في مثل هذه الأيام من كل عام يتبادل الناس رسائل جول متضمنة للدعاء
أو طلب العفو أو الحث على محاسبة النفس... وما شابه ذلك فهل هذا العمل مشروع في ديننا
وجه هذا السؤال إلى فضيلة الشيخ: د.ناصر العمر
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
يكثر في نهاية العام رسائل الجوال وغيرهابالتهنئة به وطلب الاستغفارقبل
طي الصحائف، بل وتصل أحيانا إلى الدعوة بصيام آخر أيام السنة، أو أول
أيام السنة الجديدة، وبإحياء ليلة رأس السنة الهجرية، ونحو ذلك
جزاكم الله خيرا
==========
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فعن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" رواه البخاري.
وما انتشر في هذه الأيام بمناسبة نهاية العام من تخصيص آخر العام أو أوله
بالصيام واختتام آخر السنة بصلاة أو عبادة أو استغفار، فكل هذه الأمور
لا أصل لها في الشرع، وقد سألت كلاً من شيخي الشيخ عبد الرحمن البراك
والشيخ عبد العزيز الراجحي _حفظهما الله_ عن ذلك، فقالا: "كل ذلك
لا أصل له، وهو بدعة"، حيث إن تخصيص عبادة بزمان أو مكان أو بعدد مما
لم يرد به دليل هو بدعة، كما قرر العلماء _رحمهم الله_، بعد استقراء النصوص
وتتبعها.وما يتعلق بطي الصحائف فلم يرد به دليل صحيح أنها تطوى آخر العام
علماً أن تحديد آخر العام وأوله كان باجتهاد من الصحابة في زمن عمر رضي الله
عنهم وليس مرفوعاً إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ ، حيث إن الهجرة قد اختلف
في زمانها على أقوال عدة، ولذلك فتقييد المحاسبة في آخر العام لا أصل له، بل
يجب أن يحاسب المرء نفسه طوال العام كما قال عمر _رضي الله عنه_:
"حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا"، رواه الترمذي.
أما التهاني، فمن قصد بذلك التعبد فلا ينبغي ولا أصل له، ويخشى أن يكون فيه
تشبه بأهل الكتاب مما يجعله عيداً، ولذلك قرر بعض العلماء أنه بدعة أيضاً
وقيل إن كان من أمور العادات فليس ببدعة ما لم يرد به تعبداً، ولذلك أرى تجنبه
والواجب هو الحرص على التزام الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، والحذر من
الابتداع والتوسع فيما لم يرد به دليل، ولو كان خيراً لسبقونا إليه مع قيام الداعي
لمثله في زمنهم، فعدم فعلهم يدل على عدم مشروعيته.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/sh...n.cfm?id=14131
تعليق