حــوار وجدته في احد المنتديات للزميلي واستاذي بخيت الزهراني التربوي والاعلامي المخضرم والكاتب الصحفي بصحيفة البلاد ومجلة اقراء
بخيت الزهراني .. الصحفي بجريدة البلاد والتربوي سابقا :
التربية تؤسس القيم .. والإعلام يصوغها ثقافة عامة
في زاوية (شخصية العدد) بمنتدى (صوت العروس ) يسرنا استضافة احد التربويين والإعلاميين , ممن قدم خدمات لوطنه , ولمدينة جدة , من خلال رسالة التربية والتعليم أولا , ثم من خلال عمله الإعلامي كصحفي .. انه الأستاذ ( بخيت الزهراني ) الصحفي بجريدة البلاد.. فإلى ما دار بيننا وبينه من حوار .....
** بداية هل تحدثنا من أنت , ومتى وأين ولدت , مع شيء عن طفولتك ؟
أنا بخيت الزهراني .. مواطن سعودي , أكرمه ربه بأن جعله واحدا من أبناء الأرض , التي شع منها نور الحق إلى أصقاع الدنيا , أبصرت النور لأول مرة في مطلع عام 1960 م بقرية جنوبية حالمة , تتربع فوق قمم تتربع فوق قمم جبال السروات الشامخة , عشت طفولة ضئيلة الرفاهية , لكنها كانت عامرة بالبساطة والتلقائية .. ركضت كثيرا في الهواء الطلق , بعيدا أقفاص الشقق المعلبة , تماهيت مع الطبيعة البكر بكل سحرها وعنفوان أريجها الفواح , كعصفور يغرد بعفوية وسط الحقول , وأمام شرفات البيوت الحجرية , وعلى أغصان شجر اللوز البجلي .. وأحسب أنني من أخر جيل عاش الزمن الجميل للقرية , بكل طقوسه وتلقائية إنسانه .. حتى إذا ما أتممت دراستي للمرحلة المتوسطة , طرت ولهانا مع أسراب المسافرين إلى أضواء المدن , أتلمس رسم مستقبلي ومكان خطوي مع الحالمين .
** عندما وصلت إلى جدة قادما من القرية لأول مرة , كشاب يريد مواصلة دراسته , كيف كان حالك , وما الذي شدك ؟
حزمت حقيبتي الصغيرة قبل شهر من الرحلة , في إشارة إلى حجم إصراري على اقتحام المستقبل .. وفوق شاحنة كبيرة خصصت الجزء العلوي منها للركاب , أخذت مكاني مع عشرات الناس , وعبر طريق نصفه ترابي والآخر إسفلتي تحرك موكبنا .. ولا أتذكر أنني التفت إلى الوراء , بل كان بصري يلاحق أقصى نقطة في الأفق أمامي , تزفني دعوات أمي – رحمها الله – وسيل وصاياها التي كانت إلهامي , وسر ما منحني الله إياه من توفيق حتى اللحظة , ومن ورائها تلك المساحة الواسعة من الثقة التي منحني إياها أبي – رحمه الله –
وبدأت رحلتي الدراماتيكية تلك من بلدة الاطاولة بمنطقة الباحة , مرورا بالطائف , فمكة المكرمة , ثم إلى جدة .. وللوهلة الأولى وجدت نفسي خائفا يترقب , فقد رأيت عروس البحر الأحمر عالما آخر لم يكن في حسباني .. وجوه غير الوجوه , وأماكن غير الأماكن .. زحام يملأ الطرقات , وسحنات متباينة لا يعرف الكثير منها الآخر , ومبان فارعة الطول , وطقس قاس مدجج بالحرارة والرطوبة , وبحر هائل يحيط بخاصرة المدينة , فيضخ إليها أطيافا من نكهته ونسماته العليلة .
