Tweet
( الخطبة الأولى )
الحمد لله الذي جعل قوة هذه الأمة في إيمانها وعزها في إسلامها والتمكين لها في صدق عبادتها وأشهد أن لا إله إلا الله قوله حق ووعده حق والصلاة والسلام نبي هذه الأمة ورسولها وقدوتها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
ثم أما بعد : أيها المسلمون :
( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )
هذا دعاء رسولنا صلى الله عليه وسلم وما أحوجنا إلى هذا الدعاء فإن المسلم يحتاج في كل لحظة إلى هداية من الله الواحد الأحد فنحن في حياتنا وفي بيوتنا وفي دراستنا وفي وظائفنا وفي تجارتنا وفي أعمالنا كلها نحتاج إلى هداية الله تعالى وتوفيقه
إخوة الإيمان:
إننا أمام حرب وفتن أطلت علينا بقرنيها وأزكمت أنوفنا بنتن ريحها من قبل أن نرى قبح وجهها ومن بعد أن رأينا بشاعته إنها حرب ضروس لا يسمع فيها أزيز الطائرات ولا دوي المدافع والرشاشات لا دبابات ولا قنابل إنها حرب الإبادة الصامتة إنها نشر ثقافة المغضوب عليهم والضالين في مجتمعاتنا إنها غزو فكري مركز وضرب مستمر على مراكز الفضيلة والأخلاق في جسم هذه الأمة تستهدف بالتحديد شبابها ذكورا وإناثا ولقد بدأنا نحس بنار يوشك أن يستعر أوارها ويكون شبابنا حطامها وأخلاقهم رمادها وجهت تلك الحرب إلى الشباب الذين تعدهم الأمم لمستقبلها وما شبابنا إلا أحد صنفين :
صنف صمم تصميما جازما وأكد تأكيدا بالغا على أن تكون حياته كلها ضياع مابين لهو ولعب ولغو فهذه طريقته وقد اتخذها منهجا يبدد عمره في كل معصية لا يعرف لله حقا ولا طريقا وأؤلائك قد أراحوا أعداء الإسلام من عناء التعب .
وصنف آخر هم أهل الصدق والاستقامة والصلاح نظر الله إلى قلوبهم فرأى فيها التقوى وحسن القصد فكانوا أهلا لهدايته وتوفيقه عزموا على أن تكون حياتهم وقفا لله وأؤلائك من يحاول الأعداء إغراقهم ليلحقوا بمن أغرقوا وغرقوا فنسأل الله أن يثبت هؤلاء على ما هم عليه وأن يصلح أؤلائك ويردهم ويهديهم إلى طريق مستقيم
أيها الناس :
الكل يتحدث عن الشباب ونشوة الشباب ونشاط الشباب واندفاع الشباب ومشاكلهم ولقد نظرت في أحوالهم ومشكلاتهم فرأيت أن مشاكلهم التي نراها وقضاياهم التي عليها مدار حياتهم في الدينا والآخرة تدور في عدة أمور لكنها تتلخص في أربعة قضايا إن حرصوا على معالجتها أتتهم الدنيا صاغرة ذليله وفتح عليهم الرزق من حيث لا يشعرون فأسأل الله أن تكون رسالة واضحة أوصلها بعون الله حتى نمضي سويا إلى هداية الله لأن الهداية تحتاج إلى حراك وطلب وجهاد ومجاهدة
أولها : التفريط في صلاة الجماعة التي تركها كثير من الناس إلا ما رحم الله صلاة الجماعة التي ما تركها محمد صلى الله عليه وسلم حتى وهو في مرض الموت صلاة الجماعة التي طعن عمر الفاروق وهو يتلهف عليها صلاة الجماعة التي يقول عنها سعيد بن المسيب والله مالي من عمل أرجوه بعد لا إله إلا الله إلا أنني ما فاتتني تكبيرة الإحرام في الجماعة أربعين سنة وقال الأعمش ستين سنة صلاة الجماعة التي من فقدها بغير عذر فقد فقد النور والاستقامة والهداية والسداد
لقد قصرنا جميعا في صلاة الجماعة أما المصلي فقد قصر في عدم أمره لتارك الجماعة بها الأب يخرج من بيته لا يأمر أهله ولا أولاده بالصلاة ولعلنا نقارن بين صلاتي المغرب والعشاء والفجر فبالله بماذا نجيب ربنا إذا سئلنا عن صلاة الجماعة كيف يصلح الحال والمساجد خاوية من المصلين ؟ كيف ينتهي الشاب عن الفواحش والمنكرات وهو لا يعرف المساجد ولا يطيق صبرا للجلوس فيها ؟ كيف يسلم الشاب من المخدرات والجرائم والآفات وما دله أبوه ولا أمه ولا جاره ولا مجتمعه إلى طريق المسجد ؟
