بسم الله الرحمن الرحيم
( الخطبة الأولى )
الحمد لله مدبر الأحوال ومنشئ السحاب الثقال أحمده سبحانه وأشكره مسبغ النعم والإفضال له الحمد في الأولى وإليه المآل وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال والمتفرد بالعظمة والجلال وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله ربى الصفوة من الرجال الذي درسوا معالم الكفر والضلال صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه خير صحب وآل ثم أما بعد :
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءَلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
سلاماً أيها الصحب لقد أسرى بي الركب
وملء جوانحي فرط الجوى للقائكم يصبو
ويسبقني لكم لهب من الأشواق لا يخبو
وأحداق لرؤيتكم يسابق شوقها القلب
قدمت تشق راحلتي (طريق الدار) لا تكبو
يرف على جوانبها جميل الذكر والحبُ
ثم أما بعد :
فلقد أعلنت حالة الطوارئ في هذه الأيام ومنعت الإجازات واستنفرت الجهود والطاقات وكثرت التعليمات والتوجيهات وسيقت للمتهاونين النذر والعقوبات فما هو السر في كل هذا ؟ وما الخبر ؟ وما الهدف من كل تلك الإجراءات ؟ وما سبب توحد الاهتمامات ولماذا يحدث كل هذا في البيوتات ؟
إن سبب ذلك هو قدوم الإختبارات للطلاب والطالبات تلك المحطة التي تمثل حصيلة أشهر قضوها بين أروقة المدارس والكليات والجامعات , إذا فلقد أقبلت ساعة الصفر وميدان السباق فلا بد لنا من وقفات على أعتاب الإختبارات :
الوقفة الأولى : إليكم معشر الآباء والأمهات والإخوة والأخوات :
فإنه من الواجب علينا في هذه الأيام الوقوف بجانب الأبناء والبنات بالحث والتشجيع والمساعدة والمساندة والترغيب والترهيب نهيء لهم الجو المناسب ونسهل لهم المطالب ونبث فيهم روح التفاؤل أجمل من سريان ريح التشاؤم حتى إذا انتهوا نحاسب
إن زرع الإخلاص في نفوسهم وبث الإيمان في قلوبهم وتعليمهم أن المسلم يجب أن يخلص أعماله كلها لمولاه ويخافه ويخشاه لا بد أن يؤتي ثماره أوليس الله يقول (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) ويقول (َمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ) .. فعلمهم الذي يتعلمون طردا للجهل عن أنفسهم ونفعاً لأمتهم وخدمة لدينهم وارتقاء بمجتمعهم فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر الإخلاص وإحسان القصد ونقاء النية (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
معشر الآباء :
إن عليكم مسؤولية كبرى وأمانة عضمى فأنتم إن صلحتم وأصلحتم وأخلصتم فالبناة الهداة , وإن فسدتم وفرطتم فالمضيعون الجناة .
إن ما نراه اليوم من شباب تائهين وفتيات هائمات لهو بدء تفريط من آبائهم فأين أنتم من قوله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } وقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) هل استشعرتم هذا في واقعكم وسلوككم وتعاملكم مع أبنائكم ؟
فما أشد غباء وحمق ذلك الأب الذي يشرع أمام ابناءه أبواب الفتن والملاهي وأسباب الضياع ثم يرجوا صلاحهم وبرهم !! وما أقبح صنيع ذلك الأب الذي يهتم بثوب ابنه وبطنه ودرسه ويهمل قلبه وعقله !!!
