سالم بن عائض المقبلي الزهراني ..!
علمٌ من أعلام ( الحجرة )..!
إن ذكرت الشجاعة فـ ( سالم ) وإن ذكر الجود والكرم والشهامة والرجولة و( القالة ) فلا غير ( سالم ) ..!
جبلٌ شامخ كان في الحجرة فرحل ، لكنه لم يرحل إلا بعد أن ترك بعده ثلاثة جبال يطاول بعضها بعضـًا :
عبد الرحمن ، أحمد ، عمر ..
ثلاثة في عددهم ، غير أن كل واحدٍ منهم يعادل قبيلة ، ولا غرابة فأبوهم ( سالم ) ..!
ثلاثة أسود ، وكل أسدٍ أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله أشبال على نهج أبيهم وجدهم نشأوا ..!
(بيت آل عائض ) لله دره من (بيتٍ) فقد كان أساسه متينـًا وسيظل بإذن الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..!
حوادث الزمن لا تعترف بكريمٍ ، ولا ترعوي عن شجاعٍ ..!
يأخذ سالم بندقيته ( المشحونة ) بالبارود فقد كانت جاهزة لأي طارئ يطرأ ، فيرغب في تفريغها خوفـًا وحرصـًا من أن تمتد يد أحد أشباله إليها فتسبب كارثة لا تحمد ، وما كان يعلم إن الكارثة ستحل بعد ثوانٍ..!
ما الذي حدث..؟!
انفجرت ( البندقية ) في يده حتى أصبحت (شذر مذر) ، وتحولت يدُ الكرمِ إلى نهرٍ من الدم الجاري ..!
صاح الصائح ، وهبّ المسعفون فحملوه ، لكن إلى أين..؟َ
فالحجرة لم يكن بها ( مستشفى) ولا حتى في القرى القريبة منها ..!
الذهاب سيكون إلى ( جدة ) ، والعقبة الكؤود الآن تتمثل في وسيلة النقل ..!
يذهبون إلى أحد ممن يملكون (سيارةَ نقلٍ ) من الحجم الكبير – رجل من ( المشاييخ ) ممن لهم بعض (الاستثمارات التجارية) في الحجرة - فيعطونه الخبر ، ويطلبون منه السرعة في الإنقاذ ، وهنا يكون (الخذلان) ، فقد امتنع الرجل وأبى ..!
لا ، يا هذا ، فما مثل ( سالمٍ ) يُخذل في هكذا موقفٍ ، لا ..!
يسّر الله بفضله الوسيلة التي ( أسعفت ) أبا عبد الرحمن ، وبعد شهرٍ عاد فاقدًا اليد التي طالما كانتْ (غيثـًا) في ساعة الخير ، و(عمىً ) لعين العدو في ساعة الشر ..!
عاد ، لكن هيهات أن يمرر رجال (آل المقبل) خذلان ذلك الرجل دون ( محاسبةٍ ) عسيرة ، فعادتهم لا يرضون بغير (الوافية) ..!
يصدر (القرار) من كبارهم بإغلاق ( دكاكين ) المشاييخ ومقاطعتهم مقاطعةً كاملة استعدادًا لإجلائهم نتيجة (تقاعس) ابنهم وتأخره عن أداء ما يحتّمه الموقف..!
هو (حظر اقتصادي) بدأه ( آل مقبل ) من ( الحجرة ) قبل أن تعرفه الدول المتقدمة وتعمل به اليوم..!
ليس أمام ( المشاييخ ) الآن غير إرضاء ( آل مقبل ) بأي طريقةٍ كانت ومهما كلفهم هذا (الرضا) كما هي عادة الرجال الأشاوس في مثل هذه المواقف ، فهم يعرفون حجم الخطأ الذي ارتكبه من فيهم له نسب ..
يذهب كبارهم إلى الشيخ ( أحمد بن مغطي ) ويعرضون عليه رغبتهم الملحة في (جلسة حقٍّ ) تُعقد بينهم وبين من قطعوا مصالحهم ..!
وافق الشيخ ، وعقدت الجلسة ، وقبل أن يبدأ ( المدعي ) ويرد ( المجيب ) يحتبي ( الرماكي ) ويقول : يا شيخ ، عندي كلمتان أريد قولهما ..!
فيرد الشيخ : قلهما على ( الزير ) بعد أن ينفض مجلس الحق ..!
فيكرر الطلب ، ويصرّ ..
وأمام إصراره وافق الشيخ ، وقال: اسمعنا ما لديك وإن كنت أعلم أنها ستكون كـ ( وضين أم عويراء ) ، وأم عويراء هذه امرأة اشتهرت بسوء ورداءة ما ( تضنه ) من (الطفي) المأخوذ من سعف النخيل ..!
عندها ابتهج الرماكي وشدا :
مرحبا مرحبا يا منصريـًا يوسع في الحدود
عامدوا بطن دوقة وصلوا حدها بحر المراسي
ردوا عيلة ذوي بركات ومن اليمن ردوا زبيد
خصمهم يغلبونه لو تحزم من افرع روسية
يابن شيبه تسمّع في كلامي ويسمعني سعيد
ما شرهنا على السواق وإلا محمد بن عبيد
شرهتي عـ المطاليق الذي يلتقون الموت الاحمر
في نهارٍ كثر قتله وولد الدني دار الخليف
يا سلامي على الشغبان وأي شيخنا أحمد بن علي
يوم نوض البيارق قالوا وين أنتم أحمد بن مغطي تعدّى بيرقه
لان ما هو على عشرين منصوب ( سطعشر ) مية
ونحن إخوة في الديرة وفي السوق وإن الحال واحد
اسمحونا ونسمحكم وعلمًا تعدى فات فات..
وبعد ان ردد الشيخ مع (الرماكي) البيت الأخير قال : اسمعوني (نقع) زيركم ، فقد حكمها الرماكي ..!
قصيدة أنهت المشكلة ، وتراثنا بمثلها مليء ..
السوادي
تعليق