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6 بالله عليكم لا نكتفي باللوم لهذه الفئة ونحن ما قدمنا لهم سوى أكل لحومهم في مجالسنا واحتقارهم في كل ميدان وكأنا بلغنا من الإيمان أكمله لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء
ومشكلة الشباب الثانية : تأتي من جلساء السوء قوم علم الله من قلوبهم الخبث فأخرهم قوم ما أفلحوا في دين ولا دنيا رسبوا في الدراسة وفشلوا في الوظيفة وتقهقروا في العمل فجلسوا في الطرقات وعلى الأرصفة وفي الميادين يصدون عن سبيل لا يعرفون إلا لعب الورق والأغاني والمسرحيات والمسلسلات والأفلام والنظرة الآثمة والتدخين والمخدرات فهم يتلقفون الشباب ليجعلوا مصيرهم كمصيرهم ترى الواحد منهم كل شيء موفر له اللباس والسيارة والطعام والصحة ثم يركبه شيطانه فهتك الأعراض واستحل المحرمات والحرمات فأين الأب الحصيف هل اكتفى بالتسمين وكأنه يربى خرافا لا إنسا سيسأل عنهم يوم القيامة وأين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هل اكتفوا بسل ألسنتهم للنيل من هؤلاء المساكين بكل مجلس دون أن يتعبوا أنفسهم بالحرص على انتشالهم من وحل ما هم فيه ؟
ومشكلة الشباب الثالثة : ضياع الوقت والوقت أغلى شيء عند المسلمين وهو كذلك عند غير المسلمين أما عند كثير من المسلمين فما أرخصه الساعات الطويلة والأعمار المديدة يضيعها كثير من الناس في غير فائدة بل فيما يجلب عليهم الخسران والضياع يوم القيامة
وكثير من الشباب يبدأ برنامجه اليومي من العصر إلى العشاء في اللهو واللعب والخروج من البيت لا عمل ولا تجاره ولا وظيفة ولا كسب ولا تحصيل ولا طاعة ثم يعود كالجثة الهامدة فيسهر مع زملائه إلى منتصف الليل ثم يرمي بجسمه على الفراش بلا ذكر ولا تسبيح ولا تحميد ولا تهليل ولا وضوء ثم لا يستيقظ من نومه إلا للعمل إن كان يعمل أو للمدرسة إن كان يدرس إو بعد الظهر إن كان لا يعمل بعد أن ألغية صلاة الفجر من برنامجه فأي حياة هذه وأي عيشه ؟
ولا زلت أسأل يا مسلمين ماذا قدم بعضنا لبعض , ندعي الأخوة ونحن أبعد ما نكون عنها ندعي الإسلام ولا يلتفت بعضنا إلى بعض يغرق منا وفينا الشباب ولا من يمد يده ؟ فالله المستعان وعليه التكلان أسأله أن يغير ما بأنفسنا حتى يتغير ما بواقعنا
أما مشكلة الشباب الرابعة : هي عدم الاهتمام بالعلم الشرعي وتحصيله أصبحت الأمة إلا من رحم ربك أمة ثقافة سطحية تحولت الأمة من الأصالة والعمق المتمثل في العلوم الشرعية والعلوم التجريبية إلى أمة تعرف معلومات العامة التي يستوي فيها البر والفاجر المسلم والكافر
وهنا يئن السؤال ويصرخ أين التحصيل أين الاجتهاد في طلب العلم أين الحرص على الاستفادة أين حفظ القرآن وتدبره أين اتباع سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم أين امتثال سيرة أصحاب محمد ونبش التأريخ لقراءة المتون من أمهات الكتب التي دفن أصحابها بعد أن تركوها أثرا يشهد لهم إلى يوم الدين
يا شباب الإسلام :
لن يدرك البطال منازل الأبطال وعند تقلب الأحوال يعرف الرجال والسيل حرب للمكان العالي ولا تطلب السلعة الغالية بالثمن الرخيص