فيا أيها الوالد المشفق على أبناءه المحب لهم ويا أيتها الأم الحنون أشفقا عليه من نار تلظى لا يموت فيها ولا يحيا أشفقا عليه من دعوة توجه عليه فتفتح لها أبواب السماء بسبب ظلم جرى منه أو إزعاج أو اعتداء حري بالآباء والأمهات أن يبنيا الأبناء ذكرانا وإناثا عقولا وأرواحا وقلوبا ودينا كما يبنونهم جسدا وشكلا فإنهم كما يقول الأول
بالروح لا بالجسم إنسان
وتلك وقفتي الأولى
أما الثانية فإنها لك أيها المعلم ولن أطيل معك فأنت أنت أعلم وأحكم خبرت كثيرا ورأيت أكثر لكني أذكرك لعلك تتذكر فالله يقول ( وذكر ) فيا أيها المعلمون :
لقد استرعاكم كل أب على ابنه واستأمنتكم كل والد على أمله وفؤاده وفلذة كبده فلتخلصوا في عملكم فنجاحكم فيه لن يعدله نجاح ولن تبلغه المكافاءات وتذكروا أن مهمتكم شاقة فلا أشق من بناء النفوس وتربية عقول الأجيال فالله الله لا نؤتى من قبلكم فأنتم على ثغرة من ثغور هذه الأمة فكونها أهلا لها
أخي المعلم الكريم :
توخ العدل والمساواة وإياك والجور والمحاباة راقب في عملك وقولك الله لاتحقر فقيراً ولا تهن كريماً ولا توبخ مخطئاً ولا تزجر صغيرا واستعمل اللين حيث يَصلُح ويُصلِح
والشدة حيث تجب وتَحسُن وكن لطلابك والدا ثانياً وناصحاً صادقاً وأناشدك الله أن تقيس أسئلتك على ما استفاده الطلاب وفهموه لا إلى ما حفظوه ودرسوه حتى يتحقق لنا قول القائل :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
وتلكم الثانية
أما الثالثة فهي لك أخي الطالب ولك أختي الطالبة اسمعاها وافهماها واحفظاها أخوتي : إياكم ورفقاء السوء فروا منهم فراركم من المجذوم فهم بداية النهاية وأساس كل شقاء وغواية ومصدر كل شر وضلالة وخسارة وكما تحرصون على أوقاكم بالمذاكرة والتعب والسهر والإرهاق فلا تنسوا الآخرة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين أخلصوا في دراستكم نياتكم حتى تحصلوا على أجري الدنيا والآخرة وتحملوا ما يصيبكم ولتكن هممكم عالية وطموحاتكم سامية وتذكروا قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لابن عباس وهو غلام ( احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) وإياكم والإعراض عن الله فالله يقول ({وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } واعلموا أن الله مع الصابرين , فجدوا في طلب العلم والعمل والتحصيل فإن الطائر لا يأتيه أكله وهو في عشه والأسد وهو ملك الغاب ينهض للبحث عن رزقه والنملة على صغرها تتعب في تجميع قوتها ولا تستريح إلا وقت الراحة بنجاح عملها , وإياكم والمبالغة في المنافسة والتحدي فإن هذا يزيد الضغط على أنفسكم وعقولكم بل ويشغل التفكير عن الهدف الحقيقي ولكن خبئوا نشاطكم الزائد لوقت الراحة والفرح بعد أن تنجزوا ما أنتم فيه وتقطفوا الثمرة ..
أخوتي الطلاب والطالبات :التعلم من الأخطاء صفة حميدة لا يتقنها سوى المبدعون أصحاب الهمم الرفيعة والأهداف المرسومة لأنهم يحبون أن يكون ناجحين لا كسالى خاملين فاجعلوا من الإخفاق وقودا للنجاح وشمروا فسيبويه صاحب النحو واللغة أخطأ في درس فضحك عليه جميع من حضر لكنه لم يأخذ تلك السخرية عقبة له بل أخذها دافعاً له جعله يتصدر علماء اللغة فألف فيها كتبا وصار ما صار تعرفه الأمصار والتأريخ يذكره إلى اليوم أما من ضحك عليه ولم يكن كهمته فلقد نسيهم التأريخ ولم يذكر لهم سوى تلك الضحكة الساخرة
أيها الجيل القادم :
إن الإنسان المنشود في حضارة اليوم هو المهني الكفؤ والعالم المتمكن والناجح الذي لا يوقفه فشل واعلموا أن الجهد البدني كلما ضاعفته زاد إنتاجه كالمسمار كلما طرقته
أكثر كلما صار في الجدار أعمق لكن العقل بخلافه فكلما ضاعفت من جهده انهزم فالتفكير تحت الضغط لا يعمل لكن حبة حبة ودرجة درجة حتى تصلوا إلى القمة فابذلوا ما في وسعكم فالأمة فآباؤكم وأمهاتكم ينتظرون ومعلموكم ينتظرون نتيجة غرسهم فلا تكونوا أرضا عطشى لا يقر فيها الماء فالله الله لا تكونوا حملا ثقيلا على أمتكم وفقني الله وإياكم وجمعني بكم على خير وأنتم في ثياب مجد ونجاح ترفلون
أحبكم يا شباب الحق محتسبا ولن يضيع ربي أجر محتسب
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(الخطبة الثانية )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
فيا أيها الإخوة :..
