بسم الله الرحمن الرحيم

وانا اتصفح أحد المواقع التي تهتم بموروث زهران بكل حالاته وبشتى مجالاته ، استوقفني

عرض رائع للكاتب / ابو نضال الدوسي .. وأحببت ان انقله لكم .. اترككم مع الموضوع :

عندما يحتفل التاريخ بمن حوله من الأبطال ليهدي لهم سطور ذهبيه يضعها في مدونته وأسفاره فأنه أحياناّ يترك منهم أبطالاّ عظماء لعلمه أنهم هم التاريخ .

قرأت في كتب تاريخ شتى واستقرت بي الملاحظة على قرى معدن الذهب بالقطاع التهامي وتحديداّ في عشم والتي تبعد عن القنفذه 65كم . وعن المظيلف 20كم وعن وادي ناوان 6أكيال وقد ذكرت المصادر التاريخية أهميتها وجودة معدن الذهب فيها وقتها كتب الحموي والهمداني والمؤلفات اليونانية وكذلك المؤلف موريتس وكانت تسمى مثل هذه التجمعات السكنية حول محاور صناعية أو زراعية مخلافاّ فسمي مخلاف اليمن والمخلاف السليماني ومخلاف عشم وغير ذلك ولكن ماذا يهمنا من هذا كله في تاريخ زهران ؟

لقد قرأت بحثاّ لأحد الاساتذة وبه شروحات وافية عن أثار لأمراء من زهران حكموا في تلك الحقبة هذه الامارة مع أمراء من مكة وأوضح ذلك شواهد قبورهم وأثارهم والحق يقال أن الاستاذ الباحث الشيخ حسن الفقيه له الفضل بعد الله في التعريف والحفاظ على جزء مهم من تاريخ زهران وتعريفنا بأجدادنا السلاطين فله منا جزيل الشكر وهو جميل طوق به اعناقنا....

لذا قررت القيام بزيارة ميدانية للوقوف على تلك المواقع الأثرية والتي يرقد فيها أجدادنا الزهارين .

أنطلقت في صباح يوم جميل متجهاّ نحو عشم وفي حدود وادي الأحسبة الجنوبية لمحت أشجار السدر الكثيفة وبها بعض المزارع فركنت سيارتي وأتجهت نحوها عندها خرج المزارع العم عوض يحمل معولاّ ويتمنطق بجنبيته الشهيره

أستقبلني بكل ترحاب وشرحت له الموضوع فأبدى استعداده بالذهاب إلى الموقع الأول عشم كونه يعرف المنطقة شبراّ شبراّ انطلقنا أنا ودليلي باتجاه الغرب تاركين الأحسبة وناوان خلفنا ثم انعطفنا إلى الشمال الشرقي حيث طلبت منه إخباري عن أمكانية استئجار سيارة ذات دفع رباعي حيث الخط الصحراوي والذي سيكون ساحة عرض جميله لسيارتي الأثرية المتهالكة ولكنه أصر على المضي قدماّ حيث استعملنا طرق عديدة ومتفرقة استطاعت سيارتنا تجاوزها باقتدار وما أن تجاوزنا منطقة زبيد الأثرية وهي من ديار حرب حتى أشار إلى التلال البعيدة ناحية الشرق بمحاذاة وادي الثعبان , المهم أننا وصلنا إلى القرية والتي كانت تحتضن التلال وكانت الأثار الموضحة لمعالم القرية ليست واضحة تماماّ وبجانبها مقبرة أميرية مسيجة دونت ما أردت تدوينه ثم عدنا أنا والعم عوض وما أن وصلنا إلى الخط المسفلت حتى طلب مني إيصاله إلى قرية قريبة هناك حيث الأصدقاء والذي يرغب في زيارتهم بعد عروض قوية ورجاء بقبول دعوته على الغداء أو العشاء فأفهمته وجهتي وقبل عذري فأوصلته واتجهت غرباّ إلى ساحل البحر الأحمر وبالتحديد إلى مدينة القنفذة لمقابلة الباحث الشيخ حسن للسلام عليه ورد بعض الدين وفعلاّ وصلت إلى منزل الشيخ وال1ي استقبلني بكل حفاوة وكرم ضيافة ومكثنا حوالي 3ساعات نناقش نقاط كثيرة وخاصة في الجانب الزهراني والذي يقع في قرى الاحسبة الشمالية والجنوبية وقرية النصايب وقد استفدت كثيراّ من هذا اللقاء ومن النقاش الذي دار إصراري على تسمية الحقبة الزمنية وجغرافيتها مملكة أو أمارة عوضاّ عن مخلاف أو قرية فوافقني على أن تكون أمارة حيث الشواهد والامتداد الجغرافي ومعادن الذهب الممتدة على طول مساحة هذه المنطقة يؤهلها أن تكون إمارة أو مملكة حيث التجمع الصناعي وأيضا شواهد الحياة الزراعية والأودية الضخمة والتي تجاوزت 30وادياّ أثنين منها رئيسية والبقية روافد لها غير شواهد القبور والتي تحمل أسم أمير وسلطان وأشارت كتب التاريخ من عرب وعجم على أهمية المنطقة ,ومرة الساعات وكأنها ثواني مع الشيخ العلامة والذي وعدته بالزيارات المتكررة والاتصال الدائم أنشاء الله .

