{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48

الإخوة الكرام:

أرى من خلال طيات الحروف أن هناك إقرارا بأن الظلم وقع عليكم من خلال ارتفاع الأسعار

فهل السبب الوحيد هو وزير التجارة وحده ؟!
هل هناك رابطا شرعيا في هذا المستوى الذي وصلنا إليه ؟! ولا نزال بخير
هل تعرفون قصة سبأ والقرون الغابرة ؟!
هل ما يحدث حولنا من أحداث تشيب منها الولدان سببها وزراء التجارة والصناعة ووو ؟!
ثم سؤال عقلي :
هل من العقل في شيء أن نظلم أنفسنا مرتين واحدة بالمعاصي والثانية بالشرك ؟!

{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11

يا أيها الناس :
رزقكم في السماء وما توعدون ولن يضركم أحد ما لم يكتب الله عليكم ولن ينفعكم أحد ما لم يكتب الله لكم فالله الله في التوبة قبل أن تغرق السفينة بنا واعلموا أن جهاد النفس طويل وشاق محفوف بالمكاره والصعاب فعليكم بالسير إلى الله سبحانه وتعالى في ركاب التائبين فرارا منه إليه سبحانه حتى نحط أرجلنا في جنات النعيم قفوا بالباب خاضعين متذللين ارفعوا الأيادي منكسرين منيبين داعين إياه راجين تائبين والحذر الحذر من التسويف والتمادي والتأجيل فإن الخطر كل الخطر في التسويف والتساهل والإستهانة بالمعاصي والذنوب فإن ذلك من أقوى الأسباب الداعية للاستمرار في الذنوب والمعاصي والرضا عنها واعلموا بارك الله فيكم أن من علامات التئب الصادق إسبال دمعته لله وحب الخلوة في عبادته ومحاسبة النفس عند كل همة وهفوه وليكن لسان حالك


وابشروا بالغفران والرزق والنعيم والراحة فالله وعد ووعد الله حق وقوله حق إذ قال {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 كن مع الله ووالله لن يتركك الله التوبة التوبة والاستغفار فمن أكثر طرق الباب يوشك أن يفتح له


إخوة الدين والعقيدة :
إن عبر الليالي جمة وتصرفات الدهر ذات كثرة وما أنفاس المرء إلا خطاه إلى أجله وإذا جاء الأجل ضاعت الحيل ومن لم يتخذ الليالي مطايا إلى العمل اتخذته الليالي مطايا إلى الأجل

يغر الفتى مر الليالي سليمة وهن به عما قليل عواثر

فكل يوم تعيشه فرصة واغتنام الفرصة نعمة وإضاعتها غصة ’ ولا تكتفوا بعمل ساعة أو تستكثروا طاعة وعبادة فإن الحزم والعقل يقضي المداومة والمسافر يبلغ سريعا متى جد في المسير وقد قيل ( اتخذ الليل جملا ) ومن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل فكفوا ألسنتكم عن سب من لا يقدم ولا يؤخر وليس معنى هذا أنني أدعوكم إلى الاستسلام لا لكن العبادة مقرونة بالدعاء والعمل هنا فقط تدبروا في قوله تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا }