لا تعارض مع الحرية الشخصية
قرأت ما خطه الكاتب عبدالله بخيت في زاويته يارا في السبت الموافق 30 شوال 1428هـ في العدد 12826 وقد ذكر لنا قصة الرسائل التي تصله من القراء حينما يتطرق إلى أبسط حقوق المرأة وساق صيغ تلك الرسائل التي تصل إليه، ودار حديث الأستاذ عبدالله في مقاله عن الحرية الشخصية وذكر أن الإنسان حر في تصرفاته..
يتضح فيما يرويه النعمان بن بشير رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا، لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً. إن لم يأمر المصلحون بالمعروف!! هلكوا جميعاً!!، فمن رحمة الله بالمسلمين أنه فرض عليهم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكي يتقرر بذلك حدود الحرية الشخصية بين أفراد المجتمع والدليل على ذلك قوله تعالى )وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(سورة آل عمران(104) وقوله ولتكن صيغة أمر وهذا يرشدنا إلى أن الحرية الشخصية لا بد لها من حدود والكل يعلم ويعرف أن الإيمان لا يكتمل إلا بتحقيق قوله صلى الله علي وسلم الذي رواة أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) والمراد بالمحبة إرادة الخير والمنفعة فالخير هو أنك إذا رأيت أخيك أو أختك على خطأ بأن تخبره وترشده بأنه يقوم بعمل منافي للصواب وهذا لاشيء فيه فهو من المحبة وليس تدخلاً هذا من جانب والجانب الآخر وهو عن المرأة نعم هناك أمور تعاني منها العديد من النساء وحقوق ضائعة صحيح ولكن ليس بهذه الصورة السوداوية، فهناك من يقوم بحقوق أمة وحقوق أخواته وحقوق عماته وخالاته فالمرأة التي تتحدث عنها هي جزء لا يتجزأ من المجتمع فإذا أردت أن تتحدث عن حرية الشخص ومدها وحدودها فاجعلها ضمن حدود الشرع ومن المعقول بأن نرى أي شخص يضر نفسه بدعوى أنه يمارس حريته الشخصية فلو ترك المجال للعديد من الأشخاص لكان هناك تعدي على الغير أيضا باسم الحرية الشخصية وهذا منافي لمقاصد الشرع ثم التنظيم.
عبدالله سعود عبدالله الدوسري - الزلفي
المقال على المصدر
قرأت ما خطه الكاتب عبدالله بخيت في زاويته يارا في السبت الموافق 30 شوال 1428هـ في العدد 12826 وقد ذكر لنا قصة الرسائل التي تصله من القراء حينما يتطرق إلى أبسط حقوق المرأة وساق صيغ تلك الرسائل التي تصل إليه، ودار حديث الأستاذ عبدالله في مقاله عن الحرية الشخصية وذكر أن الإنسان حر في تصرفاته..
يتضح فيما يرويه النعمان بن بشير رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا، لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً. إن لم يأمر المصلحون بالمعروف!! هلكوا جميعاً!!، فمن رحمة الله بالمسلمين أنه فرض عليهم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكي يتقرر بذلك حدود الحرية الشخصية بين أفراد المجتمع والدليل على ذلك قوله تعالى )وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(سورة آل عمران(104) وقوله ولتكن صيغة أمر وهذا يرشدنا إلى أن الحرية الشخصية لا بد لها من حدود والكل يعلم ويعرف أن الإيمان لا يكتمل إلا بتحقيق قوله صلى الله علي وسلم الذي رواة أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) والمراد بالمحبة إرادة الخير والمنفعة فالخير هو أنك إذا رأيت أخيك أو أختك على خطأ بأن تخبره وترشده بأنه يقوم بعمل منافي للصواب وهذا لاشيء فيه فهو من المحبة وليس تدخلاً هذا من جانب والجانب الآخر وهو عن المرأة نعم هناك أمور تعاني منها العديد من النساء وحقوق ضائعة صحيح ولكن ليس بهذه الصورة السوداوية، فهناك من يقوم بحقوق أمة وحقوق أخواته وحقوق عماته وخالاته فالمرأة التي تتحدث عنها هي جزء لا يتجزأ من المجتمع فإذا أردت أن تتحدث عن حرية الشخص ومدها وحدودها فاجعلها ضمن حدود الشرع ومن المعقول بأن نرى أي شخص يضر نفسه بدعوى أنه يمارس حريته الشخصية فلو ترك المجال للعديد من الأشخاص لكان هناك تعدي على الغير أيضا باسم الحرية الشخصية وهذا منافي لمقاصد الشرع ثم التنظيم.
عبدالله سعود عبدالله الدوسري - الزلفي
المقال على المصدر
تعليق