لتسمحوا لي أيها الأعزاء أن استشهد بقصيدة شعبية رغم أننا في العام ، فقد وجدتها خير مترجما لما أنوي الحديث عنه .
يقول الشاعر الشعبي :
يا الله لا حطّيت لي في الخيانة منسبا
كودٌ امشي في العلوم البعيدة بعد قيس
وانتقي من طيبات البضايع وبرها
ويش نبغي من شراب الدشر لا سدّ ماء رب
والعقول الناقصة مامعي وفيا لها
كودٌ امشي في العلوم البعيدة بعد قيس
وانتقي من طيبات البضايع وبرها
ويش نبغي من شراب الدشر لا سدّ ماء رب
والعقول الناقصة مامعي وفيا لها
واضح هنا أن الشاعر من اصحاب الهمم العالية والنفوس الصافية . فهو يستهل قصيدته بدعاء ربه بأن لا يجعل له نسبا في الخيانة لا من قريب ولا من بعيد . وفي هذا يتبين لنا ارتباط الشاعر بربه هذا الارتباط القوي الذي جعله يبدأ بدعاءه هذا .ثم يؤكد الشاعر أنه ليس من الذين يتكلمون قبل أن يفكرون ويفعلون دون أن يتصورون ، ويحفظون غير ما يسمعون ، ويفهمون غير ما يحفظون ، ويقولون غير ما يعتقدون ، تسمع أقوالهم تستعجب ، ترى أفعالهم تستغرب ! فهو لا يسير إلا وفق تخطيط ودراسة وبخطوات واثقة ، يقيس الأمور بمقياس دقيق . مما يمكمنه من انتقاء افضل البضائع المعروضة أمامه . أما الرخيصة فإنه يبيعها ولا يشتريها .
ثم يستآءل الشاعر تسأؤلا يقصد به التأكيد ، بأنه لاحاجة للأنسان لأن يشرب من الماء الذي ترد عليه دواشر الحيونات مادام الله قد أغناه بماء معين . وفي الختام يؤكد الشاعر بأنه ومهما كانت الأمور واضحة أمامه ومهما كان مبدأه واضحا ومنهجه سليما ، إلا أنه لا يستطيع أن يهدي خلقه الله أو يهبهم عقولا من عنده .
ثم يستآءل الشاعر تسأؤلا يقصد به التأكيد ، بأنه لاحاجة للأنسان لأن يشرب من الماء الذي ترد عليه دواشر الحيونات مادام الله قد أغناه بماء معين . وفي الختام يؤكد الشاعر بأنه ومهما كانت الأمور واضحة أمامه ومهما كان مبدأه واضحا ومنهجه سليما ، إلا أنه لا يستطيع أن يهدي خلقه الله أو يهبهم عقولا من عنده .
هذا هو منهج شاعرنا الذي قال هذه القصيدة ، وهذا هو حقيقة ما وجدته في هذا الأستاذ النبيل عبد الرحيم بن قسقس . منذ أن عرفناه عضوا فاعلا في هذا المنتدى العريق ، فهو لا يقع إلا على سمان المواضيع ، وحتى تلك التي ينتقيها ، يأخذ منها الأفضل والأحسن ، ويحاول ابرازه وتعميمه ، أما ماعدا ذلك فإنه يتركه ولا يقف عنده .
ما أحوجنا إلى أن نتعلم من منهج هذا الرجل ، ونقددي به ونسير على خطاه ، فقد وجدته مدرسة مستقلة وفريدة . وأنا إذ أهنئه هنا وأبارك له ، أشكر الله تعالى على أن بيننا مثله .
تعليق