فصيلة الإنسان .. الطين أولاً وأخيراً د. إبراهيم خالد
قال الله تعالى(ولقد خلقنا الإنسانَ من سلالةٍ من طين ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك اللهُ أحسن الخالقين).?إن الله خلق الخلق وجعل خلق الإنسان من طين،ثم يعود الإنسان مرةً أخرى إلى الطين ثم يبعث منه مرةً أخرى حيث قال الله عز وجل(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى).?فإن مراحل خلق الإنسان توضح إعجاز الرحيم الرحمن،ولننظر إلى الرأس التي تحتوي على أربعة أنواع من المياه(ماء الفم:وقد خلقه الله عذبًا،وماء العين :وقد خلقه الله مالحًا،وماء الأنف:وقد خلقه الله حامضًا،وماء الأذن:وقد خلقه الله مرًا).?خلق الله ماء الفم عذبًا لنتذوق الطعام،وماء العين مالحًا لقتل الميكروبات والجراثيم،وماء الأنف حامضًا لتتعلق به الأتربة،وماء الأذن مرًا حتى لا يدخل الذباب والنمل،فتبارك اللهُ أحسن الخالقين.?ونحن بصدد الحديث عن فصيلة الإنسان ،يجب أن نتتبع مراحل النمو المختلفة ،حيث يلتقي الرجل بأهله(زوجه) ليضع نطفته ،تلك النطفة التي تحتوي على ملايين من الحيوانات المنوية،هذا المني خُلق منه الإنسان ،فقد قال تعالى( فلينظر الإنسان مم خُلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر) والصلب هو عظم الظهر عند الرجل ، والترائب عظام الصدر عند المرأة،وهي محل القلادة،وتسمى بالترقوة(وهي أولى العظام التي تدبُ فيها الحياة عند تكوين الجنين كما أثبت علم الأجنة،وهي آخر العظام التي تخرج منها الروح عند الموت).?وقد اختلف الكثيرون في تقدير هذا الخبر،فجاء العلم الحديث وشرح الموضوع ،وأثبت أن ماء الرجل يخرج حقًا مما ذكره الله في هذه الآية،وأن ماء المرأة يخرج مما وصفه الله عز وجل.?تخرج هذه النطفة من الرجل محتوية على ملايين من الحيوانات المنوية إلى عروسٍ واحدٍ،إنها البويضة التي تخرج من رحم المرأة مرةً واحدةً كل شهر،تخرج البويضة كأنها عروسٌ وعليها تاج مشع،وهذا ليس تشبيهًا أدبيًا،لكنه مصطلحٌّ علميٌ .?تخرج البويضة وعليها تاج مشع ،لعلها بهذه الإشعاعات تلفت نظر حيوان منوي من تلك الملايين التي تقترب منها،حيث تموت كل هذه الملايين ولا يلتصق بها إلا الحيوان الذي قدر الله أن يكون منه الولد.?هذه المعلومة التي وصل إليها العلم الحديث في عصرنا هذا، أخبرنا عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، حيث قال الحبيب النبي في الحديث الذي رواه مسلمٌ من حديث أبي سعيد الخدري في كتاب النكاح 2/1063 (ما من كل الماء يكون الولد وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء).?يصل هذا الحيوان إلى البويضة ليلقحها،فإذا ما اقترب منها ،تفرز البويضة سائلاً لزجًا من شأنه أن يمسك بالحيوان المنوي على جدارها .فإذا التصق الحيوان المنوي بجدار البويضة ، أفرز هذا الآخر سائلاً من شأنه أن يذيب هذ التاج المشع على رأس البويضة.فإن ذاب التاج المشع واخترق الحيوان المنوي جدار البويضة ،أحكمت البويضة أبوابها على الحيوان المنوي حتى لا يخرج، ثم تتخلص البويضة من هذا التاج المشع حتى لا تلفت نظر حيوان منوي آخر ، لأنها لم تعد تسمح بذلك فتتكون نطفة الأمشاج.?