عروة ابن الورد كبير الصعاليك .
لعل عروة بن الورد بين الشعراء أحب شخصية وأكثرها جاذبية . ذلك لما اشتمل عليه هذا الشاعر الجاهلي الفطري من آداب إنسانية , وأخلاقية كريمة . وجود لم يزن بتكلف وروح إشتراكية فتجلى في كل ماكان يصنعه من إحسان ويبذله من عطف وجود تجاه الصعاليك والمرضى والضعفاء .
ولقد أعجبني من قصائده هذه الابيات ،
لحى الله صعلوكا إذا جن ليله ........ مصافي المشاش آلفا كل مجزر
يعد الغنى . من دهره كل ليلة .......... أصاب قراها من صديق ميسـر
ولله صعلوكا صحيفة وجهـــه ......... كضوء شهاب القابس المتنور
وفي قصدة له أخرى تبين وفآه لاصحابه وملازمته لهم . ويعد بان الظيم لايلحق جاره وهو يراه . ويبين لك أنه لاينظر إلى بيت جاره إذا تكشفت من الرياح . وهذامما أمربه الاسلام . يقول شاعرنا :
فلا أترك الأخوان ماعشت للردى ...... كما أنه لايرك الماء شـــاربه
ويتظام الدهــر جــاري ولا ارى ..... كمن باتتسري للصديق عقاربه
وإن جارتي الوت رياح لبيتـــها ....... تغافلت حتى يستر اليت جانبـه