Unconfigured Ad Widget

Collapse

طالب غريب ومعلم عجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو عبدالمجيد الدوسي
    عضو مميز
    • May 2005
    • 1385

    طالب غريب ومعلم عجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    في قاعة الاختبار .. طالب غريب ومعلم عجيب
    بخيت الزهراني



    ** تظل للاختبارات ذكرياتها ومواقفها ولحظاتها، التي وإن طال عليها الزمن تبقى عالقة بالذهن وأحدنا نحن الكبار الذين غادرنا تجربة الاختبارات منذ سنوات بعيدة، عندما يأتي موسم الاختبارات ويرى جموع الطلاب والطالبات يتوافدون على اللجان والقاعات، قد تعود به الذاكرة إلى تلك الايام الخوالي.

    ** ولعل من اطرف ما قرأت عن الاختبارات هذه القصة التي حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية واسمه بشير تقول القصة أنه بعد انتهاء امتحان مادة البلاغة قام الاستاذ بشير، بتصحيح أوراق الإجابة، وكعادته ما إن يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول، ومن ثم السؤال الثاني، وهكذا وفي بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالاً أو سؤالين بدون إجابة وهو أمر معتاد إلا أن الذي ثار استغرابه وأبدى دهشته ورقة إجابة لأحد الطلاب تركها خالية ولم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الاختبار.

    ** ترى ماذا قال هذا الطالب العجيب الذي جادت قريحته في تلك اللحظة العصيبة .. لقد قال هذه الابيات:
    أبشير قل لي ما العمل *** واليأس قد غلب الأمل
    قيل امتحان بلاغة *** فحسبته حان الأجل
    وفزعت من صوت المراقب *** إن تنحنح أو سعل
    ويجول بين صفوفنا *** ويصول صولات البطل
    أبشير مهلا يا أخي *** ما كل مسألة تُحل
    فمن البلاغة نافع *** ومن البلاغة ماقتل
    قد كنت أبلد طالب *** وأنا وربي لم أزل
    فإذا أتتك إجابتي *** فيها السؤال بدون حل
    دعها وصحح غيرها *** والصفر ضعه على عجل

    ** الاستاذ بشير بعد أن غاص في شعر تلميذه الذي جاء بدون موعد، حتى فكر مليئاً، وحكّ رأسه، ثم تهلل وجهه بالبشر ، وصمم على شيء لم يكن في حسبان أحد، فقد قرر الاستاذ بشير إعادة درجة النجاح في مادة البلاغة لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة متوفر في هذا الطالب، الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة والبديعة، فهل كان الاستاذ بشير على حق، أم أنه أتى بدعاً من الفعل؟ في تقديري الشخصي أن هذا المعلم قد كان نمطاً استثنائياً، بل وموضوعياً ومنطقياً مع نفسه ومع الطالب ومع الاختبار، واكثر من ذلك فقد كان شجاعاً عندما نفذ روح الاختبار على طريق اخواننا حكم كرة القدم الموفقين، اولئك الذين ينفذون روح القانون في اللعبة ، ويتجاوزون عن احتساب الخطأ أو الفاول عندما تكون الهجمة ناجحة وبعبارة أخرى فإن طيب الذكر هذا الاستاذ بشير لم يكن حرفياً والاّ كانت النتيجة ان سقط الطالب في الاختبار، ومن يدري فقد ينسف جزءاً غير قليل من طموحه، وقد يضعه في مهب الريح، لو تعامل مع حالته بشكل كلاسيكي.

    ** ولعلنا من خلال هذه القصة الطريفة ، سواء كانت افتراضية ، أو واقعية ، فإننا نقف على جوهر مسألة الاختبارات التي تتكرر كل عام، وتكون في واقع الأمر كابوساً مزعجاً للآباء والامهات والطلبة والطالبات، وفي أيامها ولياليها تُعلن حالة الطوارئ القصوى في البيوت ، ربما إلى درجة الاصفر ، أو البرتغالي، بلغة أحبابنا في الدفاع المدني، أما عندما يصل الطلاب إلى قاعات الاختبارات، فإن القلوب حنيذاك قد وصلت الحناجر. ونعود إلى القصة الطريفة السابقة ، فنقول إن من المؤكد أن عمّنا الاستاذ بشير وتلميذه المفتون بالشعر، و"الخائب" في حفظ المقررّ !! كانا بالتأكيد في زمن بعيد جداً عن زماننا هذا ، والاّ لكانت النتائج "كارثية" على كليهما.. فمن خلال مايعرف اليوم ب "المصحح" في الاختبار ، وزميله "المراجع" ومن فوقهما "مدير المدرسة" الذي يراجع عينات عشوائية من الاجابات ، ثم من بعد الجميع المشرف التربوي الذي من بين مهام عدد منهم للاسف تصيّد مثل هذه المواقف، واعتبارها "صيدا ثميناً" يمكن من خلالها أن يزلزل أركان المدرسة كلها، على موقف كهذا ، عندما يتحدث ب "عين قوية" ويقول بصوت جهوري " كيف تنجحون طالباً لم يجب على الاسئلة ، بل كتب بضع شخابيط من شعر طريف "؟

