مجندات إسرائيليات يسردن في فيلم وثائقي معاناتهن في الجيش
وقفت احداهن للتصوير وهي تنظف جثة فلسطيني واخرى قامت بتجريد رجل من كل ملابسه حتى اصبح بثيابه الداخلية وساعدت ثالثة في التستر على اساءة معاملة صبي فلسطيني. وتصارع النساء الست اللائي ظهرن في الفيلم الوثائقي "لترى ما إذا كنت ابتسم" ذكريات خدمتهن العسكرية الإجبارية اللائي يردن محوها الى حد ما. ولكن بعد سنوات من محاولة دفن الماضي تحدثن صراحة في فيلم يكشف الجانب الأكثر ظلاما لاحتلال اسرائيل الذي بدأ قبل 40 عاما للأراضي الفلسطينية ويبحث تأثيرها على جيل من الشبان والشابات.
وقالت المخرجة تامار ياروم من السهل إنهاء خدمتك العسكرية والقاؤها وراء ظهرك. ولكن هؤلاء الفتيات يتحدثن عن قصصهن الشخصية..والتي ليست دائما لطيفة..ليوضحن للناس ما يجري. وقضت كل هؤلاء النساء باستثناء واحدة هذا الوقت كمجندة في الاراضي الفلسطينية خلال الانتفاضة التي اندلعت عام 2000 . ويسردن في هذا الفيلم ذكرياتهن عن تلك الفترة ويصفن كيف تمكن من مواجهة نعرة الرجولة بالجيش والاحساس المتبقي بالذنب لما رأتهن. وقالت فتاة كانت تريد انقاذ الارواح كمسعفة ان الامر انتهى بها بتنظيف جثث لإخفاء معالم التعرض لانتهاكات الجنود الاسرائيليين.
وظهرت هذه الفتاة لأول مرة منذ سنوات في صورة لها مع فلسطيني ميت. وقالت وهي تذرف الدموع كيف اعتقدت انني يمكن ان أنسى. وعلى الرغم من انه لا يتم الدفع بالمجندات الى خطوط المواجهة فان اسرائيل احدى دول تفرض الخدمة العسكرية على النساء. وتهدف ياروم الى تسليط الضوء على مدى هشاشة بعض المجندات واللائي يبدأ كثيرات منهن الخدمة العسكرية وهن مازلن في طور المراهقة والعنف الذي يتم اقحامهن فيه. وقالت ياروم تتوقعون ان تكون النساء اكثر حساسية للمعاناة واكثر تعاطفا مع الجانب الاخر. ولكن قوة الفيلم في كيفية انه يظهر ما يحدث للبشر في موقف مشوه كهذا وكيف ان النساء غير مستثنيات.
وتأمل ياروم ان يدفع الفيلم الوثائقي الى القيام بدراسة متأنية في اسرائيل حيث تعد الخدمة العسكرية جزءا اساسيا من الهوية الوطنية وتشجيع الجنود السابقين المتألمين الاخرين على التحدث عن العنف الذي ربما قاموا به او شاهدوه. وقالت هذا البلد في غيبوبة. مع كل هذه القنابل والهجمات فاننا مخدرون. الناس يشعرون اننا في حرب من اجل البقاء وانه من الافضل عدم انتقاد الجنود لانهم هم من يحموننا. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان الجنود يلتزمون بميثاق اخلاقي صارم وانه عندما ينتهك هذا الميثاق في حالات استثنائية يتم اجراء تحقيق. واضاف ان عدد الانتهاكات الاخلاقية التي كان الفلسطينيون طرفا فيها "تراجعت بشكل ملائم" منذ الاحداث التي سردت في الفيلم الوثائقي.
وتتوقع ياروم ان يثير هذا الفيلم الذي من المقرر عرضه في التلفزيون في مطلع الاسبوع انتقادات من جانب كل من اليسار الاسرائيلي بسبب تصويرها المتعاطف مع المجندات واليمين الذي كثيرا ما يحجم عن انتقاد الجيش. وقالت ياروم ان التجربة الشخصية دفعتها الى صنع هذا الفيلم. وكمجندة دعم خلال الانتفاضة الاولى التي وقعت في الثمانينات رأت احد ضحايا التعذيب من الفلسطينيين ولكنها لم تستطع التحدث علانية عن ذلك. وبعد 20 عاما تقريبا مازالت ياروم لا تستطيع ان تنسى صورة الرجل الذي كان ملقى فوق مولد كهربائي ورأسه متدلية الى جانبه وقد غطى الدم وجهه.
