بسم الله الرحمن الرحيم
( الخطبة الأولى )
الحمد لله الذي لا إله غيره ولا معين سواه الحمد لله الذي جعل محبة نبينا فرض على العباد ,وتوعد شانئه بجهنم وبئس المهاد,وأثاب محبيه بالجنة يوم المعاد ., اللهم فصل على نبينا عدد ما في الأقلام من مداد , وصل عليه ما لا يبلغ مداه من الأعداد , وعلى آله وصحبه ومن سلك مسلكه من الأجداد والأحفاد أما بعد:
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
إليك رسول الله أزجي تحيتي ... وكلي رجاء في قبول تحتي
وكلي اعتذار عن تواضع رغبتي ... فداك حبيبَ الله روحي ومهجتي
أيا من تحملت المرارة والعنا ... فقلتَ إلهي اغفر لقومي وأمتي
عليك سلام الله يا خير مرسل ... وخاتم رسل الله حتى القيامة
لقد جئت نوراً للنفوس ورحمة ... حريصاً علينا دون عنف وشدة
ولولاك ما كنا عرفنا طريقنا ... بك الله يهدي من يشاء لجنة
إن من رحمة الله بعباده أنه لم يجعلهم هكذا هملا بل أرسل رسله مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتب لتنتقل بذلك حياة الناس من اليأس إلى الأمل ومن الشقاء إلى السعادة ومن الضيق إلى السعة من الفقر غلى الغنى ومن التيه إلى الحقيقة ذكر الله قصصهم ليكونوا عبرة للمعتبرين وآية للسائلين أوذوا فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم النصر من الله وأن هؤلاء الأنبياء وعلى رأسهم أولو العزم من الرسل عليهم السلام أبتلو في رسالتهم أيما ابتلاء .نوح عيه السلام يستهزأ به قومه وهو يصنع الفلك وكانت أمر أته من الهالكين إبراهيم عليه السلام يلقى في النار موسى يعيش مع فرعون في بيت واحد ولو علم عنه لقتله وعيسى تآمر عليه اللأ ليصلبوه فرفعه الله إليه وأيوب مرض مرضا شديدا وفقد أهله وأصحابه فلم يبق معه أحد ويوسف ألقي في الجب وابتلي بامرأة العزيز وهكذا الأنبياء عليهم السلام تاريخ متواصل من الابتلاء والامتحان فأثابهم الله بما صبروا فلم يقصروا في تبليغ دين الله ولم يتراجعوا ولم يهنوا ا لما أصابهم . ومن الأنبياء والرسل يخرج لنا نورا يضيء المشرق والمغرب ريحانة تهتز ونورا يتلألأ نبينا صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدا لله هذا النبي الكريم الذي نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده .هاهو يبلغ دين الله ويعرض نفسه على القبائل فتطرده وتمض ي السنوات وهو يؤذى في مكة ويرى أصحابه يعذبون في حر الهجير وهم يستغيثون بالله تعالى وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا ثم يؤمر بالهجرة فيخرج من بلده مكة ويقف على شفير خارج مكة ويقول : والله انك لأحب البقاع إلى الله ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت
يا طريدا ملأ الدنيا اسمه وغدا لحنا على كل الشفاه
وغدت سيرتـه أنشـودة يتـــلقــاها رواة عـن رواة
ليت شعري هل درت من طاردو عابدو اللات وأصحاب مناة
يوم أحد يشج رأسه وتكسر رباعيته ويتكالب الأعداء على قتله يوم الخندق فيتحزب الأحزاب طلبا لرأسه ويتآمر اليهود لقتله في كل وقت وفي كل آن هذا هو النبي الكريم الذي أمرنا الله باتباع سنته وجعلها المصدر الثاني من مصادر التشريع لا تحصى فضائله ، ولا تعد مزاياه ...فهو خير خلق الله إنسانا ما من صفة كمال إلا اتصف بها، ولا قبيحة إلا وتبرأ منها أقسم الله الصادق العليم بـ(النجم إذا هوى)على تزكية المصطفى والثناء عليه صلى الله عليه وسلم فزكى عقله فقال(ما ضل صاحبكم وما غوى ) وزكى لسانه فقال( وما ينطق عن الهوى ) وزكى شرعه فقال( إن هو إلا وحي يوحى ) وزكى معلمه فقال (علمه شديد القوى ،ذو مرة فاستوى ) وزكى قلبه فقال (ما كذب الفؤاد ما رأى ) وزكى بصره فقال ( ما زاغ البصر وما طغى ) وزكى أصحابه فقال( والذين أمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) و زكاه كله فقال( وإنك لعلى خلق عظيم ) ووصفه بصفتين من صفاته فقال( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) نعته بالرسالة (محمد رسول الله) وناداه بالنبوة فقال( يا أيها النبي ) و شرفه بالعبودية فقال ( سبحان الذي أسرى بعبده ) وشهد له بالقيام بها فقال ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) صلى الله عليه وسلم شرح الله له صدره ، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره...وأتم أمره، وأكمل دينه، وبرّ يمينه ما ودّعه ربه وما قلاه...بل وجده ضالاً فهداه ،وفقيراً فأغناه ، ويتيماً فأواه , وخيّره بين الخلد في الدنيا ولقاه، فاختار لقاء مولاه ،وقال (بل الرفيق الأعلى )
