Unconfigured Ad Widget

Collapse

كيف تستطيع ان تحمي اختك من الذئاب؟؟؟

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الوااافـــي
    عضو مشارك
    • Mar 2008
    • 127

    كيف تستطيع ان تحمي اختك من الذئاب؟؟؟


    بسم الله الرحمن الرحيم




    كانت بطلة هذه القصة ، تعيش لوحدها في منزلها مع أخوتها الأولاد ، و كانت تشعر بالوحدة رغم اهتمامهم بها ، و قربهم الدائم منها ، لكن الظروف السيئة قد اجتمعت عليها من كل الاتجاهات...... وحده ، عزلة و فراغ .

    فتاتي كانت طالبة في الجامعة ، تخرج منها فتقوم بإعداد وجبة غداء بسيطة لها ، لأن أخوتها كانوا يأتون متأخرين من أعمالهم ، فكان عليها أن تأكل وجبتها وحيدة ، استمر وضع فتاتي على هذا الحال طويلاً ، خاصة و أنها لم يكن لديها علاقات واسعة مع الفتيات ،
    كانت تقصي أوقات فراغها غالباً بالقراءة ، في أحد أيام عطلة نهاية الأسبوع ، كانت فتاتي تشعر بالملل ، رغم حرص أخوتها على قضاء الأوقات معها في مثل هذا اليوم ، لكن ذلك المساء كان أخوتها مدعوين على حفل عشاء ، ما عدا واحد منهم كان خارج المنزل لظروف العمل .

    عاد هذا الأخ فوجد أخته تنظر للسماء و حيدة ، فتعجب من وجودها لوحدها في يوم الخميس ، أقترب منها و سألها :

    وش تطالعين فيه ؟

    قالت : الجو رائع اليوم ، شكلها بتمطر الحين بإذن الله .

    رد عليها وقال : فعلاً الظاهر بتمطر ، لكن تعالي هنا ، ليش قاعده بروحك ؟ وين أخواني ؟

    أجابت قائله : معزومين على العشاء .

    قال : هذه أول مره تقعدين فيها لوحدك في البيت يوم الخميس !

    قالت : صحيح لكن وش أسوي ، الظروف أقوى مني .

    صمت أخيها قليلاً و ذهب ، وبعد برهة عاد إليها و قال :

    وش رأيك نطلع أنا و أنت اليوم ؟

    أجابته باستغراب : لكن الحين الساعة 8 معاد فيه وقت للطلعه !

    قال : لا ! فيه وقت ، بس أنتِ أخري وقت نومك اليوم و خليه يوم استثنائي في التاريخ المعاصر ! ............... ذهب و هو يضحك منها ، وطلب منها أن تستعد خلال دقائق .

    فرحت بهذه الدعوة المفاجئة ، ومن أخيها هذا بصفة خاصة ، لأنها نادراً ما كانت تخرج معه لظروف عمله .

    ركبت السيارة ، و علق على سرعتها في الخروج قائلاً :

    ما شاء الله عليك ، أربع دقائق بالضبط ، شكلك متحمسة للطلعه !

    انطلقا في شوارع الخبُر الجميلة ، و أخذت تتأمل السماء و تنتظر هطول الأمطار فتلك اللحظات عندها لا تقدر بثمن ، عندما تسقط قطرات المطر على الشوارع ، و تسمع صوته على زجاج السيارات ، وتشاهده من خلال الأضواء المسلطة من السيارات .

    بدأا في تجاذب أطراف الحديث ، فأخذ يسألها عن دراستها و زميلاتها و كل أخبارها ، فكانت تجيبه بصراحة و صدق وعفوية ، و هو يستمع و يعلق على بعض المواقف ، فإن لم يعجبه تصرف منها ، نصحها و بين لها وجهة نظره ، و ترك لها فرصة للتفكير ، كان يعطيها المجال لتتحدث بما تريد دون خوف من قول حتى الأخطاء التي وقعت فيها ، و من بين تلك الحكايات ، ذكرت له موقف حدث معها في الجامعة صباح ذلك اليوم ، حيث اقترحت عليها بعض الزميلات الخروج معهن ( للسيفوي ) ، لكنها رفضت الخروج ، فسألها أخيها مستفسراً عن سبب موقفها معهن قائلاً :