** وكيف استطعت التأقلم مع أجواء جدة , وبالتالي الانطلاق نحو بناء طموحاتك ؟
اعتقد إن جدة من المدن التي يعشقها الغرباء وتعشقهم , فلها من المعطيات النفسية والمادية , ما يجعلها أثيرية منذ اللحظة الأولى , تماما كالحب من النظرة الأولى , الذي تتشكل فيه كل عناصر الدهشة والإبهار واستفزاز القلب .. ولذلك سرعان ما احتوتني تحت معطفها الدافئ , وسرعان ما بادلتها دفئا بدفء , حتى تمازجنا في كينونة واحدة , شكلت قصة حب عميقة في داخلي , استطيع قياسها بسهولة , عندما أغادرها إلى غيرها لبعض الوقت
أما بالنسبة لتحقيق الطموحات - وهي الحق المشروع لكل أحد – فلقد أخذت – ما استطعت - بأسبابها المادية , وتركت همَّ تحقيقها لربي , الذي منحني بفضله ما استحق عدلا منه وحكمة سبحانه .
** عندما رأيت بحر جدة لأول مرة كيف كانت مشاعرك ؟
عندما رأيت بحر جدة لأول مرة , أحسست أن الأرض قد تقارب شتاتها , إلى حيث تلك المساحة المائية الصغيرة من الشاطئ , التي كنت اجلس أمامها , وشعرت في عفوية محضة أن واحدا من أحلامي الطفولية قد تحقق , عندما رحت أدس يداي في مياه البحر الضحلة , أمام ما يعرف الآن بمقر البريد المركزي , وراحت قدماي تحرثان صفحة الماء في ولع عارم .. ومن وحي الانغماس في جماليات اللحظة وجدت ذاتي انظم بيتين من الشعر , احتفظ بهما لنفسي , ولمن كنت أقصده بهما .. وإجمالا فقد بهرني المشهد المهيب للبحر بامتداده البهي إلى نهاية الأفق , وبأمواجه المتراقصة , وشاطئه المترع بالحياة والأضواء .
** كيف مرت سنوات دراستك , ثم بداية دخولك معترك العمل ؟
التحقت من فوري بمعهد إعداد المعلمين الثانوي , وتخرجت منه بعد ثلاث سنوات , لأعمل معلما بالمرحلة الابتدائية في عام 1394 هـ بمدرسة عبدالله بن رواحه بجدة , فمدرسة المغيرة بن شعبة , ثم بمدرسة بدر , والأخيرة عملت بها طويلا وعشت فيها واحدة من أجمل فترات حياتي العملية , فقد اجتمع لتلك المدرسة - حينذاك - خليط متناغم من الزملاء , شكلوا فريق عمل متجانس في الرؤى والأهداف والإقدام , ارتقى بالعمل إلى مرتبة من الوهج الذي شهد به الكثيرون , وخلال تلك الفترة تدرجت من معلم إلى وكيل لذات المدرسة , فمدير لها لفصل دراسي واحد .. ثم رشحت مديرا لمدرسة جيل الفيصل الأهلية لسبع سنوات , فمدير لمتوسطة الأمجاد الأهلية لمدة عامين .. وبعدها طلبت التقاعد المبكر من التعليم , وكان من اللافت انه في السنة الأخيرة لي في التعليم بمتوسطة ( الأمجاد ) حققت مدرستي نسبة نجاح 100 % لأول
مدرسة يحاول أن يرسم منهجية عمل تجعل طلابه يحبون المدرسة أكثر من بيوتهم .. وفي المرة الأخرى عندما كنت أجد صدى ايجابيا لمقال صحفي كتبته , أو لتحقيق أو استطلاع أو قضية صحفية عانقت حاجة مجتمعي , ودفعت الكرة إلى مرمى المسؤولين .
