السيد / ................................ وفقه الله لكل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
عتاب لو يتاح لي العتاب
وأنت الخل والفذ المهاب
وحسبك انك المكسو أصلا
رداء الفضل روحك والاهاب
وحسبي أنني ما جئت يوما
إليك فردني حرس وباب
وأنت الخل والفذ المهاب
وحسبك انك المكسو أصلا
رداء الفضل روحك والاهاب
وحسبي أنني ما جئت يوما
إليك فردني حرس وباب
في تلك الأماكن التي تعرفها بالتحديد كنت أراك , وفي بؤرة نفسي .. بل في كل الأشياء من حولي لم يدر بخلدي ــ والله العظيم ــ أن تلفظتك بحور الاقدار علي موانيء الأيام .. كنت اداريك وأشفق على نفسي وانا اعلم انني سافقدك .. عندها .. ماكنت لاعلم هل ابكي لك ام على نفسي أم على الأيام الخوالي أم علينا جميعاً ؟ كنت اتمنى ان نلتقي دوما .. ولكن العيون تكذب كل ما يقال من كلام
بل إني ــ والله العظيم ــ كلما اردت المرور اتوقف حيثما لااريد ــ كل ذلك يهون ــ الا ان تمر اللحظة الآتية وكأن لم يكن هتاك من قبل اي ذكرى ولا اي طريق كان يضمنا معا وتلك الطامة التي قتلت في نفسي الشعور بأننا كنا سوياً نأكل من مائدة واحدة ونفترش بساطاً واحداً نروح ونغدوا لا يفكر أحدنا إلا في صاحبه ..!! لا أدري هل هي سنة الحياة ؟ أم أن انفتاح الدنيا وزيادة الماديات قد سحبت كل بساط للعرف والخلق والدين ؟! لست أدري مالذي حدث ؟
صدقني ان كل الحواجز والحدود ومسافات الحياة .. كل الكلمات التائهة في بحور الضجيج .. وكل اللقاءات .. ولحظات الابتعاد باتت تمنعني من أن اصل اليك خوفا من أن اصطدم بكذبات الحياة بل خوفا من بعض ما ترسبه العقول بعض افراد المجتمع .. ورفضا لكل المحاولات الفاشلة .. نعم .. اني اخاف من سطوة الايام ومن كل لحظة تجعلني اذرف فيها دمعتين .. دمعة ندم وأخرى أمل
عزيزي
بصراحة الدنيا لم نكن نعي تلك المراحل التي قطعناها .. فبقدر ولائي كان اخلاصك مزيفا .. وبقدر انتمائي كان اسلوبك جافا .. وبقدر وفائي كان فيضان برودك جارفا.. وقل عكس ذلك تماماً لا أجد عندها سوى أن أعترف لك بالمثل ..!!
لذا دعني اقول وليقرأ التأريخ
يا أيها الناس للأسف فنحن نملك كل شء إلا الضمير الحي فدائما لايصحو إلا عندما ننام .. فكيف لحسن النية وجميل القدر ان يلتقيا عندئذ ؟ وكانها خطوط متوازية حكم عليها الا تجتمع برغم الاستقامة .. وكانها حين تمنت اللقيا اصبحت ..بريئة .. ثم اتهمت دون ذنب ولا جريمة .. ودون سابق انذار في الجلسة الاولى حكم عليها القاضي غيابا بالاعدام .
فعفوا يا صديقي حينها لا استطيع ان اقول لك عذرا .. وقد تفعل لكني أصرخ فيك قائلاً سامحني ولا تحملني كثيرا فليس عندي ما يدفع عني فاتورة البعد سوى طلب العفو والدعاء وأمنية العودة للصفاء واللقيا من جديد
لا تندهش كثيرا ولا تتسرع في الحكم على حروفي بل اني اطلب منك التريث والتفكير ومحاولة الفهم قدر ما تستطيع لذا فكر ثم فكر ثم فكر.
لا فتة :
لاتصبح الاشياء ذات قيمة حقيقية الا عندما نتوارى عنها .. ولا تصبح الامكنة اكثر جمالا وحضورا الا عندما نكون في حالة ابتعاد عنها .. ولا تضيء الازمنة الا بغيابها .. لكانما الغياب هو الحضور .. فالأعماق لا تلتفت لما تعشقه وتهواه وتريده الا عندما تظل المسافة شاسعة وواسعة.
تحياتي لكم جميعاً
وبلغني الله وإياكم رمضان وختم لنا بالصالحات
تعليق