وقال الله تعالى( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا).?ونطفة الأمشاج هي اجتماع الحيوان المنوي مع البويضة بعد التخصيب.?وبعد أيام قليلة تتحول النطفة الأمشاج إلى خلايا كثيرة حيث تكون في صورة جديدة تشبه تمامًا فص ثمرة التوت ،لذلك يسميها العلماء بالتوتة.?هذه النطفة الأمشاج تتحول إلى علقة ،لأنها تتعلق بجدار الرحم عند المرأة ،فإن تعلقت بجدار الرحم ،يقوم هو الآخر بتكوين وسائدَ وأوعية دموية لها حتى تحميها وحتى لا تؤذى،وبعد أيام قليلة تتمايز العلقة إلى طبقتين،إحداهما:خارجية،والأخرى:داخلية، الطبقة الخارجية:وظيفتها امتصاص الغذاء من الدماء في جدار الرحم،والطبقة الخارجية:وظيفتها تكوين الجنين،لذلك لا يأتي الحيض للمرأة أثناء الحمل لأن هذه الدماء يتغذى عليها الجنين قبل فسادها ثم تتحول العلقة إلى مرحلة جديدة تسمى المضغة ،لأن الجنين يشبه تمامًا قطعة اللحم الممضوغة التي يمضغها الإنسان ثم يلفظها من فيه،ثم تتحول المضغة إلى عظام.?فسبحان الملك.........كانت نطفة دماء ،فتحولت إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى عظام كثيرة أكثر من300 عظمة ،منها عظام الجمجمة ،وعظام اليد والأصابع،وعظام القفص الصدري،وعظام الساق والقدمين،ثم يكسو الله هذه العظام لحمًا ،ثم ينشأه الله خلقًا آخر ،فيأمر الله الملك بنفخ الروح في الجنين ،وفي الحديث الذي رواه مسلم والبخاري قال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم }وكل الله بالرحم ملكًا ،فيقول:أي ربي نطفة؟(أي تكونت النطفة)،أي ربي علقة؟أي ربي مضغة؟أي ربي أذكر أم أنثى ؟أي ربي أشقي أم سعيد ؟أي ربي ما الرزق؟أي ربي ما الأجل؟ يقول المصطفى:فيكتب الملك ويقضي ربك ما يشاء{ثم ينفخ الله في هذا الجنين الروح حيث ينبض القلب فجأة وتتحرك الجوارح والأعضاء وتبدأ الأذن في السماع وتدب حياة جديدة داخل الرحم.وقد تتبع عالم الأجنة-ألكسس كاري- مراحل نمو الجنين،نطفة ، علقة , مضغة، فوجد هذه المضغة تتحرك ؛ فصرخ وقال :Here Is God (هنا الله).? وعلى الرغم من أنه ليس مسلمًا ،فمقولته تفسير غير مقصود لكلام الرب المعبود في قوله عز وجل( ويسألونك عن الروح قل الروحُ من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).?فعالم الأجنة عالم الظلمات لا يسمع ولا يأكل ولا يشرب ولا يهضم ،بل يأخذ دمًا طازجًا كاملاً من الأم دون تنفس.وجعل الله للجنين ثلاثة إطارات حيث قال تعالى ?في ظلماتٍ ثلاث?فهناك ثلاثة إطارات حول الجنين في رحم الأم ثلاثة إطارات لحمايته،ويظل الجنين هكذا تسعة أشهر ثم يأتي الوقت النهائي للولادة بأن تقطع الطبيبة المسلمة الحبل السري ؛فتنقطع العلاقة بين الأم والجنين داخليًا ،فينشئ الله علاقةً أخرى خارجية بين الجنين والأم عن طريق الرضاعة من الأم.?ورئتا الجنين في بطن الأم مسدودتان دون تنفس لأن هناك غطاء يحول التنفس عن الجنين،لكن الهواء الجوي يندفع في قطعة السرة التي تربطها الطبيبة المسلمة ،ويندفع الهواء ؛فيتحرك الغطاء الموجود على الرئتين ،فتنتفخ الرئتان ؛ويتألم الجنين ويبكي،وصدق من قال:?نولد نبكي وحولنا يضحكون?ونموت نضحك وحولنا باكون?