    وش السبب اللي خلاك ترفضين تروحين معاهن ، مع أن الأجواء تساعدك على الطلعة ؟

    قالت : صحيح البنات قالوا نفس الكلام ، قالوا لي محد حولك من اهلك لو طلعتِ ، فتعالي وسعي صدرك معانا احسن لك ، المحاضرات خلاص انتهت وش تقعدين تسوين الحين ؟ ليش ما تطلعين ؟ قلت لهن معليه بنتظر اخوي لين يجي ويأخذني ، و ما ابغى اطلع معاكن ، لأنه ماله داعي لطلعاتكم بالأساس و أنا عن نفسي توني جايه من السيفوي من يومين و كنت رايحه مع اخوي ، فليش أروح له الحين و أنا مالي حاجة .

    تبسم أخيها من ردها و أرتاح لهذه الإجابة التي كان بانتظارها ، فهو يدرك جيداً أن خير أسلوب للتعامل مع الفتيات هو عدم الحرمان من كل شئ ، فالضغط يولد الانفجار ، و الكبت يسبب الانحراف ، فلا بأس من تلبية رغبات الفتيات طالما أنها لا تخرج عن حدود الشرع ، وليس فيها تجاوزات أخلاقية ، ففي هذه الحالة من المهم تلبية طلباتها فهذا خير من حرمانها من امور بسيطة قد تلجأ إلى تحقيقيها بطرق ملتوية .

    ما قلت لي وين بروح ؟

    قطع صوتها المفاجئ حبل افكاره ، و رد عليها قائلاً :

    بخليها مفاجأة !

    قالت : طيب قل لي يمكن تودين مكان رحت له من قبل .

    قال : أبداً ما أظن انك رحت لهالمكان أبداً ، و بتشوفين بعد شوي .

    أخذت تفكر بالامكان التي لم تذهب إليها ، ولم تتذكر مكان معين ، خاصة و أنا المناطق الترفيهية محدودة ، و عندما تعبت من التفكير نسيت أمر المكان وعادت لتجاذب أطراف الحديث مع أخيها .

    و صلا عند عمارة من تسعة طوابق ، تقع أمام الكورنيش مباشرة ، في الدور التاسع منها مطعم فخم ، دُهشت ولم تصدق أنها ستنزل لهذا المطعم ، فلقد سمعت عنه من زميلاتها لكنها لم تزوره يوماً .

    نزلت من السيارة و نظرت للسماء بحزن ! لأن حلمها لم يتحقق برؤية المطر في هذه الليلة .

    دخلا للمطعم و أخذت تنظر بدهشة لما حولها ، فكل شئ غريب بالنسبة لها ، الأشخاص و الوجوه و الأجواء ، لم تتعود الذهاب لمطاعم بهذا المستوى ، فتعجبت مما رأت و تسألت بصوت غير مسموع : كيف تتغير أوضاع البشر من مكان لمكان آخر بهذه الطريقة ؟

    أختار أخيها طاولة في زاوية المطعم التي تطل على البحر مباشرة ، فرحت بهذا الاختيار الموفق لأخيها ، رغم أن أجواء المطعم لم ترق لها ، و توجها لتلك الطاولة ، لكن قبل جلوسهما طلب أخيها من النادل ، أن يُحضر الحاجز لكي يضعه حول طاولتهم ، و في أثناء انتظارهما أخترق سمعهما كلمات وجهت إليهما من فتيات بالقرب منهما : شوفوا الفرق بين شكلها و شكل هالجذاب اللي معاها !!

    ضحكت الفتاة بصمت من تفاهة عقول بعض الفتيات ، !

    تم تثبيت الحاجز ، و جلسا في مكانهما و اختارت الكرسي القريب من النافذة ، و نظرت نحوها لتشاهد أمواج البحر الهائجة و هي تضرب بقوة على صخور كورنيش الخُبر .

    طلب أخيها الطعام ، و سألها عن رأيها في المكان ، فقالت :

    حلو ، و موقعه ممتاز ، لكن الأجواء اللي فيه مش مريحه !

    قال : فعلاً ، انتبهت لهالأمر ، لكن عموماً جمال المكان ، يهون الموضوع .

