بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ,
انقل لكم هذا الموضوع من مذكرات ( طالبة طب ) اتمنى ان ينال القبول لديكم .
.................
الرحمة.. !!! يا أطباااء المستقبل ..
رسالتي اليوم موجهة إلى كل طبيب مبتدئ ، كل طالب طب ، وطالبة ..
إليكم زملائي وزميلاتي ..
إلى كل من أراد أن يحمل على عاتقه شرف هذه المهنة ..
إلى كل من وقف ومن سيقف على منبر التخرج يؤدي القسم متعهدًا بأن يخاف اللّه في أرواح عباده ، في أجسادهم ، في صحتهم ..
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته )
قبل يومين من الآن ، ذهبت والدتي حفظها اللّه إلى أحد المستشفيات لتتلقى علاجها الشهري ، هذا المستشفى الذي لامست أقدامها الطاهرة كل شبرٍ من أرضه ، فحفظ وطأتها بقدر ما حفظت أركانه ، فكيف يجهلها مديروا نظامه !!
إليكم المعاناة .. إليكم ما يؤخذ علينا ..
توجهت إلى الطوارئ كعادتها ، وكعادة طبيعة علاجها ، ولكن " لأن النظام لا يجري كما هو مرتب له" طلبوا منها بأن تتجه إلى القسم الفلاني لتتلقى العلاج اللازم من هناك " بالرغم من أنها كانت على مدى سنتين تتلقى نفس العلاج ، بنفس المجريات "..
ذهبت إلى القسم وهي منهكة القوى ، تعِبة ، لا تستطيع المشي لمسافاتٍ طويلة ، لتقف طويلاً تنتظر عامل الإستقبال من أن ينهي مكالمته " الخاصة " ويتفرغ بعدها لخدمة المرضى .." أية خدمة !! يا للمهزلة "..
وصلت للقسم المراد، لِتُصدم أنها وبعد تكبّد هذا العناء يُطلَب منها أن ترجع إلى الطوارئ بحجة أنهم ليسوا الجهة المسؤولة عن علاجها !! " رمي المسؤوليات على عاتق الآخر " ..
هذه الإنسانة المريضة " بعداً عن علاقات الصلة التي تربطنا "
هذه التي تحتاج للمساعدة ، والذي أسس المستشفى لها ، ولكل من يحتاج مثلها ،،
أصبحت كرة يترامى بها أقسام المكان الذي من المفترض أن يكون محل الراحة لها !!
وضعت الورقة أمامهم ، وصرحت بعدم مقدرتها على التنقل لمرضها الشديد..
سخر اللّه لها طبيبة مقيمة " لم تثبت أقدامها تماماً وتتعود على المرضى لتُنتَزع منها ليس الرحمة فقط، وإنما تُنتَفى الإنسانية منها ، كما يُقال " ، وضعتها على السرير ، وطلبت منها أن تنتظر ريثما تستفسر الممرضة من الطوارئ ..
انتظرت والدتي ، وانتظرت ، وانتظرت ، إلى أن ملّها الانتظار قبل أن تمله ! ، لتكتشف أن لا شي يحدث لأجل علاجها ، بل أصبحت مجرد موضع اختبار لأيدي الطلاب! ، إلى أن طفح الكيل ، وبعد قرابة ال6 ساعات ، تخيلوا !!! ال6 ساعات في محاولات من والدتي ذهبت أدراج الرياح ، أتت طبيبة مقيمة أخرى تتصفح وتفتش عن ملفها لتحاول المساعدة ، إلى أن تُقرّر لوالدتي أخْذ العلاج " العلاج الروتيني استلزم 6 ساعات ليتقرر" ، تنفســـنا الصعـداء بعد أن كانت والدتي على شفا حفرة من الإنهيار لولا وجود والدي حولها ، ولولا مرضها المزمن الأليم واحتياجها لهذا الدواء ، الحاجة التي ألزمتها الصبر طيلة هذه الساعات ..
نزلت الممرضة لتُحضّر الدواء في الصيدلية ، تحضير الدواء الذي استمر قرابة الســاعتين !!!
لتعود متجهّمة الوجه "ملاك الرحمة .. ممتعض الوجه !!! " تضع المحلول في الإبرة التي تابعت مجريات الأحداث مع والدتي ، والتي كانت الصديق الوفي .. والعدو اللدود لكف والدتي ،،
صديقتها الوفية التي لم تفارقها منذ دخولها للقسم ، ولازمتها طيلة هذه الساعات الكئيبة،
وعدوتها اللدودة التي أعاقت حركة يدها ، وكانت "الشكل الإعلامي" لتلقي والدتي العلاج ..
