كنت في أحد المطارات الأجنبية أنتظر الإعلان عن موعد رحلة السعودية حينما مر أمامي
شاب سعودي في العشرين من عمره.. كان يرتدي (بنطلون جينز).. ليست هنا المشكلة
فأغلب المسافرين لحظتها كان يرتدي الجينز.. المشكلة أن البنطلون يبدأ من منتصف
المؤخرة.. حيث كان منخفضاً بشكل مقزز، فيما ملابس الشاب الداخلية ظاهرة للعيان!
ـ كنت أنتظر سقوطه بين لحظة وأخرى.. همس الجالس بجواري:
هذا ليش ما يرفع بنطلونه؟ ـ أجبته: هذه موضة الجينز الساقط، إنها أحدث صيحات
الموضة يا صاحبي.. لكن كن مطمئناً، سيضطر لرفعه عندما يصل إلى السعودية..
لكنني خسرت الرهان، عندما مر أمامي في المطار والبنطلون ما يزال منخفضاً
إلى منتصف المؤخرة!
* هذه موضة واحدة دخيلة علينا إن لم نحاربها سنجد شبابنا يستعرضون بمؤخراتهم
وملابسهم الداخلية بعد سنوات قليلة!
"الرياض" نشرت أمس على لسان مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
في منطقة مكة المكرمة الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي قوله إن هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة ستبدأ تنفيذ توصيات خطة للحد من انتشار
بعض الظواهر في أوساط الشباب مثل قصات الشعر ولبس البناطيل الضيقة
والسلاسل التي فيها تشبه بالغربيين وخروج عن العادات والتقاليد الإسلامية
وأعراف المجتمع.
* ونحن أيضاً كمواطنين، جميعنا نؤيدكم يا شيخ أحمد.. هذا من أهم الأدوار المفترض
أن تلعبه الهيئة.. الكثير من شبابنا اليوم مستلبون وتائهون، وفاقدون لهويتهم، ولابد من
تربيتهم طالما أن البيوت عاجزة عن تربية وتهذيب أبنائها.. لا يمكن السكوت على الأمر
طالما أنه يتعلق بالذوق العام.. ومن يظن أنني أبالغ فليذهب هذا المساء إلى شارع التحلية
بجدة على سبيل المثال، وليرى العجب العجاب .. ليرى كيف أنه لا يستطيع التفرقة بين
البنات والشباب!
ـ
لابد من القضاء على هذه المظاهر السيئة والبناطيل الضيقة والساقطة، والسلاسل
والأساور.. هذه البلاد الطاهرة هي قلب العالم الإسلامي، وتعتبر قبلة مئات الملايين
من البشر، وهناك شيء اسمه ذوق عام يجب أن يراعى.. اليوم في باريس عاصمة النور
والحرية لا تستطيع الفتاة مهما كانت داعرة أن تخرج من المسبح إلى بهو الفندق أو إلى
الشارع بالمايوه، لأنها تدرك حدود الذوق العام جيداً.
الوطن 29/9 / 1428
صالح محمد الشيحي
تعليق