لذة الراحة لا تنال بالراحة فلقد حفة الجنة بالمكاره وهي غالية ولن يدرك السعادة من لزم الوسادة
فجاهدوا أنفسكم وارغموها على الطاعة فوالله إنكم ميتون وإلى ربكم راجعون فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما للظالمين من أنصار فمن كان أعمى البصيرة هنا حشر أعمى البصر وكتاب الله شاهد والقول قول الله حق لا يطاله الشك
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى{126} وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى }
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
(الخطبة الثانية )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
فيا شباب أمة محمد..
شباب الأمة من سلفنا الصالح أمثال عبدالله بن رواحة وجعفر الطيار وأسامة بن زيد ومصعب بن عمير رضي الله عنهم أجمعين
عقبة ابن نافع رضي الله شاب في الخامسة والعشرين يقف على المحيط الاطلنطي موحدا مصليا يرفع سيفه إلى السماء قائلا والله لو أعلم أن وراء هذا الماء أرضا لخضته بفرسي هذا رافعا راية لا إله إلا الله فشكر الله مسعاه ورفع قدره
أؤلائك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
كانوا يقدمون الروح فداء لهذا الدين باعوا أنفسهم لله فاشتراها الله منهم وأيدهم ونصرهم وألزمهم كلمة التقوى فسادوا العالم وحفظوا هذا الدين حتى إذا ما جئنا نحن ضيعناه فلينا نهار لهو ونهارنا ليل سهو بل إن بعضنا بلغ العشرين والثلاثين والأربعين وما قدم للإسلام شيئا يذكر بل ما نفع نفسه والعياذ بالله
فيا شباب الإسلام :
ألا يكفينا لهوا ولعبا ألا يكفينا ضياعا وسهوا ألا يكفينا تتبع شهوة ولذة يركب احدنا الشيطان فيحرث به من الصباح إلى المساء أف لحياة لم تكن لله وألف أف لنفس لا تعرف الله كفانا كذبا على أنفسنا كفانا غفلة ألا فاستنهضوا الهمم فمجد الأمة قادم لا محالة والعز لن يكون في سيارة وعمارة ولباس وأغنية وكرة بل العزة كل العزة بقال الله وقال رسوله
يا شباب :
من يرفع لا إله إلا الله إذا تولينا ومن ينصر هذا الدين إذا أعرضنا ومن يحمي الأوطان إذا هزلنا ومن يدارس القرآن إذا هجرنا أليس فينا رشيد وعاقل إلى متى إلى أن تغرغر الروح وما ينفع ندم ولا صوت إني أرى فيكم قلوبا تخفق من وطأة الحق فلا تتأخروا عن رفع أنفسكم إلى ذروة المجد فليكن المسجد عامرا بكم كما هي المدرجات والملاعب والمقاهي بل أكثر فهنا المجد وهناك الخسران والذل وهنا الرفعة وهناك الذلة والهوان وسخط الرب
معاشر الشباب يا حملة العقيدة :
وصيتي الأخيرة لكم في أمر مهم أن تتقوا الله جل وعلى في سائر أموركم وأن يكون ارتباطكم بالعلماء المعروفين بعلمهم ولعلي هنا أن أنقل لكم نصيحة من شيخنا مفتي عام المملكة حفظه الله ورعاه ولعلي أختصرها بعدة نقاط
يقول الشيخ ( لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلى الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله وهؤلاء الشباب لديهم حماس لدينهم وغيرة عليه لكنهم لم يبلغوا من العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل وقد سبق أن حذرنا وحذر غيرنا من الذهاب إلى الخارج بهذه الحجة لعدم وجود رايات واضحة وقد ترتب على عصيان أؤلائك الشباب الذين ذهبوا مفاسد منها :
1- عصيان ولي أمرهم وهذه كبيرة من الكبائر .
2- وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض فاستغلوهم وجعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة واستغلالهم من قبل أطراف خارجية لإحراج هذه البلاد الطاهرة ولتسليط الأعداء عليها .
ومعلوم أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش والنداء للجهاد فأوصي أبنائي الشباب بطاعة الله عز وجل قبل كل شيء ثم ولاة أمرهم والارتباط بعلمائهم هذا مقتضى الشريعة ) انتهى كلامه حفظه الله
فيا شباب :
عقوقلكم عقولكم لا تسلموها لأحد احذروا أصحاب الأفكار الضالة المضلة احذروا أصحاب الشهوات والشبهات وتقيدوا بما جاء في كتاب ربكم وما صح عن نبيكم وتمسكوا بهما وعضوا عليهما بالنواجذ ولنا ولكم فيما نرى ونسمع عبر وسائل الإعلام من العبر والدروس ما يكفي العاقل لإعمال عقله وترويض نفسه وصيانتها وحفظها .
يا شباب :
لست بأحسنكم ولا من أفضلكم إنما أنا واحد منكم اجتهدت فيما قلت فإن أخطأت ولم أوصل الرسالة كما تحبون فذلكم من نفسي والشيطان وإن أصبت ووصلتكم الرسالة فذلكم فضل من الله ومنة
عباد الله :
صلوا وسلموا كثيرا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعه إلى يوم الدين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين .
ربنا أنت أحق من عبد وأحق من ذكر وأحق من حمد وأولى من شكر وأرأف ملك وأجود من سئل كل شيء دال عليك مرشد إليك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك نسألك بكل اسم هو لك أن تلزمنا عتبة العبودية ترزقنا السعادة الأبدية وأن تكشف عنا وعن إخواننا كل شر وبلية ... يا ألله يا من ذلت له الرقاب وجرى بأمره السحاب كن لنا وامكر لنا وانصرنا وثبتنا وإخوتنا في الحال والمآب وألهمنا التزود بالتقوى قبل حلول التراب وأرشدنا عند السؤال إلى صحيح الجواب وهب لشيبنا معاصي الشباب وارزقنا عمارة القلوب الخراب يا كريم يا وهاب يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام .. نسألك قوة في الدين وحزما في لين وإيمانا في يقين .. اللهم كن للمستضعفين والمظلومين اللهم أزل عنهم العناء واكشف عنهم الضر والبلاء .. اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء اللهم من كان من أمة محمد على غير الحق وهو يظن أنه على حق فرده إلى الحق ردا جميلا حتى يكون من أهل الحق ...
