:
الباحث والمؤرخ .. قينان الزهراني .. ل :
الباحث والمؤرخ .. قينان الزهراني .. ل :
نساء من زهران .. مشروع كتابي الجديد وسيضم مفاجآت تاريخية
لديّ 4 كتب جديدة أحدها عن نساء زهران
جدة - بخيت الزهراني
اكد الباحث والمؤرخ الاستاذ قينان الزهراني على اهمية توثيق الذات والتاريخ لكل مدن ومناطق المملكة.. وقال انه يتفق مع ما قاله الاستاذ حمد الجاسر رحمه الله ذات مرة عندما اكد على اهمية ان يتصدى ابناء كل مدينة ومنطقة لتاريخ مدنهم ومناطقهم لانه الاكثر دراية بأبعادها وطبيعتها وعمقها.. الى ذلك قال المؤرخ الزهراني في حديث اجرته معه البلاد إنه بصدد تقديم اربعة كتب جديدة، احدها سيكون عن نساء زهران في فجر الاسلام.. وهنا التفاصيل:
اهتماماتي التاريخية
* متى بدأت الكتابة التاريخية ، ولماذا .. وما هي إصداراتك إلى الآن والتي تفكر فيها مستقبلا ؟
** الواقع أنني شغفت بالتاريخ منذ زمن بعيد ، أما الكتابة التاريخية تحديدا فقد كان ذلك منذ عام 1383 ه وكنت آنذاك أواصل تعليمي في السنة الأولى متوسط ليلي .. أما لماذا فلأنني كما قلت آنفا منذ صغري وأنا أتوق إلى الإبحار في عوالم التاريخ ، وكنت أحرص على مجالسة كبار السن فأسمع منهم ما قاله الحكماء والشعراء عن الماضي في الأنساب وأخبار الديار والرجال والوقائع ، وعن الشجاعة والفخر والحماسة .. وكانت تتناهى إلى سمعي المرويات عن عدد من المناطق والقرى والأشخاص والقبائل , إن كان عن الكرم أو الاستبسال ، أو المنافحة عن القرية أو القبيلة والتي كانت في القديم تشكل الإطار العام للمجتمع .. كل تلك الأحاديث كان في الواقع دور محوري في تشكيل اهتماماتي التاريخية منذ صغري .. ومع كل ذلك كان تشغلني كلمة التاريخ وماذا تعني في صورتها العامة وفي عمقها ودلالاتها وأبعادها .. والواقع أنني رأيت أن حاجة منطقتي ماسة إلى من يجمع تراثها وتاريخها، مثلي مثل إخواني أبناء الوطن السعودي الكبير , الذين كتبوا تاريخ وتراث مناطقهم ومدنهم .. وكان أن أطلعت على كتب ومؤلفات عدد من المؤرخين أولا ثم بعد تلبستني الحماسة ، فانطلقت لما يقارب العشر سنوات ، كنت اجمع خلالها المعلومة الموثقة ، واستعين بمن كان لهم باع في التدوين والمرويات ، حتى وفقني الله إلى إصدار أول كتاب لي .. والذي أسميته دراسة شاملة عن قبيلة زهران وكان ذلك عام 1392 ه
أربعة مشاريع
** وأضاف المؤرخ قينان يقول : ثم أعقبت ذلك الإصدار ، بكتابي الثاني بيت من زهران والذي جاء يتحدث عن بيت حممه الدوسي في الجاهلية والإسلام ، وكيف كانت تفد إليه وفود العرب لتتحاكم عند ابنه عمرو بن حممه الدوسي ، وكيف انتشر ذلكم البيت في الإسلام ، ثم ألحقت به بابا عن أرض دوس في وقتنا الحالي ، وخاصة بلدة ثروق التي هي موطن حممه ، مع عرض تعريفي عن شيوخ دوس منذ القدم ، ومنهم بيت آل خضران .. وأخيرا أصدرت كتابي الثالث الذي أسميته قبيلة من زهران .. بني كنانة بين الماضي والحاضر . أما الذي أفكر فيه الآن ، فلدي في الواقع أربعة مشاريع ، وهي : إصدار كتاب من عدد من أعلام زهران ، سبق لي نشر سيرهم في بعض الصحف والمجلات المحلية ، وهؤلاء سيكونون في كتاب واحد .. والمشروع الثاني أريد له ضم عدد من كتاباتي المتنوعة والمنشورة في الصحف عن الآثار والرحلات وبعض العادات وبعض قصائد الشعر لتكون في كتاب آخر مستقل .. إما مشروعي الثالث فقد بدأت فيه فعلا , وسيكون إصدارا يتحدث عن الشعر والشعراء في زهران ..ويبقى مشروعي الأخير الذي سأخصصه في تناول بحثي تاريخي توثيقي ، عن عدد من نساء زهران في بداية فجر الإسلام ، وأظنه سيحمل مفاجآت تاريخية .
