Unconfigured Ad Widget

Collapse

كلمات هزت القلوب

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الجنوبي
    عضو نشيط
    • Aug 2001
    • 469

    كلمات هزت القلوب

    هل رأى أحد منكم يوماً جنازة؟ هل تعرفون رجلاً كان إذا مشى رج الأرض، و إن تكلم ملأ الأسماع، و إن غضب راع القلوب، جاءت عليه لحظة فإذا هو جسد بلا روح، و إذا هو لا يدفع عن نفسه ذبابة، و لا يمتنع من جرو كلب؟!!!

    هل سمعتم بفتاة كانت فتنة القلب و بهجة النظر، تفيض بالجمال و الشباب، و تنثر السحر و الفتون، تبذل الأموال في قبلة من شفتيها المطبقتين كزر ورد أحمر، و تراق الكبرياء على ساقيها القائمتين كعمودين من المرمر، جاءت عليها لحظة فإذا هي قد آلت إلى النتن و البلى، ورتع الدود في هذا الجسد الذي كان قبلة عُبّاد الجمال، و أكل ذلك الثغر الذي كانت القبلة منه تشترى بكنوز الأموال ؟!!

    هل قرأتم في كتب التاريخ عن جبار كانت ترتجف من خوفه قلوب الأبطال، ويرتاع من هيبته فحول الرجال، لا يجسر أحد على رفع النظر إليه، أو تأمل بياض عينيه، قوله إن قال شرع، و أمره إن أمر قضاء، صار جسده تراباً تطؤه الأقدام، و صار قبره ملعباً للأطفال، أو مثابة ( لقضاء الحاجات) ؟!!!.

    هل مررتم على هذه الأماكن، التي فيها النباتات الصغيرة، تقوم عليها شواهد من الحجر، تلك التي يقال لها المقابر ؟!!.

    فلماذا لا تصدقون بعد هذا كله، أنّ في الدنيا موتاً ؟!.

    لماذا تقرؤون المواعظ، و تسمعون النذر فتظنون أنها لغيركم؟ و ترون الجنائز و تمشون فيها فتتحدثون حديث الدنيا، و تفتحون سير الأمال و الأماني .. كأنكم لن تموتوا كما مات هؤلاء الذين تمشون في جنائزهم، و كأن هؤلاء الأموات ما كانوا يوماً أحياء مثلكم، في قلوبهم آمال أكبر من آمالكم، و مطامع أبعد من مطامعكم ؟.

    لماذا يطغى بسلطانه صاحب السلطان، و يتكبر و يتجبر يحسب أنها تدوم له؟ إنها لا تدوم الدنيا لأحد، ولو دامت لأحد قبله ما وصلت إليه. و لقد وطئ ظهر الأرض من هم أشد بطشاً، و أقوى قوة، و أعظم سلطاناً؟ فما هي ... حتى واراهم بطنها فنسي الناس أسماءهم !.

    يغتر يغناه الغني، و بقوته القوي، وبشبابه الشاب، و بصحته الصحيح، يظن أن ذلك يبقى له... و هيهات..!

    و هل في الوجود شيء لا يدركه الموت ؟!

    البناء العظيم يأتي عليه يوم يتخرب فيه، و يرجع تراباً، و الدوحة الباسقة يأتي عليها يوماً تيبس فيه، و تعود حطباً، و الأسد الكاسر يأتي عليه يوم يأكل فيه من لحمه الكلاب، و سيأتي على الدنيا يوم تغدو فيه الجبال هباءً، وتشقق السماء، و تنفجر الكواكب، و يفنى كل شيء إلا وجهه.

    يوم ينادي المنادي: { لمن الملك اليوم }

    فيجيب المجيب: { لله الواحد القهار }

    لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت.

    فاذكروا الموت لتستعينوا بذكره على مطامع نفوسكم، وقسوة قلوبكم، اذكروه لتكونوا أرق قلباً و أكرم يداً، و أقبل للموعظة، و أدنى إلى الإيمان، اذكروه لتستعدوا له، فإنّ الدنيا كفندق نزلت فيه، أنت في كل لحظة مدعو للسفر، لا تدري متى تدعى، فإذا كنت مستعداً: حقائبك مغلقة و أشياؤك مربوطة لبيت و سرت، وإن كانت ثيابك مفرقة، و حقائبك مفتوحة، ذهبت بلا زاد و لا ثياب، فاستعدوا للموت بالتوبة التي تصفي حسابكم مع الله، و أداء الحقوق، ودفع المظالم، لتصفوا حسابكم مع الناس.

    و لا تقل أنا شاب... و لا تقل أنا عظيم... و لا تقل أنا غني ....

    فإن ملك الموت إن جاء بمهمته لا يعرف شاباً و لا شيخاً، و لا عظيما و لا حقيراً و لاغنياً و لا فقيراً ..

    و لا تدري متى يطرق بابك بمهمته ....!!


    كتبها أحد الاخوان ........
    الجنوبي
  • الكناني
    مشرف سابق
    • Oct 2001
    • 1204

    #2
    جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك يوم القيامة ...
    العمر ساعه .. فاجعلها طاعه
    والنفس طماعه .. فعلمها القناعه

    تعليق

    • الخالدي

      #3
      قال تعالى
      بسم الله الرحمن الرحيم
      (كل نفس ذاقت الموت )
      نسأل الله الذي لا اله غيره حسن الخاتمه

      تعليق

      • عبدالله الزهراني
        إداري ومؤسس
        • Dec 2000
        • 1542

        #4
        أي والله إنها تهز القلوب ولكن [ الحية منها ] وما أدرك ما القلوب الحية هكذا هي تحيا وتحيي تجعل القلب يرتبط بخالقه ومولاه سدد الله خطاك ونفعنا بما كتبت وهذا مجال التذكير ولكن عندما تزور المقبرة وترى بعض الوجوه تتعجب من حالها .. حضر مجاملة والبعض يدخن والبعض يقهقه والبعض يغمز وكأن ذلك بعيد كل البعد عن تلك الحفرة ( إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )
        أخوك ومحبك / عبد الله الزهراني/// ودمتم.

        تعليق

        • أبو صالح
          عضو مميز
          • Oct 2001
          • 1199

          #5
          أحسن أخي العزيز ... أنها كلمات فعلاً تهز القلوب !
          أن الناس في هذه الزمان يحتاجون لمثل هذه الرقائق التي تخاطب القلوب وتوقظها من الغفلة .
          أنها مثل قطر الندي عندما يسقط على الزهور فتتفتح تلك الزهور فيخرج عبيرها فيملى الجو عطراً ورائحة زكية .
          أن القلوب تحتاج إلى من يعلجها وينظف - أرآن - الذي عليها ومثل هذه الذكرى هي التي تفعل ذلك وتعيدّ للقلوب بريقها ولمعانها .
          فجزاءك الله الف خير وزدنا ولا تبخل علينا فحديثك منم القلب إلى القلب .
          اللهم يا مقلوب القلوب ثبت قلوبنا على دينك . آمين .

          تعليق

          • الزاهر
            عضو مؤسس ومميز
            • May 2001
            • 1805

            #6
            جزاك الله الف خير

            تعليق

            Working...