** من ابرز الشخصيات التعليمية الذين لفتوا انتباهك , ولماذا ؟
في مطلع حياتي كطالب ثم موظفا بعد ذلك , كنت مشدودا إلى إنسانية وجدية وكرم شخصية صهري الأستاذ الحسين بن مذكر - رحمه الله – والذي كان بالنسبة لي مدرسة تعلمت منها الكثير .. وكذلك الأساتذة الفضلاء الذين تلقيت تعليمي على أيديهم , ومنهم : ( جمعان بن سعيَّد و حسن القد بالابتدائية .. وسعيد بن مسمار و د . محمد بن مسفر بالمتوسطة .. وعبدالرزاق بدوي بمعهد المعلمين .. ود . محمد علي قطان بالجامعة ) .. وفي مجال العمل التعليمي شدني كثيرا كل من ( د . عبدالله الزيد , ود . خضر القرشي , و أ . عبدالجبار ظفر ) فقد اقتربت كثيرا من أولئك الأفاضل , وبهروني بعبقريتهم الإدارية , وحسهم التربوي , ومهارتهم في اتخاذ القرار .
** وفي المقابل من ابرز المدارس والشخصيات الصحفية الذين لفتوا انتباهك , ولماذا ؟
في المجال الصحفي , شدتني - في أول حياتي الصحفية - المدرسة الصحفية الشامية واللبنانية تحديدا , ومن ذلك المنهجية المهنية لمجلة ( الحوادث ) كمثال , يوم كان يرأس تحريرها الأستاذ سليم اللوزي , وقرأت في بداية حياتي للكاتب بمجلة ( هنا لندن ) جوفر حداد .. وشدني كذلك الأستاذ ( أحمد الجارالله ) رئيس تحرير ( السياسة ) الكويتية .. أما محليا فقد تعلمت الكثير من مجموعة من أساتذة الصحافة السعودية , الذين غمروني بخبرتهم العريضة وحسهم المهني , ومنهم ( د. عبدالله مناع – أسامة السباعي – محمد صادق دياب – علي حسون – ناصر الشهري – حسن الظاهري – سليم هلابي – صابرمكاوي ) وغيرهم الكثير مما لا يتسع المجال لذكرهم , وإجمالا فقد استفدت من كل زميل تقدمني أو تأخر عني
إما شيئا من أسرار المهنة , أو طرفا من أسلوب التعاملات في محرابها .
** ما إسهاماتك في مجال التعليم ؟
خدمت التربية والتعليم في جدة لمدة 31 عاما , بدأتها معلما فوكيلا ثم مدير مدرسة
اختارني مدير عام التعليم بجدة ( د. خضر القرشي ) لا كون أول مندوب لمجلة ( المعرفة ) في جدة عام 1406هـ ولمدة عامين .
** ما هي خطابات الشكر التي حصلت عليها في التعليم ؟
كل خطاب شكر تلقيته , أعده وساما على رأسي توجني به عدد من الفضلاء في مجتمعي , ومنحوني به أطيافا من المعنويات والعزيمة , وأتذكر منها حسب وصولها لي : من معالي أمين جدة ( د. محمد سعيد فارسي ) عام 1416هـ .. ومن معالي وزير الصحة ( أ. د. أسامة شبكشي) عام 1416هـ .. ومن مدير عام مكافحة المخدرات ( اللواء سلطان الحارثي ) عام 1417هـ .. ومن وكيل وزارة المعارف (د.خالد العواد ) في 27/5/1418هـ لجهودي في مجلة المعرفة .. ومن معالي وزير الحج ( د. محمود سفر) عام 1419هـ .. ومن معالي وزير الزراعة والمياه ( د. عبد الله بن معمر ) في 11/2/1420هـ .. ومن معالي وزير المواصلات ( د.ناصر السلوم ) 7/7/1420هـ .. ومن معالي وزير التربية والتعليم ( د . محمد الرشيد رقم 2797 في 21/7/1420هـ .. ومن معالي ( د. خضر القرشي ) عام 1407هـ .. ودرع تعليم جدة عام 1407هـ .. وخطاب شكر من مدير جمعية البر بجدة ( صالح التركي ) في 25/2/1421هـ .
** ما هي شهادات التقدير التي حصلت عليها في الصحافة ؟
شهادة تقدير من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن نائب أمير منطقة مكة المكرمة عام 1995م .
خطاب شكر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود ( أمير منطقة الباحة ) 1422هـ
خطاب شكر من مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الباحة – بنين - ( أ . مطر رزق الله ) عام 1427 هـ
خطاب شكر من مدير عام التربية والتعليم بجدة – بنات – ( أ . عبدالكريم الحقيل ) عام 1427 هـ
درع تقديري من سمو الأمير مشعل بن ماجد , محافظ جدة .
