سمعت وقرأت عن أن طائرة الــ (The mosquito ) كانت مزعجة للألمان في الحرب العالمية الثانية، وعند زيارتي لإحدى القواعد البريطانية وجدتهم قد وضعوا لها عرشا عظيما عند مدخل القاعدة، دليلا على أهميتها عندهم!
تفاجأت بشكلها القبيح، وقلة إمكانياتها، واستغربت كيف كانت مزعجة للألمان آنذاك!فأخذ زميلي الإنكليزي يشرح لي ويبرر، ومما ذكر أن سرّ تفوقها ليس في تسليحها ولا في قوتها، بل في حركاتها ومناورتها، فهي تخدع العدو و(تخْتُلَه) تماما كالبعوض التي أخذت اسمها، بحيث لا تكاد تراها وهي تطير في خط مستقيم إلا وتسقط أو تصعد في خط عمودي، لا يمكن للمراقب أن يتنبأ به أو يتابعه، فالنظر عادة يتبع الحركات المنطقية، بحيث يتم الانحدار أو الصعود بشكل تدريجي، أما هذه فإنها تسقط فجأة كما يسقط الحجر، وبهذا (تَخْتُل ) الناظر إليها وتخدعه، ثم تعود بحركة أخرى من حيث لا يتوقعها ولا يراها فتلسعه وتختفي ! وهذا هو سرها...!
اقتنعت وأعذرت الألمان على انزعاجهم من تلك الطائرة القبيحة، وتذكرت الأذى الذي تسببه البعوض عندنا، فمع أننا وكما قال أحد مشاهير الغرب " إما متدثرين ومتلثمين وحول النار في أوقات البرد، أو بفنايل علاقي وسروايل سنّة تحت المكيفات في وقت الحر "، إلا أنه ما يكاد يحلو لنا الجو ونخرج للجلوس مع من نرتاح لهم ونستأنس لحديثهم إلا وتنغّص علينا تلك البعوض اللعينة ! ومع أنني احتقرها ولا ألقي لها بالا، حتى ولو أدمت مقلتي وركبتي، إلا أن الذي يزعجني حقا ويؤلمني ويخيفيني هو حساسية بعض الزملاء تجاهها ، حيث ينزعج منها ولا يرتاح لوجودها، فيغادر مجلسنا ولا يعود إليه، بسبب ذلك البعوض التافه !
أتمنى أن يأتي لهذا البعوض ما أتى للطيور من مرض ، فقد كنا نستأنس لرؤية القماري و (الوروار ) ونطرب لأصواتها ونستمتع بالنظر إليها ، فاختفت بسبب ما يسمى بــ (الأنفلونزا ) ، وبقيت البعوض ؛(تخْتل ) بحركتها ، وتزعج بصوتها ، وتؤذي بلسعها ...!
تفاجأت بشكلها القبيح، وقلة إمكانياتها، واستغربت كيف كانت مزعجة للألمان آنذاك!فأخذ زميلي الإنكليزي يشرح لي ويبرر، ومما ذكر أن سرّ تفوقها ليس في تسليحها ولا في قوتها، بل في حركاتها ومناورتها، فهي تخدع العدو و(تخْتُلَه) تماما كالبعوض التي أخذت اسمها، بحيث لا تكاد تراها وهي تطير في خط مستقيم إلا وتسقط أو تصعد في خط عمودي، لا يمكن للمراقب أن يتنبأ به أو يتابعه، فالنظر عادة يتبع الحركات المنطقية، بحيث يتم الانحدار أو الصعود بشكل تدريجي، أما هذه فإنها تسقط فجأة كما يسقط الحجر، وبهذا (تَخْتُل ) الناظر إليها وتخدعه، ثم تعود بحركة أخرى من حيث لا يتوقعها ولا يراها فتلسعه وتختفي ! وهذا هو سرها...!
اقتنعت وأعذرت الألمان على انزعاجهم من تلك الطائرة القبيحة، وتذكرت الأذى الذي تسببه البعوض عندنا، فمع أننا وكما قال أحد مشاهير الغرب " إما متدثرين ومتلثمين وحول النار في أوقات البرد، أو بفنايل علاقي وسروايل سنّة تحت المكيفات في وقت الحر "، إلا أنه ما يكاد يحلو لنا الجو ونخرج للجلوس مع من نرتاح لهم ونستأنس لحديثهم إلا وتنغّص علينا تلك البعوض اللعينة ! ومع أنني احتقرها ولا ألقي لها بالا، حتى ولو أدمت مقلتي وركبتي، إلا أن الذي يزعجني حقا ويؤلمني ويخيفيني هو حساسية بعض الزملاء تجاهها ، حيث ينزعج منها ولا يرتاح لوجودها، فيغادر مجلسنا ولا يعود إليه، بسبب ذلك البعوض التافه !
أتمنى أن يأتي لهذا البعوض ما أتى للطيور من مرض ، فقد كنا نستأنس لرؤية القماري و (الوروار ) ونطرب لأصواتها ونستمتع بالنظر إليها ، فاختفت بسبب ما يسمى بــ (الأنفلونزا ) ، وبقيت البعوض ؛(تخْتل ) بحركتها ، وتزعج بصوتها ، وتؤذي بلسعها ...!
تعليق