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت’’’’’’ مثل الرسول نبي الأمة الهادي
ولا برى الله خلقاً من بريته ’’’’’’ أوفى بذمة جارٍ وبميعاد
من الذي كان فينا يستضاء به’’’’’ مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد
صلى الله عليه وسلم وفي هذا لزمان يأتي أقوام ما عرفوا الله طرف ساعة وما اعدوا لقيام الساعة يعيدون التاريخ بصورة أخرى جديدة فيتهمون النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه بالإرهاب وأنهم سبب التفجيرات والخراب في العالم وما اكتفوا بذلك بل رسموا النبي صلى الله عليه وسلم بكاريكاتيرات يصورنه إرهابي معه قنابل وأسلحة وغير ذلك .
فمعذرة يا رسول الله ما عرفوك حق معرفتك وما قدروك حق قدرك وما عرفوا منزلتك ومكانتك .
أيها المسلمون لنرجع إلى التاريخ وكفى به حكما بيننا وبينهم :
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون الخبر
أليس أولئك الأقوام خاضوا حروبا عالمية الأولى والثانية خلفت هذه الحروب دمارا وقتلى ومشردين ومعاقين يقدرون بالملايين أليس هناك دول ألقيت عليها القنابل الذرية حتى الآن وهم يعانون آثارها , أما شوهوا صورة العالم بحروبهم وانتهاكاتهم التي لا مبرر لها سوى ترهات يرددونها وطمع وحسد يغلي في نفوسهم وقلوبهم , أما رسولنا صلى الله عليه وسلم فقد خاض معارك عدة مع المشركين ولكن مع ذلك لم يتجاوز قتلى المشركين (1080) ألف وثمانون قتيل وفي كل معركة ينهى عن قتل النساء والأطفال والعباد وتخريب البيوت وقلع الأشجار وحتى الطيور في أعشاشها ينهى النبي الكريم عن تفزيعها وتخويفا وأما الموقف الذي يسطر بماء الذهب هو ما حصل في فتح مكة عندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاتحا وقد خرج منها مطرودا حزينا .جاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد نكس كبراء قريش رؤوسهم واجمعوا ذليلين والصحابة سيوفهم مصلتة ليطيحوا برؤوس هؤلاء عن أكتافهم .أولئك يتذكرون كم واجهوا النبي صلى الله عليه وسلم ,,,يتذكرون كم كانوا يتهمونه بالسحر والجنون يتذكرون كم تكالبوا على قتله يتذكرون كم عذبوا أصحابه وينتظرون الآن الحصاد لما زرعوا بأيديهم ,,,ينتظرون أن يسمعوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ولكنه قال لهم كلمة مضت في أرجاء التاريخ إلى قيام الساعة اذهبوا فأنتم الطلقاء قالها ليعلن للعالم كله معاني الإسلام الخالدة ( فلم يكن المسلمون يوما من الأيام كمن ربى حمامة السلام ثم ـأكلها واتهم غيره بأكلها ) فلم ينتقم الرسول الكريم يوما لنفسه ولا لذاته وإنما لله ولله فقط فما أعظمك يا رسول الله . أبعد هذا أيتجرأ قزم من أقزام هذا الزمان ونكرة من النكرات أن يتهم نبي الإسلام بالإرهاب ألا لعنة الله على الظالمين.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى أما بعد: أيها المسلمون وفي المقام هنا يحسن التنبيه على عدة امور :
أولا : إن البعض قد يقول إنكم أعطيتم القضية اكبر من حجمها وانه لا يحتاج الأمر لكل هذا فإننا نقول لو تكلم احد الناس في عرضك أوفي قبيلتك وجماعتك لثرت غضبا ولو اعتدى إنسان عليك لما رضيت بهذا أبدا فكيف وقد اعتدى هؤلاء على النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر حبه ركيزة من ركائز الإيمان ... في صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه قال إنك يا رسول أحب إلي ألا من نفسي فقال له الرسول الكريم : والله لا تؤمن حتى أكون أحب إليك حتى من نفسك فقال عمر : فإنك الآن أحب إلي حتى من نفسي . فكيف بعد هذا يقول قائل أنا أعطينا القضية أكبر من حجمها .
