إذا كان الأصفهاني، وهو مؤلف الأغاني، قد قال أنه ما كتب جملة إلا وتمنى أنه بحث عن أفضل منها، فماذا أقول أنا؟!
أندم عندما أجد أنني قد استعجلت في كتابة بعض المواضيع، وأتمنى أن أكون قد تريّثت أو تركت. وأتألّم كثيرا إذا رأيت أنني ربّما أخطأت، دون قصد، في حق أي شخص في ردٍ أو مداخلة. إلا أنّ ذلك الندم وما يصاحبه من ألم قد يصلا الذروة في بعض الحالات، خاصة عندما أجد زملائي يذكّرونني بمقولةٍ قد قلتها يوما ما، وأنهم لا ينسون أو يغفرون، بل على العكس، فكثيرا ما يستخدمون تلك المقولات ضدّي، ويعمدون إلى استخدامها كناقوس، يدقون به لإثارة الشجون، كلما وجدوا الفرصة مناسبة !
هذا زميل لي، لا يمرّ وقت إلا ويذكّرني بأنني قد تسببت في شكٍّ بات يلازمه، منذ أن كنت واقفا معه على سطح منزله ذات يوم، ولاحظنا بعض الأخطاء في بيت مجاور، فقلت له:" لابد أن يتذكر كل منا أن في بيته نفس الأخطاء إن لم تكن أكثر "! ومنذ ذلك الحين وهو يتذكّر ويذكّرني كلما التقينا، ليشعرني بعظم ما اقترفته من ذنب !
وهناك مجموعة زملاء يكرّرون معي نفس الشيء، حيث قد قلت في إحدى الجلسات، ونحن نتكلم عن الرشاقة، قلت أن المرآة التي لا تستطيع أن تلف أصابعها حول خصرها ليست من الرشاقة في شيء، وأن الرجل الذي يخلع ثيابه ولا يرى احليله عندما ينظر إلى أسفل دون أن يحني رأسه أثناء الوقوف ،لا يمكن أن يكون رشيقا ! فلا تمرّ مناسبة نجتمع فيها إلا ويذكّروني ويؤكدون أن مقولتي قد أصبحت سببا لدعاء بعض النسوة عليّ كلما جاء ذكر الرشاقة أو الموضوع، وأن الرجال قد اتخذوا مني موقفا بسبب هذه المقولة، وأنهم لا يذكروني بالخير كلما وجدوا أنها لا يمكن أن تنطبق عليهم تلك المقاييس التي ذكرت !
لم أتعمد في حياتي الإساءة إلى أحد فيما أكتب، إلا إذا كان الموقف يدعو إلى الانتصار من شخص بغى! ولم أسخر، في يوم من الأيام، من أحد من الناس بسبب شكله كما يعلم الله، فالأشكال ليست المقياس ألأساس عندي، وأنا هنا أعتذر وأعلن ندمي وألمي، على كل ما تقدم مني، سواء تلك الأخطاء غير المقصودة في كتاباتي أو تلك المقولات التي أتذكرها في بعض المناسبات وأطلقها كما قد سمعتها أو قرأتها. وأتمنى من الأخوة الزملاء عدم الاحتفاظ بها هذه المدة الطويلة، لكي لا تكون مصدرا للألم وسببا للندم !
تعليق