العادات والتقاليد لم تعد كالسابق في عصر المتغيرات فدخل عليها التغييير
سلباً او إيجاباً لذلك يجب علينا المحافظة على جميع عاداتنا وتقاليدنا والتي
تميزنا عن المجتمعات وترك ما ورثناه من عادات وقيم سلبية واستبدالها
بعادات وتقاليد جديدة تتماشى مع تعاليم ديننا الاسلامي
في هذا الموضوع تجربة لمعرفة كيفية تغير العادات من جيل إلى جيل
اترككم مع الموضوع الذي يقول فيه كاتبه :
إنها تجربة قام بها مجموعة من العلماء ليدرسوا ، كيف تنتقل بعض العادات
من جيل إلى جيل ومن زمن إلى زمن أو بعبارة أخرى من سلف إلى خلف
مع اختلاف الظروف والأسباب الداعية لها بل وغياب الثمرة المرجوة من فعل
تلك العادات ! والأدهى والأمر من ذلك حرص الخلف على ترسم تلك العادات
شبراً بشبر وذراعاً بذراع أكثر من أصحابها المنشئين لتلك العادات ! بل ويكون
التعصب لهذه العادات الموروثة أَشَدُّ والدفاع عنها أَحَدُّ ، ويتهم من يخالف تلك
العادة بالتمرد على الأعراف الاجتماعية ، والقاصمة أن تجعل تلك العادة ديناً
فيكفر أو يفسق أو يؤثم من لم يدن بتلك العادة أو يرضاها طريقة له ...
ملخص تلك التجربة هي أنه : وُضع ثلاثة قرود في قفص ، ووضع في أعلى
القفص عِذقاً من الموز ، فقام أحد القرود بمحاولة الصعود لقطف الموز
فقام الباحثون برش القرد برشاش ماء بارد ..
وبعدها صعد القرد الثاني ليكرر المحاولة فقصفوا هذا الثاني والبقية كذلك
برشاش الماء البارد ... وعند قيام الثالث بنفس المحاولة منعوه بقية القردة
من الصعود لكي لا يقصفوا بالماء البارد ..!
قام الباحثون بإخراج أحد القردة وإدخال قرد جديد فأول ما بدأ به هذا الجديد
المسكين هو الصعود نحو الموز ، ولكن ما حدث هو أن القردين الأوليْن
منعوه من ذلك من تلقاء أنفسهم دون الحاجة إلى قصف الرشاش البارد ...
وهذه نتيجة منطقية . فالقردان الأوليان ذوا خبرة وتجربة أكثر من هذا الغِرِّ
الجديد ... ثم أُخرج قرد آخر من القدماء وأُدخل مكانه قرد جديد ، الذي صعد
بدوره نحو الموز ولكن منعه القردان اللذان قبله ، أما الأول فلأنه سبق وأن
قصف بالماء مما أكسبه خبرة وتجربة ..
ولكن ما بال الثاني ؟ مع أنه لم يمس جلده الماء قط ؟ إنه مبدأ "مع الخيل يا شقرا"
فلأنه رأى الأوليْن فعلا شيئاً ففعل مثلهما...
وهكذا تم أخراج القرد الثالث وإبدالهم بغيره ... وأظن ما سيحدث بعد ذلك سيكون
واضحا للقارئ الحصيف إلى مائة قرد يخرجون ويدخلون ....
قد يبدوا هذا المشهد مضحكا لمن يقرأه بالأحرف مسطوراً .. بل هو أشد إضحاكا
لمن يراه مجسداً منظوراً...
ولكننا يا سادة نفعل الشيء ذاته في كثير من شئوننا التي نعالجها ؛ سواءا كانت أفكارا
أو آراءاً أو سلوكيات ... كل ما عليك أخي القارئ هو أن تضع أي عادة أو فكرة
أو سلوك لا ترى لها سببا واضحاً ومقنعاً في حياتك بدلاً من "الصعود نحو عذق الموز"
ثم تسأل نفسك :
من أول من فعل هذا ... ؟
لماذا أقلد غيري في هذا ... ؟
ولماذا غيري يفعل هذا ... ؟
وهل غيري مستفيد من هذا ... ؟
وهل أنا مثل غيري فأعمل مثل هذا ... ؟
وكان شجاعاً في اتخاذك قرارك إما بالتخلي عن تلك العادة و إما بامتلاكك
للإجابة الشافية الكافية لمن يسألك يوماً ما : لماذا تفعل هذا ؟؟!
(ملاحظة : هذا المقال ليس له علاقة بنظرية التطور
بل هو مستمد من قوله "وإن لكم في الأنعام لعبرة")
==========
تجربة القرود
أحمد الحازمي / صيدالفوائد
تعليق