وضعت المحلول ، وأقدمت على قياس الضغط مستخدمة الجهاز الآلي للضغط ، والذي كان أرفـق بوالدتي منها ، وأبى ألاّ يقيس ضغطها لعدم دقة اللف ، مع إيماني بأن هذه رحمة إلهية ، فقد اسودت يد والدتي من جراء الضغط الزائد عليها ، إذ لا يمكن استخدام الجهاز الآلي لمن هم في مثل حالة والدتي ، حالة التورم الواضح على يدها ، كانت تصرخ بأن يدها ستنفجر ، وكان لونها " الأسود" وليس الأزرق, الدليل على كلامها ..
حين أبلغنا الممرضة بذلك ، سحبت الجهاز ، وأخلت مسؤوليتها عن أي عارض يطرأ لها ، "أعتقد أن إخلاء المسؤولية هو الشيء الوحيد الذي يتقنه جميع أعضاء المستشفى " ، ليضيق والدي ذرعاً بكل هذا الاستهتار ، ويحملها مسؤولية ما قد يحدث لوالدتي ، لنفاجئ برد الممرضة الغير مهذب ! وصراخها على والدي ، ووالدتي المريضة !! " يا للعار !!! " ..
بعد قرابة النصف ساعة ، ذهب والدي ليطلب المساعدة من رئيسة الممرضات والتي كانت بغاية اللطف المنشود والمفروض من الممرضات تجاه المرضى ،
اعترفت بأن الضغط اليدوي هو اللازم لوالدتي ، اطمأنت على الضغط ومضت ..
تلقت والدتي العلاج اللازم ، وغادرت المستشفى محملة بمآسي من كان حولها من المرضى والمرافقين ، وما يعانونه من سوء التعامل ، سوء النظافة ، وسوء كل شيء ..
غادرت بعد أن أخذت "شفت " كامل في المستشفى ، من الساعة التاسعة صباحاً ، وحتى الساعة العاشرة مساءً !!! ، استغرقت مدة العلاج قرابة ال3 ساعات والنصف ، ومدة الألم النفسي والجسدي ما تبقى من الساعات ..
من المســـــــــــــــؤول ؟؟!!..
و أيــــــن هـو ؟؟!!..
كيف أصبح المستشفى مصدر الإزعاج و المرض ، عوضاً عن الراحة و الاهتمام ؟!!
وكيف أمسى مكاناً مهمّشاً يفتقر إلى أبسط أنواع النظافة في دورات المياة ، عوضاً عن التعقيمات الضرورية لمكان يزخم بالمرضى ؟!! ..
أنا لســـــت الـرقــــيب و الحســــــــــيب !!
أنا مجرد فتاة عز على نفسها منظر والدتها أعز وأحب البشر إلى قلبها ، وهي تهمّش في أشد حاجتها للعناية والإهتمام ..
شعرت بالأســـــــــــــى و العـــــــــــار !!
قتلتني نظراتها التي استشفيت من خلالها ترجّيها لي بأن لا أصبح هذا الإنسان المتحجّر ، منزوع الرحمة ، الذي تعودت أذناه على أنين المرضى حتى أصبح لا يهتز منه ، من شكواه ، ومن نظرات صاحبه الذي أهرمته أثقال مرضه ..
نظرات والدتي التي تقول لي : أنا ربيت انسانة ، نميت فيها الرحمة التي وضعها اللّه في قلوب عباده ، علمتها، وشجعتها لتسخر حياتها في سبيل إراحة غيرها ، لا تنثري أتعابي هباءً في سبيل الجشع ، المكانة المرموقة ، اللامبالاة ، و" عدم المسؤولية " ..
كــــتبت رســــــــالتي إليكم زملائي وزميلاتي ..
إلــــى نفـــــــــــــسي ..
لنكن ما يجــــب أن نكــــونه :
أطـــــــــباء .. بما تتضمنه هذه المهنة من معانٍ جميلة وجليلة ..
من أقـسم أن يهب حياته في سبيل الآخر .. ليلــتزم بوعده !!..
لنصنع ثورة التغيير بأيدينا !! ، نحن أطبــاء المستقبل ..
لنبدأ بمحاسبة أنفسنا ، ومراعاة الخالق في خلقه ..
