للسفر والسير في الأرض عبر وفوائد جمة فهو يجدد الحياة
ويعين على مواصلة العمل أمر الله به في كتابه قال تعالى :
«قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق»
والسفر يفتح للإنسان أفق واسعة ويكسبه تجارب جديدة وفوائده كثيرة
قال الشاعر:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تـفريـج هـمًّ واكتسـاـب مـعـيشـة
وعـلـم وآداب وصـحـبة مـاجــد
وفي هذا الموضوع أنقل لكم ملخص لرحلة داخلية قمت بها وبعض الزملاء
و الأصدقاء إلى المنطقة الشمالية الغربية من بلادنا العزيزة اشتملت على
زيارة مدن وسواحل وآثار تاريخية ومعالم جغرافية مدعومة ببعض الصور
قطعنا فيها قرابة 3050 ك آمل أن تنال استحسانكم وتضيف الجديد لكم ..
سير الرحلة وتاريخها :
نقطة البداية كانت المدينة وزمن الرحلة
الأحد الموافق 25/1/1429هـ حتى يوم السبت 2/2/1429هـ
سير الرحلة : (المدينة - حائل - سكاكا - دومة الجندل - - تبوك - الزيتة
جبال اللوز - مقنا - طيب اسم - قيال - - ضبا - الديسة - العلا - المدينة
إلى حائل
عبر طريق القصيم السريع خرجنا من المدينة إلى حائل التي تبعد عن
المدينة ب460 كيلو تقريباً , وصلنا مفرق حائل الذي يمر بجوار- الحناكية
- يسار, وهو خط واحد لكنه مستقيم ,ويمر بمحافظة الحليفة , ومحافظة غزالة
, ويمر بأودية كثيرة وجبال عديدة أشهرها جبال أجا جنوب غرب حائل
أما سلمى فيقع في الشرق , ويروي أن سبب تسميتهما بهذا الاسم قصة قديمة
تقول أن أجا كان رجلا من إحدى القبائل التي تسكن تلك الناحية , وسلمى
هو اسم فتاة كان يعشقها أجا، وفي أحد الأيام هربت سلمى مع رفيقها أجا
وطاردهما القوم حتى أمسكوا بهما في مدينة حائل بين جبلي أجا وسلمى
وهناك قتلوهما وصلبوا أجا على الجبل الغربي وسلمى على الجبل الشرقي
فحملا هذا الاسم حتى الآن.وصلنا حائل بلاد حاتم الطائي , وطي أحد القبائل
التي هاجرت من اليمن بعد انهدام سد مأرب وهي مدينة جميلة شوارعها
فسيحة وحديثة امتد العمران فيها جنوباً عكس أكثر المدن وأرضها منبسطة
تحف بها المزارع من عدة جهات , تجولنا في المدينة وفي معالمها وأسواقها
لفت انتباهنا هذا المجسم في أحد الدوارات
وتوجهنا إلى منتزه (مشار) شمال غرب حائل جلسنا فيه عصراً
وكان الجو بارد ودرجة الحرارة سبع , ولكن شبة النار ودلة القهوة والشاي
الأخضر وسواليف الزملاء خففت علينا , وقبل الغروب توجهنا إلى مزرعة
لأحد الأصدقاء وبتنا فيها تلك الليلة الباردة
رغم وسائل التدفئة وفراش السنيدي البري .
إلى دومة الجندل
خرجنا في الصباح الباكرمودعين حائل ودرجة الحرارة صباحاً صفر متجهين
لمحافظة الجوف عبر الطريق الجديد الذي يقطع رمال النفوذ في خط مستقيم
سريع إلى دومة الجندل بمحافظة الجوف يخترق تلك الرمال ذات الألوان
الزاهية الذهبية والتي زادتها أشعة الشمس الصباحية جمالاً وطوله 340 ك
وللمعلومة لا يوجد في الطريق محطات , ولا يمر على مناطق سكنية ,وبعد
قرابة عشرين كيلو أوقفنا آمن الطرق وصبحنا بمخالفتين وقسيمتين سرعة
حيث كنا نسير بسرعة 140كيلو في الساعة بعدها بقليل
توقفنا بعض الوقت على جانب الخط في قترة رياضية صباحية رغم برودة
الجو , فكانت تنتظرنا على جانبي الطريق جياد آلية أمتطينا ظهورها على تلك
الطعوس في ذلك الجو البارد والخالي من الناس
ثم واصلنا سيرنا وشاهدنا الطريق الجديد للقطار محاذياً للخط من جهة
الشرق والعمل فيه جاري حتى وصلنا قبيل الظهرإلى محافظة الجوف
الجوف
محافظة الجوف منطقة زراعيه وتشتهر بزراعة النخيل وأشجار الزيتون
حتى ان أشجار الزيتون في الشوارع العامة و توجهنا إلى المطار الذي يقع بين
دومة الجندل وـ سكاكا ـ شرقاً لاستقبال أحد الزملاء للانضمام معنا في هذه الرحلة
ثم ذهبنا إلى - سكاكا- العاصمة الإدارية لمنطقة الجوف تجولنا فيها وشاهدنا بعض
الأماكن الأثرية التاريخية أهمها قلعة زعبل العريقة والتي لا يُعرف متى تمّ بناءها
وهي فوق مرتفع عليها سور وله باب وجدناه مغلق ومكتوب علية ممنوع الدخول
لعمل الصيانة والترميم
صورة لقلعة زعبل (م)
كما يوجد بجانب قلعة -زعبل- بئر أثريّة تسمى بئر- سيسرا- منحوتة وفتحتها 7 أمتار
وعميقة جدا ويوجد على جوانب البئر درج منحوت يوصل إلى قاع البئر ويقال أن
فتحة في الأسفل تؤدي إلى ممر تحت الأرض طوله 3 كيلومتر
.
صورة للبئر (م)
ومن -سكاكا -رجعنا غرباً إلى دومة الجندل وهي أقل تطوراً ومساحة من - سكاكا -
تجولنا فيها عصراً وفيها أثار تاريخية كثيرة , ومما وقفنا عليه وشاهدناه القلعة الأثرية
التي تسمى بقلعة - مارد - ويقال أن بناءها كان قبل الميلاد في عهد الدولة التدمرية
و صعدناها وتجولنا داخلها وشاهدنا بئرين أحدهما سمعنا صوت الماء فيه والغريب
أن القلعة تقع على تل مرتفع تشرف على المدينة والبئر ضيق وعميق جداً فيتعجب
الإنسان كيف حفروا هذا البئر في هذا التل حتى وصلوا إلى الماء وهي قلعة محصنة
ومنيعة ويقال لما حاصر خالد بن الوليد رضي الله عنه دومة الجندل تحصن فيها أهلها
صورة لقلعة مارد (م)
وبجوار القلعة هناك مسجد أثري قديم مكتوب عليه مسجد عمر بن الخطاب ويقال
أن عمر رضي الله عنه لما خرج إلى بيت المقدس صلى فيه , وله مئذنة متماسكة
صورة للمسجد (م)
صورة من بعد مع المئذنة (م)
خرجنا مع غروب الشمس من دومة الجندل متجهين غرباً إلى مدينة تبوك وبينهما
مسافة 460 ك تقريباً وبتنا تلك الليلة بتبوك وفي الصباح الباكر تجولنا في مدينة
تبوك وقد لمسنا التطور والاتساع فيها والمزارع الكثيرة , وتوجهنا إلى الساحل عن
طريق تبوك - الشرف مروراً بـ - الزيتة - ولفت انتباهنا رمالها الحمراء وجبالها
الرسوبية ذات الأشكال الجميلة والغريبة وبعدها بـ 10 كيلو تحولنا يمين إلى- جبل اللوز
- وهو من اكبر الجبال في المنطقة الشمالية يصل ارتفاعه إلى 2200م , وسمي بهذا
الاسم لزراعة اللوز في الجهة الشرقية منه سابقاً , وله طريق معبد ينتهي ببوابة مغلقة
ويكسو قمم الجبل الثلج أيام الشتاء و شاهدنا الثلج في أجزاء منه في منظر جميل
صوة للثلج في يد أحد الزملاء
نزلنا من جبل اللوز متجهين للساحل مروراً بالشرف ثم البدع وفيها
مدائن شعيب وبها منطقة أثارتاريخية قديمة لم نقف عندها لمعرفتنا بها من قبل
توجهنا لمقنا إلى (عين موسى) ( وطيب اسم ) ثم قيال والديسة
يتبع إن شاء الله
تعليق