طير الوروار
أول ما سمعت بهذا الاسم من أغنية لفيروز التي كنا نعشق صوتها ونشربه حتى يغوص من الرأس إلى القاع. وتعرفت على صاحبه قبل عدة سنوات، حيث كنت ولا زلت مغرما بتربية النحل، أقضي ساعات أتأمله وهو يعمل بطريقته الفريدة، ولم يكن ينغص عليّ ويثير غضبي غير ذلك الطير الذي يبدو في شكله متلونا بعدد من الألوان، وهو في جوهره من أقبح الأبدان، حيث يتسلط على النحل، فيزعجه ويربكه بمجرد اقترابه من المكان الذي هو فيه، فلا تكاد ترى نحلة واحدة خارج الخلية، بل يكنس داخلها حتى لا تكاد تصدق أن في الخلية نحلة واحدة.
الغريب في الأمر أنه لا يأتي إلا في الوقت الذي يكون النحل فيه مستعدا بجميع طوائفه للإنتاج، فلا تكاد تقترب من الخلية وإلا وتسمع أصوات النحل التي لا يمكن أن يطربك مثلها، وترى حركته الدائبة التي لا تمل من متابعتها، فهذه المكلة توزع المسؤوليات وتلك العاملات اللاتي يجلبن الرحيق وأولئك الشاغلات اللاتي يبدعن في ملء ذلك البناء السداسي بالرحيق المختوم. حتى يظهر فجأة ذلك الطائر بصوته النشجاز وألوانه المتعددة، فتسكن الحركة المنتظمة، وتحلّ محلّها الفوضى والعشوائية، ويتوقف الإنتاج ويحلّ محلّه الاستهلاك والنفايات.
لم أصدق في البدء أن هذا الطير يمكن أن يأكل النحل ويسبب له ذلك الضرر والإزعاج، حتى قمت برمي واحدة منه ذات يوم، وفتحت بطنها وإذا بها أكثر من عشرين نحلة، فسلكت جميع السبل التي تساعدني في حماية النحل والقضاء على الوروار، حتى أنني نصبت له شباكا فوق المنطقة التي فيها النحل، فما أن صاده الشباك حتى بدأ بمهاجمته النحل، فمات من النحل الشيء الكثير وهو يهاجمه، فكما هو معلوم أن النحلة تموت عندما تهاجم لأنها تضحي بنفسها دفاعا عن الآخرين. لذلك توقفت واستسلمت ولسان حالي يقول :" العين بصيرة واليد قصيرة " .
أحمد الله أن تلك الطيور لا تأتي إلى منطقتنا إلا في مواسم معينة، وإلا لأصبحنا لا نعرف النحل ولا نذوق العسل.
أول ما سمعت بهذا الاسم من أغنية لفيروز التي كنا نعشق صوتها ونشربه حتى يغوص من الرأس إلى القاع. وتعرفت على صاحبه قبل عدة سنوات، حيث كنت ولا زلت مغرما بتربية النحل، أقضي ساعات أتأمله وهو يعمل بطريقته الفريدة، ولم يكن ينغص عليّ ويثير غضبي غير ذلك الطير الذي يبدو في شكله متلونا بعدد من الألوان، وهو في جوهره من أقبح الأبدان، حيث يتسلط على النحل، فيزعجه ويربكه بمجرد اقترابه من المكان الذي هو فيه، فلا تكاد ترى نحلة واحدة خارج الخلية، بل يكنس داخلها حتى لا تكاد تصدق أن في الخلية نحلة واحدة.
الغريب في الأمر أنه لا يأتي إلا في الوقت الذي يكون النحل فيه مستعدا بجميع طوائفه للإنتاج، فلا تكاد تقترب من الخلية وإلا وتسمع أصوات النحل التي لا يمكن أن يطربك مثلها، وترى حركته الدائبة التي لا تمل من متابعتها، فهذه المكلة توزع المسؤوليات وتلك العاملات اللاتي يجلبن الرحيق وأولئك الشاغلات اللاتي يبدعن في ملء ذلك البناء السداسي بالرحيق المختوم. حتى يظهر فجأة ذلك الطائر بصوته النشجاز وألوانه المتعددة، فتسكن الحركة المنتظمة، وتحلّ محلّها الفوضى والعشوائية، ويتوقف الإنتاج ويحلّ محلّه الاستهلاك والنفايات.
لم أصدق في البدء أن هذا الطير يمكن أن يأكل النحل ويسبب له ذلك الضرر والإزعاج، حتى قمت برمي واحدة منه ذات يوم، وفتحت بطنها وإذا بها أكثر من عشرين نحلة، فسلكت جميع السبل التي تساعدني في حماية النحل والقضاء على الوروار، حتى أنني نصبت له شباكا فوق المنطقة التي فيها النحل، فما أن صاده الشباك حتى بدأ بمهاجمته النحل، فمات من النحل الشيء الكثير وهو يهاجمه، فكما هو معلوم أن النحلة تموت عندما تهاجم لأنها تضحي بنفسها دفاعا عن الآخرين. لذلك توقفت واستسلمت ولسان حالي يقول :" العين بصيرة واليد قصيرة " .
أحمد الله أن تلك الطيور لا تأتي إلى منطقتنا إلا في مواسم معينة، وإلا لأصبحنا لا نعرف النحل ولا نذوق العسل.
تعليق