رؤية ..جالون زمزم ..بطلعة الروح
بخيت الزهراني
٭٭قبل ايام تجددت معي حكاية يعيشها ربما الآلاف مثلي، ممن يذهبون الى مكة
المكرمة، من سكان المدن القريبة، ليحصل احدهم على جالون زمزم او اكثر ..هناك تجد
اوضح مشهد لما يمكن ان تقول عنه انه اختلاط الحابل بالنابل، اما اذا قلت العشوائية
فإنها نعم العشوائية، واذا قلت النكد بشحمه ولحمه فإنه كذلك، واذا قلت المعاناة
والفوضوية وغياب الحضارية فإنه هو ايضا ..والواقع انني مذهول أشد الذهول عن عجز
القائمين على ماء زمزم كل هذه السنين، عن عدم الوصول الى آلية محكمة، فيها كل
الملامح الحضارية، لوصول ذلك الماء المبارك الى ايدي طلابه، والمتلهفين الى شربه في كل مكان .
٭٭أنا هنا لن اتوسع في شرح الصورة المخجلة، التي تقوم عليها عملية التدافع حول
ذلك الماء بشكل عام من آلاف البشر ..وذلك لانها صورة معروفة لكل من تقوده قدماه
الى دخول معترك زحمة صنابير زمزم، سواء في حي كدي جنوبي مكة، او حتى في الجزء
الشرقي من الحرم المكي ..حيث العمالة الافريقية الوافدة بشكل خاص قد تسيدت
الموقف، والزحام والارتباك صار علامة للمكان، اضافة الى التراجع الكبير الذي حدثت
في الشهور الاخيرة في حجم الماء النازل من كل صنبور، حتى انك تقف الدقائق الكثيرة
من اجل تعبئة جالون واحد، هذا اذا قدرت على اجتياح الحشود، وانت لم تتعب من طول
الانتظار وسط بحر بشري يحوطهم الجو الحار والشمس المحرقة والروائح الكريهة .
٭٭ويظل من المضحك ان تمر الايام وراء الايام، والسنين وراء السنين والحكاية اما مكانك
سر، او الى الخلف در ..وكأن ايجاد صيغة تنظيمية لهذا الموضوع معجزة عظيمة، تفوق
قدرة العقل البشري، او اننا لم نصل بعقولنا الى حد اختراع صيغة تنظيم او انتاج وتوزيع
ماء زمزم بالشكل الحضاري، الذي يتناسب مع المتغيرات التي يعيشها العالم من حولنا،
ومع آمالنا وطموحاتنا في ان نقدم عملا ممتازاً، يمكن اعتباره نموذجاً فريداً في هذه المسألة .. بدلاً من هذه الحالة الكلاسيكية التي لا تختلف عما كان عليه الحال ايام اجدادنا .. والمتمثل في وضع بزبوز يصب الماء واناس يتزاحمون حوله، للحصول على غنيمتهم منه، اما بالتساهيل او بالذراع ..
٭٭يا ايها الاخوة القائمون على شأن ماء زمزم ..انه لا يليق ابدا ان تستمر الحالة
على هذا الوضع ..وليس من المقبول كل هذا السبات العميق على حالة يمكن تطويرها
بسهولة، وبدون تفكير عبقري خارق ..فاذا كان لدينا نحن الذين نرى المسألة من بعيد
عدة حلول، فكيف بكم انتم الذين تعيشون الحالة، وتتعايشون معها صباح مساء ومنذ
سنوات، ألم يهتد تفكيركم الى آلية من نوع الذي " ما تخر منه الموية ..؟!!"
٭٭إن الذي اراه كأحد الحلول ..ان يتم اسناد مسألة مياه زمزم الى ثلاث شركات مثلاً
من باب التنافس، على ان تقوم كل شركة بالعمل في جزء من مكة المكرمة، واحدة
في الجنوب، والاخرى في الشمال، والثالثة في الغرب مثلاً ..ويتم اعداد صالات مكيفة
لجلوس طالبي الماء، وفق ارقام بالدور، مع وضع تسعيرة مناسبة، ويمكن لك كزبون ان تحضر جالونك ويتسلمه عمال نظاميون لديهم شهادات تثبت صحتهم الجيدة، فيعبئون لك
ما تريد ويضعونها في سيارتك، وانتهت المسألة .
٭٭ويمكن كذلك ان تقوم شركة او اكثر، بتعبئة ماء زمزم في عبوات، مماثلة لما هو عليه
العمل في شركات المياه المعدنية، العاملة عندنا وفي كل العالم، ثم تسوّق بضاعتها
الى كل الاسواق، فيتوفر ماء زمزم في السوبر ماركت والبقالة، وفي نقاط بيع خاصة،
فيستريح الناس من هذا العك الذي يجدونه كل مرة، وهم يتدافعون ويتصايحون حول
صنابير المياه في الغزة وكدي، وسط عمالة ربما تكون غير نظامية، ومناخ فوضوي، ومناخ حار، وتدافع وزحام، أشبه ما يكون بسوق حراج غير منظم .
