من يبيعني ..؟
بقلم : ابن مرضي والمبايعة هنا ليست بقلبي كما في الأغنية المشهورة ، فقلبي لم يعد يصلح لي ولا لغيري !
من يبيعني زمنـًا كنا نعتبر فيه القتل جريمة نادرة الحدوث ، تقشعر لها الأبدان وتشيب منها الولدان، وأبيعه زمنـًا تبلدت فيه أحاسيسنا حتى أصبحنا لا نفرق بين لحوم بني آدم المقطعة من أثار الرصاص والدهس ، وبين لحوم الأبقار ( المفرومة ) في " ساندويتش الهمبرقر " الذي نلتهمه ونحن نشاهد تلك الجرائم ..؟!
من يبيعني زمنـًا كنت أعرف فيه القاهرة أنها مدينة الألف مئذنة و جوهرالدين الصقلي وعباس محمود العقاد ومحمد عبده ، وأبيعه زمنـًا أصبحت تعرف فيه القاهرة بفيفي عبده وعادل إمام وزملائهما؟!
من يبيعني زمنـًا كنت أعرف فيه لبنان فيه أنها دولة الطب والأدب ومنير الدين البعلبكي ، وأبيعه زمنـًا أصبحت لبنان تتعرى أمامنا في أجساد ممسوخة تمثلها هيفا ونانسي وإخوانهما من أشباه الرجال؟!
من يبيعني زمنـًا كنت أعرف دمشق وبغداد بعاصمة الأمويين والعباسيين ، وأبيعه زمنـًا أصبحت فيه بغداد لا تعصم ، ودمشق لا تؤوي؟!
من يبيعني زمنـًا كان أصدقائي كإخواني ، وإخواني كنفسي ، وأبيعه زمنـًا لم يعد فيه الأخ أخـًا ولا الصديق صديقا؟!
من يبيعني زمنـًا كنا نرى فيه الرجال رجالاً والنساء نساءً ، ولا شيء في الوسط ، وأبيعه زمنـًا لم نعد نفرق فيه كثيرًا بين الرجال والنساء؟!
من يبيعني زمنـًا كنا ننظر إلى الثدي فلا نراه إلا رمزًا للأمومة ومصدرًا للغذاء ورابطـًا للأخوة ، وأبيعه زمنـًا أصبح الثدي فيه رمزًا للإثارة والشهوة والمجون؟!
من يبيعني زمنـًا فيه عذارى عفيفات وعشاقٌ عذريون ، وأبيعه زمنـًا لم تعد فيه لا عذراء ولا عاشق؟!
من يبيعني بهذا الكوكب كوكبا آخر نظيفا ، حتى ولو أبقى فيه وحيدا؟!
تعليق