كان فارسا لا يشق له غبار، نجح في ميادين الحياة وانتصر في كثير من معاركها ، بلغ من العمر عتيا، فكان واقعيا ، وآثر أن يستريح.
اجتمعت قبيلته يوما، فرأت أن تزوجه ليتجدد نشاطه ويعيش حياته .
بحثت له عن فتاة حسناء لا يوجد لها مثيل، عذراء بعيدة مهوى القرط ، لا تعرف المساحيق ولا تعترف بها ، تكتحل بالثرى وتمتشط بالهواء. تتعطر بالكادي والسكب. لا تأكل إلاّ ( مابيّة ) ولا تشرب إلا ( بحريّة ) . تغسل قدميها في البحر ، وتغسل وجنتيها برذاذ الضباب ...!
ظلموها حين وقع اختيارهم عليها، فهي بكر صبيّة، وهو عجوز هَرِم، هي تبحث عن المغامرة وهو يبحث عن الهدوء ! هو قنوع وواقعي ، وهي متعطشة وحالمة وطموحة. باختصار ؛ هي كالثريا وهو كسهيل . وكما قال الشاعر:
أيها المنْكح الثريا سهيلاً ... عمرك الله كيف يلتقيان ؟!
هي شامية إذا ما استقلت ... وهو إذا ما أستقلّ يماني !
تعليق