كاشغر الصينية.. مدينة العشرة آلاف مسجد
تعد منطقة شينجيانغ أهم منطقة مكتظة بأبناء قومية الويغور وهي إحدى الأقليات القومية المشهورة بالصين. أما مدينة كاشغر الواقعة بجنوبي شينجيانغ فهى أشهر المناطق ذات خصائص القومية الويغورية والدين الاسلامي في شينجيانغ وبالصين. يحتل عدد السكان من قومية الويغور تسعين بالمائة من إجمالي سكان المدينة. لذلك يقول الناس إن الزائر الذي لم يزر كاشغر رغم زيارته لشينجيانغ فكأنه لم يزر شينجيانغ. وقد زار مراسل إذاعتنا مؤخرا هذه المدينة. وفي حلقة اليوم تستمعون الى هذه الزيارة.
ويعتنق معظم سكان مدينة كاشغر الدين الاسلامي ويوجد في المدينة حوالى عشرة آلاف مسجد بمختلف الأحجام. وأشهرها مسجد هيتغاه الذي يقع في مركز المدينة وهو رمز لها. بنى هذا المسجد في عام 1442 الميلادي أي يعود تاريخه الى أكثر من خمسمائة سنة ويعتبر أحد المساجد الأربعة الكبرى بالصين. ويتراوح معدل عدد المسلمين المصلين في كل صلاة داخل المسجد بين ألف وألفين شخص. وفي يوم الجمعة يزداد عددهم حتى يصل الى عشرين ألف شخص تقريبا. أما أروع مشهد في المسجد فهو في عيد الفطر وعيد الأضحى المباركين بحيث يبلغ عدد المسلمين داخل المسجد لأداء الصلوات حوالى ثمانين ألف شخص حتى تصبح الطرق والشوارع خارج المسجد مزدحمة بالناس.
ويقول السيد جوماي الإمام الكبير والمشرف على شئون المسجد إن الحكومة المركزية وحكومة شينجيانغ المحلية خصصتا أموالا كثيرة لصيانة وترميم المسجد. ومنذ عام 1949 بعد تأسيس الصين الجديدة تم ترميم المسجد احدى عشرة مرة. وتم من خلالها توسيع مساحة فناء المسجد وبنيت منشآت جديدة كالحمامات ومغاسل الوضوء الجديدة وقاعة إلقاء المحاضرات وغيرها. الأمر الذي وفّر ظروفا ملائمة وتسهيلات أكثر للمسلمين المشاركين في الأنشطة الدينية داخل المسجد. وتقع مدينة كاشغر في منطقة نائية حدودية بغربي الصين. واقتصادها ما زال متخلفا نسبيا. لذلك وضعت الحكومة المحلية قضية مساعدة الفلاحين الفقراء وخاصة المواطنين المسلمين ليتخلصوا من الفقر على رأس أولويات مهامها في الوقت الحاضر. وثمة مركز لتدريب وإعداد الخيّاطات تتعلم فيه عشرات الفتيات فن الخياطة معظمهن من قومية الويغور. وقال المسئول إن المركز تأسّس قبل خمسة أعوام تم خلالها تدريب وإعداد أكثر من ألف خيّاط وخيّاطة وجد معظمهم فرص الأعمال في المجتمع.
والجدير بالذكر أن المنطقة تشتهر بفن العزف للمقامات الإثني عشر وهى فن شعبي عريق يجمع الموسيقى والرقص والغناء في آن واحد. وفي عام 2005 أدرجت منظمة اليونيسكو هذا الفن ضمن قائمة التراث الثقافي الشفوي غير المادي للبشرية. وتعد محافظة شا تشه بمدينة كاشغر موطن هذا الفن الأصيل إذ يوجد فيها عدد من الفنانين الماهرين لعزف المقامات الإثني عشر. ودائما ما يسافرون الى الخارج لتقديم العروض في الدول الأجنبية تلبية لدعوات منها. وقدمت الحكومة ضمانا ودعما ماديا لتطوير هذا الفن الشعبي العريق ويسعدنا هذا كثيرا. وأصبحنا الان مسنين سنغادر هذا العالم عاجلا أو آجلا، إلا أننا على ثقة بأن هذا التراث الفني سيتوارثه أبناؤنا جيلا بعد جيلا ويتطور تطورا مستمرا
جريدة البلاد7/11/1428هـ ص12
جريدة البلاد7/11/1428هـ ص12
تعليق