بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير من تخلق بالخلق الحسن وبالآداب الطيبة نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم .
إن الإسلام فيه الكثير من كنوز الآداب, ومنها آداب التحدث, وقد أعطينا القدوة من الأنبياء وخاتمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكن المسلمين لم يستطيعوا أن يستفيدوا منها , ولم يتجاوزوا حتى الآن مرحلة التنظير أو الفكر , يقال من آداب الصحبة كذا , ومن آداب الحديث كذا , وقليل من يدرب نفسه على هذه الأمور , فليس هناك تدريب عملي إلا نادراً , فالغالب هو التعليم وليس التربية , والتدريب العملي هو المطلوب , و لو دقق أحدنا النظر لوجد أن أكثر مشاكلنا سواء في المدارس أو فيما بيننا منشأها سوء التفاهم، وسوء التفاهم منشأه من قصور إما في صاحب الرسالة أو في من تلقى الرسالة، أعني قد يتكلم المرء فيخطأ في التعبير، أو أن من يتلقى الكلام هو من يفهم الكلمات بشكل خطأ، فينشأ من هذا سوء الفهم، يؤدي بدوره لضياع الوقت والجهد ولا نبالغ إن قلنا المال وفي بعض الأحيان الأرواح, والإستماع هو من الحوار و يعد من أهم وسائل الاتصال، فحتى تفهم الناس من حولك لا بد أن تستمع لهم وتحاورهم، وتستمع بكل صدق وتحاور بصراحة ، لا يكفي فقط أن تستمع وأنت تجهز الرد عليهم أو تحاول إدارة دفة الحديث، فهذا لا يسمى استماعاً ولا حواراً على الإطلاق,
في البداية نذكر ما قاله إبن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في كلامه وسكوته وضحكه وبكائه :
(كان أفصح خلق الله وأعذبهم كلاما وأسرعهم أداء وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح ويشهد له بذلك أعداؤه , وكان إذا تكلم تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد ليس بهذ مسرع لا يحفظ ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام بل هديه فيه أكمل الهدي , قالت عائشة ما كان رسول الله يسرد سردكم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه, وكان كثيرا ما يعيد الكلام ثلاثا ليعقل عنه, وكان إذا سلم سلم ثلاثا ,وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه, ويتكلم بجوامع الكلام فصل لا فضول ولا تقصير ,وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه ,وإذا كره الشيء عرف في وجهه ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا ,وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه,وكان يضحك مما يضحك منه وهو ما يتعجب من مثله ويستغرب)
وندخل في صميم الموضوع فنقول :
يبنى الحوار على 3 قواعد :
1.مادة الحوار.
2.صفات المحاور.
3.المنصت (الطرف الآخر).
أولا .. مادة الحوار:1.أن تكون مادة الحوار معلومة الهدف واضحة الملامح.
2.تحليل الموضوع إلى :
•مقدمة منطقية ( ما الذي تريد أن تطرحه ؟ )
•نتيجة ( ما هي النتيجة التي ستصل إليها؟ )
3.البعد عن الخوض في الباطل والمراد بالباطل كل معصية.. أن لا تكون فيما يغضب الله..مثل الغيبة و النميمه و الحث على الفساد.
4.أن يكون الحوار بلغة مفهومه بين الطرفين , ويقول إبن مسعود رضي الله عنه ( ما أنت محدث القوم حديثا ُلا تبلغه عقولهم إلا كان فتنةً لبعضهم )5.أن تكون في الموضع المناسب والوقت المناسب.
6.أن يأخذ الحوار المدة التي يستحقها فلا يزيد ولا ينقص.
7.البعد عن المماراة والجدل. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي أمامة الباهلي أنه قال أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً )
ثانيا : صفات المحاور الناجح :1.أخلص نيتك لله : أي إخلاص الحوار لله ، ابتغاء مرضاته وطلبا لثوابه.
2.لا تستطرد : لا تشعب موضوع المناقشة، فإنه مضيعه للوقت ومباعدة بين القلوب.
3.كن حنونا : لأن كسب القلوب أهم من كسب الموقف.
