Unconfigured Ad Widget

Collapse

(لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى )

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • سالم المنتشري
    عضو
    • Aug 2008
    • 6

    (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
    وبعد ،،
    يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم * يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين*)
    (البقرة: 263 - 264).



    في هاتين الآيتين الكريمتين يرشدنا الحق سبحانه وتعالى إلى الآداب والأخلاقيات الفاضلة التي ينبغي أن نلتزم بها ونحن نقدم للفقراء والمحتاجين وأصحاب الحاجات حقوقهم في أموالنا، فهو سبحانه وتعالى يحذرنا من المن والأذى، وينادي كل المؤمنين بأن يجتنبوا في صدقاتهم هاتين الرذيلتين، مبينا أن الكلمة الطيبة للفقير خير من إعطائه مع إيذائه.



    *الكلمة الطيبة*
    ومعنى (قول معروف)أن تقول للسائل الفقير كلاما جميلا طيبا تجبر به خاطره، ويحفظ له كرامته،


    (ومغفرة) أي لما وقع منه من إلحاف في السؤال، وستر لحاله وصفح عنه


    (خير من صدقة يتبعها أذى) أي خير من صدقة يتبعها المتصدق أذى للمتصدق عليه، لأن الكلمة الطيبة للسائل، والستر عليه، والعفو عنه في ما صدر منه، كل ذلك يؤدي إلى رفع الدرجات عند الله، وإلى تهذيب النفوس، وتأليف القلوب، وحفظ كرامة أولئك الذين مدوا أيديهم بالسؤال.



    أما الصدقة التي يتبعها أذى فإن إيتاءها بتلك الطريقة يؤدي إلى ذهاب ثوابها، وإلى زيادة الآلام عند السائلين، ولاسيما الذين يحرصون على حفظ كرامتهم وعلى صيانة ماء وجوههم.


    والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الكلمة الطيبة صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق) وهنا يجب على المسؤول كما يقول الإمام القرطبي في تفسيره للآية الكريمة أن يلتقي السائل بالبشر والترحيب ويقابله بالطلاقة والتقريب ليكون مشكورا إن أعطى ومعذورا إن منع.



    *ذهاب الأجر*

    ثم ختم الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة بقوله: (والله غني حليم) أي والله غني عن إنفاق المنفقين وصدقات المتصدقين، وإنما أمرهم بها لمصلحة تعود عليهم، وقيل إن المراد بالعبارة الكريمة أن الله عز وجل غني عن الصدقة المصحوبة بالأذى فلا يقبلها “حليم” فلا يعجل بالعقوبة على مستحقها فهو سبحانه يمهل ولا يهمل.



    وقوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) نداء منه سبحانه للمؤمنين يكرر فيه نهيهم عن المن والأذى لأنهما يؤديان إلى ذهاب الأجر من الله تعالى، وإلى عدم الشكر من الناس، ولذا جاء في الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إياكم والامتنان بالمعروف فإنه يبطل الشكر ويمحق الأجر).

    ثم أكد سبحانه هذا النهي عن المن والأذى بذكر مثلين فقال في أولهما (كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر).

    والمعنى: يا من آمنتم بالله تعالى لا تبطلوا صدقاتكم بأن تحبطوا أجرها، وتمحقوا ثمارها، بسبب المن والأذى، فيكون مثلكم في هذا الإبطال لصدقاتكم، كمثل المنافق الذي ينفق ماله من أجل أن يرى الناس منه ذلك، ولا يبتغي به رضاء الله ولا ثواب الآخرة.
    وقوله تعالى في المثال الثاني ( فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا)معناه أن المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس مثله في انكشاف أمره وعدم انتفاعه بما ينفقه رياء وحبا للظهور كمثل حجر أملس لا ينبت شيئا ولكن عليه قليل من التراب الموهم للناظر إليه أنه منتج فنزل المطر الشديد فأزال ما عليه من تراب، فانكشفت حقيقته وتبين للناظر إليه أنه حجر أملس صلد لا يصلح لإنبات أي شيء عليه.

    وقوله تعالى: ( لا يقدرون على شيء مما كسبوا ) معناه أن الذين يبطلون صدقاتهم بالمن والأذى، والذين يتصدقون رياء ومفاخرة لا يقدرون على تحصيل شيء من ثواب ما عملوا، لأن ما صاحب أعمالهم من رياء ومفاخرة ومن أذى محق بركتها، وأذهب ثمرتها وأزال ثوابها



    تــحــيـــاتـــي
  • الشعفي
    مشرف المنتدى العام
    • Dec 2004
    • 3148

    #2

    جزاك الله خيرا أخي سالم وجعل مانقلت في ميزان حسناتك

    ننتظر منك المزيد
    من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

    تعليق

    Working...