درع تقديري من معالي وزير الشؤون الإسلامية , الشيخ د . صالح آل الشيخ .
** هل تذكر لنا جانبا من نشاطاتك الصحفية ؟
زيارة صحفية إلى اليمن .. ضمن وفد وزارة الإعلام السعودية , ومندوبي الصحف المحلية عام 1399هـ
زيارة صحفية إلى البحرين , بدعوة من ( جامعة الخليج) في صفر عام 1409هـ الأستاذ أسامة السباعي وأنا .
تغطية مناسبة عودة سمو الأمير ( سلطان بن سلمان ) رائد الفضاء العربي الأول عندما عاد للوطن ( الطائف عام 1402هـ ).
تغطية جولة سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة استعداداً لحج عام 1399هـ .
زيارة صحفية ثانية إلى العاصمة اليمنية (صنعاء).. ضمن الوفد الإعلامي السعودي ومندوبي الصحف المحلية عام 1423هـ لتغطية مناسبة توقيع اتفاقية الحدود بين البلدين.
زيارة صحفية إلى العاصمة الاندونيسية ( جاكرتا ) صيف 1428 هـ .
مشاركات مقالية وتحريرية في مجلة الغرفة التجارية ( بالباحة ) ومجلة الحرس الوطني ( الرياض) ومجلة ( المجلة العربية )
بعض إسهامات أدبية في كتابة القصة القصيرة .. ولي حتى الآن (12) قصصة نشرت بالصحافة المحلية .
كتبت أكثر من (25) مقالاً متخصصا تربوياً في ( جريدة الندوة ) ونشرت تباعاً عام 1420هـ
التقيت عددا من الشخصيات المحلية والعربية , في لقاءات وتصريحات صحفية متنوعة .
كتبت حتى الآن نحو ( 1600 ) مقالا , تحت عنوان ثابت ( رؤية ) في معظم المطبوعات التي نشرت مقالاتي .
بخيت الزهراني .. الصحفي بجريدة البلاد والتربوي سابقا :
التربية تؤسس القيم .. والإعلام يصوغها ثقافة عامة
في زاوية (شخصية العدد) بمنتدى (صوت العروس ) يسرنا استضافة احد التربويين والإعلاميين , ممن قدم خدمات لوطنه , ولمدينة جدة , من خلال رسالة التربية والتعليم أولا , ثم من خلال عمله الإعلامي كصحفي .. انه الأستاذ ( بخيت الزهراني ) الصحفي بجريدة البلاد.. فإلى ما دار بيننا وبينه من حوار .....
** بداية هل تحدثنا من أنت , ومتى وأين ولدت , مع شيء عن طفولتك ؟
أنا بخيت الزهراني .. مواطن سعودي , أكرمه ربه بأن جعله واحدا من أبناء الأرض , التي شع منها نور الحق إلى أصقاع الدنيا , أبصرت النور لأول مرة في مطلع عام 1960 م بقرية جنوبية حالمة , تتربع فوق قمم تتربع فوق قمم جبال السروات الشامخة , عشت طفولة ضئيلة الرفاهية , لكنها كانت عامرة بالبساطة والتلقائية .. ركضت كثيرا في الهواء الطلق , بعيدا أقفاص الشقق المعلبة , تماهيت مع الطبيعة البكر بكل سحرها وعنفوان أريجها الفواح , كعصفور يغرد بعفوية وسط الحقول , وأمام شرفات البيوت الحجرية , وعلى أغصان شجر اللوز البجلي .. وأحسب أنني من أخر جيل عاش الزمن الجميل للقرية , بكل طقوسه وتلقائية إنسانه .. حتى إذا ما أتممت دراستي للمرحلة المتوسطة , طرت ولهانا مع أسراب المسافرين إلى أضواء المدن , أتلمس رسم مستقبلي ومكان خطوي مع الحالمين .
