ثبت في الصحيحين عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم : العقرب والفارة والحديا والغراب والكلب العقور )
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يسن للإنسان أن يقتل هذه الفواسق الخمس وهو محرمأو محل داخل أميال الحرم أو خارج أميال الحرم لما فيها من الأذى والضرر في بعض الأحيان ويقاس على هذه الخمس ما كان مثلها أو أشد منها إلا أن الحيات التي في البيوت لا تقتل إلا بعد أن يحرج عليها ثلاثاً لأنه يخشى أن تكون من الجن إلا الأبتر وذو الطفيتين فإنه يقتل ولو في البيوت لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الحيات التي في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين فالأبتر هو قصير الذنب وذو الطفيتين هما خطان أسودان على ظهره.
و سنعرض في هذا الموضوع بعض خصائص هذه الفواسق الخمس وانقل لكم معلومات
شرعية وطبية وعلمية مزودة بالصور ماستطعت ونبدأ بالعقرب
أولأ : العقرب
قال القزويني: العقرب من أخبث الهوام , يلدغ كل شيء يلقاه
عينها على بطنها , وولدها يخرج من ظهرها، فإذا ولدت ماتت
وإذا لسعت هربت ولا تقف. وإذا خرجت من بيتها أول الليل كان لها
نشاط فإن أول شيء لقيته ضربته.
والعقارب كائنات ليلية تختفي نهاراً في الجحور وبين
الأحجار وبين أكوام الأوراق القديمة المكدسة والأحذية القديمة.
وتأخذ في إنتاج السم داخل جسمها بالنهار
ثم تخرج من مخابئها وقت الغروب وتأخذ في ممارسة مهامها في اللدغ
حتى بعد الفجر.حيث تعاود إنتاج السم لذا فلدغة العقرب تكون خطيرة
عند الغروبلاحتوائها على كمية أكبر من السم , أما لدغة الصباح
فقليلة السمية حيث يكون مستودع السم تقريباً فارغاً.
العقارب والهدي النبوي
ذكر ابن القيم في زاد المعاد
قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي إذ سجد فلدغته عقرب في أصبعه، فانصرفرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:( لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره ). وقال: ثم دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل يضع موضع اللدغةفي الماء والملح ويقرأ: )قل هو الله أحد (والمعوذتين حتى سكت. أخرجه الترمذي.
ـ وقال ابن القيم: في هذا الحديث العلاج بالدواء المركب من الأمرين الطبيعي( الماء والملح ) والإلهي( سورة الإخلاص ) من كمال التوحيد العلميالاعتقادي والعلاج الطبيعي، وفي الملح نفع لكثيرمن السموم لا سيما لدغة العقرب.
عن أبي سعيد الخدري قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ثلاثين راكبا قال :فنزلنا على قوم من العرب فسألناهمأن يضيفونا فأبوا؛ قال : فلدغ سيد الحي ، فأتونا فقالوا :فيكم أحديرقي من العقرب؟ في رواية ابن قتة : إن الملك يموت . قال : قلتأنا نعم ، ولكن لا أفعل حتى تعطونا . فقالوا : فإنا نعطيكم ثلاثين شاة قال : فقرأت عليه «الحمد لله رب العالمين» سبع مرات فبرأ .في رواية عن أبي سعيد : فأفاق وبرأ . فبعث إلينا بالنزل وبعثإلينا بالشاء ، فأكلنا الطعام أنا وأصحابي وأبوا أن يأكلوا من الغنم حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر فقال :
«وما يدريك أنها رقية» قلت : يا رسول الله ، شيء ألقي في روعي .
قال : كلوا وأطعمونا من الغنم "
وروى مسلم في " صحيحه " عن أبي هريرة قال :
(( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت
من عقرب لدغتني البارحة فقال : أما لو قلت حينأمسيت أعوذ بكلمات الله التاماتمن شر ما خلق لم تضرك ))
و ذكر ابن سينا في كتاب القانون في الطب أنه يضمد بالملح مع بذر الكتان للسع العقرب. وقال ابن القيم في الطب النبوي من زاد المعاد :
وفي الملح من القوة المحللة ما يجذب السموم ويحللها.
ـ والثابت علمياً: أن الملح يزيد من الضغط الأسموزي
خارج مكان الجرح فيتحرك السم من الداخل إلى الخارج
وهذا يقلل من كمية السم في مكان اللدغ.
العلاج الحديث :
- الذهاب لأقرب مستشفى لإعطاء المصل المضاد لسم العقرب
ـ لا يفضل وضع الثلج على مكان لدغ العقرب.
ـ لا يعطي الملدوغ الإسبرين لأنه يؤدي إلى توسيع الأوعيةالدموية وانتشار السم.
ـ يفضل عدم مص السم بالفم حتى لا ينتشر السم إلى دم المُسعف.
ـ يربط أعلى مكان اللدغة برباط ضاغط.
ـ يتم تشريط مكان اللدغ بمدية أو شفرة حلاقة حادة جديدة
مطهرة ومعقمة بالنار حتى درجة الاحمرار.
ـ يغسل مكان اللدغة بالماء والصابون ويجفف الموضع ويغطى بغيار نظيف.
يتبع إن شاء الله
تعليق