وقف ابني أمامي و( فلقني ) بسؤالٍ نصه :
لماذا يا أبي لم يجعل الله الناس جميعهم أغنياء ..؟!
أمن العدل أن يمنح هؤلاء ويمنع هؤلاء ..؟!
فأجبته بعد تلعثمٍ ، مخافةَ أن تكون إجابتي له زيادةً في حيرته :
يابني:
لو كانوا كلهم أغنياء ، هل ستستقيم الحياة - في ظنك- وتسيرعلى خير ما يرام ؟!
يا هاني :
الله جل شأنه وزع الأرزاق ، فأعطى من شاء دون حساب ، وحرم من شاء بحكمة إلهية يعلمها ..
جعل موطئ قدم الغني على حافةٍ لا يستطيع الثبات فوقها ، إن مال إلى اليمين فإلى جنةٍ عرضها السموات والأرض ، وإن مال إلى الشمال فإلى جهنم وبئس المصير ، فغناه لا يخرج عن أمرين إما خيرٌ وإما شرٌ والعياذ بالله ..
خلق الغنى وجعل معه الكرم والبذل والعطاء ، وخلق الفقر وجعل معه ( الصبر ) ..!
لو بذل الغني وأعطى وتكرَّم ، وصبر الفقير واحتسب ؛ لرأينا الحياة تسير بنظامٍ ثابتٍ متقنٍ ..
لكن المعضلة ، أن الغني بخل وضن ، وحرم الفقراء من حقهم ، والفقير تضجّر وكفر ، فحسد الأغنياء وسخط عليهم فاختل النظام الذي أراده الله ..!
الله عادلٌ يا بني ، لا يظلم فالظالمون هم بنو الإنسان ..!
بني ، لن أسألك عن سبب حيرتك ، فقد (فلقتني) بسؤالك ، وأخاف أن (تفجعني) بإجابتك ..!
ليتني أعلم يا هاني ، هل أزلت حيرتك أم زدتها ، ليتني ..!
السوادي
تعليق