مشــوار الألف ميـــل يبدأ بخطوة .. لتكن أنت أخي الطبيب من يبدأ هذه الخطوة ،، و لتكوني أنت أختي الطبيبة من يكمل مشواره ..
لنسـتمع أولاً لأصوات ضمائرنا ..
لنتبع أخلاقيات مهنتنا الشريفة ، والتي أصبحت مجرد حبر على ورق ، نحفظها لنؤدي الإمتحان ، من ثم نرمي قيمها بأوراقها ! ..
لا أنسى ذكر " الفامكو " ..طب الأسرة والمجتمع .. ، والذي لا أنفك أسمع سوى الشكوى منه ، من منهجه الطويل ، ومن تراص جمله المنمقة والتي لا تمت للواقع بصلة ..
لماذا لا نكـون نحن هذه الصـــــلة ؟؟!
لماذا لا نحـــــــوله لــــواقع ؟؟!
كل دولة وحضارة تستمد قوتها وازدهارها بكثرة و جوْدة مفكريها ، مثقـفيها ، علمائها ، اطبائها ..وغيرهم..
"بكثرتهم و جوْدتهم ، وليس مجرد الكثرة "..
نحن الشريحة التي ينظر لها في كل مجتمع ..
سأترك لكم تقييم شريحة الأطبـــاء في مجتمعنا !!!..
فلنبدأ يداً واحـــدة في سبيل مستقبلٍ أفـضل ..
ولا نقف مكتوفي الأيدي بحجة ألاّّ أحد يستمع لنـــدائنا وشكوانـــا!!
النجاح دائماً يسبقه الفشل ، والعقبات ،
لنؤثـــــر على من نستطيع ممن حولنا ..
فسيأتي اليوم الذي نستطيع تثبيت أقدامنا على الأسس الصحيحة التي طالما حلمنا بها..
(( إن اللّه لا يغير ما بقوم ٍ حـتى يغــــــيروا ما بأنفسهم ))
في النهاية .. أقول لكم ما يقوله لسان حـــال كل مريــض :
... الرحــــــمة !! ..
ولكن سأقولها اليوم ، أنـــا كزميــلة لكم ، بصياغةٍ أخــرى :
الـــــــرحــــمة ... يا أطــــــــــــباء المستقــبل !!!!!!!! ...
السلام عليكم ,
انقل لكم هذا الموضوع من مذكرات ( طالبة طب ) اتمنى ان ينال القبول لديكم .
.................
الرحمة.. !!! يا أطباااء المستقبل ..
رسالتي اليوم موجهة إلى كل طبيب مبتدئ ، كل طالب طب ، وطالبة ..
إليكم زملائي وزميلاتي ..
إلى كل من أراد أن يحمل على عاتقه شرف هذه المهنة ..
إلى كل من وقف ومن سيقف على منبر التخرج يؤدي القسم متعهدًا بأن يخاف اللّه في أرواح عباده ، في أجسادهم ، في صحتهم ..
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته )
قبل يومين من الآن ، ذهبت والدتي حفظها اللّه إلى أحد المستشفيات لتتلقى علاجها الشهري ، هذا المستشفى الذي لامست أقدامها الطاهرة كل شبرٍ من أرضه ، فحفظ وطأتها بقدر ما حفظت أركانه ، فكيف يجهلها مديروا نظامه !!
إليكم المعاناة .. إليكم ما يؤخذ علينا ..
توجهت إلى الطوارئ كعادتها ، وكعادة طبيعة علاجها ، ولكن " لأن النظام لا يجري كما هو مرتب له" طلبوا منها بأن تتجه إلى القسم الفلاني لتتلقى العلاج اللازم من هناك " بالرغم من أنها كانت على مدى سنتين تتلقى نفس العلاج ، بنفس المجريات "..
ذهبت إلى القسم وهي منهكة القوى ، تعِبة ، لا تستطيع المشي لمسافاتٍ طويلة ، لتقف طويلاً تنتظر عامل الإستقبال من أن ينهي مكالمته " الخاصة " ويتفرغ بعدها لخدمة المرضى .." أية خدمة !! يا للمهزلة "..
وصلت للقسم المراد، لِتُصدم أنها وبعد تكبّد هذا العناء يُطلَب منها أن ترجع إلى الطوارئ بحجة أنهم ليسوا الجهة المسؤولة عن علاجها !! " رمي المسؤوليات على عاتق الآخر " ..