وحين يبكي الطفل بعد الولادة تحتضنه الأم ،فيسكت الطفل ويتوقف عن البكاء ،نظرًا لأنه يستمع إلى دقات قلبها ؛فيتوهم أنه في بطنها،لأنه اعتاد على هذا الصوت تسعة أشهرٍ أثناء الحمل.?.يعيش الإنسان ما قدر الله له أن يعيش ثم يموت ويعود إلى التراب ؛لأن الحياة دقائق وثوانٍ.?وقد حلل علماء الفسيولوجي والبيولوجي (علماء التشريح) جسد الإنسان ،وذلك في مؤتمر الكيمياء العضوية الذي عقد في فيينا عام 1968 ،فوجدوا أن الإنسان يتكون من نفس عناصر الأرض،ليصدق قول الله عز وجل (ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين).?وجدوا بجسد الإنسان حديدًا بمقدار مسمار (5) سم ،ودهونًا مقدار أربع قطع من الصابون من الحجم المتوسط ،وفوسفورًا يشترك في صناعة 60 رأس عود من الكبريت ،ونسبةً من الكالسيوم تكفي لتطهير جلد ثعلب ،وعشرة جالونات من الماء ،وقد ذكر العلماء أن هذه المكونات تتكلف ريالين.واليوم بلغة الدولار تتكلف 20 ريالاً؛إذن الإنسان ليس له ثمن وليس له وزن ،وليس له قيمة إلا بطاعته لله عز وجل.?لكنه يتكبر ويُعرض عن ذكر الله وعن الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يغفل فصيلته التي خلقه الله منها (الطين).?ولننظر إلى فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين ذهب الصحابة لدفن رسول الله ، وجاء إليها أنس ،فقالت له فاطمة :كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله! قال أنس:قال الله تعالى(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى)?ومن هنا نعلم أن فصيلة الإنسان الطين.?•*أكاديمي جامعة الملك خالد
قال الله تعالى(ولقد خلقنا الإنسانَ من سلالةٍ من طين ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك اللهُ أحسن الخالقين).?إن الله خلق الخلق وجعل خلق الإنسان من طين،ثم يعود الإنسان مرةً أخرى إلى الطين ثم يبعث منه مرةً أخرى حيث قال الله عز وجل(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى).?فإن مراحل خلق الإنسان توضح إعجاز الرحيم الرحمن،ولننظر إلى الرأس التي تحتوي على أربعة أنواع من المياه(ماء الفم:وقد خلقه الله عذبًا،وماء العين :وقد خلقه الله مالحًا،وماء الأنف:وقد خلقه الله حامضًا،وماء الأذن:وقد خلقه الله مرًا).?خلق الله ماء الفم عذبًا لنتذوق الطعام،وماء العين مالحًا لقتل الميكروبات والجراثيم،وماء الأنف حامضًا لتتعلق به الأتربة،وماء الأذن مرًا حتى لا يدخل الذباب والنمل،فتبارك اللهُ أحسن الخالقين.?ونحن بصدد الحديث عن فصيلة الإنسان ،يجب أن نتتبع مراحل النمو المختلفة ،حيث يلتقي الرجل بأهله(زوجه) ليضع نطفته ،تلك النطفة التي تحتوي على ملايين من الحيوانات المنوية،هذا المني خُلق منه الإنسان ،فقد قال تعالى( فلينظر الإنسان مم خُلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر) والصلب هو عظم الظهر عند الرجل ، والترائب عظام الصدر عند المرأة،وهي محل القلادة،وتسمى بالترقوة(وهي أولى العظام التي تدبُ فيها الحياة عند تكوين الجنين كما أثبت علم الأجنة،وهي آخر العظام التي تخرج منها الروح عند الموت).?