حديث الناس
من المسئول؟ .. قضية الطائف أسبابها الانفصام ..شقيقان انحرفا لأسباب البطالة
مكة المكرمة - خالد محمد الحسيني
في قضية قتل العم لابن شقيقه في الطائف ظهر واضحاً أن الجاني فصل من عمله وشقيقه يعيش "بطالة" ما هو الدرس المستفاد؟
قضية الطائف
نشرت الصحف الأسبوع الماضي قضية "قتل" مؤلمة أقدم عليها أحد المواطنين بقتله "ابن اخيه" وفصل رأسه عن جسدة وجاءنا الخبر أن "القاتل" يعاني من "انفصام وجداني"أُصيب به لأسباب فصله من عمله لأسباب تهمة "ملفقة" وأصبح بدون عمل وعانى من "البطالة" وتقدم للشؤون الاجتماعية لطلب مساعدة مالية وقرر له 700 ريال فرفضها وبقي حبيس داره.. وللقاتل شقيق آخر يعاني من البطالة وعدم الحصول على الوظيفة وقام بتمزيق شهادة الثانوية العامة وبقي في منزله.
حملة الثانوية
ورد في الخبر ان شقيق الجاني مزق شهادة الثانوية لأنه بحث بها عن عمل ولم يجد مما عاد عليه باليأس والألم النفسي بمعنى ان السبب الرئيسي لسوء حالة الشقيق كانت لأسباب انه لم يجد ما يساعده على حياته حتى في القطاع الخاص لأن مؤهل "الثانوية" اصبح من المؤهلات التي لا ينظر لها في القطاع العام وان حصل ذلك فتكون وظيفة خارج "السلم الوظيفي" للمراتب او في وظائف مؤقتة وبرواتب متدنية جداً لا تساعد الموظف على الحياة ودخول مسابقات وفرص ضئيلة.. اذ تعلن 2000 راغب.. مما يدل على وجود نسبة كبيرة من العاطلين. - الإدارات عن وظيفتين مثلا ويتقدم لها اكثر من 1500
أهمية العمل
معاناة الناس مع "شُح الوظائف" يدفعهم للتصرف الذي لا يتفق مع الطبيعة البشرية و لما يسمى "الانحراف" لأسباب نفسية وضغوط اجتماعية وهو ما حصل في حادثة الطائف وأيضاً لابد للشخص من مصدر رزق يؤثر فيه وبشدة عدم توفره ويعمل على ان ينظر لنفسه نظرة "دونية" تساعد على أن يخرج على المألوف من التصرفات خاصة مع وجود الحاجة للعمل ومصدر الرزق للحياة.
كم عاطلاً في البلاد؟
وأسأل كم عاطلاً في بلادنا؟! إذا اعتمدنا على مشاهدات وما تنشره الصحف وما يتحدث عنه العاملون في الجهات الأمنية ونتائج الدراسات الاجتماعية والنفسية عدا الحالات التي لم تدخل في الحالات "المعلنة". 700 ريال كما اسأل ماذا تفعل 700 ريال لشخص في الشهر وهو ما قدمته الشؤون الاجتماعية للجاني بمعنى ان مخصص اليوم الواحد 23 ريالاً.. ماذا يعني هذا المبلغ للشخص؟!
العاطلات
وتستمر الأسئلة وأعرف أن هناك "عاطلات" أيضاً من البنات والسيدات صاحبات الحاجات والمؤهلات الأمر الذي يدعونا لوضع حلول عاجلة حتى لا تؤثر هذه "العطالة" في "الأسوياء" من بناتنا وقد سبق أن تعرضنا لهذا الأمر أكثر من مرة في أكثر من "تقرير" وتسجل الصحف وتستقبل الاجهزة الحكومية والمؤسسات الخاصة بشكل يومي عشرات بل مئات "الملفات" للراغبين والراغبات.
مشكلة قديمة
إن مشكلة انعدام الوظائف أصبحت من المشاكل القديمة والتي لا أقول إنها "استعصت" على الحلول لكن أقول إن الحلول المطروحة لم تخضع للدراسة الوافية ولم تأخذ في الاعتبار اثر هذا الأمر على حياة الناس.. وترتفع الاصوات من هنا وهناك عن عدم وجود عمل لدى كثير من الناس خاصة بعض الشباب من "المؤهلين والمؤهلات" فما هو حال حملة الثانوية "اليوم"؟
دور القطاع الخاص
ونردد ونكرر ونسأل دائما ما هو دور القطاع الخاص؟ ويجيب بعض المسئولين فيه ان القطاع الخاص يحتاج الى مواطن ومواطنة مؤهلين للعمل وبحدود "ضيقة" لا تصل الى حاجة القطاع العام وان الرواتب المدفوعة لا ترضي ابن الوطن في الوقت الذي يقبل بها "الوافد" وغير ذلك من الأسباب.
الحد الأدنى للأجور
ومع عدم وجود حد أدنى للأجور يظل مصير المتقدمين والمتقدمات بأيدي اصحاب العلاقة في القطاع الخاص مع "انحسار" و"ندرة" الوظائف في القطاع العام.
بحث اجتماعي نفسي
نريد أن تدخل الجامعات في القضية.. نريد بحثاً ميدانياً اجتماعياً نفسياً يحدد لنا وبدراسة مقننة إلى أين وصلت معاناتنا مع انعدام الوظائف ومصدر الرزق وكم عدد العاطلين والعاطلات؟ والأثر النفسي والاجتماعي لخلو الإنسان من مصدر رزق . قضية الطائف هاجس قديم مازلنا ننتظر من يوقفه "آلامه وتأثيره".. أين الوظيفة للناس سواء المؤهل أو غيره في قطاعاتنا العامة والخاصة؟
هذا مانشرته جريدة البلاد في صفحتها الأخيرة اليوم الخميس الموافق 28/10/1428هـ
هذا مانشرته جريدة البلاد في صفحتها الأخيرة اليوم الخميس الموافق 28/10/1428هـ
تعليق