ثانيا : لقد وجد من يقول أن ذلك الفعل يعتبر من الحرية الشخصية وهذا كلام فيه نظر إذ انه من المقرر عند أصحاب العقول السليمة أن الحرية الشخصية يجب ألا تتعدى على حقوق الآخرين فكيف وهذا الآخر نبي مرسل من الله فلا يعقل أبدا أن يكون ذلك من الحريات على حد زعمهم .
ثالثا : إن من الوفاء أن نشكر كل من قام بالرد والاستنكار على هذا المنكر العظيم وعلى رأسهم وإن ذلك من أعظم التطبيق لمعنى التعاون على البر والتقوى وتحقيق مبدأ الجسد الواحد
هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفءٍ ... فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برّا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
وفي الختام نقول إن الليل مهما ادلهم وان الباطل مهما على فسيستقر في الطين لا محالة
فالواجب أن يعتز المسلم بدينه وبكتابه وبسنة نبيه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وإذا كنا نقول بحبه صلى الله عليه وسلم فعلينا اتباع سنته واقتفاء أثره فحبه ليس بالادعاء وقد أكد ذلك رب العزة والجلال إذ اشترط لحبه جل وعلى اتباع هدي رسوله فقال {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
عباد الله
صلوا وسلموا على الحبيب الذي أمر الله عباده بالصلاة والسلام عليه فقال ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56)
فاللهم صل على محمد ما تعاقب الليل والنهار وصل عليه ما تحرك الماء في البحار وصل عليه ما غرد طير وطار وصل عليه صلاة دائمة وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم انصر من نصر دينك وكتباك وسنة نبيك اللهم إنهم تكالبوا للخوض في عرض نبيك فاقصم يارب ظهورهم وأرهم عذابك عاجلا غير آجر ووحد باعتدائهم كلمة المسلمين وأعدهم إلى صراطك المستقيم اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين من اليهود والنصارى والمجوس والمنافقين والمسلمين اللهم ردنا إليك ردا جميلا
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
( الخطبة الأولى )
الحمد لله الذي لا إله غيره ولا معين سواه الحمد لله الذي جعل محبة نبينا فرض على العباد ,وتوعد شانئه بجهنم وبئس المهاد,وأثاب محبيه بالجنة يوم المعاد ., اللهم فصل على نبينا عدد ما في الأقلام من مداد , وصل عليه ما لا يبلغ مداه من الأعداد , وعلى آله وصحبه ومن سلك مسلكه من الأجداد والأحفاد أما بعد:
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
إليك رسول الله أزجي تحيتي ... وكلي رجاء في قبول تحتي
وكلي اعتذار عن تواضع رغبتي ... فداك حبيبَ الله روحي ومهجتي
أيا من تحملت المرارة والعنا ... فقلتَ إلهي اغفر لقومي وأمتي
عليك سلام الله يا خير مرسل ... وخاتم رسل الله حتى القيامة
لقد جئت نوراً للنفوس ورحمة ... حريصاً علينا دون عنف وشدة
ولولاك ما كنا عرفنا طريقنا ... بك الله يهدي من يشاء لجنة
إن من رحمة الله بعباده أنه لم يجعلهم هكذا هملا بل أرسل رسله مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتب لتنتقل بذلك حياة الناس من اليأس إلى الأمل ومن الشقاء إلى السعادة ومن الضيق إلى السعة من الفقر غلى الغنى ومن التيه إلى الحقيقة ذكر الله قصصهم ليكونوا عبرة للمعتبرين وآية للسائلين أوذوا فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم النصر من الله وأن هؤلاء الأنبياء وعلى رأسهم أولو العزم من الرسل عليهم السلام أبتلو في رسالتهم أيما ابتلاء .