ما أجمل أن يذكرنا حرصنا المحمود على أوقات أبنائنا بأوقاتنا المهدرة وساعاتنا المضيعة فكل لحظة تمضي لا تعود وكل ساعة تمر لا تؤوب وكما قيل ( يا بن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك) ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول (( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقراً منسيا أو غنى مطغيا , أو أو مرضاً مفسدا , أو هرما مفنِّدا , أو موتاً مجهزا , أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي .
هاهي بيوتنا قد حسبت فيها الأوقات وأبعدت الملهيات وصارت الجهود موجهة إلى من فيها من الطلاب والطالبات ولا غرابة في ذلك كله ولكن الغريب أن يكون كل ذلك بسبب هذه الامتحانات وينسى الآباء أن أبناءهم يمرون بامتحانات كثيرة في حياتهم دون أن يجدوا منهم كلمة صادقة أو نصيحة خالصة إنهم يمرون بامتحان في اختيار أصدقائهم ويمرون بامتحان عنذ بلوغهم ويمرون بامتحان حين تواجههم في حياتهم مشكلة أو موقف طارئ ويمرون بامتحان حين يتأملون واقع أمتهم وأحداث عالمهم فلماذا تقصر التوجيهات أو تركز على الإمتحانات الدراسية وأين الآباء في بقية السنة عن تلك الأشكال المختلفة من الامتحانات .
معشر الإخوة :
فوق هذا كله فإننا نهتم بامتحان دنيوي فيه مجال للتعويض وننسى أو نتناسى أننا نعيش في هذه الحياة في امتحان ما ندري ما يصنع بنا أثناءها أو بعدها ولا متى ينتهي الوقت الذي منح لنا ونتيجته إما إلى الجنة وإما إلى النار وهيهات والله أن ينجح فيه من لا يستحق النجاح ولئن أعقب الامتحانات الدراسية توزيع النتائج والشهادات فإن الإنسان سيقف يوم العرض الأكبر يوم توزع الصحف فمن آخذ كتابه بيمينه ومن آخذ كتابه بشماله فشموروا لذلك اليوم واجتهدوا وبادروا قبل أن ينقطع الصوت وتنتهي المهلة ({وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ..
عباد الله :
كلنا رأينا وسمعنا ما يفعله اليهود في غزة وفي عموم فلسطين فلقد أصبحت ظلاما دامسا كما يقولون وبركة ماء من الصرف الصحي وقتل العديد وشرد آخرين فإنا لله وإنا إليه راجعون وما هذا بجديد على إخوان القردة والخنازير
يا أيها الإخوة
لقد سعى العالم اليهودي والصليبي إلى نسيان المسلمين لهذه القضية المصيرية وغيبت أخبار الصامدين في تلك الأرض المباركة حتى جاءت الأحداث الأخيرة لتلفت نظر العالم أجمع إليها ولتذكر بالظلم البالغ الذي تعيش عليه صباح مساء
لقد جاءت الأحداث لتكشف أن السلام خدعة عالمية كبرى يراد بها سلامة اليهود وراحتهم , وأنه استسلام ذليل ممن لا يملك مثل هذا الحق الكبير والخطير وإلا فأي سلام هذا الذي يقود إلى انتهاك المقدمات ؟ وأي سلام يقود إلى قتل العزل ؟ وتجويع الشعوب وحصارهم وقطع كل مقومات الحياة عنه ؟
لقد كان هذا السلام سلام ذلك وصغار أمام حقائق المجازر بحماية الحليف الأمريكي الذي يبدو شريكاً كاملاً في الإرهاب البشع والنزال القذر فلقد كشرت عن أنيابها منحازة مع القاتل ضد المقتول ومع الجلاد ضد المجلود ومع الباغي ضد الضحية بعد أن اغتر بها ضعاف النفوس ومجدوها برهة من الزمن .
وكل الذي نرجوه أن يتفطن مسلمو فلسطين خاصة والعالم عامة إلى ما يكاد لهم ويدبر وألا يغتروا بالوعود الزائفة الكاذبة وأن يصححوا مفاهيمهم وعقائدهم , وليتحدوا ليكونوا جبهة واحدة يهابون ولا يهابهم إلا الله وحده .