4.جامل ولكن بصدق : جامل الناس تحز رق الجميع رب قيد من جميل وصنيع
5.ربط آخر الحديث بأوله.
6.أن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعاً وعرفاً.
7.التزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام .
إن من أهم ما يتوجه إليه المُحاور في الحوار ، التزام الحُسنى في القول والمجادلة ، فالله تعالى يقول:
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن }(الاسراء :53) { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن } (النحل: 125) . { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }(البقرة :83) .
ثالثا : صفات المستمع ( المنصت ):
1.جهز نفسك لعملية الإنصات ولا تشغل نفسك بما يبدد انتباهك لكلام الطرف الآخر.
2.لا تقاطع المحاور وأعطه فرصه كافيه للتعبير .
3.حاول أن تفهم كل ما يقوله محدثك ، واستفسر عن كل ما تفهمه ولكن في الأوقات المناسبة.
4.لا تجعل مشاعرك تؤثر في آرائك.
5.أصغ بهدف الفهم والاستيعاب ، وليس بهدف المناقضة والرد.
6.لا تصدر أحكاما مبكرة بينك وبين نفسك.
كن منشرح الصدر عند الاستماع .. وتذكر قول الشاعر:
تراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ، ولعله أدرى به !!
وأذكر هنا قول للامام الشافعي عليه رحمة الله حين قال(ماناظرت أحدا الا تمنيت أن يكون الحق معه)
والغضب ورفع الصوت دائما يدل على ضعف الحجه ,وأيضا لايفوتني ان انوه الى ان المحاور الذي يكثر من أستخدام كلمة (أنا)يتوه بين سطور الحوار فلا يستند الى حجج وادله مقنعه فيعوض
عنها بهذه(الأنا).
نقاط مهمة يجب أخذها في عين الإعتبار :
* إن كان النقاش يدور حول مسألة عقائدية فينبغي أن تكون في أشد حالات الحذر فلا شيء يحول الإنسان من الوداعة إلى حالة الافتراس أكثر من اللغو في العقائد ... وإن خرج محدثك عن طوره فعليك أن تلتمس له العذر فقد علمت منذ البداية حساسية ما تناقش فيه .
*كما عليك الحذر في الخوض في العقائد عليك أيضا الحذر المشابه حين ألخوض في مثل عليا .. تستطيع أن تمازح شخصا فتسبه وقد يتقبل منك ذلك ولكن جرب أن تمزح بأحد من والديه وانتظر النتيجة .. فإن عزمت الحوار ،، إياك والمساس بالمثل العليا .. يمكنك الالتفاف حولها إن استطعت ولكن لا تحاول الاقتراب أكثر من ذلك إن أردت أن تكسب من محدثك أعصابا هادئة في النقاش .
*يذكر أهل العلم أن المُحاورات والجدل ينبغي أن تكون في خلوات محدودة الحضور ؛ وعلل ابن تيمية هذا فقال ( وذلك أجمع للفكر والفهم ، وأقرب لصفاء الذهن ، وأسلم لحسن القصد ، وإن في حضور الجمع الغفير ما يحرك دواعي الرياء ، والحرص على الغلبة بالحق أو بالباطل )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.
أعزائي جميعا,تحيه مفعمه بالحب والأمتنان لكل أعضاء منتدانا الحبيب لاادري اذا كان هناك من سبقني في الحديث عن هذا الموضوع اعني هنا في منتدى الديره .لكني احسست برغبه قويه في ان اخوض فيه خوضا متواضعا منتظراارائكم وتعليقاتكم حوله نظرا لأنني احد الناس الذي واجهتهم تجارب مختلفه,ولكن تبقى تلك الفئه من الناس قله ممن يتقنون فن الحوار ويرتقون في نقاشاتهم باسلوب أخاذ ورائع وكلمات لاتحمل اي مصطلحات متدنيه خلقيا
أوسباب وشتيمه,فتغادرهم وأنت تكن لهم كل الأحترام وان اختلفت معهم في الفكر أوالعقيده أو المفاهيم,ومن تجربتي الشخصيه كان اكثرهم من الأوربيون غير المسلمون وغير الناطقين بالعربيه على العكس يستخدمون كلمات الأستئذان أو طلب السماح في توصيل فكرهمعينه أووجهة نظر يريد ايصالها للآخر.