نوح عيه السلام يستهزأ به قومه وهو يصنع الفلك وكانت أمر أته من الهالكين إبراهيم عليه السلام يلقى في النار موسى يعيش مع فرعون في بيت واحد ولو علم عنه لقتله وعيسى تآمر عليه اللأ ليصلبوه فرفعه الله إليه وأيوب مرض مرضا شديدا وفقد أهله وأصحابه فلم يبق معه أحد ويوسف ألقي في الجب وابتلي بامرأة العزيز وهكذا الأنبياء عليهم السلام تاريخ متواصل من الابتلاء والامتحان فأثابهم الله بما صبروا فلم يقصروا في تبليغ دين الله ولم يتراجعوا ولم يهنوا ا لما أصابهم . ومن الأنبياء والرسل يخرج لنا نورا يضيء المشرق والمغرب ريحانة تهتز ونورا يتلألأ نبينا صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدا لله هذا النبي الكريم الذي نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده .هاهو يبلغ دين الله ويعرض نفسه على القبائل فتطرده وتمض ي السنوات وهو يؤذى في مكة ويرى أصحابه يعذبون في حر الهجير وهم يستغيثون بالله تعالى وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا ثم يؤمر بالهجرة فيخرج من بلده مكة ويقف على شفير خارج مكة ويقول : والله انك لأحب البقاع إلى الله ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت
يا طريدا ملأ الدنيا اسمه وغدا لحنا على كل الشفاه
وغدت سيرتـه أنشـودة يتـــلقــاها رواة عـن رواة
ليت شعري هل درت من طاردو عابدو اللات وأصحاب مناة
يوم أحد يشج رأسه وتكسر رباعيته ويتكالب الأعداء على قتله يوم الخندق فيتحزب الأحزاب طلبا لرأسه ويتآمر اليهود لقتله في كل وقت وفي كل آن هذا هو النبي الكريم الذي أمرنا الله باتباع سنته وجعلها المصدر الثاني من مصادر التشريع لا تحصى فضائله ، ولا تعد مزاياه ...فهو خير خلق الله إنسانا ما من صفة كمال إلا اتصف بها، ولا قبيحة إلا وتبرأ منها أقسم الله الصادق العليم بـ(النجم إذا هوى)على تزكية المصطفى والثناء عليه صلى الله عليه وسلم فزكى عقله فقال(ما ضل صاحبكم وما غوى ) وزكى لسانه فقال( وما ينطق عن الهوى ) وزكى شرعه فقال( إن هو إلا وحي يوحى ) وزكى معلمه فقال (علمه شديد القوى ،ذو مرة فاستوى ) وزكى قلبه فقال (ما كذب الفؤاد ما رأى ) وزكى بصره فقال ( ما زاغ البصر وما طغى ) وزكى أصحابه فقال( والذين أمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) و زكاه كله فقال( وإنك لعلى خلق عظيم ) ووصفه بصفتين من صفاته فقال( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) نعته بالرسالة (محمد رسول الله) وناداه بالنبوة فقال( يا أيها النبي ) و شرفه بالعبودية فقال ( سبحان الذي أسرى بعبده ) وشهد له بالقيام بها فقال ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) صلى الله عليه وسلم شرح الله له صدره ، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره...وأتم أمره، وأكمل دينه، وبرّ يمينه ما ودّعه ربه وما قلاه...بل وجده ضالاً فهداه ،وفقيراً فأغناه ، ويتيماً فأواه , وخيّره بين الخلد في الدنيا ولقاه، فاختار لقاء مولاه ،وقال (بل الرفيق الأعلى )
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت’’’’’’ مثل الرسول نبي الأمة الهادي
ولا برى الله خلقاً من بريته ’’’’’’ أوفى بذمة جارٍ وبميعاد
من الذي كان فينا يستضاء به’’’’’ مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد
صلى الله عليه وسلم وفي هذا لزمان يأتي أقوام ما عرفوا الله طرف ساعة وما اعدوا لقيام الساعة يعيدون التاريخ بصورة أخرى جديدة فيتهمون النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه بالإرهاب وأنهم سبب التفجيرات والخراب في العالم وما اكتفوا بذلك بل رسموا النبي صلى الله عليه وسلم بكاريكاتيرات يصورنه إرهابي معه قنابل وأسلحة وغير ذلك .
فمعذرة يا رسول الله ما عرفوك حق معرفتك وما قدروك حق قدرك وما عرفوا منزلتك ومكانتك .