حق علينا أن ننصر إخواننا بالدعاء لهم بالفرج والنصرة لهذا الدين والاستقامة عليه وعدم النيل منهم بالكلام الذي نسمعه من البعض فلا تجمعوا على إخوانكم مصيبتين علينا أن ننظر من حولنا في هذه الابتلاءات ونحمد الله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا عليهم تفضيلا لكن لا بد لنا من شكر لنعمه علينا وعودة صادقة إليه فوالله إن انتشار المعاصي ومجاهرة الناس بها صباحا ومساء وخاصة الصلاة التي أصبح أمر تركها والتهاون بها شيء ملحوظ وقد يكون عاديا عند كثير من الناس إلا ما رحم الله لهو نذير خطر فلا نملك حصانة ضد الغزو والقتل والتشريد وفضائع الأمور ولا الكوارث الطبيعية من الزلازل و البراكين ولا الأعاصير فالله الله في العودة إلى الله والحرص على الثبات على دينه وشكر نعمته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح والتكاتف على البر والتقوى فوالله إنها الذنوب والمعاصي بها نجر على أنفسنا الوبال فشمروا بارك الله فيكم ولنبادر بالعودة الصادقة إليه سبحانه والحذر الحذر من التعرض لسخط الله ولنكن من التوابين المتطهرين ولنحرص على ما ينفعنا
أخوة الإيمان ..
صلوا وسلموا كثيرا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعه إلى يوم الدين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وأبرم لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلنا وذرياتنا وردنا إليك ردا جميلا اللهم خذ بنواصينا للبر والتقوى وزك أنفسنا أنت خير من زكى اللهم أعنا يا معين واجعلنا من أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
اللهم أصلح ولاة أمرنا لمافيه خير لهم ولشعوبهم اللهم وفقهم لتحيكم كتابك وسنة نبيك اللهم وارزقم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى وباسمك الأعظم أن ترحم إخواننا في عمان اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وفرج همهم ويسر أمرهم واكشف كربتهم اللهم انزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء يا رب العالمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
( الخطبة الأولى )
الحمد لله مدبر الأحوال ومنشئ السحاب الثقال أحمده سبحانه وأشكره مسبغ النعم والإفضال له الحمد في الأولى وإليه المآل وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال والمتفرد بالعظمة والجلال وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله ربى الصفوة من الرجال الذي درسوا معالم الكفر والضلال صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه خير صحب وآل ثم أما بعد :
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءَلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
سلاماً أيها الصحب لقد أسرى بي الركب
وملء جوانحي فرط الجوى للقائكم يصبو
ويسبقني لكم لهب من الأشواق لا يخبو
وأحداق لرؤيتكم يسابق شوقها القلب
قدمت تشق راحلتي (طريق الدار) لا تكبو
يرف على جوانبها جميل الذكر والحبُ
ثم أما بعد :
فلقد أعلنت حالة الطوارئ في هذه الأيام ومنعت الإجازات واستنفرت الجهود والطاقات وكثرت التعليمات والتوجيهات وسيقت للمتهاونين النذر والعقوبات فما هو السر في كل هذا ؟ وما الخبر ؟ وما الهدف من كل تلك الإجراءات ؟ وما سبب توحد الاهتمامات ولماذا يحدث كل هذا في البيوتات ؟
إن سبب ذلك هو قدوم الإختبارات للطلاب والطالبات تلك المحطة التي تمثل حصيلة أشهر قضوها بين أروقة المدارس والكليات والجامعات , إذا فلقد أقبلت ساعة الصفر وميدان السباق فلا بد لنا من وقفات على أعتاب الإختبارات :
الوقفة الأولى : إليكم معشر الآباء والأمهات والإخوة والأخوات :
فإنه من الواجب علينا في هذه الأيام الوقوف بجانب الأبناء والبنات بالحث والتشجيع والمساعدة والمساندة والترغيب والترهيب نهيء لهم الجو المناسب ونسهل لهم المطالب ونبث فيهم روح التفاؤل أجمل من سريان ريح التشاؤم حتى إذا انتهوا نحاسب
إن زرع الإخلاص في نفوسهم وبث الإيمان في قلوبهم وتعليمهم أن المسلم يجب أن يخلص أعماله كلها لمولاه ويخافه ويخشاه لا بد أن يؤتي ثماره أوليس الله يقول (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) ويقول (َمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ) .. فعلمهم الذي يتعلمون طردا للجهل عن أنفسهم ونفعاً لأمتهم وخدمة لدينهم وارتقاء بمجتمعهم فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر الإخلاص وإحسان القصد ونقاء النية (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
معشر الآباء :
إن عليكم مسؤولية كبرى وأمانة عضمى فأنتم إن صلحتم وأصلحتم وأخلصتم فالبناة الهداة , وإن فسدتم وفرطتم فالمضيعون الجناة .