٭٭اتمنى حقيقة فتح صفحة جديدة في هذه المسألة، وان يصار الى احداث نقلة
نوعية، يجد من خلالها كل من يشتاق الى " شربة " من زمزم، انها تحت يده دون هذا العناء
الذي يجده في الوقت الحاضر، فهل يحدث شيء ..هذا ما نتمناه ونرجوه ..؟!!
bakeet8@hotmail.com
بخيت الزهراني
٭٭قبل ايام تجددت معي حكاية يعيشها ربما الآلاف مثلي، ممن يذهبون الى مكة
المكرمة، من سكان المدن القريبة، ليحصل احدهم على جالون زمزم او اكثر ..هناك تجد
اوضح مشهد لما يمكن ان تقول عنه انه اختلاط الحابل بالنابل، اما اذا قلت العشوائية
فإنها نعم العشوائية، واذا قلت النكد بشحمه ولحمه فإنه كذلك، واذا قلت المعاناة
والفوضوية وغياب الحضارية فإنه هو ايضا ..والواقع انني مذهول أشد الذهول عن عجز
القائمين على ماء زمزم كل هذه السنين، عن عدم الوصول الى آلية محكمة، فيها كل
الملامح الحضارية، لوصول ذلك الماء المبارك الى ايدي طلابه، والمتلهفين الى شربه في كل مكان .
٭٭أنا هنا لن اتوسع في شرح الصورة المخجلة، التي تقوم عليها عملية التدافع حول
ذلك الماء بشكل عام من آلاف البشر ..وذلك لانها صورة معروفة لكل من تقوده قدماه
الى دخول معترك زحمة صنابير زمزم، سواء في حي كدي جنوبي مكة، او حتى في الجزء
الشرقي من الحرم المكي ..حيث العمالة الافريقية الوافدة بشكل خاص قد تسيدت
الموقف، والزحام والارتباك صار علامة للمكان، اضافة الى التراجع الكبير الذي حدثت
في الشهور الاخيرة في حجم الماء النازل من كل صنبور، حتى انك تقف الدقائق الكثيرة
من اجل تعبئة جالون واحد، هذا اذا قدرت على اجتياح الحشود، وانت لم تتعب من طول
الانتظار وسط بحر بشري يحوطهم الجو الحار والشمس المحرقة والروائح الكريهة .
٭٭ويظل من المضحك ان تمر الايام وراء الايام، والسنين وراء السنين والحكاية اما مكانك
سر، او الى الخلف در ..وكأن ايجاد صيغة تنظيمية لهذا الموضوع معجزة عظيمة، تفوق
قدرة العقل البشري، او اننا لم نصل بعقولنا الى حد اختراع صيغة تنظيم او انتاج وتوزيع
ماء زمزم بالشكل الحضاري، الذي يتناسب مع المتغيرات التي يعيشها العالم من حولنا،
ومع آمالنا وطموحاتنا في ان نقدم عملا ممتازاً، يمكن اعتباره نموذجاً فريداً في هذه المسألة .. بدلاً من هذه الحالة الكلاسيكية التي لا تختلف عما كان عليه الحال ايام اجدادنا .. والمتمثل في وضع بزبوز يصب الماء واناس يتزاحمون حوله، للحصول على غنيمتهم منه، اما بالتساهيل او بالذراع ..
٭٭يا ايها الاخوة القائمون على شأن ماء زمزم ..انه لا يليق ابدا ان تستمر الحالة
على هذا الوضع ..وليس من المقبول كل هذا السبات العميق على حالة يمكن تطويرها
بسهولة، وبدون تفكير عبقري خارق ..فاذا كان لدينا نحن الذين نرى المسألة من بعيد
عدة حلول، فكيف بكم انتم الذين تعيشون الحالة، وتتعايشون معها صباح مساء ومنذ
سنوات، ألم يهتد تفكيركم الى آلية من نوع الذي " ما تخر منه الموية ..؟!!"
٭٭إن الذي اراه كأحد الحلول ..ان يتم اسناد مسألة مياه زمزم الى ثلاث شركات مثلاً
من باب التنافس، على ان تقوم كل شركة بالعمل في جزء من مكة المكرمة، واحدة
في الجنوب، والاخرى في الشمال، والثالثة في الغرب مثلاً ..ويتم اعداد صالات مكيفة
لجلوس طالبي الماء، وفق ارقام بالدور، مع وضع تسعيرة مناسبة، ويمكن لك كزبون ان تحضر جالونك ويتسلمه عمال نظاميون لديهم شهادات تثبت صحتهم الجيدة، فيعبئون لك
ما تريد ويضعونها في سيارتك، وانتهت المسألة .
٭٭ويمكن كذلك ان تقوم شركة او اكثر، بتعبئة ماء زمزم في عبوات، مماثلة لما هو عليه
العمل في شركات المياه المعدنية، العاملة عندنا وفي كل العالم، ثم تسوّق بضاعتها
الى كل الاسواق، فيتوفر ماء زمزم في السوبر ماركت والبقالة، وفي نقاط بيع خاصة،
فيستريح الناس من هذا العك الذي يجدونه كل مرة، وهم يتدافعون ويتصايحون حول
صنابير المياه في الغزة وكدي، وسط عمالة ربما تكون غير نظامية، ومناخ فوضوي، ومناخ حار، وتدافع وزحام، أشبه ما يكون بسوق حراج غير منظم .
٭٭اتمنى حقيقة فتح صفحة جديدة في هذه المسألة، وان يصار الى احداث نقلة
نوعية، يجد من خلالها كل من يشتاق الى " شربة " من زمزم، انها تحت يده دون هذا العناء
الذي يجده في الوقت الحاضر، فهل يحدث شيء ..هذا ما نتمناه ونرجوه ..؟!!
bakeet8@hotmail.com
تعليق