في عصر يوم ربيعي منعش ..
نفترش أرضاً خضراء ..
نتناول القهوة مع تمر سكري .
السماء ملبدة بالغيوم ، ورذاذ المطر علينا يتساقط .
وداخل خيمتنا المنصوبة إبريق ( الشاي ) يغلي على لظى جمر .
وبما أننا مجتمع تربية وتعليم كان الحديث السائد حول مسألة تربوية ، وهي العقاب البدني
مع الطلاب.
كل أدلى بدلوه ، فهذا مؤيد وذاك معارض ، وثالثٌ منصت ..
تنحنح صاحبنا بعد إنصاته الذي ظننا ألا حديث بعده ؛ ليشعرنا بأننا أخذنا من الحوار بما
فيه الكفاية ، ولامناص أمامنا غير إرخاء السمع لحديثه .
أصغت الآذان له ، واشرأبت الأعناق ، وتزاحمت الأجساد لتقترب منه .
حدثنا صاحبنا بأن العقاب البدني لا ينبغي البتة ، فهناك تربية اسمها ( الحب في الله ).
سألناه بصوت جماعي واحد : وكيف ؟
قال : تأتي إلى الطالب ( المشاغب ) فتقول له : يا بني والله إنني أحبك في الله ، ثم تتركه .
بهذه الطريقة تجعل الطالب يبادلك الحب نفسه ، ثم يحاول أن يعدل من سلوكه إرضاء لك.
استطرد صاحبنا يشرح ، ويسهب في الحديث ، ويعطي الأمثلة ، ونحن ننظر إليه نظرة
إعجاب .
لاشك أننا نجلس مع مربٍ عظيم ، ومعلم قدير.
في اليوم التالي وبينا نحن في مصلى المدرسة نستعد لأداء صلاة الظهر جماعة ، وإذا
بصوت مجلجل ، كالرعد ، التفت كل من في المصلى طلاباً ومعلمين يستطلعون الخبر ،
ويا ليتنا لم نلتفت ، فقد كانت المفاجأة !
إنه صاحبنا المربي العظيم والمعلم القدير يرسل يده ( الضخمة ) بكل ما أوتي من قوة ،
لتستقر على ظهر ( طالب ) ، وكأنه خباز أفغاني أرسل رغيف ( التميس) داخل
( الفرن ).
سألني زميلي سؤالاً (بديهياً) : ما الذي جرى ؟
أجبته لا شعورياً : يقول له : إني أحبك في الله.
وقد أكد ذاك الحب بيده الكريمة ، لتكون إعلاناً مدوياً.
ياسادة :
التنظير في أمر ما سهلٌ للغاية ، بل قد يجد فيه المنظر المتعة الفائقة ، فيتحدث سعادته
عن حل مشكلة لبنان ، وتحرير المسجد الأقصى ، ثم يمضي لصناعة قنبلة ذرية ،
وصواريخ نووية ، وينظر لمشكلة بغداد ، وكابول ، ولديه من الوقت المتسع لحل مشاكل
باكستان ، أما جزر ( الواق واق ) فأمرها ميسور ، ثم ينتقل بنا نقلة نوعية إلى الأخلاق
، وتربية الأولاد ، وكيفية الحصول على تقدير ممتاز في المرحلة الثانوية ، ثم الجامعية ،
مع أنه لم يحصل على شهادة سوى الكفاءة ، والتي تحمل بكل فخر واعتزاز تقدير
( مقبول ).
لا ننسى تلك القصة القديمة ، والتي وردت في كتاب كليلة ودمنة لمؤلفه الفيلسوف الهندي
( بيدباء ) ، والذي ترجم إلى الفارسية ، ثم ترجمه ابن المقفع إلى العربية ، ودرسناها في
كتاب القراءة في المرحلة الابتدائية ، والتي تحمل عنوان ( من يعلق الجرس؟).
تجد رجلاً يتحدث عن العلاقة الزوجية ، وما الذي يجب أن يكون ؟ وكيف يعامل الرجل
أهله؟ ويؤكد على أننا يجب أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، بينما تجده
شرس الطباع ، سيئ الألفاظ ، والتعامل مع أهله.
ثم يتحدث عن تربية الأبناء ، وطريقة الإرشاد والنصح ، وتحسب أن أبناءه من المميزين
المحافظين على الصلاة ، المتفوقين في دراستهم ، وتفاجأ بأنهم من سكان الشوارع ، ولا
يعرف إلى أي مدرسة ينتمون ، وفي أي المستويات يدرسون .
قد يقول قائل : إنك تبالغ .
أقول : لا ، فالكل منظرٌ ، والقليلُ القليلُ مطبِّق ، والذي يقول غير هذا فعليه بنظرة المتفحص
، فإن وجد عكس ما أقول فليوافني بما يجده مشكورًا..