إن ما نراه اليوم من شباب تائهين وفتيات هائمات لهو بدء تفريط من آبائهم فأين أنتم من قوله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } وقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) هل استشعرتم هذا في واقعكم وسلوككم وتعاملكم مع أبنائكم ؟
فما أشد غباء وحمق ذلك الأب الذي يشرع أمام ابناءه أبواب الفتن والملاهي وأسباب الضياع ثم يرجوا صلاحهم وبرهم !! وما أقبح صنيع ذلك الأب الذي يهتم بثوب ابنه وبطنه ودرسه ويهمل قلبه وعقله !!!
فيا أيها الوالد المشفق على أبناءه المحب لهم ويا أيتها الأم الحنون أشفقا عليه من نار تلظى لا يموت فيها ولا يحيا أشفقا عليه من دعوة توجه عليه فتفتح لها أبواب السماء بسبب ظلم جرى منه أو إزعاج أو اعتداء حري بالآباء والأمهات أن يبنيا الأبناء ذكرانا وإناثا عقولا وأرواحا وقلوبا ودينا كما يبنونهم جسدا وشكلا فإنهم كما يقول الأول
بالروح لا بالجسم إنسان
وتلك وقفتي الأولى
أما الثانية فإنها لك أيها المعلم ولن أطيل معك فأنت أنت أعلم وأحكم خبرت كثيرا ورأيت أكثر لكني أذكرك لعلك تتذكر فالله يقول ( وذكر ) فيا أيها المعلمون :
لقد استرعاكم كل أب على ابنه واستأمنتكم كل والد على أمله وفؤاده وفلذة كبده فلتخلصوا في عملكم فنجاحكم فيه لن يعدله نجاح ولن تبلغه المكافاءات وتذكروا أن مهمتكم شاقة فلا أشق من بناء النفوس وتربية عقول الأجيال فالله الله لا نؤتى من قبلكم فأنتم على ثغرة من ثغور هذه الأمة فكونها أهلا لها
أخي المعلم الكريم :
توخ العدل والمساواة وإياك والجور والمحاباة راقب في عملك وقولك الله لاتحقر فقيراً ولا تهن كريماً ولا توبخ مخطئاً ولا تزجر صغيرا واستعمل اللين حيث يَصلُح ويُصلِح
والشدة حيث تجب وتَحسُن وكن لطلابك والدا ثانياً وناصحاً صادقاً وأناشدك الله أن تقيس أسئلتك على ما استفاده الطلاب وفهموه لا إلى ما حفظوه ودرسوه حتى يتحقق لنا قول القائل :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
وتلكم الثانية
أما الثالثة فهي لك أخي الطالب ولك أختي الطالبة اسمعاها وافهماها واحفظاها أخوتي : إياكم ورفقاء السوء فروا منهم فراركم من المجذوم فهم بداية النهاية وأساس كل شقاء وغواية ومصدر كل شر وضلالة وخسارة وكما تحرصون على أوقاكم بالمذاكرة والتعب والسهر والإرهاق فلا تنسوا الآخرة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين أخلصوا في دراستكم نياتكم حتى تحصلوا على أجري الدنيا والآخرة وتحملوا ما يصيبكم ولتكن هممكم عالية وطموحاتكم سامية وتذكروا قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لابن عباس وهو غلام ( احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) وإياكم والإعراض عن الله فالله يقول ({وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } واعلموا أن الله مع الصابرين , فجدوا في طلب العلم والعمل والتحصيل فإن الطائر لا يأتيه أكله وهو في عشه والأسد وهو ملك الغاب ينهض للبحث عن رزقه والنملة على صغرها تتعب في تجميع قوتها ولا تستريح إلا وقت الراحة بنجاح عملها , وإياكم والمبالغة في المنافسة والتحدي فإن هذا يزيد الضغط على أنفسكم وعقولكم بل ويشغل التفكير عن الهدف الحقيقي ولكن خبئوا نشاطكم الزائد لوقت الراحة والفرح بعد أن تنجزوا ما أنتم فيه وتقطفوا الثمرة ..
