إنه الفــراغ والعـدم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما يقبع السجين في زنزانته ويُحكم عليه بما شاء الله من السنين، ويعاني فيها كل أنواع الأذى من خوف وجوع وظلام وحر وبرد ورطوبة ، تجول في فكره شتى الأمور ، تارة يطير بقلبه إلى عائلته وإلى أهله وإلى أهدافه المطمورة، وتارة يحلم بالحرية ويحلم بالدفء، ولكن ماذا بعد ذلك ، بعد أن تمر عليه سنين وسنين .. لا شيء عنده سوى الوحدة .. تبدأ مرحلة الموت البطيء .. إنها مرحلة الفراغ والعدم يكون فيها ملقى على فراشه .. لا حراك ولا إدراك سوى أن روحه ما زالت عالقة في بدنه ،
تمر عليه الأيام من دون أن يعي ماهية الوقت ومن دون أن يميز الليل من النهار.
السجناء هم مثال واضح على موت الوقت والزمان عندهم ، ولكن ما الفرق بينهم وبين شبابنا العاطل الذين يتسكعون في الطرقات ويفترشون الأرصفة .. ويلهثون وراء المغريات ، ماذا عمن أهملوا دراستهم وابتعدوا عن دينهم ، لا شيء جديد يذكر في حياتهم غير أنهم وبنظرهم يعتبرون أنفسهم أنهم أحرار، قد يكون السجين أخطأ مرة ، فتاب وقد يكون ملتزماً بدينه داخل السجن .. وقد يهديه الله، فيحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ، فبهذا الحال هو أفضل من هؤلاء الشباب ، ليس كل الشباب بل فئة منهم أذاقوا المجتمع وصمة عارٍ بتصرفاتهم ، وبعدم تحملهم أي شيء من المسؤولية ، هم أشبه يمن يدور حول نفسه في حلقة مفرغة ، يأكلون ويشربون ويعبثون وينامون ثم يستيقظون ليأكلوا ويشربوا ويعبثوا ويناموا وهلمّ جرا .. ما الفائدة من الحرية حينما تكون يداك مطلقتين ولكنهما خاويتان من العمل النافع، ربما يكون من هم خلف القضبان أنفع منك.. وقد يكون المريض ذا العاهة الدائمة أفضل منهم.
تدور الأيام برحاها ترفع فيها من ترفع، وتطحن فيها من تطحن، أناس يقفزون إلى أعالي الرتب، إما في العلم أو في التجارة، أو في عمل الخيرات .. وآخرون تتخبط بهم الحياة وكأنهم لا يبصرون شيئا ، عندهم كل المقومات الجيدة ليستطيعوا تحسين حياتهم الخاوية، فهم يملكون الصحة والعقل والوقت .. ولكنهم لا يحسنون التخطيط والتدبير ، الوقت يمضي والقوافل تسير، والأيام تجري ، وهم كما شبههم الله «سبحانه وتعالى» في كتابه الكريم حينما قال :
{ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}.. نعم هم كالسكارى ، لن يفيقوا إلا حينما يقرع جرس الموت مختتماً ساعات العمل ، لتبدأ ساعات الحساب.
لنتخيل أن وقتنا كقطعة طعام صغيرة، والموت كالجرذ .. يلتهم تلك القطعة بشراهة ، ونحن نرى أعمارنا تذوي، فكلما صغرت القطعة، كلما هرمنا واقتربنا من فوهة الفناء .. كثيرٌ منا لا يحترم وقته ولا يحترم أيضاً حتى وقت الآخرين ، فكل ثانية تنقضي هي جزء من حياتك، دع الفراغ يمت، وانطلق نحو العمل، تدبر .. تعلم، ثم فكّر ، لتنتج كل ما فيه خير لك ولدينك ولأهلك ولمجتمعك.
وأخيراً ها هي الأرصفة والشوارع، وعتبات المحلات والمنازل قد بدأت تتزين لمرتاديها .. فالصيف قد أقبل والسهر فيه جميل والحياة بدون عمل تعجب الكثير .. وحتماً يبقى الوقت هو الضحية.
تمر عليه الأيام من دون أن يعي ماهية الوقت ومن دون أن يميز الليل من النهار.
السجناء هم مثال واضح على موت الوقت والزمان عندهم ، ولكن ما الفرق بينهم وبين شبابنا العاطل الذين يتسكعون في الطرقات ويفترشون الأرصفة .. ويلهثون وراء المغريات ، ماذا عمن أهملوا دراستهم وابتعدوا عن دينهم ، لا شيء جديد يذكر في حياتهم غير أنهم وبنظرهم يعتبرون أنفسهم أنهم أحرار، قد يكون السجين أخطأ مرة ، فتاب وقد يكون ملتزماً بدينه داخل السجن .. وقد يهديه الله، فيحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ، فبهذا الحال هو أفضل من هؤلاء الشباب ، ليس كل الشباب بل فئة منهم أذاقوا المجتمع وصمة عارٍ بتصرفاتهم ، وبعدم تحملهم أي شيء من المسؤولية ، هم أشبه يمن يدور حول نفسه في حلقة مفرغة ، يأكلون ويشربون ويعبثون وينامون ثم يستيقظون ليأكلوا ويشربوا ويعبثوا ويناموا وهلمّ جرا .. ما الفائدة من الحرية حينما تكون يداك مطلقتين ولكنهما خاويتان من العمل النافع، ربما يكون من هم خلف القضبان أنفع منك.. وقد يكون المريض ذا العاهة الدائمة أفضل منهم.
تدور الأيام برحاها ترفع فيها من ترفع، وتطحن فيها من تطحن، أناس يقفزون إلى أعالي الرتب، إما في العلم أو في التجارة، أو في عمل الخيرات .. وآخرون تتخبط بهم الحياة وكأنهم لا يبصرون شيئا ، عندهم كل المقومات الجيدة ليستطيعوا تحسين حياتهم الخاوية، فهم يملكون الصحة والعقل والوقت .. ولكنهم لا يحسنون التخطيط والتدبير ، الوقت يمضي والقوافل تسير، والأيام تجري ، وهم كما شبههم الله «سبحانه وتعالى» في كتابه الكريم حينما قال :
{ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}.. نعم هم كالسكارى ، لن يفيقوا إلا حينما يقرع جرس الموت مختتماً ساعات العمل ، لتبدأ ساعات الحساب.
لنتخيل أن وقتنا كقطعة طعام صغيرة، والموت كالجرذ .. يلتهم تلك القطعة بشراهة ، ونحن نرى أعمارنا تذوي، فكلما صغرت القطعة، كلما هرمنا واقتربنا من فوهة الفناء .. كثيرٌ منا لا يحترم وقته ولا يحترم أيضاً حتى وقت الآخرين ، فكل ثانية تنقضي هي جزء من حياتك، دع الفراغ يمت، وانطلق نحو العمل، تدبر .. تعلم، ثم فكّر ، لتنتج كل ما فيه خير لك ولدينك ولأهلك ولمجتمعك.
وأخيراً ها هي الأرصفة والشوارع، وعتبات المحلات والمنازل قد بدأت تتزين لمرتاديها .. فالصيف قد أقبل والسهر فيه جميل والحياة بدون عمل تعجب الكثير .. وحتماً يبقى الوقت هو الضحية.
صحيفة اليوم للكاتب عدنان علوي الشعلة
تعليق