** عندما وصلت إلى جدة قادما من القرية لأول مرة , كشاب يريد مواصلة دراسته , كيف كان حالك , وما الذي شدك ؟
حزمت حقيبتي الصغيرة قبل شهر من الرحلة , في إشارة إلى حجم إصراري على اقتحام المستقبل .. وفوق شاحنة كبيرة خصصت الجزء العلوي منها للركاب , أخذت مكاني مع عشرات الناس , وعبر طريق نصفه ترابي والآخر إسفلتي تحرك موكبنا .. ولا أتذكر أنني التفت إلى الوراء , بل كان بصري يلاحق أقصى نقطة في الأفق أمامي , تزفني دعوات أمي – رحمها الله – وسيل وصاياها التي كانت إلهامي , وسر ما منحني الله إياه من توفيق حتى اللحظة , ومن ورائها تلك المساحة الواسعة من الثقة التي منحني إياها أبي – رحمه الله –
وبدأت رحلتي الدراماتيكية تلك من بلدة الاطاولة بمنطقة الباحة , مرورا بالطائف , فمكة المكرمة , ثم إلى جدة .. وللوهلة الأولى وجدت نفسي خائفا يترقب , فقد رأيت عروس البحر الأحمر عالما آخر لم يكن في حسباني .. وجوه غير الوجوه , وأماكن غير الأماكن .. زحام يملأ الطرقات , وسحنات متباينة لا يعرف الكثير منها الآخر , ومبان فارعة الطول , وطقس قاس مدجج بالحرارة والرطوبة , وبحر هائل يحيط بخاصرة المدينة , فيضخ إليها أطيافا من نكهته ونسماته العليلة .
** وكيف استطعت التأقلم مع أجواء جدة , وبالتالي الانطلاق نحو بناء طموحاتك ؟
اعتقد إن جدة من المدن التي يعشقها الغرباء وتعشقهم , فلها من المعطيات النفسية والمادية , ما يجعلها أثيرية منذ اللحظة الأولى , تماما كالحب من النظرة الأولى , الذي تتشكل فيه كل عناصر الدهشة والإبهار واستفزاز القلب .. ولذلك سرعان ما احتوتني تحت معطفها الدافئ , وسرعان ما بادلتها دفئا بدفء , حتى تمازجنا في كينونة واحدة , شكلت قصة حب عميقة في داخلي , استطيع قياسها بسهولة , عندما أغادرها إلى غيرها لبعض الوقت
أما بالنسبة لتحقيق الطموحات - وهي الحق المشروع لكل أحد – فلقد أخذت – ما استطعت - بأسبابها المادية , وتركت همَّ تحقيقها لربي , الذي منحني بفضله ما استحق عدلا منه وحكمة سبحانه .
** عندما رأيت بحر جدة لأول مرة كيف كانت مشاعرك ؟
عندما رأيت بحر جدة لأول مرة , أحسست أن الأرض قد تقارب شتاتها , إلى حيث تلك المساحة المائية الصغيرة من الشاطئ , التي كنت اجلس أمامها , وشعرت في عفوية محضة أن واحدا من أحلامي الطفولية قد تحقق , عندما رحت أدس يداي في مياه البحر الضحلة , أمام ما يعرف الآن بمقر البريد المركزي , وراحت قدماي تحرثان صفحة الماء في ولع عارم .. ومن وحي الانغماس في جماليات اللحظة وجدت ذاتي انظم بيتين من الشعر , احتفظ بهما لنفسي , ولمن كنت أقصده بهما .. وإجمالا فقد بهرني المشهد المهيب للبحر بامتداده البهي إلى نهاية الأفق , وبأمواجه المتراقصة , وشاطئه المترع بالحياة والأضواء .