ومن هذا المنطلق بسم الله نبدء.
أوسباب وشتيمه,فتغادرهم وأنت تكن لهم كل الأحترام وان اختلفت معهم في الفكر أوالعقيده أو المفاهيم,ومن تجربتي الشخصيه كان اكثرهم من الأوربيون غير المسلمون وغير الناطقين بالعربيه على العكس يستخدمون كلمات الأستئذان أو طلب السماح في توصيل فكرهمعينه أووجهة نظر يريد ايصالها للآخر.
ومن هذا المنطلق بسم الله نبدء.
والصلاة والسلام على خير من تخلق بالخلق الحسن وبالآداب الطيبة نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم .
إن الإسلام فيه الكثير من كنوز الآداب, ومنها آداب التحدث, وقد أعطينا القدوة من الأنبياء وخاتمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكن المسلمين لم يستطيعوا أن يستفيدوا منها , ولم يتجاوزوا حتى الآن مرحلة التنظير أو الفكر , يقال من آداب الصحبة كذا , ومن آداب الحديث كذا , وقليل من يدرب نفسه على هذه الأمور , فليس هناك تدريب عملي إلا نادراً , فالغالب هو التعليم وليس التربية , والتدريب العملي هو المطلوب , و لو دقق أحدنا النظر لوجد أن أكثر مشاكلنا سواء في المدارس أو فيما بيننا منشأها سوء التفاهم، وسوء التفاهم منشأه من قصور إما في صاحب الرسالة أو في من تلقى الرسالة، أعني قد يتكلم المرء فيخطأ في التعبير، أو أن من يتلقى الكلام هو من يفهم الكلمات بشكل خطأ، فينشأ من هذا سوء الفهم، يؤدي بدوره لضياع الوقت والجهد ولا نبالغ إن قلنا المال وفي بعض الأحيان الأرواح, والإستماع هو من الحوار و يعد من أهم وسائل الاتصال، فحتى تفهم الناس من حولك لا بد أن تستمع لهم وتحاورهم، وتستمع بكل صدق وتحاور بصراحة ، لا يكفي فقط أن تستمع وأنت تجهز الرد عليهم أو تحاول إدارة دفة الحديث، فهذا لا يسمى استماعاً ولا حواراً على الإطلاق,
في البداية نذكر ما قاله إبن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في كلامه وسكوته وضحكه وبكائه :
(كان أفصح خلق الله وأعذبهم كلاما وأسرعهم أداء وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح ويشهد له بذلك أعداؤه , وكان إذا تكلم تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد ليس بهذ مسرع لا يحفظ ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام بل هديه فيه أكمل الهدي , قالت عائشة ما كان رسول الله يسرد سردكم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه, وكان كثيرا ما يعيد الكلام ثلاثا ليعقل عنه, وكان إذا سلم سلم ثلاثا ,وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه, ويتكلم بجوامع الكلام فصل لا فضول ولا تقصير ,وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه ,وإذا كره الشيء عرف في وجهه ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا ,وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه,وكان يضحك مما يضحك منه وهو ما يتعجب من مثله ويستغرب)
وندخل في صميم الموضوع فنقول :
يبنى الحوار على 3 قواعد :
1.مادة الحوار.
2.صفات المحاور.
3.المنصت (الطرف الآخر).
أولا .. مادة الحوار:1.أن تكون مادة الحوار معلومة الهدف واضحة الملامح.
2.تحليل الموضوع إلى :
•مقدمة منطقية ( ما الذي تريد أن تطرحه ؟ )
•نتيجة ( ما هي النتيجة التي ستصل إليها؟ )
3.البعد عن الخوض في الباطل والمراد بالباطل كل معصية.. أن لا تكون فيما يغضب الله..مثل الغيبة و النميمه و الحث على الفساد.