هذه الإنسانة المريضة " بعداً عن علاقات الصلة التي تربطنا "
هذه التي تحتاج للمساعدة ، والذي أسس المستشفى لها ، ولكل من يحتاج مثلها ،،
أصبحت كرة يترامى بها أقسام المكان الذي من المفترض أن يكون محل الراحة لها !!
وضعت الورقة أمامهم ، وصرحت بعدم مقدرتها على التنقل لمرضها الشديد..
سخر اللّه لها طبيبة مقيمة " لم تثبت أقدامها تماماً وتتعود على المرضى لتُنتَزع منها ليس الرحمة فقط، وإنما تُنتَفى الإنسانية منها ، كما يُقال " ، وضعتها على السرير ، وطلبت منها أن تنتظر ريثما تستفسر الممرضة من الطوارئ ..
انتظرت والدتي ، وانتظرت ، وانتظرت ، إلى أن ملّها الانتظار قبل أن تمله ! ، لتكتشف أن لا شي يحدث لأجل علاجها ، بل أصبحت مجرد موضع اختبار لأيدي الطلاب! ، إلى أن طفح الكيل ، وبعد قرابة ال6 ساعات ، تخيلوا !!! ال6 ساعات في محاولات من والدتي ذهبت أدراج الرياح ، أتت طبيبة مقيمة أخرى تتصفح وتفتش عن ملفها لتحاول المساعدة ، إلى أن تُقرّر لوالدتي أخْذ العلاج " العلاج الروتيني استلزم 6 ساعات ليتقرر" ، تنفســـنا الصعـداء بعد أن كانت والدتي على شفا حفرة من الإنهيار لولا وجود والدي حولها ، ولولا مرضها المزمن الأليم واحتياجها لهذا الدواء ، الحاجة التي ألزمتها الصبر طيلة هذه الساعات ..
نزلت الممرضة لتُحضّر الدواء في الصيدلية ، تحضير الدواء الذي استمر قرابة الســاعتين !!!
لتعود متجهّمة الوجه "ملاك الرحمة .. ممتعض الوجه !!! " تضع المحلول في الإبرة التي تابعت مجريات الأحداث مع والدتي ، والتي كانت الصديق الوفي .. والعدو اللدود لكف والدتي ،،
صديقتها الوفية التي لم تفارقها منذ دخولها للقسم ، ولازمتها طيلة هذه الساعات الكئيبة،
وعدوتها اللدودة التي أعاقت حركة يدها ، وكانت "الشكل الإعلامي" لتلقي والدتي العلاج ..
وضعت المحلول ، وأقدمت على قياس الضغط مستخدمة الجهاز الآلي للضغط ، والذي كان أرفـق بوالدتي منها ، وأبى ألاّ يقيس ضغطها لعدم دقة اللف ، مع إيماني بأن هذه رحمة إلهية ، فقد اسودت يد والدتي من جراء الضغط الزائد عليها ، إذ لا يمكن استخدام الجهاز الآلي لمن هم في مثل حالة والدتي ، حالة التورم الواضح على يدها ، كانت تصرخ بأن يدها ستنفجر ، وكان لونها " الأسود" وليس الأزرق, الدليل على كلامها ..
حين أبلغنا الممرضة بذلك ، سحبت الجهاز ، وأخلت مسؤوليتها عن أي عارض يطرأ لها ، "أعتقد أن إخلاء المسؤولية هو الشيء الوحيد الذي يتقنه جميع أعضاء المستشفى " ، ليضيق والدي ذرعاً بكل هذا الاستهتار ، ويحملها مسؤولية ما قد يحدث لوالدتي ، لنفاجئ برد الممرضة الغير مهذب ! وصراخها على والدي ، ووالدتي المريضة !! " يا للعار !!! " ..
بعد قرابة النصف ساعة ، ذهب والدي ليطلب المساعدة من رئيسة الممرضات والتي كانت بغاية اللطف المنشود والمفروض من الممرضات تجاه المرضى ،
اعترفت بأن الضغط اليدوي هو اللازم لوالدتي ، اطمأنت على الضغط ومضت ..
تلقت والدتي العلاج اللازم ، وغادرت المستشفى محملة بمآسي من كان حولها من المرضى والمرافقين ، وما يعانونه من سوء التعامل ، سوء النظافة ، وسوء كل شيء ..
غادرت بعد أن أخذت "شفت " كامل في المستشفى ، من الساعة التاسعة صباحاً ، وحتى الساعة العاشرة مساءً !!! ، استغرقت مدة العلاج قرابة ال3 ساعات والنصف ، ومدة الألم النفسي والجسدي ما تبقى من الساعات ..
