ســفــيــنــة الــحــيــاة
بسفينتي التي عبرت بها محيط البحار اتكلم عنها بموضوع جميل ورائع.. مما تعلمت وشاهدت بها من مواقف ودروس تتعلم منها.. فالعلم بالحياة بحر لا ينفد.
ومن اجمل ما في هذه السفينة التي تعلمت بها هو
اولا -التعلق بالله والصلة الدائمة به وان الحب الدائم هو الحب في الله.
ثانيا - حسن الظن بالله لأنه هو القائد الى الراحة النفسية..
ثالثا - الامل والتفاؤل.
وفي هذه السفينة العابرة بالحياة وجدت منها مواقف والكل منا يمر في حياته بموقف او مواقف مختلفة الامور.. قد تكون سعيدة او حزينة!!.
وكل موقف.. يعلمنا شيئا في الحياة، لذلك تكبر وينضج عقلنا.. وندرك فكرنا كيف نتصرف..
ومن تجربتنا بمرور هذه السفينة عبر محيط البحر تعلمت منها.. ان نحذر البعض منها واخذ الحيطة والحذر والعبرة بما نشاهده من تلاطم الامواج في وجوهنا.
لذلك يجب ان اكتفي بموضوعي هذا قليلا مما علمتني هذه السفينة من حدث الحياة فيها وهي:
1- ان الدمعة لا تدوم كما ان الابتسامة لا تدوم فاذا ابتسمت لا تغتر وتتوقع منها الدمعة، ان بكيت فلا تحزن لأنه ربما تنتظر البسمة.
2- انه ليس كل ابتسامة تكون براقة.. قد تكون بريئة ولكن ربما في داخلها وورائها كمين من الخبث غير نقي ولا طاهر مع النفس تزرع لك الشوك في طريقك.
3- تعلمت وانا اعبر بهذه السفينة ان لكل علاقة في الحياة خطوطا حمراء لا يتجاوزها اي انسان ولكل منا في حياته خصوصياته لا يجب على الآخرين التطفل عليهم اكثر من اللازم.
4- تعلمت انه ليس كل من يسمعك يحس بمعاناتك وليس كل من تشتكي له يهون عليك مصيبتك الا من هم كانوا وما زالوا معك يسقينك قيثارة الصداقة المخلصة لله فيك.
5- تعلمت ان الحياة كالسفينة مبحرة في البحر.. لها امواج تتلاطم بها على حسب الرياح المارة بها كما يقال (يوم لك ويوم عليك).
6- تعلمت من ثمار سفينة الحياة المدفأة ان احس بالأمل بالرغم من وجود الألم.
7- ان الحياة بهذه السفينة مدرسة تأخذ منها كل لحظة ما هو جديد يمر علينا من مر وحلو وصعب وسهل..
8- تعلمت شيئا في حياتي بهذه السفينة عندما احزن واحس بالحزن الشديد يحاصرني اجلس وحدي في غرفتي او كبينتي عند سكون الليل الذي هو وليف روحي والذي يسمع بها انائي ويقربني الى الله بمناجاتي له ويهون علي حزني وافضفض ما بداخلي من وطء الحزن علي.
وعند هذه الامور الذي شاهدتها عبر هذا البحر لا لا اقول هذه النهاية سفينتي التي ابحرت بعيدا بين الامواج المسمومة، بحثا عن كوكب للحياة، املا في ايجادها بين قناديل السماء وسط المجهول..
لأني في سفينتي هذه مررت بها من الفرح قليلا ومن الآلام كثيرا، كما بكيت وبكيت من حسرة آلمت وخرقت قلبي من فراق بآت الى الابد دون رجعة اخذته الامواج كانت نهايته الموت الصارم لا رجعة فيها.
نهاية فقدان فلذة كبدي الذي بها قتل شعوري وانبثت الخلفية السوداء بنفسي وذبلت زهور قلبي برغم ورود منبعثة في اركان سفينتي تجعلني ان اعاصر تلك الامواج شدتها بالدعاء بالصبر والحسبان والاجر عند المصيبة حتى تنقلني هذه السفينة الى بر الامان..
لذلك اقول لهذه السفينة لماذا تلك النهاية؟ هل تقف هذه السفينة؟ ام تعبر؟
فأقول يا سفينة الحياة اعبري بكل ميناء تمرين به حتى لا تقف عند كلمة نهاية بل بداية امل جديد في الم عتيق؟
ولأن في هذه السفينة تعلمت ان كل ما اصابني ويصيبني وسيصيبني خير لي..
هكذا وجدت قلمي بهذه السفينة كتب كل ما وجد من احساس ومشاعر ونبض صامت لدي كان هذا هو القلم افضل معلم يسمع ما هو بداخلي يترجم كل مشاعري وحمل عباراتي وكلماتي من امور الحياة ورحل..
واقول الى اللقاء يا سفينة الحياة التي تعلمت امرا كبيرا منك ايتها السفينة المجوفة بداخلك بأن ادفن صرختي في الصمت.. وامسح قطرات الدم.. وادفن دموع عيني ولا تراها الا وسادتي لتحتضنها وتدفنها في جوفها بذكر ختام الدعاء ليلا
(اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك). آآآآمين...
صحيفة اليومالثلاثاء 1429-04-23هـ الموافق 2008-04-29م العدد 12737
تعليق