ودعته متجهاّ ألاماكن التي بها أجدادنا حيث كانوا يسكنون بعشم مع أخوتهم كنانه المكاويين لأنهم شركاء في الأرض وأوردتها لأنها جزء من الإمارة التي ستكتمل صورتها لاحقاّ .

عدت أدراجي متوجهاّ إلى وادي الاحسبة الجنوبية والذي يبعد عن مدينة المخواة ب15كم وقصدت المدينة الأثرية التي ترقد على تلال وادي الاحسبة وروافده شمالاّ وهنا التقيت العم أبن منسي قبل وصولي لها فأصر أن يوصلني هو وأبنائه حيث أريد ولكن قبل أن ندخل في تفاصيل المدينة دعونا نتعرف على السلاطين الذين حكموا الإمارة الذهبية جنباّ إلى جنب مع أخوتهم من مكة أو بالتناوب علماّ بأن المعدن موجود بها قبل الميلاد بـ500 سنه وظهرت تواريخه العربية من بعد القرن الأول الهجري من رجال الازد وأمراء زهران وهم من دوس من قبائل بني سليم .

ما المجد ما التاريخ ما الأمم ما العز ما الفخر إن لم يذكر الزهراني .

هذه الإمارة حكمها ال عويد من مكة وال الاشيم من دوس بني سليم لتداخل الأراضي ووقوع معظمها في ديار الازد (الزهارين ) واستمرت حتى القرن السادس الهجري لتنتهي وفق أمراّ من الله كان مفعولا

ومن أمراء مكة ليستوي المقال :

1/الأمير عبدالله بن عويد ال عويد .
2/ الأمير يعلى بن عبدالله بن عويد .
3/عويد بن محمد بن عويد .
وهم كثيرون
ومن أمراء زهرا ن وهم من قبيلة بني سليم التي تعود إلى دوس كما أسلفنا ونسب بني سليم هو – (سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران )

وعندما كثر عقبهم استقلوا باسمهم ومشيختهم وهناك أدلة ووثائق تؤكد تبعيتهم لمشيخة دوس في عهد خضران بن عطيه أمير دوس في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله ..

والحقيقة أن التاريخ يقف إجلالاّ لقبيلة بني سليم العريقة وأن نسي أو تناسا المؤرخون ذكرهم أما نحن فمقصرون جميعاّ في حفظ هذا الإرث العظيم وهذا ما دعاني للبحث والتقصي والبدء فوراّ في إعداد كتاب يليق بتاريخ مجدنا التليد .

ونورد بعض أسماء الأمراء الزهارين :

1:إبراهيم بن عمر بن محمد بن سليم بن الجابر بن علي بن عمر بن الأشيم السلمي الزهراني
(مثلما أورده الباحث وحسب نص شاهد القبر )
2: الأمير حسن بن إبراهيم الأشيم السلمي الزهراني , توفي في 581هـ .
3: محمد أبن حسن الاشيم السلمي الزهراني
4:أحد الامراء توفي في 596هـ -- كسر الجزء الأول الذي يحمل اسم السلطان إلا انه وكما يقول الباحث من أبناء السلطان حسن الزهراني .

وقد ورد في الكتابات الأثرية عبارة بقصد التمجيد والفخر
_(السلطان أبن السلطان إبراهيم بن عمرالزهراني )_
ولا زال البحث جارياّ لأسماء الحقبة والتي بدأت من بعد القرن الأول إلى أخر القرن السادس الهجري .



وكما ورد في النقوش التي أطلعني عليها الشيخ حسن ..
جاء نص النقش الشاهدي للقبر للسلطان إبراهيم السلمي الزهراني كالتالي :

_(بسم الله الرحمن الرحيم , ولمن خاف مقام ربه جنتان - هذا قبر الخليفي السلطان ابن السلطان إبراهيم بن عمر بن محمد بن سليم بن الجابر بن علي بن عمر الأشيم السلمي الزهراني .رحمة الله عليه وعلى كاتبه
حسن بن إبراهيم /وولده/ ودفن معه أبنه محمد رحمه الله
وصلى الله على محمد وعلى اله وسلم )_

(أي أن كاتب النقش هو أبن السلطان إبراهيم وأسمه حسن ) __ نكتفي به كنموذج .