وقد اختلف الكثيرون في تقدير هذا الخبر،فجاء العلم الحديث وشرح الموضوع ،وأثبت أن ماء الرجل يخرج حقًا مما ذكره الله في هذه الآية،وأن ماء المرأة يخرج مما وصفه الله عز وجل.?تخرج هذه النطفة من الرجل محتوية على ملايين من الحيوانات المنوية إلى عروسٍ واحدٍ،إنها البويضة التي تخرج من رحم المرأة مرةً واحدةً كل شهر،تخرج البويضة كأنها عروسٌ وعليها تاج مشع،وهذا ليس تشبيهًا أدبيًا،لكنه مصطلحٌّ علميٌ .?تخرج البويضة وعليها تاج مشع ،لعلها بهذه الإشعاعات تلفت نظر حيوان منوي من تلك الملايين التي تقترب منها،حيث تموت كل هذه الملايين ولا يلتصق بها إلا الحيوان الذي قدر الله أن يكون منه الولد.?هذه المعلومة التي وصل إليها العلم الحديث في عصرنا هذا، أخبرنا عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، حيث قال الحبيب النبي في الحديث الذي رواه مسلمٌ من حديث أبي سعيد الخدري في كتاب النكاح 2/1063 (ما من كل الماء يكون الولد وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء).?يصل هذا الحيوان إلى البويضة ليلقحها،فإذا ما اقترب منها ،تفرز البويضة سائلاً لزجًا من شأنه أن يمسك بالحيوان المنوي على جدارها .فإذا التصق الحيوان المنوي بجدار البويضة ، أفرز هذا الآخر سائلاً من شأنه أن يذيب هذ التاج المشع على رأس البويضة.فإن ذاب التاج المشع واخترق الحيوان المنوي جدار البويضة ،أحكمت البويضة أبوابها على الحيوان المنوي حتى لا يخرج، ثم تتخلص البويضة من هذا التاج المشع حتى لا تلفت نظر حيوان منوي آخر ، لأنها لم تعد تسمح بذلك فتتكون نطفة الأمشاج.?وقال الله تعالى( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا).?ونطفة الأمشاج هي اجتماع الحيوان المنوي مع البويضة بعد التخصيب.?وبعد أيام قليلة تتحول النطفة الأمشاج إلى خلايا كثيرة حيث تكون في صورة جديدة تشبه تمامًا فص ثمرة التوت ،لذلك يسميها العلماء بالتوتة.?هذه النطفة الأمشاج تتحول إلى علقة ،لأنها تتعلق بجدار الرحم عند المرأة ،فإن تعلقت بجدار الرحم ،يقوم هو الآخر بتكوين وسائدَ وأوعية دموية لها حتى تحميها وحتى لا تؤذى،وبعد أيام قليلة تتمايز العلقة إلى طبقتين،إحداهما:خارجية،والأخرى:داخلية، الطبقة الخارجية:وظيفتها امتصاص الغذاء من الدماء في جدار الرحم،والطبقة الخارجية:وظيفتها تكوين الجنين،لذلك لا يأتي الحيض للمرأة أثناء الحمل لأن هذه الدماء يتغذى عليها الجنين قبل فسادها ثم تتحول العلقة إلى مرحلة جديدة تسمى المضغة ،لأن الجنين يشبه تمامًا قطعة اللحم الممضوغة التي يمضغها الإنسان ثم يلفظها من فيه،ثم تتحول المضغة إلى عظام.?فسبحان الملك.........كانت نطفة دماء ،فتحولت إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى عظام كثيرة أكثر من300 عظمة ،منها عظام الجمجمة ،وعظام اليد والأصابع،وعظام القفص الصدري،وعظام الساق والقدمين،ثم يكسو الله هذه العظام لحمًا ،ثم ينشأه الله خلقًا آخر ،فيأمر الله الملك بنفخ الروح في الجنين ،وفي الحديث الذي رواه مسلم والبخاري قال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم }وكل الله بالرحم ملكًا ،فيقول:أي ربي نطفة؟(أي تكونت النطفة)،أي ربي علقة؟أي ربي مضغة؟أي ربي أذكر أم أنثى ؟