Unconfigured Ad Widget

Collapse

ملأ , وشغل , وصور.

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو المهند
    عضو مشارك
    • Jan 2008
    • 157

    ملأ , وشغل , وصور.

    دخلت حديقة حيوان مع صاحبي , فقال لي : أنظر إلى الأسد في براثنه .
    ردتت عليه قلت : بل في أسره.
    رأيته ممدداً , غير مبال بمن حوله , ثم سرح بي الخيال مع أبيات شاعري ( المفضل )

    يطأ الثرى مترفقاً من تيهه **** فكأنه آس يجس عليلا

    هذا الأسد الذي اقترنت الشجاعة به , كبل وسجن وصار أكله يأتي إليه جاهزاً دون بذل أدنى جهد في الحصول عليه , ولعمرك ماهذه هي حياة الأسد , والذي تعود أن يأكل بشجاعته , ومن عمل يده دون مشاركة أو منة من أحد .
    ما أفقت من حلمي إلا بصوت صاحبي والذي قال : تعال لنرى (النمر ).
    لكنني قلت له : دعنا نخرج فالصورة التي لدي عن الحيوانات قد تخدش بفعل بني البشر فيها .
    فلا زئير الأسد سمعت , ولا شموخه رأيت .
    كل شيء خرج عن أصالته ياعزيزي.
    وما أن سرنا في اتجاه بوابة الخروج , إذا بصاحبي يقول : قف.
    - أتحفظ شعراً في القرد؟
    - لا أحفظ إلا بيت المتنبي , عندما جعله يقهقه .
    - أتسمع هذه القهقه ؟
    - نعم أسمعها , ما أبشعها !
    -هذه قهقة القرد , أنظر إليه إنه هناك , يقهقه بعدما استشاط به الغضب من الزوار .
    - ما أروع المتنبي في استلهام الصور المشرقة في ( المد ح )! , وما أروعه في استحضار صور الذم والهجاء حين قال في هجاء أحدهم:

    وإذا أشار محدثاً فكأنه**** قرد يقهقه أو عجوز تلطم

    سمعت هذا البيت منذ أزل , وحفظته عن ظهر قلب حيث كنت ولازلت من المغرمين بشعر هذا النابغة ( المتنبي).
    تخيلت القرد وهو يقهقه , لكنني ما تخيلت أسنانه , وقبح منظره .
    ظننتها مبالغة من شاعرنا , وما صدقتها إلا حين رأيت ( القرد ) يقهقه بأم عيني.
    ولكم أن تتخيلوا ( قرداً يقهقه ).
    احترامي للمتنبي , وشعره .
    أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول

    لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
  • السوادي
    إداري
    • Feb 2003
    • 2219

    #2

    مالئ الدنيا ، وشاغل الناس ، لله ما أروعه ، رسم وصور بـ ( المفردة ) البليغة والكلمة المحلقة ، قبل أن يعرف العالم كاميرا ( الديجتل ) ..!
    لن يتكرر ، لن يتكرر ..!

    صورة من صور أبي الطيب التي أدهشتني وأدهشت كل من يتذوق الشعر :

    وقفت وما في الموت شكٌّ لواقفٍ *** كأنك في جفن الردى وهو نائم
    تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً *** ووجهك وضاحٌ وثغرك باسمُ

    رحمك الله يا أبا الطيب فالشعر من بعدك أمسكت سماؤه ، وأجدبت أرضه ..
    أخي أبا المهند :
    بارك الله في مشوارك ذاك ، الذي جعلك تستحضر لنا روائع أبي الحسين ..!
    حقـًا ، لا شعر يأسرني كشعره ..
    شكرًا لك ..
    السوادي

    تعليق

    Working...