أيها المسلمون لنرجع إلى التاريخ وكفى به حكما بيننا وبينهم :
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون الخبر
أليس أولئك الأقوام خاضوا حروبا عالمية الأولى والثانية خلفت هذه الحروب دمارا وقتلى ومشردين ومعاقين يقدرون بالملايين أليس هناك دول ألقيت عليها القنابل الذرية حتى الآن وهم يعانون آثارها , أما شوهوا صورة العالم بحروبهم وانتهاكاتهم التي لا مبرر لها سوى ترهات يرددونها وطمع وحسد يغلي في نفوسهم وقلوبهم , أما رسولنا صلى الله عليه وسلم فقد خاض معارك عدة مع المشركين ولكن مع ذلك لم يتجاوز قتلى المشركين (1080) ألف وثمانون قتيل وفي كل معركة ينهى عن قتل النساء والأطفال والعباد وتخريب البيوت وقلع الأشجار وحتى الطيور في أعشاشها ينهى النبي الكريم عن تفزيعها وتخويفا وأما الموقف الذي يسطر بماء الذهب هو ما حصل في فتح مكة عندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاتحا وقد خرج منها مطرودا حزينا .جاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد نكس كبراء قريش رؤوسهم واجمعوا ذليلين والصحابة سيوفهم مصلتة ليطيحوا برؤوس هؤلاء عن أكتافهم .أولئك يتذكرون كم واجهوا النبي صلى الله عليه وسلم ,,,يتذكرون كم كانوا يتهمونه بالسحر والجنون يتذكرون كم تكالبوا على قتله يتذكرون كم عذبوا أصحابه وينتظرون الآن الحصاد لما زرعوا بأيديهم ,,,ينتظرون أن يسمعوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ولكنه قال لهم كلمة مضت في أرجاء التاريخ إلى قيام الساعة اذهبوا فأنتم الطلقاء قالها ليعلن للعالم كله معاني الإسلام الخالدة ( فلم يكن المسلمون يوما من الأيام كمن ربى حمامة السلام ثم ـأكلها واتهم غيره بأكلها ) فلم ينتقم الرسول الكريم يوما لنفسه ولا لذاته وإنما لله ولله فقط فما أعظمك يا رسول الله . أبعد هذا أيتجرأ قزم من أقزام هذا الزمان ونكرة من النكرات أن يتهم نبي الإسلام بالإرهاب ألا لعنة الله على الظالمين.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى أما بعد: أيها المسلمون وفي المقام هنا يحسن التنبيه على عدة امور :
أولا : إن البعض قد يقول إنكم أعطيتم القضية اكبر من حجمها وانه لا يحتاج الأمر لكل هذا فإننا نقول لو تكلم احد الناس في عرضك أوفي قبيلتك وجماعتك لثرت غضبا ولو اعتدى إنسان عليك لما رضيت بهذا أبدا فكيف وقد اعتدى هؤلاء على النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر حبه ركيزة من ركائز الإيمان ... في صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه قال إنك يا رسول أحب إلي ألا من نفسي فقال له الرسول الكريم : والله لا تؤمن حتى أكون أحب إليك حتى من نفسك فقال عمر : فإنك الآن أحب إلي حتى من نفسي . فكيف بعد هذا يقول قائل أنا أعطينا القضية أكبر من حجمها .
ثانيا : لقد وجد من يقول أن ذلك الفعل يعتبر من الحرية الشخصية وهذا كلام فيه نظر إذ انه من المقرر عند أصحاب العقول السليمة أن الحرية الشخصية يجب ألا تتعدى على حقوق الآخرين فكيف وهذا الآخر نبي مرسل من الله فلا يعقل أبدا أن يكون ذلك من الحريات على حد زعمهم .
ثالثا : إن من الوفاء أن نشكر كل من قام بالرد والاستنكار على هذا المنكر العظيم وعلى رأسهم وإن ذلك من أعظم التطبيق لمعنى التعاون على البر والتقوى وتحقيق مبدأ الجسد الواحد
هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفءٍ ... فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برّا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
وفي الختام نقول إن الليل مهما ادلهم وان الباطل مهما على فسيستقر في الطين لا محالة
فالواجب أن يعتز المسلم بدينه وبكتابه وبسنة نبيه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وإذا كنا نقول بحبه صلى الله عليه وسلم فعلينا اتباع سنته واقتفاء أثره فحبه ليس بالادعاء وقد أكد ذلك رب العزة والجلال إذ اشترط لحبه جل وعلى اتباع هدي رسوله فقال {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
عباد الله
صلوا وسلموا على الحبيب الذي أمر الله عباده بالصلاة والسلام عليه فقال ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56)
فاللهم صل على محمد ما تعاقب الليل والنهار وصل عليه ما تحرك الماء في البحار وصل عليه ما غرد طير وطار وصل عليه صلاة دائمة وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم انصر من نصر دينك وكتباك وسنة نبيك اللهم إنهم تكالبوا للخوض في عرض نبيك فاقصم يارب ظهورهم وأرهم عذابك عاجلا غير آجر ووحد باعتدائهم كلمة المسلمين وأعدهم إلى صراطك المستقيم اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين من اليهود والنصارى والمجوس والمنافقين والمسلمين اللهم ردنا إليك ردا جميلا
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
تعليق