لتواضع
التواضع لغة : هو التذلل والتخاشع .
اعلم ايها العبد المتواضع : أن التواضع خلق سني يشمل خيرات كثيرة ؛ فهو خضوع للحق وانقياد له ، وقبوله ممن قال في الرضا والغضب .
وهو خفض الجناح ، ولين الجانب .
وهو أن لا ترى لنفسك قيمة فوق العباد .
وهو أن لا ترى لأحد إلى نفسك حاجة .
أنواع التواضع :
اعلم أخا الإيمان :
إن التواضع على ضربين : احدهما محمود ، والآخر مذموم .
أما التواضع المحمود : فهو تواضع المرء لله وترك التطاول على عباده والازدراء بهم .
أما التواضع المذموم : فهو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه .
ولذلك ؛ فإن العاقل من فارق التواضع المذموم على الأحوال كلها ، ولا يترك التواضع المحمود على الجهات كلها .
امور تعين على التواضع
1- التفكر في أصل الإنسان :
إذا عرف الإنسان نفسه ، علم أنه أذل من كل ذليل ، ويكفيه في أصل وجوده بعد العدم من تراب ، ثم من نطفة خرجت مرج البول ، ثم علقه ، ثم من مضغة ؛ فقد صار شيئاً مذكوراً ، بعد إن كان لا يسمع ولا يبصر ، ولا يغني شيئاً فقد ابتدأ بموته قبل حياته وبضعفه قبل قوته ، وبفقره قبل غناه . قال تعالى :
" من أي شيء خلقه . من نطفة خلقه فقدره " ( عبس 18-19 )
ثم امتن عليه بقوله : " ثم السبيل يسره " ( عبس 20 )
" فجعلناه سميعاً بصيرا " ( الدهر 2)
ولقد أحياه الله بعد موت ، وأحسن تصويره ، وأخرجه إلى الدنيا ؛ فأشبعه و أرواه ، وكساه ، وهداه ، وقواه .
فمن هذا بدايته ، فأي وجه لتكبره وفخره وخيلائه ؟! . قال ابن حبان في ( روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ) ص 61 : " وكيف لا يتواضع من خلق من نطفه مذرة ، و آخر يعود إلى جيفة قذرة ، وهو بينهما يحمل العذرة "
2- معرفة الإنسان قدره : قال تعالى : " ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا " ( الإسراء 37 )
قال العلامة محمد أمين الشنقيطي في أضواء البيان (3/592 ) :
" أي أنت أيها المتكبر المختال : ضعيف حقير عاجز محصور بين جمادين أنت عاجز عن التأثير فيهما ؛ فالأرض التي تحتك لا تقدر أن تؤثر فيها بشدة وطئك عليها ، والجبال الشامخة فوقك لا يبلغ طولك طولها ، فاعرف قدرك ، ولا تتكبر ، ولا تمش في الأرض مرحا " ا.هـ .ولقد أجاد من قال :
ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعاً =فكم تحتـــها قوم هم منـك أرفع
فإن كنـت في عز وخــير ومنعة= فكم مات من قوم هم منك امنع
المصدر : نحو أخلاق السلف / الشيخ سليم بن عيد الهلالي
.
التواضع لغة : هو التذلل والتخاشع .
اعلم ايها العبد المتواضع : أن التواضع خلق سني يشمل خيرات كثيرة ؛ فهو خضوع للحق وانقياد له ، وقبوله ممن قال في الرضا والغضب .
وهو خفض الجناح ، ولين الجانب .
وهو أن لا ترى لنفسك قيمة فوق العباد .
وهو أن لا ترى لأحد إلى نفسك حاجة .
أنواع التواضع :
اعلم أخا الإيمان :
إن التواضع على ضربين : احدهما محمود ، والآخر مذموم .
أما التواضع المحمود : فهو تواضع المرء لله وترك التطاول على عباده والازدراء بهم .
أما التواضع المذموم : فهو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه .
ولذلك ؛ فإن العاقل من فارق التواضع المذموم على الأحوال كلها ، ولا يترك التواضع المحمود على الجهات كلها .
امور تعين على التواضع
1- التفكر في أصل الإنسان :
إذا عرف الإنسان نفسه ، علم أنه أذل من كل ذليل ، ويكفيه في أصل وجوده بعد العدم من تراب ، ثم من نطفة خرجت مرج البول ، ثم علقه ، ثم من مضغة ؛ فقد صار شيئاً مذكوراً ، بعد إن كان لا يسمع ولا يبصر ، ولا يغني شيئاً فقد ابتدأ بموته قبل حياته وبضعفه قبل قوته ، وبفقره قبل غناه . قال تعالى :
" من أي شيء خلقه . من نطفة خلقه فقدره " ( عبس 18-19 )
ثم امتن عليه بقوله : " ثم السبيل يسره " ( عبس 20 )
" فجعلناه سميعاً بصيرا " ( الدهر 2)
ولقد أحياه الله بعد موت ، وأحسن تصويره ، وأخرجه إلى الدنيا ؛ فأشبعه و أرواه ، وكساه ، وهداه ، وقواه .
فمن هذا بدايته ، فأي وجه لتكبره وفخره وخيلائه ؟! . قال ابن حبان في ( روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ) ص 61 : " وكيف لا يتواضع من خلق من نطفه مذرة ، و آخر يعود إلى جيفة قذرة ، وهو بينهما يحمل العذرة "
2- معرفة الإنسان قدره : قال تعالى : " ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا " ( الإسراء 37 )
قال العلامة محمد أمين الشنقيطي في أضواء البيان (3/592 ) :
" أي أنت أيها المتكبر المختال : ضعيف حقير عاجز محصور بين جمادين أنت عاجز عن التأثير فيهما ؛ فالأرض التي تحتك لا تقدر أن تؤثر فيها بشدة وطئك عليها ، والجبال الشامخة فوقك لا يبلغ طولك طولها ، فاعرف قدرك ، ولا تتكبر ، ولا تمش في الأرض مرحا " ا.هـ .ولقد أجاد من قال :
ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعاً =فكم تحتـــها قوم هم منـك أرفع
فإن كنـت في عز وخــير ومنعة= فكم مات من قوم هم منك امنع
المصدر : نحو أخلاق السلف / الشيخ سليم بن عيد الهلالي
.
تعليق