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي جعل قوة هذه الأمة في إيمانها وعزها في إسلامها والتمكين لها في صدق عبادتها وأشهد أن لا إله إلا الله قوله حق ووعده حق والصلاة والسلام نبي هذه الأمة ورسولها وقدوتها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
زيادة المرء في دنياه نقصان ... وربحه غير محض الخير خسران
وكل وجدان قوم لا ثبات له ... فإنما هو في التحقيق خسران
يا متعب الجسم كم تسعى لراحته ... أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها ... فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
يا عامرا لخراب الدار مجتهدا ... بالله هل لخراب الدار عمران ؟
وكل وجدان قوم لا ثبات له ... فإنما هو في التحقيق خسران
يا متعب الجسم كم تسعى لراحته ... أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها ... فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
يا عامرا لخراب الدار مجتهدا ... بالله هل لخراب الدار عمران ؟
ثم أما بعد : أيها المسلمون :
( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )
هذا دعاء رسولنا صلى الله عليه وسلم وما أحوجنا إلى هذا الدعاء فإن المسلم يحتاج في كل لحظة إلى هداية من الله الواحد الأحد فنحن في حياتنا وفي بيوتنا وفي دراستنا وفي وظائفنا وفي تجارتنا وفي أعمالنا كلها نحتاج إلى هداية الله تعالى وتوفيقه
إخوة الإيمان:
إننا أمام حرب وفتن أطلت علينا بقرنيها وأزكمت أنوفنا بنتن ريحها من قبل أن نرى قبح وجهها ومن بعد أن رأينا بشاعته إنها حرب ضروس لا يسمع فيها أزيز الطائرات ولا دوي المدافع والرشاشات لا دبابات ولا قنابل إنها حرب الإبادة الصامتة إنها نشر ثقافة المغضوب عليهم والضالين في مجتمعاتنا إنها غزو فكري مركز وضرب مستمر على مراكز الفضيلة والأخلاق في جسم هذه الأمة تستهدف بالتحديد شبابها ذكورا وإناثا ولقد بدأنا نحس بنار يوشك أن يستعر أوارها ويكون شبابنا حطامها وأخلاقهم رمادها وجهت تلك الحرب إلى الشباب الذين تعدهم الأمم لمستقبلها وما شبابنا إلا أحد صنفين :
صنف صمم تصميما جازما وأكد تأكيدا بالغا على أن تكون حياته كلها ضياع مابين لهو ولعب ولغو فهذه طريقته وقد اتخذها منهجا يبدد عمره في كل معصية لا يعرف لله حقا ولا طريقا وأؤلائك قد أراحوا أعداء الإسلام من عناء التعب .
وصنف آخر هم أهل الصدق والاستقامة والصلاح نظر الله إلى قلوبهم فرأى فيها التقوى وحسن القصد فكانوا أهلا لهدايته وتوفيقه عزموا على أن تكون حياتهم وقفا لله وأؤلائك من يحاول الأعداء إغراقهم ليلحقوا بمن أغرقوا وغرقوا فنسأل الله أن يثبت هؤلاء على ما هم عليه وأن يصلح أؤلائك ويردهم ويهديهم إلى طريق مستقيم
أيها الناس :
الكل يتحدث عن الشباب ونشوة الشباب ونشاط الشباب واندفاع الشباب ومشاكلهم ولقد نظرت في أحوالهم ومشكلاتهم فرأيت أن مشاكلهم التي نراها وقضاياهم التي عليها مدار حياتهم في الدينا والآخرة تدور في عدة أمور لكنها تتلخص في أربعة قضايا إن حرصوا على معالجتها أتتهم الدنيا صاغرة ذليله وفتح عليهم الرزق من حيث لا يشعرون فأسأل الله أن تكون رسالة واضحة أوصلها بعون الله حتى نمضي سويا إلى هداية الله لأن الهداية تحتاج إلى حراك وطلب وجهاد ومجاهدة
أولها : التفريط في صلاة الجماعة التي تركها كثير من الناس إلا ما رحم الله صلاة الجماعة التي ما تركها محمد صلى الله عليه وسلم حتى وهو في مرض الموت صلاة الجماعة التي طعن عمر الفاروق وهو يتلهف عليها صلاة الجماعة التي يقول عنها سعيد بن المسيب والله مالي من عمل أرجوه بعد لا إله إلا الله إلا أنني ما فاتتني تكبيرة الإحرام في الجماعة أربعين سنة وقال الأعمش ستين سنة صلاة الجماعة التي من فقدها بغير عذر فقد فقد النور والاستقامة والهداية والسداد
