إذا كان الإنسان السوي بطبعه يميل إلى أسماء وأماكن ومواقف إيجابية يتذكرها بكل فخر واعتزاز يرى فيها ذاته ويشعر معها بقيمته الحقيقية
فان ذلك يعني فعلا أن ثمة من يصنع تلك المواقف ويخلد تلك الأماكن ويرفع بفخر تلك الأسماء فيسهم في التوهج الذاتي ..
فان ذلك يعني فعلا أن ثمة من يصنع تلك المواقف ويخلد تلك الأماكن ويرفع بفخر تلك الأسماء فيسهم في التوهج الذاتي ..
فعندما يرحل الرجال تظل في أعماق الذاكرة مواقف لهم لا تنسى .. يسجلها التاريخ ..
لكن هناك رجال مختلفون تماما .. يملكون القدرة على العطاء ..
تجدهم هنا وهناك .. تجدهم في كل الجوانب ..
لا يسجلون حضورا فقط .. بل يتركون بصمة وبصمة خالدة لا يمكن ان تمحى وهم لا يزالون بيننا ..
فالمحرك الحقيقي لدافعية ذلك كله لديهم يتمثل في رجولتهم المطلقة
التي تمثل الأفق الأعلى للأصالة والنبل والمثال الذي لا يجد الرجل نفسه فيه إلا بالاقتراب منه باستمرار.
وإذا كانت الرجولة تملأ الخيال وتستحوذ عليه بشكل منقطع النظير
كونها القيمة التي لا تقاربها قيمة أخرى وهي الصفة التي تتبخر
في حدودها الصفات الأخرى
فإنها رأس المال والمكسب الحقيقي في الوقت ذاته لدى العظماء..
فقد يقبل المرء أحيانا أن يكون أغبى وأضعف وأفقر وأجهل من الآخرين ولكنه أبدا لا يمكن أن يقبل أن يكون أقل رجولة منهم.
فالرجولة هي محور حياته ومعناها وليس للحياة عنده من معنى حين لا يكون رجلا.
فالرجولة هي محور حياته ومعناها وليس للحياة عنده من معنى حين لا يكون رجلا.
فحياته .. كن رجلا وكفى. ولا يهم أي شيءآخر..
تلك الرجولة التي تحددها الثقافة ، وترسمها الحياة
وتعيد برمجتها لنا الأساطير العربية عن الغضبات التي يروح ضحيتها المئات من الأبرياء.
عندما يبرز فيها الفارس على حصانه، يحمل سيفه المسلط على رقاب الآخرين الذين لايردون في القصة كلها إلا اثبات " رجولة " هذا الفارس الذي لا يشق لرجولته غبار.
وفي قرن مختوم بإمضاءة رحيل الكبار من العظماء إلى الحد الذي لم يتمكن المجتمع الإنساني منذ إطلالته قبل أكثر من نصف عقد حتى الآن ، لم يتمكن من استنشاق عبير العظمة بل راح يغوص بلجاجة ترهات المخذلين هنا ، أو لمزات المندسين هناك ، بعد أن أتسع نطاق جغرافيا الصراعات والانتقادات الذاتية والجماعية ،
تظل هناك قامات شاهقة لا يمكن ان تصلها القامات ..
فلا يوازيها إلى الأحرار والشياهين فقط ..
وان كان في زهران أشاوس ورجال لا تنسى بطولاتهم ومواقفهم الخالدة على مر العصور ومختلف الأماكن والأزمنة فإنني اكتب وبكل فخر عن قامة من قامات الجنوب عن رجل
عرف بكرمه .. بشهامته .. برأيه .. بحكمته .. وبكل معاني الرجولة ..
اكتب عنه لأنه يستحق منا الوفاء وهو بيننا اليوم ..
يستحق منا الوفاء وهو يعمل ليل نهار خدمة للجميع ..
قريب إلى القلب .. محب للناس .. لين الجانب ..
ذلك هو العمدة عبدالعزيز الزهراني عمدة الروابي بجدة ..
يعرفه الجميع قبل أن اخط فيه هنا حرفا من يراعي ..
يدرك الجميع من هو وما مواقفه ..
فكم أدهشنا بتواجده في كل المناسبات فلا يغيب عن موقف مشرف ..
تجده في مقدمة القوم ..
عند استقبال الضيوف
عند استقبال المعزين
على أعتاب مجالس الصلح
في الأفراح .. في الأتراح
لا تشغله الدنيا عن واجب .. ولا ترده المشاغل عن التزام
لا يعرف وقت محدد لمساعدة وخدمة الآخرين ..
فمكتبه وقلبه لك متى شئت وأنى أردت ..
لن ننسى موقفه البطولي في راب فجوة قصيدة شاعرنا المتألق
(( ومن منا يجهلها ))
لن ننسى موقفه الرجولي في قضية صلح زهران وقحطان
لن ننسى موقفه الرجولي في قضية صلح زهران وقحطان
(( ومن منا لا يدركها ))
لن ننسى صيحات ترحيبه المجلجلة في استقبال العتبان
(( وهل لنا الا نسمعها ))
لن ننسى .. ولن ننسى .. ولن ننسى
لن ننسى صيحات ترحيبه المجلجلة في استقبال العتبان
(( وهل لنا الا نسمعها ))
لن ننسى .. ولن ننسى .. ولن ننسى
لأنه صنع تاريخا برجولته ومروءته ومواقفه النبيلة ..
:: هـمـســة ::
كلتا يديه غياثٌ عم نفعهما
يستوكفان ولا يعروهما عدم
يستوكفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره
يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
حمالُ اثقال اقوام اذا افتدحوا
حلو الشمائل تحلو عنده نعم
حلو الشمائل تحلو عنده نعم
ما قال :لا قطٌ الا فيه تشهده
لولا التشهد كانت لاءه نعم
لولا التشهد كانت لاءه نعم
تعليق