أهمية كتابة تاريخ
* كيف تنظر إلى أهمية كتابة تاريخ المملكة ، ودور أبناء كل منطقة في توثيق تاريخ منطقتهم ؟
** تاريخ بلادنا سجل من نور ، واعتقد أن الكثير من أبناء المملكة العربية السعودية قد نجحوا بتميز ولله الحمد في كتابة تاريخ العديد من جوانب بلادنا ، وقدموا صورة الوطن الغالي في أجمل الحلل ، وقد اثبتوا ذلك فعلا من خلال ما تحفل به مكتباتنا والمكتبة العربية والعالمية من تدوين صادق وموثق .. والكتابة عندما تكون عن جزء من الوطن فإنها في النهاية مع أختها الكتابة الأخرى ، تشكل كتابة عن الوطن الواحد والكيان الشامخ الكبير .. والواقع أنني أجد نفسي متفقا مع شيخنا المؤرخ الكبير الأستاذ حمد الجاسر رحمه الله ، والذي كان يرى أن أبناء كل منطقة أو ناحية هم الأكثر قدرة على كتابة تاريخها .. ولذا فأبناء المدينة أو المنطقة أو القبيلة هم الأقدر على كتابة تاريخ مدينتهم أو منطقتهم أو قبائلهم .. صحيح أن واجب المؤرخ ان يتحرى الحقيقة ، ولكن الصحيح كذلك انه لن يكون كمن نشأ وترعرع بها .. وعلى سبيل المثال فهناك بعض المؤرخين كما قرانا قد اعتمد كتابة أن زهران من أكبر قبائل عسير كما في كتاب فؤاد حمزة ، ومؤرخ آخر يذكر أن قلوة في وسط عسير مع أنها في زهران ، والثالث يختزل حدود زهران على قبيلة دوس لوحدها , ورابع يذكر بيت بن رقوش في جبال دوس .. فهذه الأخطاء وان كانت غير مقصودة بطبيعة الحال ، إلا أنها لا تتفق مع الحقيقة .. ولذلك أرى أن ابن المدينة أو القبيلة تقع عليه المسئولية أكثر .. وبطبيعة الحال يجب الا ننسى الدور الكبير الذي قدمه قدامى المؤرخين ، فقد استفدنا من كتبهم ، وقد أناروا لنا الطريق، ولكن مع ذلك فانه يجب علينا تصحيح ما يكون قد صدر منهم من بعض الأخطاء غير المقصودة .
التاريخ الشفهي
* ما الذي يمكن لك ان تقوله عن أهمية تدوين ما يعرف بالتاريخ الشفهي ؟
** لاشك أن التاريخ الشفهي مكمل للتاريخ المكتوب ، وفوائده كثيرة بالتأكيد ، خصوصا إذا ما تم تتبعه واخذه من مختلف الرواة الثقات ، وبالتالي تمحيصه وتدقيقه .. فإنه يصبح مكملا ومعاضدا للتاريخ المكتوب ان في القرون الماضية أو القريبة .. وأذكر بالمناسبة أنه كان قد وصل قبل فترة مجموعة من الأساتذة إلى منطقة الباحة ، في جولة ضمت بعض المناطق الأخرى ، من اجل تدوين التاريخ الشفهي ، ولكن يبدو أن تلك الجولة حسب معرفتي لم تكن ذات نتائج جيدة ، ولا اعرف تحديدا هل الخلل منهم أم من المرافقين المعينين من قبل النادي الأدبي بالباحة أثناء جولاتهم ، لأنني علمت أن أشخاصا موثوقين بعلمهم التاريخي ، لم يمروا عليهم سواء في السراة أو تهامة .. ثم بعد ذلك لم نسمع شيئا عن استخراج التاريخ من صدور عدد من الرجال كبار السن ، ثم تكون النتيجة انه لا يلبث أن يدفن معهم . وأخيرا لا يفوتني أن أزجي الثناء مكررا .. لصحيفتنا الحبيبة الرائدة ( البلاد ) الغراء .. وعلى صفحتها الثقافية بالتأكيد ، فهي الزاخرة بتنوعها واهتماماتها ، وتواصلها مع كل شؤون الفكر والثقافة ، بذات القدر من العناية والاحترام .
جريدة البلاد الاربعاء 14/ 6/ 1429
تعليق