ونحن نشاهد بانبهارٍ بعض الصور لـ (سجون النمسا الفندقية) التي تسر العين ، وتشرح القلب ، وتبهج النفس ، وتجعلُ الحيرةَ لباسَ من يرى ويسمع ، قال أحد ( شلتي ) الموقرة – وشلتي هي غير شلة عبد الله باشان ، شلتي (على قد حالهم ) فأين هم أين من (شلة) ابن باشان التي ( طاقمها ) على قلب رجل واحد ، أما ( ربعي ) فـ ( من كل ضد وضد تلقون فيهم) – أقول قال أحدهم :
(الناسُ الفاهمةُ تستاهل أكثر من ذلك ) ، ومضى يقول :
المجرم الذي يفهم عندما يرى مثل هذا الاحتفاء سيخجل من نفسه ، وربما يقلع ، أما الذي يأكلها ( كفوفـًا ) ورفسـًا تارة ، و( كرباجـًا ) تارة أخرى فسيزداد ( إجرامـًا ) ، وسيخرج اليوم ويعود غدًا..!
لم يكد يسكت هذا حتى بدأ بالحديث الآخر متسائلاً :
( هذه سجونهم ، فكيف بأماكن حياتهم الحرة ) ..!
(تنحنح ) الثالث ونطق بعد أن مسح بيده على أغلب أجزاء وجهه : ( لهم الدنيا ولنا الآخرة ) ..!
اصمت ، قالها الرابع غاضبـًا بصوتٍ عالٍ ..!
اصمت ، ما الذي جعلنا هكذا إلا أنتَ ومن على شاكلتك بتثبيطكم وتزهيدكم لنا في الدنيا ..؟!
ارتعش المتنحنح ، واهتز ، وارتجف وافلت لسانه : قاتلك الله ، ألا تعلم أن إعجابك بهم وبما لديهم يهوي بك ( تسعةً وتسعين ) ذراعـًا في جحيم (العلمانية) ، ومثلها في عمق ( اللبرالية ) ..؟!
ألا تعلم أيها الخبيث أنك بقولك هذا ( تأمركت ) و( تبرطنت ) ، و(تفرنست ) ..؟!
السوادي كان كالأطرش في الزفة لم ينطق بكلمةٍ واحدة ، فقد استمتع بالحوار ، وبالأطباق والأكواب الطائرة ، وبعد أن هدأت المعركة خرج وترك القوم يلتقطون أنفاسهم ..!
ليتني أعلم ما آل إليه حال ( شلتي ) بعد أن تركتهم ، ليتني ..!
تعليق