من المســـــــــــــــؤول ؟؟!!..
و أيــــــن هـو ؟؟!!..
كيف أصبح المستشفى مصدر الإزعاج و المرض ، عوضاً عن الراحة و الاهتمام ؟!!
وكيف أمسى مكاناً مهمّشاً يفتقر إلى أبسط أنواع النظافة في دورات المياة ، عوضاً عن التعقيمات الضرورية لمكان يزخم بالمرضى ؟!! ..
أنا لســـــت الـرقــــيب و الحســــــــــيب !!
أنا مجرد فتاة عز على نفسها منظر والدتها أعز وأحب البشر إلى قلبها ، وهي تهمّش في أشد حاجتها للعناية والإهتمام ..
شعرت بالأســـــــــــــى و العـــــــــــار !!
قتلتني نظراتها التي استشفيت من خلالها ترجّيها لي بأن لا أصبح هذا الإنسان المتحجّر ، منزوع الرحمة ، الذي تعودت أذناه على أنين المرضى حتى أصبح لا يهتز منه ، من شكواه ، ومن نظرات صاحبه الذي أهرمته أثقال مرضه ..
نظرات والدتي التي تقول لي : أنا ربيت انسانة ، نميت فيها الرحمة التي وضعها اللّه في قلوب عباده ، علمتها، وشجعتها لتسخر حياتها في سبيل إراحة غيرها ، لا تنثري أتعابي هباءً في سبيل الجشع ، المكانة المرموقة ، اللامبالاة ، و" عدم المسؤولية " ..
كــــتبت رســــــــالتي إليكم زملائي وزميلاتي ..
إلــــى نفـــــــــــــسي ..
لنكن ما يجــــب أن نكــــونه :
أطـــــــــباء .. بما تتضمنه هذه المهنة من معانٍ جميلة وجليلة ..
من أقـسم أن يهب حياته في سبيل الآخر .. ليلــتزم بوعده !!..
لنصنع ثورة التغيير بأيدينا !! ، نحن أطبــاء المستقبل ..
لنبدأ بمحاسبة أنفسنا ، ومراعاة الخالق في خلقه ..
مشــوار الألف ميـــل يبدأ بخطوة .. لتكن أنت أخي الطبيب من يبدأ هذه الخطوة ،، و لتكوني أنت أختي الطبيبة من يكمل مشواره ..
لنسـتمع أولاً لأصوات ضمائرنا ..
لنتبع أخلاقيات مهنتنا الشريفة ، والتي أصبحت مجرد حبر على ورق ، نحفظها لنؤدي الإمتحان ، من ثم نرمي قيمها بأوراقها ! ..
لا أنسى ذكر " الفامكو " ..طب الأسرة والمجتمع .. ، والذي لا أنفك أسمع سوى الشكوى منه ، من منهجه الطويل ، ومن تراص جمله المنمقة والتي لا تمت للواقع بصلة ..
لماذا لا نكـون نحن هذه الصـــــلة ؟؟!
لماذا لا نحـــــــوله لــــواقع ؟؟!
كل دولة وحضارة تستمد قوتها وازدهارها بكثرة و جوْدة مفكريها ، مثقـفيها ، علمائها ، اطبائها ..وغيرهم..
"بكثرتهم و جوْدتهم ، وليس مجرد الكثرة "..
نحن الشريحة التي ينظر لها في كل مجتمع ..
سأترك لكم تقييم شريحة الأطبـــاء في مجتمعنا !!!..
فلنبدأ يداً واحـــدة في سبيل مستقبلٍ أفـضل ..
ولا نقف مكتوفي الأيدي بحجة ألاّّ أحد يستمع لنـــدائنا وشكوانـــا!!
النجاح دائماً يسبقه الفشل ، والعقبات ،
لنؤثـــــر على من نستطيع ممن حولنا ..
فسيأتي اليوم الذي نستطيع تثبيت أقدامنا على الأسس الصحيحة التي طالما حلمنا بها..
(( إن اللّه لا يغير ما بقوم ٍ حـتى يغــــــيروا ما بأنفسهم ))
في النهاية .. أقول لكم ما يقوله لسان حـــال كل مريــض :
... الرحــــــمة !! ..
ولكن سأقولها اليوم ، أنـــا كزميــلة لكم ، بصياغةٍ أخــرى :
الـــــــرحــــمة ... يا أطــــــــــــباء المستقــبل !!!!!!!! ...
تعليق