لقد قصرنا جميعا في صلاة الجماعة أما المصلي فقد قصر في عدم أمره لتارك الجماعة بها الأب يخرج من بيته لا يأمر أهله ولا أولاده بالصلاة ولعلنا نقارن بين صلاتي المغرب والعشاء والفجر فبالله بماذا نجيب ربنا إذا سئلنا عن صلاة الجماعة كيف يصلح الحال والمساجد خاوية من المصلين ؟ كيف ينتهي الشاب عن الفواحش والمنكرات وهو لا يعرف المساجد ولا يطيق صبرا للجلوس فيها ؟ كيف يسلم الشاب من المخدرات والجرائم والآفات وما دله أبوه ولا أمه ولا جاره ولا مجتمعه إلى طريق المسجد ؟
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6 بالله عليكم لا نكتفي باللوم لهذه الفئة ونحن ما قدمنا لهم سوى أكل لحومهم في مجالسنا واحتقارهم في كل ميدان وكأنا بلغنا من الإيمان أكمله لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء
ومشكلة الشباب الثانية : تأتي من جلساء السوء قوم علم الله من قلوبهم الخبث فأخرهم قوم ما أفلحوا في دين ولا دنيا رسبوا في الدراسة وفشلوا في الوظيفة وتقهقروا في العمل فجلسوا في الطرقات وعلى الأرصفة وفي الميادين يصدون عن سبيل لا يعرفون إلا لعب الورق والأغاني والمسرحيات والمسلسلات والأفلام والنظرة الآثمة والتدخين والمخدرات فهم يتلقفون الشباب ليجعلوا مصيرهم كمصيرهم ترى الواحد منهم كل شيء موفر له اللباس والسيارة والطعام والصحة ثم يركبه شيطانه فهتك الأعراض واستحل المحرمات والحرمات فأين الأب الحصيف هل اكتفى بالتسمين وكأنه يربى خرافا لا إنسا سيسأل عنهم يوم القيامة وأين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هل اكتفوا بسل ألسنتهم للنيل من هؤلاء المساكين بكل مجلس دون أن يتعبوا أنفسهم بالحرص على انتشالهم من وحل ما هم فيه ؟
ومشكلة الشباب الثالثة : ضياع الوقت والوقت أغلى شيء عند المسلمين وهو كذلك عند غير المسلمين أما عند كثير من المسلمين فما أرخصه الساعات الطويلة والأعمار المديدة يضيعها كثير من الناس في غير فائدة بل فيما يجلب عليهم الخسران والضياع يوم القيامة
وكثير من الشباب يبدأ برنامجه اليومي من العصر إلى العشاء في اللهو واللعب والخروج من البيت لا عمل ولا تجاره ولا وظيفة ولا كسب ولا تحصيل ولا طاعة ثم يعود كالجثة الهامدة فيسهر مع زملائه إلى منتصف الليل ثم يرمي بجسمه على الفراش بلا ذكر ولا تسبيح ولا تحميد ولا تهليل ولا وضوء ثم لا يستيقظ من نومه إلا للعمل إن كان يعمل أو للمدرسة إن كان يدرس إو بعد الظهر إن كان لا يعمل بعد أن ألغية صلاة الفجر من برنامجه فأي حياة هذه وأي عيشه ؟
أيها اللاهي بلا أدنى وجل اتق الله عز وجل
واستمع قولا به ضرب المثل اعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
كم أطعت النفس إذ أغويتها وعلى فعل الخنا ربيتها
كم ليال لاهيا أنهيتها إن أهنى عيشة قضيتها
ذهبت لذاتها والإثم حل
واستمع قولا به ضرب المثل اعتزل ذكر الأغاني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
كم أطعت النفس إذ أغويتها وعلى فعل الخنا ربيتها
كم ليال لاهيا أنهيتها إن أهنى عيشة قضيتها
ذهبت لذاتها والإثم حل
ولا زلت أسأل يا مسلمين ماذا قدم بعضنا لبعض , ندعي الأخوة ونحن أبعد ما نكون عنها ندعي الإسلام ولا يلتفت بعضنا إلى بعض يغرق منا وفينا الشباب ولا من يمد يده ؟ فالله المستعان وعليه التكلان أسأله أن يغير ما بأنفسنا حتى يتغير ما بواقعنا
