وأقول إذا ما أدركنا أن المساواة المطلقة بين الجنسين مستحيلة فإن هذه المعركة سوف تبقى مستمرة تغذيها الماسونية اليهودية وتحرّض المرأة للمطالبة بحقوقها المزعومة وتجني ثمارها من تحلّل وانهيار للأخلاق. على أننا لا نعارض مشاركة المرأة في النهضة بمجتمعها ولكن يجب أن تكون في حدود الشريعة الإسلامية فلا اختلاط ولا تبرج ولا خروج على حدود الله.
وإذا كانت المرأة في ظل المساواة المزعومة والاختلاط المطلق تشارك موظفة أو سكرتيرة أو طبيبة بين الرجال, فإنها في ظل المساواة الحقيقية الإسلامية تشارك بإيجاد جيل قوي في عقيدته وعلمه وأخلاقه, وهذا أكبر مكسب للمجتمع, ولن يتحقق ذلك إلا عندما تكون أمّا مؤمنة صادقة. وأي مجتمع يعيش أبناؤه أقوياء في عقيدتهم وعلمهم وسلوكهم وأخلاقهم لا يحتاجون إلى امرأة تتمايل بينهم وتوزّع نظراتها وحركاتها فتلهيهم وتغريهم.
وإذا كنّا نؤيد وندعو إلى أن تكون المرأة معلمة وطبيبة فإننا لا ندعو إلى اختلاطها مع الرجال بل نحارب ذلك لتكن المرأة مدَرسة في المدرسة والجامعة مع بنات جنسها, وكذلك في مهنة الطب بجميع فروعه ولكن في مجتمع نسوي بحيث لا يراها الرجال ولا تراهم. لأن ذلك أمر الله الذي يجب أن نذعن له ونسلم له ونعمل به جميعا إذا كنا مسلمين حقا قال تعالى:[فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما] (65-النساء).
أما عن تأثر هدى شعراوي بزوجة حسين رشدي باشا الفرنسية فإنها تقول عنه( لم تعن بظروفي وحالتي, واسمي فقط, وإنما كانت ترشدني إلى أثمن الكتب وأنفعها, وكانت تناقشني فيما قرأت وتفسر لي ما يصعب عليّ فهمه, وصقلت عقلي وروحي بكل أنواع الجمال والكمال.. وتحتم علي حضور صالونها كل يوم سبت, وكانت تقول لي أنت زهرة صالوني)). ا.هـ.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة,, والله المستعان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كتاب الماسونية والمرأة للباحث (ص-122).