    سألته عن المطعم وصاحبه ، فدار الحديث عنه ، ثم اخذ يحدثها عن طبيعة الشعب التي ينتمي إليها صاحب المطعم ، و دخلا في موضوعات عن البلدان التي زاراها أخيها في هذه الأجواء تناولا طعامهما ، و لما انتهيا منه ، سألها أخيها عن نوع الحلى المفضل عندها ليطلبه لها ، فأجابته :

    آيس كريم !

    ضحك بصوت عالي هذه المرة ، وقال لها بتعجب : وش معنى الآيس كريم ! الدنيا برد .

    شعرت بالحرج من طلبها لكنها أصرت عليه ، و اشترطت أن يكون بالفراولة .

    تأملها أخيها و أحس بأنها تشعر بالسعادة و الراحة ، وتريد أن تكتمل سعادتها بأكل الآيس كريم ، ففكر أن يجعلها تشعر بالمرح أكثر و يدخل السرور إلى نفسها ، فقال لها :

    يا لله قومي بنمشي .

    نظرت له بتعجب و قالت : والآيس كريم !

    قال : لا تخافين بناكل آيس كريم و أنا بأكله معك بس في مكان ثاني عنده آيس كريم رائع !

    فرحت بهذا الاقتراح و لبست نقابها و أخذت حقيبتها ، وقبل أن يسيرا خطوة واحدة ، ألقت النظرة الأخيرة على البحر ، فرأت أمراً أدهشها و أستوقفها مكانها فأخيرا تحقق حلمها !

    نادت أخيها وقالت له : مطر أخيراً نزل المطر !

    وقفت تنظر لتلك الصورة التي طالما تمنت رؤيتها و هي لحظة التحام المطر بأمواج البحر كان ذلك المنظر رائعاً قطع أخيها لحظة التأمل تلك ، وقال لها :

    أنتِ إلى الآن هنا ، رحت ادفع الحساب و جيت و أنت على نفس وقفتك ! وش فيك ؟

    قالت له : لا يفوتك منظر المطر ، وصمتت .

    أقترب أخيها و قال سبحان الله فعلاً رؤية المطر تشرح صدر الإنسان ، طيب وش رأيك ننزل بسرعة قبل لا يوقف المطر ؟!

    تذكرت رغبتها الأولى ، فعلاً هي تريد رؤية العالم الخارجي وهو مبلل بالمطر ، فأسرعت بالنزول .

    عند الباب الخارجي للمطعم ، قال لها أخيها : الحين وشلون نمشي في هالمطر ؟

    قالت : ليش نمشي ، وين السيارة ؟

    قال : بنروح مشي للمطعم الثاني .

    تعجبت من رده وقالت : ليش ؟ وين هالمطعم ؟

    قال : هنا قريب مطعم الملتقى فيه آيس كريم لذيذ ، وفرصة علشان نمشي في هالمطر !

    زادت فرحتها عند سماعها الكلمة الأخيرة ! هل حقاً ستسير هكذا بانطلاق في هذه الأجواء الرائعة من اجل أن تأكل الآيس كريم !

    صرخ بها قائلاً : هاه وش قلتِ موافقة ؟

    و بسرعة أجابت : طبعاً موافقة و من دون شروط يا لله .

    قال : لحظة ، إذا بنمشي عادي ، ما راح نوصل المطعم إلا وحنا متبللين بالكامل ، وش رأيك نروح ركض و نتسابق من يوصل أول للمطعم ؟

    كاد أن يغمى عليها و هي تسمع هذا الاقتراح الأخير ، فهذا أقصى ما كانت تتمناه !

    صرخ مره أخرى عليها : هاه وش قلتِ موافقة !

    قالت : موافقة موافقة موافقة ، كل شئ تقوله موافقة عليه ، لكن أخاف يشوفنا أحد !

    قال : لا تخافين الحين الساعة في حدود 12 محد حولنا ، بس يا لله شدي حيلك ، و شيلي نقابك وشدي غطائك على وجهك و انا أضمن لك محد بشايفك .

    ألتفت لتتأكد من خلو الشارع ، ورأت الهدوء يخيم على المكان فقامت بشد غطاء الوجه حول رأسها و كشفت عن جزء من وجهها لكي تبلله قطرات المطر أثناء جريها .

    ركضت بكل قوتها

    وصل أخيها قبلها فأثار هذا غضبها وقالت له :

    أنا كنت بسبقك

    ضحك أخيها ، و طيب خاطرها كما هو الحال مع الأطفال ، وقال : طيب شاطره أنت بطلة !