** كيف مرت سنوات دراستك , ثم بداية دخولك معترك العمل ؟
التحقت من فوري بمعهد إعداد المعلمين الثانوي , وتخرجت منه بعد ثلاث سنوات , لأعمل معلما بالمرحلة الابتدائية في عام 1394 هـ بمدرسة عبدالله بن رواحه بجدة , فمدرسة المغيرة بن شعبة , ثم بمدرسة بدر , والأخيرة عملت بها طويلا وعشت فيها واحدة من أجمل فترات حياتي العملية , فقد اجتمع لتلك المدرسة - حينذاك - خليط متناغم من الزملاء , شكلوا فريق عمل متجانس في الرؤى والأهداف والإقدام , ارتقى بالعمل إلى مرتبة من الوهج الذي شهد به الكثيرون , وخلال تلك الفترة تدرجت من معلم إلى وكيل لذات المدرسة , فمدير لها لفصل دراسي واحد .. ثم رشحت مديرا لمدرسة جيل الفيصل الأهلية لسبع سنوات , فمدير لمتوسطة الأمجاد الأهلية لمدة عامين .. وبعدها طلبت التقاعد المبكر من التعليم , وكان من اللافت انه في السنة الأخيرة لي في التعليم بمتوسطة ( الأمجاد ) حققت مدرستي نسبة نجاح 100 % لأول
مدرسة يحاول أن يرسم منهجية عمل تجعل طلابه يحبون المدرسة أكثر من بيوتهم .. وفي المرة الأخرى عندما كنت أجد صدى ايجابيا لمقال صحفي كتبته , أو لتحقيق أو استطلاع أو قضية صحفية عانقت حاجة مجتمعي , ودفعت الكرة إلى مرمى المسؤولين .
** من ابرز الشخصيات التعليمية الذين لفتوا انتباهك , ولماذا ؟
في مطلع حياتي كطالب ثم موظفا بعد ذلك , كنت مشدودا إلى إنسانية وجدية وكرم شخصية صهري الأستاذ الحسين بن مذكر - رحمه الله – والذي كان بالنسبة لي مدرسة تعلمت منها الكثير .. وكذلك الأساتذة الفضلاء الذين تلقيت تعليمي على أيديهم , ومنهم : ( جمعان بن سعيَّد و حسن القد بالابتدائية .. وسعيد بن مسمار و د . محمد بن مسفر بالمتوسطة .. وعبدالرزاق بدوي بمعهد المعلمين .. ود . محمد علي قطان بالجامعة ) .. وفي مجال العمل التعليمي شدني كثيرا كل من ( د . عبدالله الزيد , ود . خضر القرشي , و أ . عبدالجبار ظفر ) فقد اقتربت كثيرا من أولئك الأفاضل , وبهروني بعبقريتهم الإدارية , وحسهم التربوي , ومهارتهم في اتخاذ القرار .
** وفي المقابل من ابرز المدارس والشخصيات الصحفية الذين لفتوا انتباهك , ولماذا ؟
في المجال الصحفي , شدتني - في أول حياتي الصحفية - المدرسة الصحفية الشامية واللبنانية تحديدا , ومن ذلك المنهجية المهنية لمجلة ( الحوادث ) كمثال , يوم كان يرأس تحريرها الأستاذ سليم اللوزي , وقرأت في بداية حياتي للكاتب بمجلة ( هنا لندن ) جوفر حداد .. وشدني كذلك الأستاذ ( أحمد الجارالله ) رئيس تحرير ( السياسة ) الكويتية .. أما محليا فقد تعلمت الكثير من مجموعة من أساتذة الصحافة السعودية , الذين غمروني بخبرتهم العريضة وحسهم المهني , ومنهم ( د. عبدالله مناع – أسامة السباعي – محمد صادق دياب – علي حسون – ناصر الشهري – حسن الظاهري – سليم هلابي – صابرمكاوي ) وغيرهم الكثير مما لا يتسع المجال لذكرهم , وإجمالا فقد استفدت من كل زميل تقدمني أو تأخر عني
إما شيئا من أسرار المهنة , أو طرفا من أسلوب التعاملات في محرابها .
** ما إسهاماتك في مجال التعليم ؟
خدمت التربية والتعليم في جدة لمدة 31 عاما , بدأتها معلما فوكيلا ثم مدير مدرسة
اختارني مدير عام التعليم بجدة ( د. خضر القرشي ) لا كون أول مندوب لمجلة ( المعرفة ) في جدة عام 1406هـ ولمدة عامين .
