بعد أنْ ترتشف كوب قهوة منْ ذائقتكـَ ,, خـُذ ْ نفسا عميقا لتوسع مداخل فكركـَ ,,
وفـكـّر معي ,,
أحاطتني الحيرة وأنا أتفكـّر في مجريات الحياة الواقعية ,, فلمْ أجد نـعـتـا ً أنعتُ به هذا الزمن
إلا أنه - زمن المتناقضات –
وعندما أقول الزمن فأنا حتما أعني بذلك الشخوص التي تحيا في حجراته وطرقاته ,,
فما الزمان إلا كـَ المرافق التي يمر عليها الزوار ومنْ ثمّ يرحلون ,,
لنْ أطيل بـِ ديباجة قدْ لا تفيد ,,
لو عدنا بالذاكرة للوراء إلى ثلاثين سنة فما فوق , وهو زمن ٌ لمْ أكنْ فيه إلا في علم الغيب ,, كان والدي يحكي لي عن تلك الحياة , حيثُ النقاء والطهر والعفة والحياء و (( الجـهــل )) !! كان الجار كالأب لجيرانه ,, وكان الرجل ينام وباب منزله مشرعا ,
وكان أبناء العم وابناء الخال يفترشون الأرض مع بنات العم وبنات الخال ,بستر ٍ وحجاب وبدون أحيانا ,
كانَ هناكـَ الحب الشريف العذري فعلا - يتشدّق به رعاع في زماننا - ولكنْ لمْ أحيا معناه إلا في ما حكاه لي والدي
كان الجميع ينام في غرفة واحدة ,, وبكل طهر ونقاء وبلا خوف ,لمْ يكن هناك مجلس رجال ومجلس نساء بلْ كانَ الجميع معــًـا .
وكانَ الجـهــل يتربع فوق عقول الدهماء منهم ,إلا أنّ الصفاء ونقاء السريرة كانت ميزة ظلتْ وسام الشرف لذالكم الزمان ,
ودار الزمان دورته ,, وحـلــّت الصحوة الدينية وظهرت الحركات الدعوية والتوعوية ,,
شملت ممارسات خاطئة كالتي قادها ( جيهمان ) , دعكـَ من الخاطيء منها ,, لـِ نقل أنّ الصحوة إنتشرت تماما ,
وصـُـحـّـحـَت مفاهيم مغلوطة كان تدّك صميم العقيدة , وذاعت الأشرطة \ الكتب \ المطويات \ المحاضرات \ وسلسلة المشائخ الكرام لا تزال في أزدياد .. وهذا مؤشر حميد أنّ الأمة على خير ,
ولكنْ عندما نقف على أعتاب العشر سنوات الأخيرة وبالأخص الخمس الأخيرة منها ,
نجد أنّ الصحوة الدينية تفجرّت أكثر وأكثر ,,
محلات التسجيلات الإسلامية لا يكاد شارع رئيسيء يخلو منها ,,
محاضرات المساجد ولها جداول توزع ,, المخيمات الدعوية تتمّ سنويا ,المراكز الصيفية الهادفة والتي تتلقف الشباب والشابات من ضياع الصيف ،كم من المحاضرات التي ألقيت في بهو الأسواق ,
بلْ وحتى في المدارس هناك جماعة المصلى والتي تقوم بدورها , كمْ من القنوات الدينية الهادفة إقرأ \ قنوات المجد \ الشارقة \ الفجر وغيرها ,
ولكنْ في زمن المتغيرات هذا تعال معي لنقف على رمال الساحل المقابل المواجه لهذا الساحل الديني
زمنٌ تفجـّرت فيه كل التقنيات الحديثة إبتداءًا من
( الأطباق الفضائية \ الهاتف النقال \ البلاي ستيشن \ الإنترنت \ تقنية البلوتوث )
وإنتهاءًا بكلّ جديد ٍ آت ,, كما سمعنا عنْ تجربة الكاميرا التي تـُـظـْـهـِر ما تحت الملابس !!
هي تحت مقاييس التجربة ,, والله نسأل أنْ لا تـُذاع أو تروّج , وما يستثير كوامن الدمع والغيرة والأسى ، هو أنّ لدينا شعب يحتل المركز الأول في إنتهاك برآءة كل إختراع جديد ,
ولكـَ في رسائل الـ sms خير شاهد على ضحالة فكر بعض فئات المجتمع السعودي
وفي داخل كهوف الشبكة العنكبوتية ,, تجد ما يشتعل له الرأس شيبا !!
وما تقنية البلوتوث عنْ ذلك بـِ بعيد !!
قلما تجد شاب او فتاه ليس له خليلة يهاتفها وتهاتفه ,, وبعضهم يقولون إنه حب عذري ,,
أو أنني أكلمه لأدعوه ,, ها هو الآن يصلي في المسجد ,, ولا نتحدث وقت الصيام في رمضان !!
دور الدعارة وقذارت المجتمع في تزايد ,,
أوكار صناعة الخمور والمراقص الليلة نكاد نسمع بصفة أسبوعية السطو عليها ,,
الخيانات الزوجية من الرجل والمرأة تكاد تكون ليستْ بالأمر العجيب !!
السحاق \ اللواط في تزايد مريع مخزي قذر ,,
عجبا لهذا الزمن ,, إنه زمن المتناقضات فعلا ,,
ألــمْ تتفكروا في ذلك ,
في ظل الصحوة الدينية الهائلة والتي لا تزال في إشراق مستمر ، نجد الفساد المستشري وفي تفش ٍ مستمر أيضا ؟
- توطئة -
قــدّ تنتفخ أوداج الليبرالين نشوة وقدْ تتعالى هزّات تصفيقهم قائلين
أنّ الدين ليس حلا ولا منقذا ,,
أقول لهم خسئتوا ,, فالدين هذا هو الذي أنتج الأمم التي قادت العالم ,,
وهو على الساحل المقابل يصنع أمجادا !!
وما أشكو منه هنا هو أمر أقف بكلّ تحد ٍ وثقة أمامك ,,
لأقول لكـَ (( أتسمح لزوجتكـ وأختكـ وإبنتكـ أو حبيبتكـ بممارسة ذلك ))
حتما إنْ كنتَ بشرا لا مسخا فأنتَ لنْ ترضى به ,,
إذنْ أينَ بيت الداء ؟؟
لا تقولوا لي الغرب وتأثير الغرب ؟
للأسف لمْ نفلح في التأثر بالغرب برائع ما لديهم ,,
لمْ نخترع سيارة \ لمْ ننتج عقار طبيا \ لمْ نصنع قنبلة \ لمْ نخترع أجهزة ,,
وإنْ صنعنا فبلا جودة عالية !!
لمْ نفعل شيء مما نحن بحق لا نستغني عن الغرب فيه ؟
شعبنا شعب مبدع يحتل المركز الأول في إستيردا أسوأ ما لدى الغرب ؟؟
أتحدث أنا في ظلّ الصحوة .. أكرر الــ ـصــ ــحــ ــوة ,,
أينَ تأثير الدين ؟
أينَ القناعة \ المبدأ \ الغيرة \ العقل ؟؟
لمَ اللامبالاة هي الداء المخدّر لكل عقولنا ؟
سنتفاعل الآن ,, وبعدها لا جديد ,,
فأنتَ أنتَ ,, وهي هي ,, وهو هو ,, وأنا أنا ,,
ونغلق الجهاز ,, لـِ نتابع ما نحن عليه ,,
وتطير الطيور لأوكارها ,, صالحة كانت تلكـَ الأوكار أمْ على العكس من ذلك ,,
تعليق