أزمة مياه خانقة في زهران شمالي منطقة الباحة
أزمة مياه خانقة في زهران شمالي منطقة الباحة
الباحة - بخيت طالع الزهراني
يعيش سكان القطاع الشمالي من الباحة ازمة مياه هي الأولى من نوعها هذا الصيف ..ويتقاطر عدد كبير من سكان عشرات القرى من زهران منذ ما بعد صلاة الفجر، امام محطة اشياب الثراوين غرب الاطاولة بمحافظة القرى، ولا يحصل احدهم على وايت ماء، الاّ بعد الظهر، اما في فترات سابقة فإنه يأخذ رقماً وينتظر حوالى ثلاثة ايام الى ان يحين دوره .." البلاد " وقفت على مشكلة شح المياه هناك عبر هذا التحقيق الميداني .
١٠٠ رقم
تقوم محطة اشياب الثراوين بتقديم خدمات بيع المياه بالوايت لسكان عشرات القرى في زهران، شمالي منطقة الباحة ..وخلال جولتنا على المكان شاهدنا جموع المنتظرين لدورهم وهم بين جالس تحت الشمس الحارقة، أو تحت المظلة التي وفرتها الجهة المعنية بالمياه هناك، ويطول انتظار وصول الرقم حتى يصل الى مئة رقم يومي، ثم يتوقف مكتب المبيعات عن اعطاء اية ارقام جديدة فوق الرقم مئة خلال اليوم الواحد .
وايتات قليلة
وسألنا الجالسين هناك فقالوا ان اعطاء اي رقم فوق المائة لا يكون له جدوى، لان من يأخذ رقماً يزيد عن الرقم مئة، فمعناه انه لن يصل اليه الدور، خصوصاً وان الدوام في الشيب ينتهي عند السادسة قبل المغرب، وإذا اخذ احد المواطنين رقماً فوق المئة فمعناه انه سيظل واقفا ً في الدور او السرى بدون معنى، لان الوايتات العاملة هناك هي اصلاً قليلة، ولا يمكن ان تفي الاّ بخدمة في حدود مئة رد يومي .
الرقم ٥ . ٠٠٠
وقال المواطنون انه قبل حوالى شهر من الآن وصلت ارقام السرى هنا الى حوالى خمسة الاف اسم وكلها كانت في قائمة الانتظار، فيأتي المواطن الذي يريد شراء وايت ماء ويسجل اسمه ويحصل على رقم، ثم يقال له ان رقمك هذا لن يصل موعده الا بعد من ثلاثة الى اربعة او خمسة ايام، ويظل صاحب الرقم البعيد يتردد ويسأل عن موعد وصول رقمه، فيقال له انتظر الى الغد، وهكذا حتى تمر عدة ايام دون ان يحصل على وايت الماء المطلوب له ولاسرته التي تنتظر الماء على احر من الجمر .
الدور من جديد
وقال لي بعض الجالسين مواقف بعضها طريفة جداً ..حيث قال الاول انني جئت ذات مرة، وسجلت اسمي واخذت رقماً، ثم انتظرت طويلاً فلما اصابني الملل، ركبت سيارتي الى الاطاولة لشراء بعض اللوازم في سرعة شديدة، وعندما عدت قال لي مكتب المبيعات في الشيب، ان رقمك قد حان ولم تكن موجوداً، فانتقلنا الى الذي بعدك، ولذلك عليك ان تحضر غداً لتسجيل اسم واخذ رقم جديد، وعندها كدت اصاب بالجنون فارتفع الضغط والسكر عندي، ثم اقسمت بالله ان احصل على وايت في نفس اللحظة مهما كان، وبعد شد وجذب، وصياح ونياح - حسب تعبيره - اعطوني الوايت .
ويقول مواطن آخر وهو من الشباب انني حصلت على رقم وبعد ان ذهبت الى سيارتي لاستريح قليلاً رجعت لهم فقالوا لقد تجاوزك الدور وعليك العودة غداً لاخذ رقم جديد، فما كان مني الاّ ان استجبت، وعدت فعلاً اليوم الثاني لاخذ رقم جديد .
قرى المندق
وقال آخرون جاءوا من قرى وبلدات المندق وبلخزمر والنصباء وبرحرح اننا جميعاً نراجع شيب الثراوين، حيث لا يوجد عندنا اشياب لبيع المياه، وقد وعدنا المسؤولون بفرع وزارة المياه بالباحة، بفتح اشياب ناحية المندق، ولكن حتى الآن لم يتم شيء، مع اننا
نشكل في الواقع قرى كثيرة جداً حول المندق وعلى طول الطريق السياحي، ونحتاج الى خدمة المياه، ومع ذلك فما زلنا نراجع جميعاً هذا المكان في الثراوين .
الشركات والدوائر
وخلال تواجد " البلاد " في الموقع رأينا دخول عدة وايتات الى شيب الثراوين، وهي وايتات تتبع لجهات حكومية مختلفة، مثل مستشفى المندق، وبعض المرافق الرسمية الأخرى، وكذلك وايتات تتبع لشركات تأتي جميعها، وتقوم بتعبئة حمولتها من مياه
الشيب، مزاحمة بذلك الوايتات القليلة - اصلا - والتي يتقاطر المواطنون ساعات طوال من اجل الظفر بواحدة منها، وفي ارقام بالدور تصل الى مئة رقم يوميا، خلال الفترة التي زرنا فيها الشيب .
لأول مرة ويرى المواطنون ان هذا الصيف والذي ما زال في بدايته يشكل في الواقع ازمة مياه طاحنة بالنسبة لجزء كبير من منطقة الباحة عموماً، وللجزء الشمالي منها تحديداً، ويوجد في الواقع فرع آخر لبيع المياه في شمال قرية القسمة وشرق قرية محوية يبيع بالوايت من الاشياب، ولكن ذلك كله - بحب رأي المواطنين - لا يكفي ..ولذلك جاءت مطالباتهم بزيادة عدد الاشياب من خلال فتح فروع جديدة لها في عدة قرى جديدة في زهران، واجمع الذين اخذنا اراءهم على ان الازمة الحالية هي الأولى من نوعها بالمنطقة منذ سنوات .
مياه السدود
وقال لنا المواطنون الذين التقيناهم في شيب محطة الثراوين ان المياه التي تبيعها الوايتات معبأة من الشيب ربما تكون قادمة من سد وادي العقيق، وهي المعلومة التي لم يتسن لنا التأكد من صحتها، لكنها على اية حال ما يدور ويشاع بين الناس هناك ..وهذا يعني ان مياه الشيب ليست صالحة للشرب و ولا للطبخ حتى، وانما للغسيل فقط، وفي هذه الحالة يتعين على المواطن هناك ان يشتري مياه الشرب من اماكن اخرى تبيع الماء بالجوالين التي سعر الواحد منها ريالان .
تم إضافته يوم السبت 02/08/2008 م - الموافق 30-7-
تعليق