** ما هي خطابات الشكر التي حصلت عليها في التعليم ؟
كل خطاب شكر تلقيته , أعده وساما على رأسي توجني به عدد من الفضلاء في مجتمعي , ومنحوني به أطيافا من المعنويات والعزيمة , وأتذكر منها حسب وصولها لي : من معالي أمين جدة ( د. محمد سعيد فارسي ) عام 1416هـ .. ومن معالي وزير الصحة ( أ. د. أسامة شبكشي) عام 1416هـ .. ومن مدير عام مكافحة المخدرات ( اللواء سلطان الحارثي ) عام 1417هـ .. ومن وكيل وزارة المعارف (د.خالد العواد ) في 27/5/1418هـ لجهودي في مجلة المعرفة .. ومن معالي وزير الحج ( د. محمود سفر) عام 1419هـ .. ومن معالي وزير الزراعة والمياه ( د. عبد الله بن معمر ) في 11/2/1420هـ .. ومن معالي وزير المواصلات ( د.ناصر السلوم ) 7/7/1420هـ .. ومن معالي وزير التربية والتعليم ( د . محمد الرشيد رقم 2797 في 21/7/1420هـ .. ومن معالي ( د. خضر القرشي ) عام 1407هـ .. ودرع تعليم جدة عام 1407هـ .. وخطاب شكر من مدير جمعية البر بجدة ( صالح التركي ) في 25/2/1421هـ .
** ما هي شهادات التقدير التي حصلت عليها في الصحافة ؟
شهادة تقدير من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن نائب أمير منطقة مكة المكرمة عام 1995م .
خطاب شكر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود ( أمير منطقة الباحة ) 1422هـ
خطاب شكر من مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الباحة – بنين - ( أ . مطر رزق الله ) عام 1427 هـ
خطاب شكر من مدير عام التربية والتعليم بجدة – بنات – ( أ . عبدالكريم الحقيل ) عام 1427 هـ
درع تقديري من سمو الأمير مشعل بن ماجد , محافظ جدة .
درع تقديري من معالي وزير الشؤون الإسلامية , الشيخ د . صالح آل الشيخ .
** هل تذكر لنا جانبا من نشاطاتك الصحفية ؟
زيارة صحفية إلى اليمن .. ضمن وفد وزارة الإعلام السعودية , ومندوبي الصحف المحلية عام 1399هـ
زيارة صحفية إلى البحرين , بدعوة من ( جامعة الخليج) في صفر عام 1409هـ الأستاذ أسامة السباعي وأنا .
تغطية مناسبة عودة سمو الأمير ( سلطان بن سلمان ) رائد الفضاء العربي الأول عندما عاد للوطن ( الطائف عام 1402هـ ).
تغطية جولة سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة استعداداً لحج عام 1399هـ .
زيارة صحفية ثانية إلى العاصمة اليمنية (صنعاء).. ضمن الوفد الإعلامي السعودي ومندوبي الصحف المحلية عام 1423هـ لتغطية مناسبة توقيع اتفاقية الحدود بين البلدين.
زيارة صحفية إلى العاصمة الاندونيسية ( جاكرتا ) صيف 1428 هـ .
مشاركات مقالية وتحريرية في مجلة الغرفة التجارية ( بالباحة ) ومجلة الحرس الوطني ( الرياض) ومجلة ( المجلة العربية )
بعض إسهامات أدبية في كتابة القصة القصيرة .. ولي حتى الآن (12) قصصة نشرت بالصحافة المحلية .
كتبت أكثر من (25) مقالاً متخصصا تربوياً في ( جريدة الندوة ) ونشرت تباعاً عام 1420هـ
التقيت عددا من الشخصيات المحلية والعربية , في لقاءات وتصريحات صحفية متنوعة .
كتبت حتى الآن نحو ( 1600 ) مقالا , تحت عنوان ثابت ( رؤية ) في معظم المطبوعات التي نشرت مقالاتي .
تعليق