. عبدالعزيز حسين الصويغ
انفعل السيد ياسر عبد ربه مستشار رئيس السلطة الفلسطينية على مذيع قناة (الجزيرة) الذي وجّه له سؤالاً حول علاقة السلطة بإسرائيل وحماس، وأيُّهما هو الأكثر عداءً من وجهة نظر السلطة الفلسطينية، وصدرت منه ألفاظ لم يسبق وأن سمعتها من الرجل من قبل. لكنَّ الحقيقة التي حاول أن ينكرها السيد عبدربه هي أن السلطة اليوم أقرب إلى إسرائيل منها إلى حماس، ورئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس (أبو مازن) هو أقرب إلى رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت منه من قادة حماس أو غيرهم من القادة والرفاق الفلسطينيين. لذا أصبحت اللقاءات بين الرجلين تتم في أجواء تدل على حميمية لم يحققها خصوم، حتى لا نقول أعداء متضادين من قبل.
** **
وبينما يرفض أبومازن أن يمد يده حتى بالتحية، أو لسانه ولو بتصريح إيجابي واحد يمكن أن يشير إلى إمكانية ولو بسيطة في اللقاء بينه وبين قادة حماس، لا يتحرّج أن يمد كلتا يديه بكل حرارة ليصافح أولمرت، ويلتقي معه، ليس مرة واحدة، ولا اثنتين، بل ثلاثًا وأكثر، دون تحفظ.. حتى ولو كانت تلك اللقاءات تتم على حساب الشعب الفلسطيني، وتحقق مكاسب وصفتها الصحافة الإسرائيلية بأنها «تفوق الخيال» لإسرائيل!!
** **
فقد أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن استئناف اللقاءات بين عباس / أولمرت قد أدّى إلى تحسن وضع إسرائيل بشكل غير مسبوق. وقال (بن كاسبيت) كبير المعلقين في صحيفة «معاريف»: إن دول وحكومات العالم أصبحت تُعبّر عن «مواقف عاطفة على (إسرائيل) فقط؛ بسبب استئناف اللقاءات بين (إسرائيل) والسلطة، دون أن تُبدي اهتمامًا كبيرًا بفحوى هذه اللقاءات ونتائجها». ومن ناحيته قال (أمنون أبراموفيتش) المعلّق في التلفزيون الإسرائيلي: «لاحظوا.. لقد قتل جيشنا في 24 سـاعـة عشـرة من الفلسـطينيين من بينهم أطفال، دون أن تحدث ردة فعل عالمية واحدة تُذكر»!!
** **
وتؤكد القناة العاشرة بتلفزيون إسرائيل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد شدّد على مسامع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن أيَّ تقدم في الاتّصالات بين إسرائيل والسلطة سيكون مرهونًا فقط بزيادة عمليات القمع والمطاردة التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة ضد نشطاء ومؤسسات حركة «حماس» في الضفة الغربية. لذا لا أدري لماذا غضب السيد ياسر عبدربه لسؤال لم يخرج عن الواقع العملي الذي يدركه كل متابع لمسار التفاوض بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية!
نافذة صغيرة:
(إن التعاطف الذي يُبديه العالم صوب (إسـرائيل)، وتسامحه معها، رغم ما تقوم به من عمليات عسكرية تخلّف قتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين هو حقيقة أن العالم يُشـاهد أنـه رغم ما تقوم به إسـرائيل، فإن أبو مازن يواصل اللقاء مع رئيـس الوزراء الإسـرائيلي إيهود أولمرت.) عوفر شيلح - قناة التلفزة العاشرة الإسرائيلية
جريدة المدينة الصادرة يوم الثلاثاء 26/10/1428هـ
الكاتب كان مدير فرع الخارجيه بجده والآن هو سفير
تعليق