كيف تدرك أجر خمسين صحابياً؟؟
كيف تدرك أجر خمسين صحابياً ؟!
أجر خمسين صحابياً ممن أكرمهم مولاهم بصحبة نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم !
أيعقل هذا ؟!
وكأنك تقول لي في لهفة : أنا الذي أسرفت على نفسي بالذنوب ، ودسست نفسي بالعيوب أدرك أجر صحابيٍّ واحد ، فكيف بخمسين منهم ؟!
ومن هم ؟ إنهم خير خلق الله بعد الأنبياء ، وأفضل أصحابٍ لأفضل نبي درج على الأرض ، فإن الله اصطفاهم من بين الخلق ليكونوا أنصار سيد الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ، فهم أبر هذه الأمة قلوباً ، وأصدق الناس لهجة ، وأبذل الناس مهجة ، وأقل العِبَاد تكلفاً ، وأكثر العُبَّاد تنسُّكاً ، وأرسخ الناس إيماناً ، وأكرم الخلق عطاء ، وأشجع الناس قتالاً ، وأمضاهم عزيمة ، وأعمقهم علماً ، وأرسخهم فهماً ، فقد جمع الله لهم من الكرامات ما سموا به فوق الخلائق دون الأنبياء ، وحوى لهم الخير من أطرافه ، وأسبغ عليهم وافر نعمه بالدين والإيمان ونصرة سيد ولد عدنان ـ صلى الله عليه وسلم .
فهم منابر الهدى ، ومصابيح الدجى ، ومنائر الصلاح ، ومفاتيح الخير والفلاح ، ربَّاهم من ربَّاه ربُّه ، فدرجوا في محضن النبوة ، واقتبسوا من وحي الرسالة ، ودرسوا على عين المعلم الأول ، محمد صلى الله عليه وسلم .
تنزل الوحي بين ظهرانيهم على قلب نبيهم ، فحولوا رايته ، وقاتلوا تحت لوائه ، فأعز الله بهم الدين ، ونشر بهم الخير ، فرضي الله عنهم ، وجمعنا بهم ، وحشرنا في زمرتهم .
فهل يمكن لنا ، ونحن في أعقاب الزمان أن ندرك أجرهم وفضلهم ؟
أما الفضل ، فذلك محال ، فشرف الصحبة حازوه دون غيرهم ، وأدركوه دون سواهم ، وإنما ميدان الأجر والثواب يمكن أن يكون فيه السباق ، وعليه تدور رحى المنافسة ، وهذا عسير تحصيله ، صعب وقوعه ، لكنه غير مستحيل ، بل هو مبذول لكل صادق في الاستمساك بدينه ، والمستقيم على شرع ربه ، والذي اخذ دينه بقوة في زمن الضعف ، والتزم بالشرع في وقت منابذة الشرع ، فغدا من النُّزاع من القبائل ، فصلح يوم فسد الناس ، واستقام يوم أنعوج الخلق .
فعن أبي ثعلبة الخشني ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ... فإن وراءكم أيامَ الصبر ، الصبرُ فيهن مثلُ القبض على الجمر ، للعامل فيهن مثلُ أجر خمسين رجلاً يعملون مثلَ عمله " .
قيل : يا رسول الله ! أجرُ خمسين رجلاً منا أو منهم ؟! قال :" بل أجر خمسين منكم "
( رواه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب ج2 ص 233 رقم 3172 )
فالصبر على طريق الخير ، حتى تلقى الله وهو راض عنك غير ساخط عليك !
قال تعالى :[ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
رزقنا الله وإياكم الصبر على طاعته وسلك بنا هدي رسول الله وصحابته
<منقول للفائدة >
]
تعليق