جريدة البلاد فيالأثنين الموافق16 القعدة 1428هـ
وقفت احداهن للتصوير وهي تنظف جثة فلسطيني واخرى قامت بتجريد رجل من كل ملابسه حتى اصبح بثيابه الداخلية وساعدت ثالثة في التستر على اساءة معاملة صبي فلسطيني. وتصارع النساء الست اللائي ظهرن في الفيلم الوثائقي "لترى ما إذا كنت ابتسم" ذكريات خدمتهن العسكرية الإجبارية اللائي يردن محوها الى حد ما. ولكن بعد سنوات من محاولة دفن الماضي تحدثن صراحة في فيلم يكشف الجانب الأكثر ظلاما لاحتلال اسرائيل الذي بدأ قبل 40 عاما للأراضي الفلسطينية ويبحث تأثيرها على جيل من الشبان والشابات.
وقالت المخرجة تامار ياروم من السهل إنهاء خدمتك العسكرية والقاؤها وراء ظهرك. ولكن هؤلاء الفتيات يتحدثن عن قصصهن الشخصية..والتي ليست دائما لطيفة..ليوضحن للناس ما يجري. وقضت كل هؤلاء النساء باستثناء واحدة هذا الوقت كمجندة في الاراضي الفلسطينية خلال الانتفاضة التي اندلعت عام 2000 . ويسردن في هذا الفيلم ذكرياتهن عن تلك الفترة ويصفن كيف تمكن من مواجهة نعرة الرجولة بالجيش والاحساس المتبقي بالذنب لما رأتهن. وقالت فتاة كانت تريد انقاذ الارواح كمسعفة ان الامر انتهى بها بتنظيف جثث لإخفاء معالم التعرض لانتهاكات الجنود الاسرائيليين.
وظهرت هذه الفتاة لأول مرة منذ سنوات في صورة لها مع فلسطيني ميت. وقالت وهي تذرف الدموع كيف اعتقدت انني يمكن ان أنسى. وعلى الرغم من انه لا يتم الدفع بالمجندات الى خطوط المواجهة فان اسرائيل احدى دول تفرض الخدمة العسكرية على النساء. وتهدف ياروم الى تسليط الضوء على مدى هشاشة بعض المجندات واللائي يبدأ كثيرات منهن الخدمة العسكرية وهن مازلن في طور المراهقة والعنف الذي يتم اقحامهن فيه. وقالت ياروم تتوقعون ان تكون النساء اكثر حساسية للمعاناة واكثر تعاطفا مع الجانب الاخر. ولكن قوة الفيلم في كيفية انه يظهر ما يحدث للبشر في موقف مشوه كهذا وكيف ان النساء غير مستثنيات.
وتأمل ياروم ان يدفع الفيلم الوثائقي الى القيام بدراسة متأنية في اسرائيل حيث تعد الخدمة العسكرية جزءا اساسيا من الهوية الوطنية وتشجيع الجنود السابقين المتألمين الاخرين على التحدث عن العنف الذي ربما قاموا به او شاهدوه. وقالت هذا البلد في غيبوبة. مع كل هذه القنابل والهجمات فاننا مخدرون. الناس يشعرون اننا في حرب من اجل البقاء وانه من الافضل عدم انتقاد الجنود لانهم هم من يحموننا. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان الجنود يلتزمون بميثاق اخلاقي صارم وانه عندما ينتهك هذا الميثاق في حالات استثنائية يتم اجراء تحقيق. واضاف ان عدد الانتهاكات الاخلاقية التي كان الفلسطينيون طرفا فيها "تراجعت بشكل ملائم" منذ الاحداث التي سردت في الفيلم الوثائقي.
وتتوقع ياروم ان يثير هذا الفيلم الذي من المقرر عرضه في التلفزيون في مطلع الاسبوع انتقادات من جانب كل من اليسار الاسرائيلي بسبب تصويرها المتعاطف مع المجندات واليمين الذي كثيرا ما يحجم عن انتقاد الجيش. وقالت ياروم ان التجربة الشخصية دفعتها الى صنع هذا الفيلم. وكمجندة دعم خلال الانتفاضة الاولى التي وقعت في الثمانينات رأت احد ضحايا التعذيب من الفلسطينيين ولكنها لم تستطع التحدث علانية عن ذلك. وبعد 20 عاما تقريبا مازالت ياروم لا تستطيع ان تنسى صورة الرجل الذي كان ملقى فوق مولد كهربائي ورأسه متدلية الى جانبه وقد غطى الدم وجهه.
جريدة البلاد فيالأثنين الموافق16 القعدة 1428هـ