    ** وفي مثل هذه الحالة سيتم عمل محضر، ممهور بعدد من الشهود، ومرفق به صورة من إجابة الطالب، ولن تقل العقوبة عن نقل الاستاذ بشير إلى قرية نائية في أطراف الصحراء، وطبعا سيكون الحكم على الطالب الشاعر بالرسوب في تلك المادة مع بعض البهارات من التأنيب الذي قد يقل وقد يكثر، بحسب رأي المشرعين والقضاة في تلك " القضية العويصة" . وأود أن أقول . بهدوء شديد .. يا أيها الاخوة : إن اعظم جهابذة التربويين والتعليميين، لم يستطيعوا حتى اللحظة أن يضعوا قاعدة ثابتة لشيء اسمه الاختبار "الحقيقي" للطلاب.. وكل ما يتم الآن ماهي إلا اجتهادات ل تقويم قدرات الطلاب في مدى اتقان مفردات المنهج المقرّر.. وكماقال لي ذات مرة الاستاذ منصور سليم الدين نائب مدير عام التعليم بالمنطقة الغربية، إن الاختبارات الحالية ماهي إلاّ "أقرب" وسيلة لقياس مهارات الطلاب ولعل من اشتغل بالتربية والتعليم ردحاً من الزمن يعرف أن خمسة أو ستة اسئلة يتم وضعها في ورقة وتقدم لطلاب في نهاية العام ليست "قطعاً" المقياس الدقيق الوحيد لمهارات الطلاب طيلة العام، ولكنها"محاولة" للاقتراب من ذلك.
    ** ولذلك فإنني أعتقد أن بطل القصة السابقة الاستاذ "بشير" كان عبقريا بأكثر مما نتوقع، وهو بالتأكيد قد سبق زمانه بعقود كثيرة من الزمن، والاّ مامعنى اتجاه وزارة التربية والتعليم إلى ما يعرف ب "التقويم المستمر" بدءاً من طلاب المرحلة الابتدائية، فهذا النوع من الاختبارات والتقويم هو الاكثر جدوى في قياس مهارات الطلاب، أكثر بكثير من هذه " الهيصّة" التي تجري الآن على مدى اسبوعين نهاية كل عام، ويسمونها أيام الاختبارات التحريرية. الآن أجد نفسي مدفوعاً إلى أن أعين طرح سؤال شجاع، كان قد طرحه استاذنا اسامة السباعي رئيس تحرير جريدة "المدينة" الاسبق، عندما قال : " من يجرؤ على إلغاء الاختبارات ؟" وحقاً من الذي لديه الشجاعة من الجهة الرسمية عن التعليم عندنا لأن يوقف هذاالشبح العجيب كل عام، والذي يسمونه الاختبارات ، ويستبدله بأساليب تقويم وآليات قياس حديثة لمهارات طلابنا وطالباتنا ، بدلاً من هذا النمط الذي يتكرر على ملامحنا كل سنة منذ عهد أجدادنا؟.
    bakeet8@hotmail.com

  • عامر
    عضو مؤسس ومميز
    • Jun 2001
    • 2801

    #2
    صدقني قبل ما اكمل القصة ان هذا الطالب يوجد عنده ما يؤديه ويستطيع إيجاده واذا استطاع نظم مثل هذه القصيدة فهي ايضا بلاغة فيه .

    هذا هو الاستاذ الذي يضع بعض التقديرات والتي تكون سليمة للصالح الطالب ليسة ضده .

    مشكور لمثل هذا الخبر سواء حقيقة او قصة منظومة ويوجد فيها عبرة وفوائد للغير .
    لك التحية والتقدير .

    تعليق

    Working...