أما مشكلة الشباب الرابعة : هي عدم الاهتمام بالعلم الشرعي وتحصيله أصبحت الأمة إلا من رحم ربك أمة ثقافة سطحية تحولت الأمة من الأصالة والعمق المتمثل في العلوم الشرعية والعلوم التجريبية إلى أمة تعرف معلومات العامة التي يستوي فيها البر والفاجر المسلم والكافر
وهنا يئن السؤال ويصرخ أين التحصيل أين الاجتهاد في طلب العلم أين الحرص على الاستفادة أين حفظ القرآن وتدبره أين اتباع سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم أين امتثال سيرة أصحاب محمد ونبش التأريخ لقراءة المتون من أمهات الكتب التي دفن أصحابها بعد أن تركوها أثرا يشهد لهم إلى يوم الدين
يا شباب الإسلام :
لن يدرك البطال منازل الأبطال وعند تقلب الأحوال يعرف الرجال والسيل حرب للمكان العالي ولا تطلب السلعة الغالية بالثمن الرخيص
والمجد لا يشترى بقول كاذب إن كنت تبغي المجد يوما فانصب
لذة الراحة لا تنال بالراحة فلقد حفة الجنة بالمكاره وهي غالية ولن يدرك السعادة من لزم الوسادة
جهاد المؤمنين لهم حياة ألا إن الحياة هي الجهاد
فجاهدوا أنفسكم وارغموها على الطاعة فوالله إنكم ميتون وإلى ربكم راجعون فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما للظالمين من أنصار فمن كان أعمى البصيرة هنا حشر أعمى البصر وكتاب الله شاهد والقول قول الله حق لا يطاله الشك
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{125} قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى{126} وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى }
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
(الخطبة الثانية )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
فيا شباب أمة محمد..
شباب الأمة من سلفنا الصالح أمثال عبدالله بن رواحة وجعفر الطيار وأسامة بن زيد ومصعب بن عمير رضي الله عنهم أجمعين
عباد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفرا يشيدون لنا مجدا أضعناه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفرا يشيدون لنا مجدا أضعناه
عقبة ابن نافع رضي الله شاب في الخامسة والعشرين يقف على المحيط الاطلنطي موحدا مصليا يرفع سيفه إلى السماء قائلا والله لو أعلم أن وراء هذا الماء أرضا لخضته بفرسي هذا رافعا راية لا إله إلا الله فشكر الله مسعاه ورفع قدره
أؤلائك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
كانوا يقدمون الروح فداء لهذا الدين باعوا أنفسهم لله فاشتراها الله منهم وأيدهم ونصرهم وألزمهم كلمة التقوى فسادوا العالم وحفظوا هذا الدين حتى إذا ما جئنا نحن ضيعناه فلينا نهار لهو ونهارنا ليل سهو بل إن بعضنا بلغ العشرين والثلاثين والأربعين وما قدم للإسلام شيئا يذكر بل ما نفع نفسه والعياذ بالله
فيا شباب الإسلام :
ألا يكفينا لهوا ولعبا ألا يكفينا ضياعا وسهوا ألا يكفينا تتبع شهوة ولذة يركب احدنا الشيطان فيحرث به من الصباح إلى المساء أف لحياة لم تكن لله وألف أف لنفس لا تعرف الله كفانا كذبا على أنفسنا كفانا غفلة ألا فاستنهضوا الهمم فمجد الأمة قادم لا محالة والعز لن يكون في سيارة وعمارة ولباس وأغنية وكرة بل العزة كل العزة بقال الله وقال رسوله
يا شباب :