أخوتي الطلاب والطالبات :التعلم من الأخطاء صفة حميدة لا يتقنها سوى المبدعون أصحاب الهمم الرفيعة والأهداف المرسومة لأنهم يحبون أن يكون ناجحين لا كسالى خاملين فاجعلوا من الإخفاق وقودا للنجاح وشمروا فسيبويه صاحب النحو واللغة أخطأ في درس فضحك عليه جميع من حضر لكنه لم يأخذ تلك السخرية عقبة له بل أخذها دافعاً له جعله يتصدر علماء اللغة فألف فيها كتبا وصار ما صار تعرفه الأمصار والتأريخ يذكره إلى اليوم أما من ضحك عليه ولم يكن كهمته فلقد نسيهم التأريخ ولم يذكر لهم سوى تلك الضحكة الساخرة
أيها الجيل القادم :
إن الإنسان المنشود في حضارة اليوم هو المهني الكفؤ والعالم المتمكن والناجح الذي لا يوقفه فشل واعلموا أن الجهد البدني كلما ضاعفته زاد إنتاجه كالمسمار كلما طرقته
أكثر كلما صار في الجدار أعمق لكن العقل بخلافه فكلما ضاعفت من جهده انهزم فالتفكير تحت الضغط لا يعمل لكن حبة حبة ودرجة درجة حتى تصلوا إلى القمة فابذلوا ما في وسعكم فالأمة فآباؤكم وأمهاتكم ينتظرون ومعلموكم ينتظرون نتيجة غرسهم فلا تكونوا أرضا عطشى لا يقر فيها الماء فالله الله لا تكونوا حملا ثقيلا على أمتكم وفقني الله وإياكم وجمعني بكم على خير وأنتم في ثياب مجد ونجاح ترفلون
أحبكم يا شباب الحق محتسبا ولن يضيع ربي أجر محتسب
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
*****************
بسم الله الرحمن الرحيم
(الخطبة الثانية )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
فيا أيها الإخوة :..
ما أجمل أن يذكرنا حرصنا المحمود على أوقات أبنائنا بأوقاتنا المهدرة وساعاتنا المضيعة فكل لحظة تمضي لا تعود وكل ساعة تمر لا تؤوب وكما قيل ( يا بن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك) ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول (( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقراً منسيا أو غنى مطغيا , أو أو مرضاً مفسدا , أو هرما مفنِّدا , أو موتاً مجهزا , أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي .
هاهي بيوتنا قد حسبت فيها الأوقات وأبعدت الملهيات وصارت الجهود موجهة إلى من فيها من الطلاب والطالبات ولا غرابة في ذلك كله ولكن الغريب أن يكون كل ذلك بسبب هذه الامتحانات وينسى الآباء أن أبناءهم يمرون بامتحانات كثيرة في حياتهم دون أن يجدوا منهم كلمة صادقة أو نصيحة خالصة إنهم يمرون بامتحان في اختيار أصدقائهم ويمرون بامتحان عنذ بلوغهم ويمرون بامتحان حين تواجههم في حياتهم مشكلة أو موقف طارئ ويمرون بامتحان حين يتأملون واقع أمتهم وأحداث عالمهم فلماذا تقصر التوجيهات أو تركز على الإمتحانات الدراسية وأين الآباء في بقية السنة عن تلك الأشكال المختلفة من الامتحانات .
معشر الإخوة :
فوق هذا كله فإننا نهتم بامتحان دنيوي فيه مجال للتعويض وننسى أو نتناسى أننا نعيش في هذه الحياة في امتحان ما ندري ما يصنع بنا أثناءها أو بعدها ولا متى ينتهي الوقت الذي منح لنا ونتيجته إما إلى الجنة وإما إلى النار وهيهات والله أن ينجح فيه من لا يستحق النجاح ولئن أعقب الامتحانات الدراسية توزيع النتائج والشهادات فإن الإنسان سيقف يوم العرض الأكبر يوم توزع الصحف فمن آخذ كتابه بيمينه ومن آخذ كتابه بشماله فشموروا لذلك اليوم واجتهدوا وبادروا قبل أن ينقطع الصوت وتنتهي المهلة ({وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ..
