Unconfigured Ad Widget

Collapse

تصادم.

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو المهند
    عضو مشارك
    • Jan 2008
    • 157

    تصادم.

    في عصر يوم ربيعي منعش ..

    نفترش أرضاً خضراء ..

    نتناول القهوة مع تمر سكري .

    السماء ملبدة بالغيوم ، ورذاذ المطر علينا يتساقط .

    وداخل خيمتنا المنصوبة إبريق ( الشاي ) يغلي على لظى جمر .

    وبما أننا مجتمع تربية وتعليم كان الحديث السائد حول مسألة تربوية ، وهي العقاب البدني

    مع الطلاب.

    كل أدلى بدلوه ، فهذا مؤيد وذاك معارض ، وثالثٌ منصت ..

    تنحنح صاحبنا بعد إنصاته الذي ظننا ألا حديث بعده ؛ ليشعرنا بأننا أخذنا من الحوار بما

    فيه الكفاية ، ولامناص أمامنا غير إرخاء السمع لحديثه .

    أصغت الآذان له ، واشرأبت الأعناق ، وتزاحمت الأجساد لتقترب منه .

    حدثنا صاحبنا بأن العقاب البدني لا ينبغي البتة ، فهناك تربية اسمها ( الحب في الله ).

    سألناه بصوت جماعي واحد : وكيف ؟

    قال : تأتي إلى الطالب ( المشاغب ) فتقول له : يا بني والله إنني أحبك في الله ، ثم تتركه .

    بهذه الطريقة تجعل الطالب يبادلك الحب نفسه ، ثم يحاول أن يعدل من سلوكه إرضاء لك.

    استطرد صاحبنا يشرح ، ويسهب في الحديث ، ويعطي الأمثلة ، ونحن ننظر إليه نظرة

    إعجاب .

    لاشك أننا نجلس مع مربٍ عظيم ، ومعلم قدير.

    في اليوم التالي وبينا نحن في مصلى المدرسة نستعد لأداء صلاة الظهر جماعة ، وإذا

    بصوت مجلجل ، كالرعد ، التفت كل من في المصلى طلاباً ومعلمين يستطلعون الخبر ،

    ويا ليتنا لم نلتفت ، فقد كانت المفاجأة !

    إنه صاحبنا المربي العظيم والمعلم القدير يرسل يده ( الضخمة ) بكل ما أوتي من قوة ،

    لتستقر على ظهر ( طالب ) ، وكأنه خباز أفغاني أرسل رغيف ( التميس) داخل

    ( الفرن ).

    سألني زميلي سؤالاً (بديهياً) : ما الذي جرى ؟

    أجبته لا شعورياً : يقول له : إني أحبك في الله.

    وقد أكد ذاك الحب بيده الكريمة ، لتكون إعلاناً مدوياً.

    ياسادة :

    التنظير في أمر ما سهلٌ للغاية ، بل قد يجد فيه المنظر المتعة الفائقة ، فيتحدث سعادته

    عن حل مشكلة لبنان ، وتحرير المسجد الأقصى ، ثم يمضي لصناعة قنبلة ذرية ،

    وصواريخ نووية ، وينظر لمشكلة بغداد ، وكابول ، ولديه من الوقت المتسع لحل مشاكل

    باكستان ، أما جزر ( الواق واق ) فأمرها ميسور ، ثم ينتقل بنا نقلة نوعية إلى الأخلاق

    ، وتربية الأولاد ، وكيفية الحصول على تقدير ممتاز في المرحلة الثانوية ، ثم الجامعية ،

    مع أنه لم يحصل على شهادة سوى الكفاءة ، والتي تحمل بكل فخر واعتزاز تقدير

    ( مقبول ).

    لا ننسى تلك القصة القديمة ، والتي وردت في كتاب كليلة ودمنة لمؤلفه الفيلسوف الهندي

    ( بيدباء ) ، والذي ترجم إلى الفارسية ، ثم ترجمه ابن المقفع إلى العربية ، ودرسناها في

    كتاب القراءة في المرحلة الابتدائية ، والتي تحمل عنوان ( من يعلق الجرس؟).

    تجد رجلاً يتحدث عن العلاقة الزوجية ، وما الذي يجب أن يكون ؟ وكيف يعامل الرجل

    أهله؟ ويؤكد على أننا يجب أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، بينما تجده

    شرس الطباع ، سيئ الألفاظ ، والتعامل مع أهله.

    ثم يتحدث عن تربية الأبناء ، وطريقة الإرشاد والنصح ، وتحسب أن أبناءه من المميزين

    المحافظين على الصلاة ، المتفوقين في دراستهم ، وتفاجأ بأنهم من سكان الشوارع ، ولا

    يعرف إلى أي مدرسة ينتمون ، وفي أي المستويات يدرسون .

    قد يقول قائل : إنك تبالغ .

    أقول : لا ، فالكل منظرٌ ، والقليلُ القليلُ مطبِّق ، والذي يقول غير هذا فعليه بنظرة المتفحص

    ، فإن وجد عكس ما أقول فليوافني بما يجده مشكورًا..
    أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

    لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    أما أنا فأوافقك أخي أبا المهند
    نعم نحن مجتمع منظرين ، إلا القلة القليلة منا .
    قد يعارضك كثيرون

    تعليق

    • السوادي
      إداري
      • Feb 2003
      • 2219

      #3

      نحن أمة ( المتصادمات ، والمتضادات ، والمتعاكسات ) ..!
      خذ منا ( هذرًا ) : (قل ، افعل) وعليهما قس ، ولا تؤمل أن ترانا لما ننصحك به ممتثلين ومتحلين ..!
      آلمتني ( هبدة ) زميلك الفاضل لطالب العلم الصغير ، وعجبت من قوة استنتاجك لما فعله ، فهي لم تكن - من وجهة نظرك - سوى ( تجسيدٍ ) لـ ( أحبك في الله ) بطريقة عجيبة ، لكي يكون وقعها في قلب ذلك الصغير أكثر ( رسوخـًا ) ، فلن ينساها ما امتد به العمر ..!