والقرى المتضمنة البحث كثيرة جداّ منها :

(.عذا . مسعودة . القضم . النصايب . الاحسبه الجنوبية . الاحسبة الشمالية . قرية عشم . وغيرهـــا ) .


والعجب العجاب وسبحان الله العظيم روعة الخط والنقش والأحافير التي ترقد من بعد القرن الأول الهجري ولمدة 13 قرناّ .

ونواصل الحديث حيث دخلت المدينة الأثرية ووقفت على أطلال تاريخها البائد وأول ما رأى ناظري القلعة التي كان أجدادي بها انهمرت دموع وانطلقت من محاجرها بعد أن كانت عصية حتى في جلل المصاب فهناك مرابط جيادهم ومساجدهم وفي الطرف الأخر مواقع مصانع المعدن الأصفر والإرحاء (جمع رحى ), المتناثرة والتي كانوا يستخدمونها لسحق وطحن خام الذهب ومساحن الحبوب والمعدن وحوامل الرايات الحجرية وغرف المراقبة المحيطة بالأمارة وهناك الـ ... وهناك وهناك .
وهنا استيقظت 9 قرون من الزمن بل أكثر وليمثل التاريخ أمامي فأعاتبه لعدم تدوين حقبة أجدادي الزهارين ولهذه المنطقة ليرد علي بابتسامة ... أو يكتب التاريخ عن نفسه ... أنتم التاريخ أنتم المجد فلقد أتعبتم الأمم من قبل وبعد في حيازة المجد والسؤدد , هل أكتب عن هؤلاء أم عن أجدادك في الشام والعراق وعمان والإمارات وقطر وفلسطين واليمن وإيران والأندلس وفي السراة .

ستبكي كثيراّ وطويلاّ وفي كل هذه الأماكن , وتنقلت في أرجائها فوجد المطاحن والقدور والجفان والقلعة الأميرية ولاحظت وجود البناء الدائري من الأركان الأربعة فقط ولهذا يعطيها دعامة وترابط في الجدران ولأسباب أخرى .

ويوجد بداخلها حفرة كثرة حولها الروايات من كنوز إلى محل تعذيب الأعداء إلى ...... .
والأقرب للصواب أنها متصلة مع قناة مائية لتضمن للقلعة وصول الماء وقت الحرب وبرغم وجود الوادي ولوجود الآبار الرئيسية في المسيل أو الشعب الغربي الرافد لوادي الاحسبة .

والشوارع منظمه وتتكيف مع عصرها حيث تسمح للأحصنة والدواب التي تجر العربات وبه أماكن تدل على وجود سوق أو مجمعات تجارية وبجوار الموقع عدة مواقع أثرية ومقابر أسلامية قديمة مسيجة من قبل الوزارة .

وبعد أن عشت الحقبة مع أجدادي ودونت ما أريد ... غيرت وجهة سيري وتركت التاريخ خلفي بعد أن غاب قرص الشمس في عين حمئة.
وانطلقت في اليوم الثالث للجزء الأخير من وادي الاحسبة وتحديداّ جهة القضم والذي به مقابر الأجداد والتي يرقدون بها .

مقبرة كبيرة نهبت أثارها وشواهد قبورها ونقوشها وأتخذ الرعاة أجزاء منها طريقاّ سالكاّ إلا ما أستطاع إنقاذه الشيخ وحفظه واشتراه بماله الخاص فجزاه الله خيراّ وقفت على المقبرة وقرأت الدعاء المأثور لزيارة القبور .

هنا مقبرة سلاطين الأشيم من بني سليم زهران وهنا مرقد الإبطال بالقضم وهنا كانت أحدى ممالك أجدادنا هنا كان أحفاد الصحابة والملوك الأوائل حاضرون هنا التاريخ .

هذه المقبرة قريبة من أثار العصر الحديث المتمثلة في حصن الشريف أبو هفة رحمة الله ولا علاقة له باّل عويد أو اّل الاشيم

وقفت طويلاّ طويلاّ ودونت قليلاّ قليلاّ وأيقظت القرون النائمة وبينما أنا أتخيل وأعيش التاريخ تراءى لي الأجداد على جيادهم البلق وحللهم البيضاء وهم يبتسمون لحفيدهم الذي احس بالذنب وبدأ يحاول تدوين جزء من تاريخهم.

وعندما دنا المغيب .. وحان الرحيل عانقت فيهم عندما ودعتهم بطلاّ يسمى زهران .

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

(( الموضوع للكاتب : ابونضال الدوسي )) .. نقل للفائده .