أي ربي أشقي أم سعيد ؟أي ربي ما الرزق؟أي ربي ما الأجل؟ يقول المصطفى:فيكتب الملك ويقضي ربك ما يشاء{ثم ينفخ الله في هذا الجنين الروح حيث ينبض القلب فجأة وتتحرك الجوارح والأعضاء وتبدأ الأذن في السماع وتدب حياة جديدة داخل الرحم.وقد تتبع عالم الأجنة-ألكسس كاري- مراحل نمو الجنين،نطفة ، علقة , مضغة، فوجد هذه المضغة تتحرك ؛ فصرخ وقال :Here Is God (هنا الله).? وعلى الرغم من أنه ليس مسلمًا ،فمقولته تفسير غير مقصود لكلام الرب المعبود في قوله عز وجل( ويسألونك عن الروح قل الروحُ من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).?فعالم الأجنة عالم الظلمات لا يسمع ولا يأكل ولا يشرب ولا يهضم ،بل يأخذ دمًا طازجًا كاملاً من الأم دون تنفس.وجعل الله للجنين ثلاثة إطارات حيث قال تعالى ?في ظلماتٍ ثلاث?فهناك ثلاثة إطارات حول الجنين في رحم الأم ثلاثة إطارات لحمايته،ويظل الجنين هكذا تسعة أشهر ثم يأتي الوقت النهائي للولادة بأن تقطع الطبيبة المسلمة الحبل السري ؛فتنقطع العلاقة بين الأم والجنين داخليًا ،فينشئ الله علاقةً أخرى خارجية بين الجنين والأم عن طريق الرضاعة من الأم.?ورئتا الجنين في بطن الأم مسدودتان دون تنفس لأن هناك غطاء يحول التنفس عن الجنين،لكن الهواء الجوي يندفع في قطعة السرة التي تربطها الطبيبة المسلمة ،ويندفع الهواء ؛فيتحرك الغطاء الموجود على الرئتين ،فتنتفخ الرئتان ؛ويتألم الجنين ويبكي،وصدق من قال:?نولد نبكي وحولنا يضحكون?ونموت نضحك وحولنا باكون?وحين يبكي الطفل بعد الولادة تحتضنه الأم ،فيسكت الطفل ويتوقف عن البكاء ،نظرًا لأنه يستمع إلى دقات قلبها ؛فيتوهم أنه في بطنها،لأنه اعتاد على هذا الصوت تسعة أشهرٍ أثناء الحمل.?.يعيش الإنسان ما قدر الله له أن يعيش ثم يموت ويعود إلى التراب ؛لأن الحياة دقائق وثوانٍ.?وقد حلل علماء الفسيولوجي والبيولوجي (علماء التشريح) جسد الإنسان ،وذلك في مؤتمر الكيمياء العضوية الذي عقد في فيينا عام 1968 ،فوجدوا أن الإنسان يتكون من نفس عناصر الأرض،ليصدق قول الله عز وجل (ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين).?وجدوا بجسد الإنسان حديدًا بمقدار مسمار (5) سم ،ودهونًا مقدار أربع قطع من الصابون من الحجم المتوسط ،وفوسفورًا يشترك في صناعة 60 رأس عود من الكبريت ،ونسبةً من الكالسيوم تكفي لتطهير جلد ثعلب ،وعشرة جالونات من الماء ،وقد ذكر العلماء أن هذه المكونات تتكلف ريالين.واليوم بلغة الدولار تتكلف 20 ريالاً؛إذن الإنسان ليس له ثمن وليس له وزن ،وليس له قيمة إلا بطاعته لله عز وجل.?لكنه يتكبر ويُعرض عن ذكر الله وعن الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يغفل فصيلته التي خلقه الله منها (الطين).?ولننظر إلى فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين ذهب الصحابة لدفن رسول الله ، وجاء إليها أنس ،فقالت له فاطمة :كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله! قال أنس:قال الله تعالى(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى)?ومن هنا نعلم أن فصيلة الإنسان الطين.?•*أكاديمي جامعة الملك خالد
تعليق