      لا عجب ، فالتناقض نحن ..!
      جميل هذا الطرح ، وليتنا نتعلم ..
      أبا المهند :
      خذ معك ( واحد مؤيد ) وبشدة ..!
      شكرًا لك ..

      تعليق

      • صالح بن جارلله
        عضو نشيط
        • Dec 2007
        • 478

        #4

        نعم التنظير موجود وفي اعتقادي انه اصبح من طباع المجتمع الحاضر
        مثل المجامله فهي في معناها العام ليست جيده وحين ننظر اليها نجد فيها كثيرا من المصالح التي تعود على الجميع بالفائده فلا نتسطيع العيش دون مجامله !

        اما بالنسبه لصديقك المعلم فلا استغرب منه ذلك اتعلم لماذا ؟

        اولا بسبب ان الطالب قد يكون اخرج المعلم من طوره واساء سلوكه فيستاهل ( الهبده )

        ثانيا اصبح الكثير من المعلمين في هذه الايام لا يؤخذ بكلامهم لأن ليس لهم من التعليم سوى الوظيفه والمرتب فقط فلا تستغرب مثل هذه التصرفات من معلمين هذه الايام فبعضهم يستحق الهبد كالطالب كي يتعلم ..!
        صبري على اللي جرحني مايعذربني

        تحشم حثال العرب من شان طيبها

        تعليق

        • حنين
          عضوة مميزة
          • Oct 2004
          • 2439

          #5
          هذا وهو ( يحب في الله ) !! أتمنى أن لا يحب هذا المعلم طالبا !

          صدقت أبا المهند ، فالتنظير أصبح سمة الناس سبحان الله ! وأتصور بأنهم فئة من ( الرويبضة ) الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه .

          شكرا لك ...مواضيعك جميلة جدا وهادفة أستاذي ..


          لا خير في وعد إذا كان كاذبا..

          ولا خير في قول إذا لم يكن فعل.

          تعليق

          • محمد الشهري
            إداري
            • Jan 2003
            • 4339

            #6
            أبو المهند كلامك صحيح 100% وهذه الحقيقة
            شاء من شاء وأبا من أبا
            طرح رائع ونسأل الله أن يهدينا جميع إلى طريق الحق
            وإلى الحب في الله الحب الحق

            لك مني صادق المحبة

            تعليق

            • أبو المهند
              عضو مشارك
              • Jan 2008
              • 157

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أبو ماجد
              أما أنا فأوافقك أخي أبا المهند
              نعم نحن مجتمع منظرين ، إلا القلة القليلة منا .
              قد يعارضك كثيرون
              أخي الكريم : أبا ماجد

              أشكرك كل الشكر على المداخلة.

              اما معارضة الكثرة فلي في رسول الله أسوة حسنة .

              جاء بالحق وعارضه الكثير.

              فذهب الباطل وبقي الحق.

              فقط يحتاج منا الصبر.

              وها نحن نتحلى بالصبر.

              أشكرك.
              أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

              لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل

              تعليق

              • أبو المهند
                عضو مشارك
                • Jan 2008
                • 157

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة السوادي
                آلمتني ( هبدة ) زميلك الفاضل لطالب العلم الصغير ، وعجبت من قوة استنتاجك لما فعله ، فهي لم تكن - من وجهة نظرك - سوى ( تجسيدٍ ) لـ ( أحبك في الله ) بطريقة عجيبة ، لكي يكون وقعها في قلب ذلك الصغير أكثر ( رسوخـًا ) ، فلن ينساها ما امتد به العمر ..!
                أخي : أبا هاني

                حفظك ربي.

                ليتك تعلم عن زميلي .

                هو رجل فاضل، محب للخير ، من أعز أصدقائي.

                رجل نخوة وشهامة .

                ( هبدته ) خرجت لا شعورية .

                وأبشرك فقد قدم اعتذاره للطالب.

                فقلبه جنة خضراء.

                أشكرك على المداخلة.
                أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

                لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل

                تعليق

                • أبو المهند
                  عضو مشارك
                  • Jan 2008
                  • 157

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حنين

                  وأتصور بأنهم فئة من ( الرويبضة ) الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه .
                  أختي الفاضلة: حنين
                  أشكرك على المداخلة .
                  أما من ينظر ليطبق فهم قليلون قد نكون منهم.
                  التنظير سهل ، لكن التطبيق صعب
                  شكراً لك.
                  أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

                  لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل

                  تعليق

                  • أبو المهند
                    عضو مشارك
                    • Jan 2008
                    • 157

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد الشهري
                    أبو المهند كلامك صحيح 100% وهذه الحقيقة
                    شاء من شاء وأبا من أبا
                    طرح رائع ونسأل الله أن يهدينا جميع إلى طريق الحق
                    وإلى الحب في الله الحب الحق

                    لك مني صادق المحبة
                    أخي الفاضل: محمد الشهري
                    أشكرك من أعماقي على تعليقك.
                    وأشهد الله على حبي لك فيه ، لكنه ليس كحب زميلنا.
                    أشكرك أيها الفاضل.
                    أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

                    لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل

                    تعليق

                    Working...