حضرت مناسبة زواج في أحد قصور الأفراح الفارهة
ولفت نظري مكان علق عليه لوحة مكتوب عليها كبار الشخصيات
ولفت نظري مكان علق عليه لوحة مكتوب عليها كبار الشخصيات
تجاوزتها أنا وصديق كان معي إلى مكان مناسب لشخصياتنا
وسألت صاحبي ما حدود وضوابط كبار الشخصيات فقال أتوقع
إما أن يكون صاحب تجارة وثروة أو صاحب منصب كمدير
جامعة أو مدير شرطة أو صاحب جاه قلت ألا يكون هذا
التخصيص سبب في الإحراج بين الضيوف والتفرقة بينهم
وفيها إحراج أيضاً لصاحب العرس؟
فكيف يصنع إذا دخل عليه شخصان معاً ؟
هل يقول للشخصية الكبيرة تفضل هنا وللآخر تفضل هناك ؟
كما أنه سببا ً للعجب والتعالي والخيلاء في نفس المدعو
عندها دار في ذهني موقف أمير المؤمنين عمر الفاروق
رضي الله عنه عندما جاءه الوفود فأعجبته نفسه فخرج
يحمل على عاتقه قربة فقيل له لماذا يا أمير المؤمنين ؟
فقال :إن نفسي أعجبتني فأردت أن أذلها.
ما أجمل أن يعرف الإنسان قدر نفسه ويقوم بمحاسبتها
وإلجامها بلجام التواضع فهي تزهو ويعتريها العجب والخيلاء
حتى تزدري وتحتقر غيرهاو متى ما استبد العجب والتعالي
بالإنسان أحاط نفسه بهالة من الزهو والخيلاء وحب الظهور
وما يسمى اليوم في مجتمعنا بكبار الشخصيات وتخصيص
أماكن خاصة لهم كما هو الحال في البنوك والمطارات
والمستشفيات وقصور الأفراح ظاهرة سلبية تدعو إلى الطبقية
وتدفع هؤلاء الذين ميزهم الله بجاه أو مال أو منصب وسميناهم
بكبارالشخصيات إلى الزهو والإعجاب بالنفس وربما يستثير
سخط الناس ومقتهم لبعض فالقلوب جبلت على بغض من
يتعالى عليها وديننا ينهى عن ذلك
كان صلى الله عليه وسلم يجلس حيث انتهى به المجلس
والمنزلة والمكانة التي يسمو بها الإنسان الإيمان والتقوى
فهي المقياس الحقيقي عند الله ولا عبرة بالأجسام العريضة
ولا بالألسن الفصيحة ولا بالمشالح الفارهة والمناصب العالية
إنما العبرة بالقلوب المطهرةوالسرائر المنورة
« إن الله لا ينظر إلى صوركم . . . الحديث "
وفي الحديث الآخر
(رُبَّ أشعثَ أغبر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسمَ على الله لأبَرَّه .)
ومر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لمن كان
عنده جالس :ما رأيكم في هذا ؟ فقال رجل من أشراف الناس :
هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع
قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما رأيكم في هذا ؟
فقال : يا رسول الله ، هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري
إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفعوإن قال أن لا يسمع
لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا خير من ملء الأرض مثل هذا.
والسؤال متى تختفي هذه المظاهر السلبية من مجتمعنا
ويعرف كل منا قدره ومكانته الحقيقية ؟
والإجابة على ذلك متى ما اقتفينا هدي وسمت نبينا صلى الله
عليه وسلم سعدنا واختفت كل الظواهر السلبية ومتى ما بعدنا ظهرت وظهر أكثر منها .
دمتم في حفظ الله ورعايته
الشعفي 18/ 8 /1429هـ
تعليق