4.أن يكون الحوار بلغة مفهومه بين الطرفين , ويقول إبن مسعود رضي الله عنه ( ما أنت محدث القوم حديثا ُلا تبلغه عقولهم إلا كان فتنةً لبعضهم )5.أن تكون في الموضع المناسب والوقت المناسب.
6.أن يأخذ الحوار المدة التي يستحقها فلا يزيد ولا ينقص.
7.البعد عن المماراة والجدل. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي أمامة الباهلي أنه قال أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً )
ثانيا : صفات المحاور الناجح :1.أخلص نيتك لله : أي إخلاص الحوار لله ، ابتغاء مرضاته وطلبا لثوابه.
2.لا تستطرد : لا تشعب موضوع المناقشة، فإنه مضيعه للوقت ومباعدة بين القلوب.
3.كن حنونا : لأن كسب القلوب أهم من كسب الموقف.
4.جامل ولكن بصدق : جامل الناس تحز رق الجميع رب قيد من جميل وصنيع
5.ربط آخر الحديث بأوله.
6.أن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعاً وعرفاً.
7.التزام القول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام .
إن من أهم ما يتوجه إليه المُحاور في الحوار ، التزام الحُسنى في القول والمجادلة ، فالله تعالى يقول:
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن }(الاسراء :53) { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن } (النحل: 125) . { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }(البقرة :83) .
ثالثا : صفات المستمع ( المنصت ):
1.جهز نفسك لعملية الإنصات ولا تشغل نفسك بما يبدد انتباهك لكلام الطرف الآخر.
2.لا تقاطع المحاور وأعطه فرصه كافيه للتعبير .
3.حاول أن تفهم كل ما يقوله محدثك ، واستفسر عن كل ما تفهمه ولكن في الأوقات المناسبة.
4.لا تجعل مشاعرك تؤثر في آرائك.
5.أصغ بهدف الفهم والاستيعاب ، وليس بهدف المناقضة والرد.
6.لا تصدر أحكاما مبكرة بينك وبين نفسك.
كن منشرح الصدر عند الاستماع .. وتذكر قول الشاعر:
تراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ، ولعله أدرى به !!
وأذكر هنا قول للامام الشافعي عليه رحمة الله حين قال(ماناظرت أحدا الا تمنيت أن يكون الحق معه)
والغضب ورفع الصوت دائما يدل على ضعف الحجه ,وأيضا لايفوتني ان انوه الى ان المحاور الذي يكثر من أستخدام كلمة (أنا)يتوه بين سطور الحوار فلا يستند الى حجج وادله مقنعه فيعوض
عنها بهذه(الأنا).
نقاط مهمة يجب أخذها في عين الإعتبار :
* إن كان النقاش يدور حول مسألة عقائدية فينبغي أن تكون في أشد حالات الحذر فلا شيء يحول الإنسان من الوداعة إلى حالة الافتراس أكثر من اللغو في العقائد ... وإن خرج محدثك عن طوره فعليك أن تلتمس له العذر فقد علمت منذ البداية حساسية ما تناقش فيه .
*كما عليك الحذر في الخوض في العقائد عليك أيضا الحذر المشابه حين ألخوض في مثل عليا .. تستطيع أن تمازح شخصا فتسبه وقد يتقبل منك ذلك ولكن جرب أن تمزح بأحد من والديه وانتظر النتيجة .. فإن عزمت الحوار ،، إياك والمساس بالمثل العليا .. يمكنك الالتفاف حولها إن استطعت ولكن لا تحاول الاقتراب أكثر من ذلك إن أردت أن تكسب من محدثك أعصابا هادئة في النقاش .
*يذكر أهل العلم أن المُحاورات والجدل ينبغي أن تكون في خلوات محدودة الحضور ؛ وعلل ابن تيمية هذا فقال ( وذلك أجمع للفكر والفهم ، وأقرب لصفاء الذهن ، وأسلم لحسن القصد ، وإن في حضور الجمع الغفير ما يحرك دواعي الرياء ، والحرص على الغلبة بالحق أو بالباطل )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق