحببت أن أشارككم اياه
يقلني في كل مرة الى المطار الأجنبي الذي أعود من خلاله الى بلادي سائق تاكسي , يلبس بدلة نظيفة وربطة عنق , يحمل حقائبي بأدب ويفتح لي باب السيارة .. لا تفوح في السيارة رائحة عرق او دخان ... ولا يسألني أبدا ( انت كم راتبك ؟ , وانت كم عندك عيال ؟ , وانت منين ؟ ) وانما يوصلني لوجهتي بصمت ويخبرني قبل انطلاق السيارة بالمدة والمبلغ المتوقع حسب العداد وجهاز الـ gps , وأراقبه باهتمام وهو يقود السيارة باحتراف, ويقف للمشاة , ولا يتجاوز من على اليمين!
يودعني في المطار الأجنبي موظف الجوازات المبتسم ... يطلب مني جوازي بادب , ينهي أجراءاتي باحترام ولباقة وذوق هائل ثم يسلمني جوازي بابتسامة , وفي آخر مرة اتذكر أن موظف الجوازات الأوربي كان يناديني (سير) يعني يا سيدي !!! وددت أن أقول له ( الله يجبر بخاطرك يا طيب ويرفع مقامك , ليتك تدري في بلدي كيف يعاملني موظفوا المطار )
جميع موظفي المطار , على اختلاف الجهات التي يعملون فيها , يتعاملون معك بأدب جم واحترافية عالية .... كل شيء يسير بنظام يمكن لاي مسافر مهما كان أميا أو جاهلا أن يتصرف من خلاله.
مطار الرياض :
يستقبلني موظف الجوازات ذو الكرشة المتدلية , ينظر في الأعين ويوجه الناس كالأغنام ... هنا يالأخو , وروح هناك يا صديق ... ويتوقف ليرد على جواله الذي يرن بنغمة مسلسل سنوات الضياع (كما عرفت لاحقا ) ثم يطلق ضحكاته العالية ويعد المتصل بأن يدبر له موضوعه ان استطاع ويكمل مكالمته بالاعتذار ان قصّر فالحجوزات كلها ( فل ) .... وللمعلومية فمعظم موظفي مطاراتنا على اختلاف الجهات التي يعملون فيها , لديهم خبرة جيدة في (تدبير الحجوزات لمعارفهم ) وترك مواقعهم والتسلل خلف كاونترات الخطوط السعودية لطلب الموظفين وحب خشومهم !!!
أسلم جوازي لموظف الجوازات الآخر , وهو بدوره يتقاضى راتبه على درجة التكشيره ... لا أعرف سببا يجعله أكثر تكشيرا من الموظف الاوربي , بالنظر الى أن الموظف السعودي يتقاضى راتبه كاملا والأوربي يدفع مالا يقل عن 40% من راتبه على شكل ضرائب للدوله ومع ذلك يبقى مبتسما مؤدبا .
في الغرفة المجاورة لموظف الجوازات , يقف موظف آخر يدخن بزيه الرسمي ... في اليمنى سيجارة وفي اليسرى جوال وعدة خواتم.
تتأخر حقيبتي لسبب ما فأبحث عن الموظف المسؤول عن المكتب المعد لخدمات العفش فأجد الكاونتر خاليا الا من الحقائب المتراكمة وعدد من البنغالية الذين يبدو أنهم يؤدون عمل الموظف بدل عملهم في النظافة ... أسأل عن الموظف فيقولون
( فيه روح صلاه !! ) وأنتظر لمدة ربع ساعة لحين عودته ... وحين عاد تنتابني كل الشكوك بأنه كان يصلي !
( فيه روح صلاه !! ) وأنتظر لمدة ربع ساعة لحين عودته ... وحين عاد تنتابني كل الشكوك بأنه كان يصلي !
أخرج من باب الصالة فيستقبلني ( الكدادية ) أحباب الله !! ( سياره يالاخو ) ( سياره يابو الشباب ) ... ( سياره صديق ) أعينهم كالرصاص تكاد تخترقك لتعرف ما بداخلك وأين كنت وماذا تفعل ومن أين أنت , ناهيك عن الأشكال والروائح والوجوه المشبوهة والافواه الكالحة ..... وأنني أحتمل كل تلك المناظر .. مقارنة بالمنظر الدائم للكدادي العربجي ( الشنب ) الذي يقف في وجه الباب ... ويحك ( أعزكم الله ) بيده امام خلق الله وكأنه لم يستوعب بعد - رغم كل السنين - وجود ذلك العضو الملتصق بجسده ... يتأكد من وجوده كل خمس دقائق !!!
انتقل بعدها لموظفي احدى البنوك , سلمت عليه ثم أخرجت عددا من أوراق اليورو ووضعتها في الفتحة التي بيني وبينه ليحولها الى ريال
قبل أن أخبركم ماذا قال لي , أود أن أخبركم بما فعلته موظفة عجوز في المطار الاوربي , حيث وضعت أمامها كيسا يزن حوالي (كيلو) من عملات اليورو المعدنية التي كنت أحتفظ بها في حصالة, أخذت هي الكيس بأدب , فرزت العملات كل فئة على حدة واستمرت في العد لمدة عشر دقائق ثم سلمتني عملات يورو ورقية مقابل المبلغ بالاضافة الى ابتسامة .
موظف البنك السعودي ( كالعادة ) كان رده الأولي هو ( ابو الشباب ... لو سمحت حط فلوسك بشكل محترم .. ما ترضى ان أحد يسلمك فلوس كذا ) !!!
سحبت الأوراق كما طلب , ثم بدأت بتصفيفها وسألته أن كان يريد الصورة للداخل أم للخارج !
ثم أنتقلت لموظفي الخطوط السعودية ....
وأنتم تعرفون ماذا اقصد
اقسم بالله أنني أشعر بالاحباط لمجرد كتابة ما اراه , وما ترونه كل يوم
الواسطات تعمل عيني عينك , وخطوط الجوال لا تتوقف عن الرنين , والركاب كل واحد يقدم جواله للموظف ويقول ( أبو فلان يبيك ) ... ناهيك عن (شيانة النفس ) والتكشير والمظهر غير المحترم !
الكل يدخن في المطار , من ركاب وموظفين .. بعكس الكثير من مطارات العالم ..
الخلاصة :
لماذا يا بلادي ؟ لماذا أشعر بأن كل الموظفين الذين مررت بهم في مطارات العالم ( أوادم ) ( محترمون ) وموظفوا مطاراتنا في الغالب ( ..... ) !!!
سائقوا التاكسي في البلدان الأجنبية أكثر احتراما ولباقة ونظافة ورقيا في التعامل من أرقى موظفي مطاراتنا !
أشعر بالفرق الهائل بين معظم الاشياء والتصرفات والقوانين , ولكن الفرق الأكبر اجده في البشر ... وضع تحت البشر خطين.
مالذي يجعل منهم ( بشر ) على قدر عال من الاحترام لوظائفهم على الرغم من ارتفاع الضرائب وغلاء المعيشة , في الوقت الذي يبقى معظم موظفينا (متخلفين افظاظ ) على الرغم من ارتفاع رواتبهم وسهولة الحياة نسبيا بالنسبة لهم مقارنة بالدول الأخرى ؟
هل هناك من يملك إجابة ؟
أخوكم ((الواصل))
أخوكم ((الواصل))
تعليق