من يرفع لا إله إلا الله إذا تولينا ومن ينصر هذا الدين إذا أعرضنا ومن يحمي الأوطان إذا هزلنا ومن يدارس القرآن إذا هجرنا أليس فينا رشيد وعاقل إلى متى إلى أن تغرغر الروح وما ينفع ندم ولا صوت إني أرى فيكم قلوبا تخفق من وطأة الحق فلا تتأخروا عن رفع أنفسكم إلى ذروة المجد فليكن المسجد عامرا بكم كما هي المدرجات والملاعب والمقاهي بل أكثر فهنا المجد وهناك الخسران والذل وهنا الرفعة وهناك الذلة والهوان وسخط الرب
معاشر الشباب يا حملة العقيدة :
وصيتي الأخيرة لكم في أمر مهم أن تتقوا الله جل وعلى في سائر أموركم وأن يكون ارتباطكم بالعلماء المعروفين بعلمهم ولعلي هنا أن أنقل لكم نصيحة من شيخنا مفتي عام المملكة حفظه الله ورعاه ولعلي أختصرها بعدة نقاط
يقول الشيخ ( لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلى الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله وهؤلاء الشباب لديهم حماس لدينهم وغيرة عليه لكنهم لم يبلغوا من العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل وقد سبق أن حذرنا وحذر غيرنا من الذهاب إلى الخارج بهذه الحجة لعدم وجود رايات واضحة وقد ترتب على عصيان أؤلائك الشباب الذين ذهبوا مفاسد منها :
1- عصيان ولي أمرهم وهذه كبيرة من الكبائر .
2- وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض فاستغلوهم وجعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة واستغلالهم من قبل أطراف خارجية لإحراج هذه البلاد الطاهرة ولتسليط الأعداء عليها .
ومعلوم أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش والنداء للجهاد فأوصي أبنائي الشباب بطاعة الله عز وجل قبل كل شيء ثم ولاة أمرهم والارتباط بعلمائهم هذا مقتضى الشريعة ) انتهى كلامه حفظه الله
فيا شباب :
عقوقلكم عقولكم لا تسلموها لأحد احذروا أصحاب الأفكار الضالة المضلة احذروا أصحاب الشهوات والشبهات وتقيدوا بما جاء في كتاب ربكم وما صح عن نبيكم وتمسكوا بهما وعضوا عليهما بالنواجذ ولنا ولكم فيما نرى ونسمع عبر وسائل الإعلام من العبر والدروس ما يكفي العاقل لإعمال عقله وترويض نفسه وصيانتها وحفظها .
يا شباب :
لست بأحسنكم ولا من أفضلكم إنما أنا واحد منكم اجتهدت فيما قلت فإن أخطأت ولم أوصل الرسالة كما تحبون فذلكم من نفسي والشيطان وإن أصبت ووصلتكم الرسالة فذلكم فضل من الله ومنة
أحبكم يا شباب الحق محتسبا ولن يضيع ربي أجر محتسب
عباد الله :
صلوا وسلموا كثيرا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعه إلى يوم الدين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين .
ربنا أنت أحق من عبد وأحق من ذكر وأحق من حمد وأولى من شكر وأرأف ملك وأجود من سئل كل شيء دال عليك مرشد إليك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك نسألك بكل اسم هو لك أن تلزمنا عتبة العبودية ترزقنا السعادة الأبدية وأن تكشف عنا وعن إخواننا كل شر وبلية ... يا ألله يا من ذلت له الرقاب وجرى بأمره السحاب كن لنا وامكر لنا وانصرنا وثبتنا وإخوتنا في الحال والمآب وألهمنا التزود بالتقوى قبل حلول التراب وأرشدنا عند السؤال إلى صحيح الجواب وهب لشيبنا معاصي الشباب وارزقنا عمارة القلوب الخراب يا كريم يا وهاب يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام .. نسألك قوة في الدين وحزما في لين وإيمانا في يقين .. اللهم كن للمستضعفين والمظلومين اللهم أزل عنهم العناء واكشف عنهم الضر والبلاء .. اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء اللهم من كان من أمة محمد على غير الحق وهو يظن أنه على حق فرده إلى الحق ردا جميلا حتى يكون من أهل الحق ...
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
تعليق