عباد الله :
كلنا رأينا وسمعنا ما يفعله اليهود في غزة وفي عموم فلسطين فلقد أصبحت ظلاما دامسا كما يقولون وبركة ماء من الصرف الصحي وقتل العديد وشرد آخرين فإنا لله وإنا إليه راجعون وما هذا بجديد على إخوان القردة والخنازير
يا أيها الإخوة
لقد سعى العالم اليهودي والصليبي إلى نسيان المسلمين لهذه القضية المصيرية وغيبت أخبار الصامدين في تلك الأرض المباركة حتى جاءت الأحداث الأخيرة لتلفت نظر العالم أجمع إليها ولتذكر بالظلم البالغ الذي تعيش عليه صباح مساء
لقد جاءت الأحداث لتكشف أن السلام خدعة عالمية كبرى يراد بها سلامة اليهود وراحتهم , وأنه استسلام ذليل ممن لا يملك مثل هذا الحق الكبير والخطير وإلا فأي سلام هذا الذي يقود إلى انتهاك المقدمات ؟ وأي سلام يقود إلى قتل العزل ؟ وتجويع الشعوب وحصارهم وقطع كل مقومات الحياة عنه ؟
لقد كان هذا السلام سلام ذلك وصغار أمام حقائق المجازر بحماية الحليف الأمريكي الذي يبدو شريكاً كاملاً في الإرهاب البشع والنزال القذر فلقد كشرت عن أنيابها منحازة مع القاتل ضد المقتول ومع الجلاد ضد المجلود ومع الباغي ضد الضحية بعد أن اغتر بها ضعاف النفوس ومجدوها برهة من الزمن .
وكل الذي نرجوه أن يتفطن مسلمو فلسطين خاصة والعالم عامة إلى ما يكاد لهم ويدبر وألا يغتروا بالوعود الزائفة الكاذبة وأن يصححوا مفاهيمهم وعقائدهم , وليتحدوا ليكونوا جبهة واحدة يهابون ولا يهابهم إلا الله وحده .
حق علينا أن ننصر إخواننا بالدعاء لهم بالفرج والنصرة لهذا الدين والاستقامة عليه وعدم النيل منهم بالكلام الذي نسمعه من البعض فلا تجمعوا على إخوانكم مصيبتين علينا أن ننظر من حولنا في هذه الابتلاءات ونحمد الله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا عليهم تفضيلا لكن لا بد لنا من شكر لنعمه علينا وعودة صادقة إليه فوالله إن انتشار المعاصي ومجاهرة الناس بها صباحا ومساء وخاصة الصلاة التي أصبح أمر تركها والتهاون بها شيء ملحوظ وقد يكون عاديا عند كثير من الناس إلا ما رحم الله لهو نذير خطر فلا نملك حصانة ضد الغزو والقتل والتشريد وفضائع الأمور ولا الكوارث الطبيعية من الزلازل و البراكين ولا الأعاصير فالله الله في العودة إلى الله والحرص على الثبات على دينه وشكر نعمته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح والتكاتف على البر والتقوى فوالله إنها الذنوب والمعاصي بها نجر على أنفسنا الوبال فشمروا بارك الله فيكم ولنبادر بالعودة الصادقة إليه سبحانه والحذر الحذر من التعرض لسخط الله ولنكن من التوابين المتطهرين ولنحرص على ما ينفعنا
إلهي قد تحاببنا وفيك الحب والعهد فنرجوا فوقنا ظلا حين الحر يشتد
لنا ولأهلنا عفوا ومنك العفو يمتد ومغفرة ومنزلة وجنة خلد ما لها حد
لنا ولأهلنا عفوا ومنك العفو يمتد ومغفرة ومنزلة وجنة خلد ما لها حد
أخوة الإيمان ..
صلوا وسلموا كثيرا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعه إلى يوم الدين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وأبرم لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلنا وذرياتنا وردنا إليك ردا جميلا اللهم خذ بنواصينا للبر والتقوى وزك أنفسنا أنت خير من زكى اللهم أعنا يا معين واجعلنا من أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
اللهم أصلح ولاة أمرنا لمافيه خير لهم ولشعوبهم اللهم وفقهم لتحيكم كتابك وسنة نبيك اللهم وارزقم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى وباسمك الأعظم أن ترحم إخواننا في عمان اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وفرج همهم ويسر أمرهم واكشف كربتهم اللهم انزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء يا رب العالمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
تعليق