    زاد التعليق الأخير غضبها ، لكن سرعان ما زال وهي ترتب عباءتها و نقابها ، دخلا و طلبا الآيس كريم ن وتناولها بنهم شديد ، لكن لم تشعر بالراحة لأنها لم تجد نافذة تنظر من خلالها لزخات المطر ، وما هي إلا لحظات حتى يعلن إغلاق المطعم ، فخرجا منه و كانت تدعوا الله أن يكون المطر مستمر في التساقط .

    و فعلاً كان الجو كذلك ، فالمطر ما يزال يسقط لكن بكميات اقل ، فذهبا إلى السيارة سيراً ، مستمتعان بهذا المشي .

    وصلا للسيارة ، و سلكا طريق العودة للمنزل ، وكانت الأجواء كما تريد ، بدأت تشعر بالنعاس فأصبحت أكثر هدوء ، ولم يتخلل طريق العودة حديث طويل سوى بعض التعليقات حول ما رأوا .

    وصلت لمنزلها و دخلت مباشرة لغرفة نومها ، و توجهت لسريرها وقد أنهكها التعب ، و ما أن وضعت رأسها على السرير حتى رن جرس الهاتف و نظرت للساعة و أدركت أن الوقت متأخر كثيراً ، لكن خشيت أن يكون المتصل أحد أهلها المغتربين و لم يجدوها في المنزل .

    تناولت سماعة الهاتف و قالت : نعم .

    رد عليها المتصل وكان شاب فقال لها : السلام عليكم .

    ردت : وعليكم السلام ، من يتكلم ؟

    قال : شكلك طفشانه و ما عندك أحد و ابغى أسليك شوي ،…ودي أصادقك و … واخذ يردد بعض الكلمات الفارغة .

    في أثناء حديثه أخذت تفكر :
    هل يظن هذا الشخص أني بخون الأمانة و أصادقه فعلاً و اخوي توه قايل لي تصبحين على خير !

    وضعت السماعة بقوة ، دون أن ترد بحرف عليه ، و أقفلت جرس الهاتف ، و وضعت رأسها على سريرها و هي تفكر في تلك اللحظات الجميلة التي قضتها مع أخيها ، و التي كانت سبباً - دون أن تشعر – في حمايتها من ذلك الذئب الذي أراد العبث معها ، تلك الساعات كانت بمثابة الدرع الواقي لها من ذلك الشخص ، تلك اللحظات التي منحتها العطف والحنان و الشعور بالأمان ، جعلتها تعيش لحظات في منتهى السعادة رغم بساطتها ، تشعر و كأنها كانت في رحلة لبلاد العجائب ، !

    منقوووووول

    تحياتي لكم
    الوااافي الزهراني
    آخر تعديل تم من قبل بن هندي; 18-07-2008, 09:57 PM.
  • الواصل
    عضو مميز
    • Oct 2007
    • 2396

    #2
    الأخ (الوافي)
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسعد الله كل أوقاتك بالخير والمسرات لقد عشت مع هذه القصه بما تعنيه وقد تفاعلت معها لأن هذه الفتاه بطلة هذه الحكايه كانت فعلاً في حاجه لمن ياخذ بيدها ويخرجها من همها المتزايد وكان البلسم في يد أخيها الذي تفضل به أخيراً وهذا كان لها بمثابة الدرع الواقي من أي شي يهدد سلامتها أو يخدش شرفها أشكرك أخي الوافي أنت فعلاً وافي تقبل تحيات (أخوك الواصل)

    تعليق

    • الوااافـــي
      عضو مشارك
      • Mar 2008
      • 127

      #3
      شكرا اخوي الواصل ومبروووووووووووووووووووك النجمة الثانية واتمنى ان تصبح مشرفأ

      تعليق

      • رمضان عبدالله
        عضو مميز
        • Oct 2007
        • 1853

        #4
        الوافي
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        بعد عون الله أستطيع ذلك بالتباع وتطبيق أوامر الله ورسوله وبغير ذلك فلا أستطيع. وكما قيل:
        إذا لم يكن عون من الله للفتى ...... فاول مايجني عليه إجتهاده
        عصمنا الله وإياكم من كل خطيئة والزمنا كلمة التقوى ،،،

        تعليق

        Working...