نفترش أرضاً خضراء ..
نتناول القهوة مع تمر سكري .
السماء ملبدة بالغيوم ، ورذاذ المطر علينا يتساقط .
وداخل خيمتنا المنصوبة إبريق ( الشاي ) يغلي على لظى جمر .
وبما أننا مجتمع تربية وتعليم كان الحديث السائد حول مسألة تربوية ، وهي العقاب البدني
مع الطلاب.
كل أدلى بدلوه ، فهذا مؤيد وذاك معارض ، وثالثٌ منصت ..
تنحنح صاحبنا بعد إنصاته الذي ظننا ألا حديث بعده ؛ ليشعرنا بأننا أخذنا من الحوار بما
فيه الكفاية ، ولامناص أمامنا غير إرخاء السمع لحديثه .
أصغت الآذان له ، واشرأبت الأعناق ، وتزاحمت الأجساد لتقترب منه .
حدثنا صاحبنا بأن العقاب البدني لا ينبغي البتة ، فهناك تربية اسمها ( الحب في الله ).
سألناه بصوت جماعي واحد : وكيف ؟
قال : تأتي إلى الطالب ( المشاغب ) فتقول له : يا بني والله إنني أحبك في الله ، ثم تتركه .
بهذه الطريقة تجعل الطالب يبادلك الحب نفسه ، ثم يحاول أن يعدل من سلوكه إرضاء لك.
استطرد صاحبنا يشرح ، ويسهب في الحديث ، ويعطي الأمثلة ، ونحن ننظر إليه نظرة
إعجاب .
لاشك أننا نجلس مع مربٍ عظيم ، ومعلم قدير.
في اليوم التالي وبينا نحن في مصلى المدرسة نستعد لأداء صلاة الظهر جماعة ، وإذا
بصوت مجلجل ، كالرعد ، التفت كل من في المصلى طلاباً ومعلمين يستطلعون الخبر ،
ويا ليتنا لم نلتفت ، فقد كانت المفاجأة !
إنه صاحبنا المربي العظيم والمعلم القدير يرسل يده ( الضخمة ) بكل ما أوتي من قوة ،
لتستقر على ظهر ( طالب ) ، وكأنه خباز أفغاني أرسل رغيف ( التميس) داخل
( الفرن ).
سألني زميلي سؤالاً (بديهياً) : ما الذي جرى ؟
أجبته لا شعورياً : يقول له : إني أحبك في الله.
وقد أكد ذاك الحب بيده الكريمة ، لتكون إعلاناً مدوياً.
ياسادة :
التنظير في أمر ما سهلٌ للغاية ، بل قد يجد فيه المنظر المتعة الفائقة ، فيتحدث سعادته
عن حل مشكلة لبنان ، وتحرير المسجد الأقصى ، ثم يمضي لصناعة قنبلة ذرية ،
وصواريخ نووية ، وينظر لمشكلة بغداد ، وكابول ، ولديه من الوقت المتسع لحل مشاكل
باكستان ، أما جزر ( الواق واق ) فأمرها ميسور ، ثم ينتقل بنا نقلة نوعية إلى الأخلاق
، وتربية الأولاد ، وكيفية الحصول على تقدير ممتاز في المرحلة الثانوية ، ثم الجامعية ،
مع أنه لم يحصل على شهادة سوى الكفاءة ، والتي تحمل بكل فخر واعتزاز تقدير
( مقبول ).
لا ننسى تلك القصة القديمة ، والتي وردت في كتاب كليلة ودمنة لمؤلفه الفيلسوف الهندي
( بيدباء ) ، والذي ترجم إلى الفارسية ، ثم ترجمه ابن المقفع إلى العربية ، ودرسناها في
كتاب القراءة في المرحلة الابتدائية ، والتي تحمل عنوان ( من يعلق الجرس؟).
تجد رجلاً يتحدث عن العلاقة الزوجية ، وما الذي يجب أن يكون ؟ وكيف يعامل الرجل
أهله؟ ويؤكد على أننا يجب أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، بينما تجده
شرس الطباع ، سيئ الألفاظ ، والتعامل مع أهله.
ثم يتحدث عن تربية الأبناء ، وطريقة الإرشاد والنصح ، وتحسب أن أبناءه من المميزين
المحافظين على الصلاة ، المتفوقين في دراستهم ، وتفاجأ بأنهم من سكان الشوارع ، ولا
يعرف إلى أي مدرسة ينتمون ، وفي أي المستويات يدرسون .
قد يقول قائل : إنك تبالغ .
أقول : لا ، فالكل منظرٌ ، والقليلُ القليلُ مطبِّق ، والذي يقول غير هذا فعليه بنظرة المتفحص
، فإن وجد عكس ما أقول فليوافني بما يجده مشكورًا..
تعليق